الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته

          2367- التَّاسع والتِّسعون بعد المئة: عن الأعمشِ سليمانَ بن مِهرانَ عن أبي صالحٍ ذكوانَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «صلاةُ الرَّجل في الجماعةِ تُضْعِفُ(1) على صلاتِه في بيتِه وفي سوقِه خمساً وعشرين ضِعفاً، وذلك أنَّه إذا توضَّأ فأحسنَ الوضوءَ، ثمَّ خرج إلى المسجد لا يُخرِجُه إلَّا الصَّلاةُ، لم يخطُ خَطوةً إلَّا رُفعَت له بها درجةٌ وحُطَّ عنه بها خطيئةٌ، فإذا صلَّى لم تزلِ الملائكةُ تصلِّي عليه ما دام في مصلَّاه: اللَّهمَّ صَلِّ عليه، اللَّهمَّ ارحَمْه، ولا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما انتظرَ الصَّلاةَ».
          وفي حديث أبي كُريبٍ وغيرِه عن أبي معاويةَ عن الأعمشِ نحوُه، إلَّا أنَّه قال فيه: «فإذا دخل المسجِدَ كان في الصلاةِ ما كانت الصَّلاةُ تحبِسُه». وزاد في دعاء الملائكة: «اللَّهمَّ اغفِرْ له، اللَّهمَّ تُبْ عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يُحدِثْ فيه». [خ¦477]
          وأخرجا جميعاً فصلاً منه في انتظارِ الصَّلاةِ من حديث مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما دامتِ الصَّلاةُ تَحبِسُه، لا يمنعُه أن ينقلبَ إلى أهلِه إلَّا الصَّلاةُ». / [خ¦445]
          وفي أوَّل حديث البخاري زيادةٌ ليست عند مسلمٍ بهذا الإسناد: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم ما دام في مصلَّاه ما لم يُحدِثْ: اللَّهمَّ اغفر له، اللَّهمَّ ارحَمه». ثمَّ قال متَّصلاً به: «لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ». وذكر الفصلَ الآخر إلى آخره.
          وجعل هذا أبو مسعودٍ من أفراد مسلمٍ وهْماً منه، ولم يتأمَّلْ ما بعد الزِّيادةِ الَّتي في أوَّل حديث البخاريِّ، وهو الَّذي أخرج مسلمٌ بعينِه، فصحَّ أنَّه لهما، والزِّيادةُ من أفراد البخاريِّ بهذا الإسناد.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عبد الرَّحمن بن أبي عمرةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا يزالُ(2) أحدُكم في صلاةٍ ما دامت الصَّلاةُ تَحبِسُه، والملائكةُ تقول: اللَّهمَّ اغفِر له وارحَمه، ما لم يقمْ من مصلَّاه أو يحدِثْ». [خ¦3229]
          ومن حديث سعيد بن أبي سعيدٍ المقبُريِّ عن أبي هريرةَ قال: قال النَّبيُّ صلعم: «لا يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كان في المسجدِ ينتظرُ الصَّلاةَ ما لم يُحدِثْ. فقال رجلٌ أعجميٌّ: ما الحدثُ يا أبا هريرةَ؟ قال: الصَّوتُ، يعني الضَّرطةَ». [خ¦176]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث أيُّوبَ عن محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلعم: «الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم ما دام في مجلِسِه، تقول: اللَّهمَّ اغفِر له، اللَّهمَّ ارحَمه، ما لم يُحدِث، وأحدُكم في صلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ تحبِسُه».
          ومن حديث أبي رافعٍ الصَّائغِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا / يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كان في مصلَّاه ينتظرُ الصَّلاةَ، وتقول الملائكةُ: اللَّهمَّ اغفِر له، اللَّهمَّ ارحَمه، حتَّى ينصرفَ أو يُحدِثَ. قلت: ما يُحدِث؟ قال: يفسو أو يَضرِطُ».
          ومن حديث الزهريِّ عن الأعرج عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «أحدُكم ما قعد ينتظرُ الصَّلاةَ في صلاةٍ ما لم يحدِثْ، تدعو له الملائكةُ: اللَّهمَّ اغفِر له، اللَّهمَّ ارحَمه».
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بنحوِه.
          وحكى أبو مسعودٍ أنَّ فيه: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: (3) الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم ما دام في مصلَّاه»].


[1] أَضْعَفتُ الشيءَ إضعافاً وضَعَّفته تضعيفاً وضاعَفته مُضاعفة، وهو أن يزاد على الشيء فيجعل مثلين، والمضعوف: الشيء المضاعف، والضِّعف المثل إلى ما زاد، قاله الخليل.
[2] سقط قوله: (لا يزال) من (ت)، وهو في نسختنا من رواية البخاري: (إنَّ أحدكم).
[3] زاد في (الحموي): (إنَّ).