الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا

          2258- التِّسعون: عن الزهريِّ عن أبي سلمةَ وأبي عبد الله الأغرِّ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «ينزِلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حينَ يبقى ثلثُ اللَّيل الآخِر يقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألُني فأعطيَه، من يستغفرُني فأغفرَ له». [خ¦1145]
          وقد أخرجه مسلمٌ من حديث سلمانَ الأغرِّ وحده عن أبي سعيدٍ وأبي هريرةَ أيضاً، وفيه: إنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «إنَّ الله يمهِلُ حتَّى إذا ذهبَ ثلثُ اللَّيل الأوَّلُ نزل إلى السَّماء الدُّنيا، فيقول: هل من مستغفرٍ، هل من تائبٍ، هل من سائلٍ، هل / من داعٍ، حتَّى ينفجرَ الفجرُ».
          ومن حديث يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إذا مضى شَطرُ اللَّيل أو ثلُثاه ينزلُ الله تبارك وتعالى إلى السَّماء الدُّنيا فيقول: هل مِن سائلٍ فيُعطى، هل من داعٍ فيُستَجابَ له، هل من مستغفرٍ فيُغفَرَ له، حتَّى ينفجرَ الصُّبحُ».
          ومن حديث يعقوبَ بن عبد الرَّحمن القاريِّ عن سهيلِ بن أبي صالحٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «ينزلُ الله ╡ إلى السَّماء الدُّنيا كلَّ ليلةٍ حين يمضي ثلثُ اللَّيلِ الأوَّلُ، فيقول: أنا الملكُ أنا الملكُ؛ من ذا الَّذي يدعوني فأستجيبَ له، من ذا الَّذي يسألُني فأعطيَه، من ذا الَّذي يستغفرُني فأغفرَ له، فلا يزالُ كذلك حتَّى يضيءَ(1) الفجرُ».
          ومن حديث سعيد بن يسارٍ _وهو سعيد بن أبي مرجانةَ_ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «ينزلُ الله في(2) السَّماء الدُّنيا لشطرِ اللَّيل أو ثلثِ اللَّيل الآخِر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، أو يسألُني فأعطيَه، ثمَّ يقول: من يُقرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظلومٍ(3)». /
          زاد في حديث سليمانَ بن بلالٍ بعد قوله: «فأعطيَه»: «ثمَّ يبسُطُ يديه تبارك وتعالى يقول: من يقرِضُ غيرَ عديم(4)...». وذكرَه.


[1] في (ت): (يُصلَّى)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] في (ت): (إلى)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[3] من يُقرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظلومٍ: أي من يعملُ عملاً حسناً، يرجو ثوابَه وحسنَ الجزاء عليه، ممن هذه صفته في الإنصاف وسعة الملك والعطاء، وأصل القرض: القطع، يقال: أقرضتُ الرجلَ، أي قطعت من مالي قطعةً أرجو ثوابَها، فقيل لما يتقرَّب به إلى الله ╡ ويُرجى ثوابُه منه: قرضٌ، على التشبيه والمنفعةِ لنا في هذا القرضِ المقدَّم، وقال الزجَّاج: القرض في اللغة البلاء الحسن والبلاء السيِّء، يقال: له عندي قرضٌ حسنٌ، وقرضٌ سيِّءٌ، أي قد قدَّم إليَّ ذلك وعاملَني به، قال: والقرضُ لا أجلَ فيه، فإنه كان فيه أجلٌ كان دَيناً أي يشبَّه بالدَّين.
[4] لم يذكر في (ق): (غير عديم)، وهو في نسختنا من رواية مسلم: (غير عدوم...).