الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده

          2184- السَّادس عشر: عن الزهريِّ عن سعيدٍ: أنَّ أبا هريرةَ قال: سمعتُ رسول الله صلعم يقول: «جعلَ الله الرَّحمةَ مئةَ جزءٍ، فأمسكَ عنده تسعةً وتسعين، وأنزلَ في الأرض جزءاً واحداً، فمِن ذلك الجزءِ يتراحمُ الخلائقُ، حتَّى ترفعَ الدَّابَّة حافِرَها عن ولدِها خشيةَ أن تصيبَه». [خ¦6000]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث عطاءِ بن أبي رباحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ لله مئةَ رحمةٍ، أنزلَ منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِّ، فبِها يتعاطفون وبها يتراحمون، وبها تعطِفُ الوحشُ على ولدِها، وأخَّرَ الله تسعاً وتسعين رحمةً يرحمُ(1) بها عبادَه يومَ القيامةِ».
          ومن حديث إسماعيلَ بن جعفرٍ عن العلاء بن عبد الرَّحمن بن يعقوبَ عن أبيه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «خلقَ الله مئةَ رحمةٍ، فوضعَ واحدةً بين خلْقِه، وخبَأَ عنده مئةً إلَّا واحدةً».
          وللبخاريِّ من حديث سعيدِ بن أبي سعيدٍ المقبُريِّ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «إنَّ اللهَ خلقَ الرَّحمةَ يومَ خلقَها مئةَ رحمةٍ، فأمسكَ عنده تسعةً وتسعين رحمةً(2)، وأرسل في خلقِه كلِّهم رحمةً واحدةً، فلو يعلمُ الكافرُ بكلِّ / الَّذي عندَ الله من الرَّحمةِ لم ييأسْ(3) من الجنَّة، ولو يعلمُ المؤمنُ بكلِّ الذي عندَ الله من العذابِ لم يأمنْ من النَّار». [خ¦6469]


[1] زاد في (ت): (الله)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] سقط قوله: (رحمة) من (ق)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[3] في (ت) ونسخة في هامش (ق): (يأيس)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من رواية البخاري.