الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: قال الله: أنفق عليك

          2476- الثَّامن بعد الثَّلاث مئة: عن مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «قال الله: أنفِقْ [يُنفَقْ] عليك» لم يزد. وهكذا أخرجه البخاريُّ من حديث مالكٍ.
          وأخرجه(1) أيضاً من حديث شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بمثله، وزاد في أوَّله: «نحن الآخرون السَّابقونَ يومَ القيامة».
          وفيه: وقال: «ويدُ الله مَلأى لا يَغيضُها نفقةٌ(2)، سحَّاءُ اللَّيلَ والنَّهارَ(3)». وقال:«أرأيتم ما أنفقَ منذ خلقَ السَّماء والأرضَ، فإنَّه لم يَغِضْ ما في يده، وكان عرشُه على الماء، وبيده الميزانُ يخفِضُ ويرفَعُ». [خ¦5352]
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث همَّامٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم / قال: «يمين الله ملأى لا يَغيضُها نفقةٌ، سحَّاءُ اللَّيل والنَّهار، أرأيتم ما أنفقَ منذ خلقَ السَّماوات والأرض، فإنَّه لم يَنقُصْ ما في يمينه، وعرشُه على الماء، وبيده الأخرى الفَيضُ _أو القَبضُ_ يرفَعُ ويخفِضُ». [خ¦7419]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ يبلغُ به النَّبيَّ صلعم قال: «قال الله تبارك وتعالى: يا ابنَ آدمَ؛ أَنفِقْ أُنفقْ عليكَ. وقال: يمينُ الله مَلأى سحَّاءُ لا يَغيضُها شيءٌ اللَّيلَ والنَّهارَ».
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «إنَّ اللهَ قال لي(4) : أَنفِقْ أُنفِقْ عليك. وقال رسول الله صلعم: يمينُ الله مَلأى لا يَغيضُها، سحَّاءُ اللَّيل والنَّهار، أرأيتم ما أنفَقَ منذ خلقَ السَّماء والأرضَ، فإنَّه لم يَغِضْ ما في يمينه. قال: وعرشُه على الماء، وبيده الأخرى القبضُ، يرفَع ويخفِض».


[1] زاد في (ت): (مسلم)، وهو خطأ.
[2] لا يغيضها شيء الليلَ والنهارَ: أي لا ينقصها ولايغنيها شيء مدة الليل والنهار أي ما داما، والغيض النقصان، يقال: غاض الماء يغيض غيضاً إذا غار وذهب وغاضه الله يُغيضه إذا أذهبه لازم وواقع.
[3] يمين الله سحَّاء: أي دائمة الصب، وكذلك دِيمة هطلاء، ولا يستعمل في هذا أفعل، والسَّحُّ الصبُّ، ويقال: سحابةٌ سَحوح، أي كثيرة الصبِّ، وشاةٌ ساحٌ أي سمينة، كأنها تسِحُّ الودَك أي تصبُّه سحَّاً، وفرسٌ مِسَحٌّ أي سريعةٌ يشتدُّ عَدْوُها تشبيهاً بانصباب المطر.
[4] سقط قوله: (لي) من (ت).