الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر

          2268- المئة: عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: كان رسول الله صلعم يدعو: «اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من عذابِ القبر، ومن عذابِ / النَّار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيحِ الدَّجَّال(1)». [خ¦1377]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث حسانِ بن عطيَّةَ عن محمَّد بن أبي عائشةَ عن أبي هريرةَ، وعن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إذا تشهَّدَ أحدُكم فليستعذْ بالله من أربعٍ: يقول: اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من عذابِ جهنَّمَ، ومن عذاب القبرِ، ومن فتنة المحيا والمماتِ، ومن شَرِّ فتنة المسيحِ الدَّجَّالِ».
          وليس لمحمد بن أبي عائشةَ عن أبي هريرةَ في الصَّحيحِ غيرُ هذا.
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث طاوُسٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «عوذوا بالله من عذابِ الله، عوذوا بالله من عذابِ القبر، عوذوا بالله من / فتنة المسيحِ الدَّجَّال، عوذوا بالله من فتنةِ المحيا والممات».
          ومن حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم مثلُه.
          ومن حديث عبد الله بن شقيقٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم(2) أنه كان يتعوَّذ من عذابِ القبر، وعذابِ جهنَّمَ، وفتنةِ الدَّجَّال.
          ومن حديث الزهريِّ عن حُميد بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يستعيذُ من عذابِ القبر.


[1] قال أبو إسحاقَ الحَربيُّ: وسمِّي الدجالُ مسيحاً، لأنَّ فَرْدَ عينه ممسوحةٌ عن أن يبصرَ بها، وسُمِّيَ عيسى مسيحاً تسميةً خصَّه الله بها، أو لمسحِ زكريَّا إياه، وفي بعض الأخبار: أمَّا مسيحُ الضلالة فدَجَّل، فدل ذلك على أنَّ عيسى مسيحُ الهدى، والدجال مسيح الضلالة، وليس قول من قال: الدجال مَسِّيحٌ على فَعِّيلٍ بالتشديد بشيء، وقيل: المسيح ضد المَسِيخ، يقال: مسحه الله أي خلقه خلقاً حسناً، ومسخه أي خلقه خلقاً ملعوناً قبيحاً، قال: أبو العباس سُمِّيَ مسيحاً لأنه كان يمسح الأرضَ أي يقطعها، وعن ابن عباس: أنه كان لا يمسحُ ذا عاهةٍ إلا برَأ فكأنه سُمِّي مسيحاً لذلك، وقال ابن الأعرابي: المسيح الصِّدِّيق، وبه سمِّي عيسى، والمسيح الأعور وبه سمِّي الدجال، وقال أبو عبيد: المسيح أصله بالعِبرانية مَشِيحاً فعُرِّب كما عرِّب موشى بموسى، وأما الدجال فسمي مسيحاً لأنه ممسوح إحدى العينَين، وقيل: سمِّي دجالاً بتَمويهه على الناس وتلبيسه، يقال: دجَّل إذا مَوَّه، وليس يقال: سيفٌ مدجَّلٌ إلا إذا طُليَ بالذهب، ويقال: بعير مُدجَّل إذا كان مطلياً بالقطِران، فأُخِذَ الدجالُ من ذلك لأنه دجَّل الحقَّ بباطله وغطَّاه، ودجَلُه سِحره وكذِبه، وكل كذَّابٍ دجالٌ، لأنه أظهر ما قد عَرفَ بطلانَه وستره وغطاه.
[2] سقط قوله: [مثله.ومن حديث عبد الله بن شقيقٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم] من (ت).