الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون

          2229- الحادي والسِّتُّون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ: عن أبي هريرةَ قال: «استبَّ رجلٌ من المسلمينَ ورجلٌ من اليهودِ، فقال المسلم: والَّذي اصطفى(1) محمَّداً على العالمينَ _في قَسَمٍ يُقسِمُ به_ فقال اليهودي: والَّذي اصطفى موسى على العالمينَ! فرفعَ المسلمُ عند ذلك يدَه فلطمَ اليهوديَّ، فذهب اليهوديُّ إلى رسولِ الله صلعم فأخبرَه الَّذي كان من أمرِه وأمرِ المسلم، فقال: لا تخيِّروني(2) على موسى، فإنَّ النَّاسَ يُصعَقون(3)، فأكونُ أوَّلَ من يُفِيق، فإذا / موسى باطشٌ بجانبِ العرشِ، [فلا](4) أدري أكانَ فيمن صَعِقَ فأفاقَ، أو كان ممَّن استثنى اللهُ ╡». [خ¦3408]
          وأخرجه أيضاً من حديث أبي شهابٍ عن أبي سلمةَ وعبد الرَّحمن بن هُرمُزَ الأعرج عن أبي هريرةَ بنحوِه. [خ¦2411]
          وأخرجاه من حديث عبد الله بن الفضلِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: «بينما يهوديٌّ يعرض سِلعتَه، أُعطيَ بها شيئاً كرهَه، فقال: لا والَّذي اصطفى موسى على البشر، فسمعَه رجلٌ من الأنصار، فقام فلطَمَ وجهَه وقال: تقول: والَّذي اصطفى موسى على البشر! والنَّبيُّ صلعم بين أظهُرِنَا، فذهب إليه فقال: يا أبا القاسِم؛ إنَّ لي ذِمَّةً وعهداً، فما بالُ فلانٍ لَطَمَ وجهي. فقال: لِمَ لطمْتَ وجهَه؟ فذكره، فغضِب النَّبيُّ صلعم حتَّى رُئيَ في وجهِه، ثمَّ قال: لا تُفَضِّلوا بين أنبياءِ الله، فإنَّه يُنفَخُ في الصُّور فيَصعَقُ من في السَّماواتِ ومَن في الأرضِ إلَّا من شاءَ الله، ثمَّ يُنفَخُ فيه أخرى، فأكونُ أوَّلَ من بُعثَ، [فإذا موسى آخذٌ بالعرشِ، فلا أدري أحوسِبَ بصعْقةِ يومِ الطُّور، أم بُعثَ](5) قبلي، ولا أقول: إنَّ أحداً أفضلَ من يونُسَ بن متَّى». / [خ¦3414]
          وليس لعبد الله بن الفضلِ عن الأعرجِ في مسند أبي هريرةَ من الصَّحيحَين غيرُ هذا الحديث الواحِد.
          وأخرج البخاريُّ طرفاً منه تعليقاً من حديث عبد الله بن الفضلِ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «فأكونُ أوَّلَ من بُعِثَ، فإذا موسى آخذٌ بالعرش...» لم يزد. [خ¦7428]
          وليس لعبد الله بن الفضلِ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ في الصَّحيحينِ غيرُ هذا.
          وعند البخاريِّ أيضاً من حديث عامرٍ الشَّعبيِّ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنِّي لأوَّلُ من يرفعُ رأسَه بعد النَّفْخة، فإذا موسى مُتَعلِّقٌ بالعرشِ». [خ¦4813]


[1] اصطفى: اختار وانتخب ورفع وفضَّل.
[2] لا تخيِّروني: لا تفضِّلوني.
[3] الصَّعْق: يكون موتاً ويكون غَشْياً، ودليل الغَشي قوله {وَخَرَّ موسَى صَعِقًا} [الأعراف:143] أي مغشيَّاً عليه دل على ذلك قولُه {فَلَمَّا أَفَاقَ} يقال: أفاق من العِلَّة والغَشية، وبُعِثَ من الموت.
[4] في (ت): (أفلا)، وما أثبتناه من البخاري ومسلم.
[5] سقط ما بين معقفتين من (ت)، وما أثبتناه من البخاري ومسلم.