الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن في الجنة شجرةً يسير الراكب في ظلها مئة عام

          2458- التِّسعون بعد المئتين: من ذلك عن عبد الرَّحمن بن أبي عمرةَ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «إنَّ في الجنَّة شجرةً يسير الرَّاكب في ظِلِّها مئةَ سنةٍ _واقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}[الواقعة:30]_ ولَقابُ(1) قوسِ أحدِكم في الجنَّة خيرٌ ممَّا طلعَت عليه الشَّمس أو تغرُبُ». [خ¦3252]
          وفي حديث محمَّد بن فُليحٍ عن أبيه عن هلالِ بن عليٍّ عن ابن(2) أبي عَمرةَ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «لَقابُ قوسٍ في الجنَّة خيرٌ ممَّا تطلُعُ عليه الشَّمس وتغرُبُ(3). وقال: لَغَدوةٌ(4) أو رَوحةٌ(5) في سبيل الله خيرٌ ممَّا تطلُع عليه / الشَّمس أو تَغْرُبُ». لم يزدْ. كذا أخرجه البخاريُّ(6) من حديث ابن أبي عَمرةَ عن أبي هريرةَ.
          ومن حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ يبلغُ به النَّبيَّ صلعم قال: «إنَّ في الجنَّة شجرةً يسير الرَّاكبُ في ظِلِّها مئةَ عامٍ لا يقطَعُها، واقرؤوا إنَّه شئتم: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ}[الواقعة:30]». [خ¦4881]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبُريِّ عن أبيه عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «إنَّ في الجنَّة لشجرةً يسير الرَّاكبُ في ظِلِّها مئةَ سنةٍ».
          ومن حديث المغيرة بن عبد الرَّحمن الحِزاميِّ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بمثلِه، وزاد: «لا يقطَعُها».
          وقد أخرج مسلمٌ ذِكرَ الغدوةِ والرَّوحة في حديثٍ ليحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ عن ذكوانَ أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال في آخره: «ولرَوحةٌ في سبيل الله أو غَدوةٌ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها».


[1] القَابُ: القدر؛ «لقاب قوسِ أحدكم» أي: موضعُ قَدْرِه، وقيل: القابُ من القوس ما بين المَقْبِض والسِّيَةِ، ولكل قوس قابان، وسِيَة القوس طَرَفُها، وقال مجاهد: قاب قوس؛ أي: قدر ذراع، قال: والقوس الذراعُ بلغة أزد شَنوءة، ويقال: بيني وبينه قابُ رمح وقَادُ رمح وقِيدُ رمح؛ أي: قدر رمح في المساحة.
[2] سقط قوله: (ابن) من (الحموي).
[3] في (ت): (أو تغرب)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[4] يقال: غَدا يَغْدُو غُدُوَّاً، والغَدوةُ: أولُ النهار، والجمع غُدىً، والغَدوة الفعلة الواحدة.
[5] الرَّواحُ: رواح العشي، وهو من زوال الشمس إلى الليل، ويقال: أرحنا إبلنا؛ أي: رددناها إلى المُراح في ذلك الوقت، والمُراح: حيث تأوي الماشية بالليل، والرَّوحة الفعلة الواحدة.
[6] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه للبخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░2793▒.