الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، أوتوا الكتاب

          2354- السَّادس والثَّمانون بعد المئة: عن أبي عبد الرَّحمن طاوُسِ بن كَيسانَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «نحن الآخِرون السَّابقون يومَ القيامة، أوتوا الكتابَ من قَبلِنا وأوتيناهُ من بعدِهم، فهذا اليومُ الَّذي اختلَفوا فيه، فهدانا اللهُ، فغداً لليهودِ، وبعد غدٍ للنَّصارى. فسكت ثمَّ قال: حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أن يغتسِلَ في كلِّ سبعة أيَّامٍ يوماً، يغسِلُ فيه رأسَه وجسَدَه». وليس فيه عند مسلمٍ ذكرُ الغُسلِ.
          وفي حديث موسى بن إسماعيلَ عن وهيبٍ نحوُه، وفيه ذكر الغُسلِ، وفيه: «بَيْدَ كلُّ أمَّةٍ أوتوا الكتابَ من قبلِنا(1)...». [خ¦896]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث مجاهدٍ عن طاوُسٍ تعليقاً في الغسلِ فقط. [خ¦898]
          وأخرجه بالإسناد من حديث شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزنادِ عن الأعرج عن أبي هريرةَ أنَّه سمعَ رسول الله صلعم يقول: «نحن الآخِرون السَّابقونَ يومَ القيامةِ، بيدَ أنَّهم أوتوا الكتابَ من قبلِنا، ثمَّ هذا يومُهم الَّذي فُرضَ عليهم فاختلَفوا فيه، فهدانا اللهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غداً، والنَّصارى بعدَ غدٍ». [خ¦238]
          وقد أخرج البخاريُّ قولَه: «نحن الآخرون السَّابقون يومَ القيامةِ». لم / يزدْ. من حديث همَّامٍ وغيره مسنداً. [خ¦7036]
          ولمسلمٍ من حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ، وابنِ طاوُسٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «نحن الآخِرون، ونحن السَّابقونَ يومَ القيامةِ، بيْدَ أنَّ كلَّ أمَّةٍ أوتيَتِ الكتابَ من قبْلِنا، وأوتيناه من بعدِهم، ثمَّ هذا اليومُ الَّذي كتبَه الله علينا، هدانا اللهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غداً، والنَّصارى بعد غدٍ». ولم يذكرِ الغسْلَ.
          ومن حديث الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «نحنُ الآخرونَ الأوَّلونَ يومَ القيامةِ، ونحن أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ، بيدَ أنَّهم أوتوا الكتابَ من قبلِنا...». ثمَّ ذكر نحوَه.
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «نحن الآخرونَ السَّابقونَ يومَ القيامةِ، بيدَ أنَّهم أوتوا الكتابَ من قبلِنا، وأوتيناه من بعدِهم، وهذا يومُهم الَّذي فُرضَ عليهم واختلفوا فيه، فهدانا الله له، فهم لنا فيه تَبَعٌ، فاليهودُ غداً، والنَّصارى بعد غدٍ». أغفله أبو مسعودٍ فلم يذكرْه في ترجمةِ همَّامٍ.
          ومن حديث أبي حازمٍ سلمانَ مولى عزَّةَ عن أبي هريرةَ وعن رِبعيِّ بن حِراشٍ عن حذيفةَ قالا: قال رسول الله صلعم: «أضلَّ الله ╡ عن الجمُعة مَن كان قبلَنا، وكان لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحدِ، فجاء اللهُ بنا فهدانا اللهُ ليوم الجمُعة، فجعلَ الجمعةَ والسَّبتَ والأحدَ تَبَعاً للجمعةِ، وكذلك هم / تَبَعٌ لنا يومَ القيامة، نحن الآخِرون مِن أهل الدُّنيا، والأوَّلون يومَ القيامة، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ».
          وفي رواية واصلِ بن عبد الأعلى: «المقضيُّ بينَهم».


[1] بيدَ أنَّهم أوتوا الكتابَ من قَبْلِنا: معناه غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وقيل معناه على أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا.