الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكلأ

          2236- الثَّامن والسِّتُّون: عن الزهريِّ عن أبي سلمةَ وسعيدٍ، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلعم: «لا تَمنعوا فضلَ الماءِ لِتَمنعوا به الكلأَ(1)». [خ¦2354]
          وأخرجاه من حديث مالكٍ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا يُمنَعُ فضلُ الماءِ ليُمنَعَ به الكلأُ». [خ¦2353]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث اللَّيثِ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ كذلك.
          ومن حديث هلالِ بن أسامةَ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا يُباعُ فضلُ الماءِ ليُباعَ به الكلَأُ».
          وحكى أبو مسعودٍ أنَّ مسلماً أخرجَه بهذا الإسناد فقال فيه: «لا يُمنعُ فضلُ / الماءِ ليُمنعَ به الكلأُ».


[1] لا يمنَعُ فضلَ الماءِ ليُمنَعَ به الكلأ: الكلأ المرعى يابِسُه ورطبُه، وقال ابن الأنباريِّ: الكلأ النبات، ومعنى الحديث أنَّ البئر تكون في البادية أو في صحراءَ، ويكون قُربَها كلأ، فإذا ورد عليها واردٌ فغلب على مائها ومنع مَن يأتي بعدَه من الاستقاء منها كان بمنعه الماءَ مانعاً للكلأ؛ لأنه متى ورد رجلٌ بإبله فأرعاها من ذلك الكلأِ ثم لم يسقِها قتلَها العطش، فالمانع من ماء البئر مانعٌ من النبات القريب منه، ولو أنه هو الذي حفر البئر لنفسه وإبِله لم يحِلَّ له منعُ ما فضَل من ذلك فهو نصُّ الحديث.