الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أصدق ذو اليدين

          2413- الخامس والأربعون بعد المئتين: عن محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسول الله صلعم انصرف من اثنتَين، فقال له ذو اليدَين: أقُصِرَت الصَّلاةُ أم نَسيتَ يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلعم: أصدقَ ذو اليدَين؟ فقال النَّاس: نعم؛ فقام رسول الله صلعم فصلَّى اثنتَين أُخرَيين ثمَّ سلَّم، ثمَّ كبَّر، ثمَّ سجد مثلَ سجودِه أو أطولَ، ثمَّ رفعَ، ثمَّ كبَّر فسجدَ مثلَ سجوده، ثمَّ رفعَ». [خ¦714]
          وفي حديث سلَمةَ بن علْقَمةَ: قلت لمحمَّد _يعني ابن سيرينَ_ : في سجدتَي السَّهو تَشَهُّدٌ؟ فقال: ليس في حديث أبي هريرةَ. [خ¦1228]
          وفي حديث يزيدَ بن إبراهيمَ عن محمَّد عن أبي هريرةَ قال: «صلَّى النَّبيُّ صلعم إحدى صلاتَي العشيِّ(1) _قال محمَّد: وأكثرُ(2) ظنِّي العصرَ_ ركعتَينِ، ثمَّ سلَّم، ثمَّ قام إلى خشبةٍ في مُقدَّم المسجد، فوضع يدَه عليها، وفيهم أبو بكرٍ وعمرُ، فهابا أن يكلِّماه، وخرجَ سَرَعانُ النَّاس، فقالوا: قُصِرَت الصَّلاةُ، ورجلٌ يدعوه النَّبيُّ صلعم: ذا اليدين، فقال: يا نبيَّ الله؛ أنسيتَ أم قُصِرَت؟ فقال: لم أنسَ / ولم تُقصَرْ. قال: بلى، قد نسيتَ، قال: صدقَ ذو اليدَين. فقام فصلَّى رَكعتَين ثمَّ سلَّمَ، ثمَّ كبَّر فسجَد مثلَ سجودِه أو أطولَ، ثمَّ رفع رأسَه فكبَّر، ثمَّ وضعَ رأسَه فكبَّر، فسجد مثلَ سجوده أو أطولَ، ثمَّ رفَعَ رأسَه وكبَّر»(3).
          وفي حديث سفيانَ بن عُيينةَ عن أيُّوبَ نحوُه، وفيه: «ثمَّ أتى جِذعاً في قِبلةِ المسجد، فاستند إليه مُغضَباً، وفيه: فقام ذو اليدَين فقال: يا رسول الله؛ أقُصِرَتِ الصَّلاةُ أم نَسيتَ؟ فنظر النَّبيُّ صلعم يميناً وشِمالاً فقال: ما يقولُ ذو اليدَين؟ قالوا: صدق؛ لم تُصَلِّ إلَّا رَكعتَين، فصلَّى ركعتينِ(4) وسلَّم، ثمَّ كبَّر ثمَّ سجَد، ثمَّ كبَّر فرفَعَ، ثمَّ كبَّر و(5) سجَد، ثمَّ كبَّر ورفَع». وقال: وأُخبِرتُ عن عمرانَ بن حُصينٍ أنَّه قال: «وسلَّمَ»(6).
          وأخرجه البخاريُّ من حديث سعدِ بن إبراهيمَ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: «صلَّى النَّبيُّ صلعم الظُّهرَ ركعتينِ، فقيل: صلَّيتَ ركعتَين، فصلَّى رَكعتَينِ ثمَّ سلَّم، ثمَّ سجد سجدتَينِ».
          وفي رواية آدمَ عن شعبةَ عن سعدٍ: «صلَّى بنا النَّبيُّ صلعم الظُّهرَ أو العصرَ فسلَّم، فقال له ذو اليدَين: الصَّلاةُ يا رسول الله، أَنَقصَت؟ فقال النَّبيُّ صلعم لأصحابه: أَحَقٌّ ما يقول؟ قالوا: نعم، فصلَّى ركعتَين أُخراوَين، ثمَّ سجد سجدتَين». قال سعدٌ: «ورأيت عروةَ بن الزُّبير صلَّى من المغرِبِ رَكعتَين فسلَّم وتكلَّم، ثمَّ صلَّى ما بقيَ وسجدَ سجدتَينِ وقال: هكذا فعل النَّبيُّ صلعم». / [خ¦715]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث أبي سفيانَ مولى ابن أبي أحمدَ قال: سمعتُ أبا هريرةَ يقول: «صلَّى لنا رسول الله صلعم صلاةَ العصرِ، فسلَّم في ركعتَينِ، فقام ذو اليدَين فقال: أَقُصِرت الصَّلاةُ يا رسول الله أم نَسيتَ؟ فقال رسول الله صلعم: كلُّ ذلك لم يكنْ. فقال: قد كان بعضُ ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله صلعم على النَّاس فقال: أصدقَ ذو اليدَين؟ فقالوا: نعم يا رسول الله، فأتَمَّ رسول الله صلعم ما بقيَ من الصَّلاة، ثمَّ سجد سجدتَينِ وهو جالسٌ بعدَ التَّسليمِ».
          وأخرجه أيضاً من حديث يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسول الله صلعم صلَّى ركعتَينِ من صلاة الظُّهر ثمَّ سلَّم، فأتاه رجلٌ من بني سُليمٍ فقال: يا رسول الله؛ أقُصِرتِ الصَّلاةُ أم نَسيتَ؟...». وساقَ الحديثَ.


[1] في (ت): (العشاء)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[2] في (الحموي): (وأكبر)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[3] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه الرواية للبخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░1229▒.
[4] سقط قوله: (فصلى ركعتين) من (ت).
[5] في (ت): (ثمّ)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[6] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ، وهذه لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░573▒.