الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تتركون المدينة على خير ما كانت لا

          2203- الخامس والثَّلاثون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ عن أبي هريرةَ قال: / سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «تتركونَ المدينةَ على خيرِ ما كانتْ لا يغشاها إلَّا العَوَافي(1) _يريد عَوافيَ السِّباعِ والطَّير_ وآخِرُ من يُحشَرُ راعيان من مُزَينةَ يريدانِ المدينةَ، ينْعِقَان(2) بغنمِهما فيجدانِها وحوشاً، حتَّى إذا بلغا ثَنيَّةَ الوداعِ خرَّا على وجوهِهما». [خ¦1874]
          وفي حديث حرملةَ عن ابن وهبٍ: «المدينةُ ليتركَنَّها أهلُها على خيرِ ما كانتْ مُذلَّلةً(3) للعَوَافي» يعنى السِّباعَ والطَّير.


[1] العَوافي: عوافي الوحوش والطَّير والسِّباع، اجتمع فيها وجهان: أنَّها طالبةٌ لأقواتِها من قولك: عفوتُ فلاناً أعفوه، فأنا عافٍ، والجمع عُفاةٌ إذا أتَوه يطلبون معروفَه، والوجه الآخر طلبُها للعَفَاء، وهو الموضع الخالي الذي لا أنيسَ به، ولا مِلكَ عليه، وفي بعض الحديث: «يرغبون عُفاتَها» أي مراعيَها الدارسةَ الخاليةَ، ويقال: عفا الرَّبع: إذا دَرسَ وصار قَفراً.
[2] نعقَ الرَّاعي بغنمِه: إذا صاح بها ودعاها، ينعِق نعيقاً.
[3] مذلَّلةٌ للسِّباع: أي ممكَّنةٌ لها غيرُ ممنَّعةٍ عليها؛ لخلوِّ المكان وذهابِ أهله عنه.