الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ضرب رسول الله مثل البخيل والمتصدق كمثل

          2355- السَّابع والثَّمانون بعد المئة: عن طاوُسٍ عن أبي هريرةَ قال: «ضرب رسولُ الله صلعم مَثَلَ البخيل والمتصدِّق كمثَلِ رجلينِ عليهما جُنَّتانِ(1) من حديدٍ، قد اضطُرَّتْ أيديهِما إلى ثُدِيِّهِما وتَرَاقيهِما(2)، فجعل المتصدِّقُ كلَّما تصدَّقَ بصدقةٍ انبسطت عنه حتَّى تُغشِّيَ أناملَه، وتعفوَ أثَرَه(3)، وجعل البخيلُ كلَّما همَّ بصدقةٍ قلَصَتْ(4)، وأخذَتْ كلُّ حَلْقةٍ بمكانِها، قال: فأنا رأيتُ رسولَ الله صلعم يقول بإصبَعِه في جيبه، فلو رأيتَه يوسِّعُها ولا تَوسَّعُ». [خ¦1443]
          وفي حديث ابن طاوُسٍ عن أبيه نحوُه، في آخره قال: فسمعَ النَّبيَّ صلعم يقول: «فيَجهَدُ أن يوسِّعَها ولا تَوسَّعُ».
          وأخرجه البخاريُّ من حديث شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بنحوِه. / [خ¦1443]
          وأخرجه تعليقاً من حديث اللَّيث عن جعفرٍ بن ربيعةَ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم. [خ¦1444]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «مَثلُ البخيلِ والمتصدِّقِ كمثَلِ رجلٍ عليه جُبَّتانِ أو جُنَّتانِ...». ثمَّ ذكر بمعناه.


[1] الجُنَّة: ما استترتَ به من سلاح أو غيره، والجُنة التُّرس والسترة، ومنه: الإمامُ جُنَّة يُستَتَر به ويُتَّبَع.
[2] التَّرْقُوتان: هما العظمان المشرفان في أعلى الصدر، والاثنان جمع.
[3] وتعفُوَ أثرَه: أي؛ تمحوه، يقال: عَفَتِ الريحُ الأثرَ إذا مَحَته.
[4] قلَصَ الشيءُ وتقلَّصَ: إذا تضامَّ واجتمع.