الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش

          2380- الثَّاني عشر بعد المئتين: عن سُميٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرَّحمن عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ فوجد بئراً، فنزل فيها فشربَ ثمَّ خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ(1) يأكلُ الثَّرى من العطشِ، فقال الرَّجل: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الَّذي كان بلغَ منِّي، فنزل البئرَ فملأ خفَّه ماءً، ثمَّ أمسكَه بفيه حتَّى رَقيَ، فسقى الكلبَ فشكرَ اللهُ له فغفرَ له. قالوا: يا رسولَ الله؛ وإنَّ لنا في البهائمِ أجراً؟! / فقال: في كلِّ كَبدٍ رَطْبةٍ أجرٌ». [خ¦2363]
          وأخرجا من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم: «أنَّ امرأةً بغيَّاً رأت كلباً في يومٍ حارٍّ يُطيفُ ببئرٍ، قد أَدلعَ لسانَه من العطشِ، فنزعت له موقَها(2)، فغُفرَ لها». [خ¦3321]
          وفي حديث أيُّوبَ عن محمَّدِ بن سيرينَ: «بينما كلبٌ يُطيفُ بركيَّةٍ قد كاد يقتُلُه العطشُ، إذ رأته بغيٌّ من بغايا بني إسرائيلَ، فنزعَت موقَها فاستقَتْ له به، فسقَتْه إيَّاه، فغُفرَ لها به».
          وأخرج البخاريُّ من حديث عبد الله بن دينارٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم: «أنَّ رجلاً رأى كلباً يأكلُ الثَّرى(3) من العطشِ، فأخذ الرَّجلُ خُفَّه، فجعلَ يغرِفُ له به حتَّى أرواه، فشكرَ اللهُ له فأدخلَه الجنَّةَ». [خ¦173]


[1] لهَثَ الكلبُ يَلهَث إذا أَدْلَع لسانَه من العطش، وأَدْلَع: أخرج.
[2] المُوقُ: الخُفُّ ها هنا.
[3] سقط قوله: (الثرى) من (ت).