الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن لله ملائكةً يطوفون في الطريق يلتمسون

          2479- الحادي عشر بعد الثَّلاث مئة: عن سليمانَ بن مِهرانَ الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ لله ملائكةً يطوفون في الطَّريق يلتمِسون أهلَ الذِّكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادَوا: هلمُّوا إلى حاجتِكم، فيحفُّونهم بأجنحتِهم إلى السَّماء الدُّنيا، قال: فيسألُهم ربُّهم _وهم أعلم بهم_ ما يقولُ عبادي؟ قال: يقولون: يسبِّحونَك ويكبِّرونك ويَحمَدونك ويُمجِّدونك، قال: فيقول: هل رأَوني؟ قال: فيقولون: لا، واللهِ ما رأَوكَ، قال: فيقول: كيف لو رأَوني؟ قال: يقولون: لو رأَوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيداً، وأكثرَ لك تسبيحاً، قال: فيقول: فما يسألون؟ قال: يقولون: يسألونَك الجنَّةَ، قال: يقول: وهل رأَوها؟ قال: يقولون: لا، واللهِ يا ربِّ ما رأوها، يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنَّهم رأَوها كانوا أشدَّ عليها حِرصاً، وأشدَّ لها طَلَباً، وأعظمَ فيها رغبةً، قال: فمِمَّ يتعوَّذون؟ قال: يتعوَّذون من النَّار، قال: فيقول: وهل رأَوها؟ قال: يقولون: لا، واللهِ ما رأَوها، قال: فيقول: فكيف لو رأَوها؟ قال: يقولون: لو رأَوها كانوا أشدَّ منها فِراراً، وأشدَّ لها مخافةً، قال: فيقول: فأُشهِدكم أنِّي قد غفرتُ لهم، قال: يقول مَلَكٌ من الملائكة: فيهم فلانٌ / ليس منهم، إنَّما جاء لحاجةٍ، قال: هم الجلساءُ لا يَشقى بهم(1) جليسُهم». [خ¦6408]
          قال البخاريُّ: رواه شعبةُ عن الأعمشِ ولم يرفَعْه، ورفعه سهيلٌ عن أبيه عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم.
          وأخرجه مسلمٌ من حديث وُهَيبِ بن خالدٍ عن سهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم(2) قال: «إنَّ لله تبارك وتعالى ملائكةً سيَّارةً فُضُلاً يتَّبعون مجالسَ الذِّكر، فإذا وجدوا مجلِساً فيه ذِكرٌ قعدوا معهم، وحفَّ بعضُهم بعضاً بأجنحتهم، حتَّى يملؤوا ما بينهم وبين السَّماء الدُّنيا، فإذا تفرَّقوا عرَجوا وصعِدوا إلى السَّماء، قال: فيسألهم الله ╡ _وهو أعلمُ_ من أين جئتُم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادٍ لك في الأرض، يسبِّحونَك ويكبِّرونك ويهلِّلونَك ويَحمَدونك ويسألونَك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنَّتكَ، قال: وهل رأَوا جنَّتي؟ قالوا: لا، أي ربِّ، قال: فكيف لو رأَوا جنَّتي؟ قالوا: ويستجيرونَك، قال: ومِمَّ يَستجيروني؟ قالوا: من نارِك يارب(3)، قال: وهل رأَوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأَوا ناري، قالوا: يستغفِرونَك، قال: فيقول: قد غفرتُ لهم، فأعطيتُهم ما سألوا، وأجرتُهم ممَّا استجاروا، قال: يقولون: ربِّ فيهم فلانٌ عبدٌ خطَّاءٌ، إنَّما مرَّ فجلسَ معهم، قال: فيقول: وله غفرتُ، هم القومُ لا يشقى بهم جليسُهم». /


[1] سقطت: (بهم) من (الحموي)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[2] سقط قوله: (وأخرجه مسلمٌ من حديث وُهيب بن خالد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلعم) من (الحموي).
[3] سقط قوله: (يا رب) من (ت).