الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: هذا من أهل النار

          2187- التَّاسع عشر: عن الزهريِّ عن ابن المسيَّب عن أبي هريرةَ قال: «شهِدْنا مع رسول الله صلعم خَيبرَ، فقال لرجلٍ ممَّن يُدْعى بالإسلام: هذا من أهل النَّار! فلمَّا حضَرْنا القتالَ قاتَل الرَّجلُ قتالاً شديداً، فأصابتْهُ جِراحةٌ، فقيل: يا رسول الله؛ الرَّجل الَّذي قلتَ آنفاً: إنَّه من أهلِ النَّار. فإنَّه قد قاتَل اليومَ قتالاً شديداً وقد مات، فقال النَّبيُّ صلعم: إلى النَّار! فكاد بعضُ المسلمين(1) أن يرتابَ(2)، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنَّه لم يمتْ، ولكنَّ به جِراحاً شديدةً، فلمَّا كان من اللَّيل لم يصبِرْ على الجِراح فقتلَ نفسَه، فأُخبِر النَّبيُّ صلعم، فقال: الله أكبر! أشهد أنِّي عبدُ الله ورسوله. ثمَّ أمر بلالاً فنادى في النَّاس: إنَّه لا يدخلُ الجنَّة إلَّا نفسٌ مسلمةٌ، وإنَّ الله يؤيِّد(3) هذاالدِّين بالرَّجل الفاجِر(4)». / [خ¦3062]
          وأخرجه البخاريُّ تعليقاً من حديث الزهريِّ عن ابن المسيَّب وعبد الرَّحمن بن عبد الله بن كعب: أنَّ أبا هريرةَ قال: «شهدنا مع رسول الله صلعم [حُنيناً] (5)...» ومن حديث الزهريِّ عن عبد الرَّحمن بن كعبٍ عن عُبيد الله بن كعبٍ قال: أخبرَني من شهِدَ مع النَّبيِّ صلعم خَيبرَ. [خ¦4204]


[1] في (ت): (القوم)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسخنا من البخاري ومسلم.
[2] الرَّيب والارتيابُ: الشَّكُّ.
[3] الأَيْد: القوَّة، ومنه قولهم: أيَّدَه الله أي قوَّاه وشدَّه.
[4] الفاجِر: المائل عن الحقِّ، ويقال للكاذب: فاجرٌ؛ لأنه مالَ عن الصِّدق.
[5] تصحَّفت في الأصلين إلى: (خيبر)، وما أثبتناه من نسختنا من رواية البخاري.وانظر «فتح الباري» 1/370.