بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت..

          119- قولها: (كَانَ رَسُولُ اللهِ(1) صلعم إِذَا أَرَادَ أَنْ(2) يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ...) الحديث. [خ¦2661]
          ظاهر الحديث يدلُّ على براءة عائشة ♦ مما تُحُدِّثَ به(3) فيها، لكن قد(4) يَرِدُ عليه اعتراض، وهو أن يقال: براءتها قد عُلِمت مِن كتاب الله ╡ ، فما فائدة الإخبار بذلك ثانية؟
          والجواب عنه(5): أنَّ القرآن إنَّما نزل(6) في براءتها مِن نفس ما رُمِيَت(7) به، وبقي تشوُّف(8) النُّفوس السُّوء لأن يكون هناك موجبٌ لِمَا قيل عنها، أو سببٌ من أسباب ما رُمِيت به، فيكون وقوعًا ثانيًا قريبًا مما بُرِّئَت منه.
          وقد اختلف العلماء في أسباب النِّكاح، هل هي كالنِّكاح أم لا؟
          فعلى قول مَن قال: بأنَّها(9) كالنِّكاح، فيكون ذلك إفكًا ثانيًا(10)، فيكون هلاكًا شائعًا في الأمَّة لا مخرج منه، وقد قال بعض العلماء: إنَّ مَن رمى عائشة أمَّ المؤمنين(11) ♦ بشيءٍ مما برَّأها الله منه أنَّه مخلَّد في النَّار، واستدلَّ على ذلك بأن الله قد برَّأها في كتابه، فمَن رماها بذلك فقد ردَّ القرآن(12) بقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(13) [النور:23].
          وعلى قول مَن قال: بأنَّه ليس كالنِّكاح فيكون(14) ذلك معرَّة تلحقها، ولحوق(15) المعرَّة بها هتك / لحرمة ما حرَّم الله مِن حُرْمة بيت النُّبوَّة، وقد قال ╕: «سَبْعٌ(16) لَعَنْتُهُمْ أَنَا وكلُّ نَبِيٍّ مُسْتَجَاب» وعدَّ فيهم: «والمنتهكُ(17) مَنْ حُرْمَةِ أهلِ بيتي مَا حرَّمَ اللهُ»، وهذه مَفسدة كبرى(18) في الدِّين وذلك عون للشَّيطان(19) على المؤمنين، فبراءتها لنفسها هنا، وإن كان ظاهر ذلك أنَّه لنفسها لكن(20) ذلك دين محض، وبراءة للمؤمنين أيضًا(21) كما فعلت أمُّ سَلَمة أيضًا(22) في حديث الحديبية حين صُدُّوا عن البيت وهم مُحْرِمون(23)، فأمرهم النَّبي صلعم أن يحلقوا وينحروا ويُحِلُّوا فلم يفعلوا، فدخل عليها النَّبي صلى الله عليها وسلم وهو متغيِّر، فقالت له ♦: ما شأنك؟ فقال ╕: «أَمَرْتُهُمْ فَلَمْ يَفْعَلُوا» فقالت ♦: إنَّهم لم يَعْصُوك، وإنَّما(24) اتبعوك، لأنَّهم اقتَدَوا بفعلك، فافعل أنت فيتَّبعون(25)، فخرج ◙ ففعل ما أمرهم، ففعلوا.
          فكان كلامها رحمة للمؤمنين، ولطفًا بهم؛ لأنَّها أزالت ما كان وقع في قلبه(26) ◙ من الغيار(27) الذي منه يُخَاف الهلاك عليهم، وكذلك قول عائشة ♦ هنا(28)؛ لأنَّ ذلك رحمة وإزالة للهلاك، وهذا رحمة ووقاية مِن الهلاك الذي أشرنا إليه أولًا، ومما يدلُّ على أنَّها أرادت هذا الوجه، أنَّها لم تقل(29) شيئًا، ولم تفصح بالقصة(30) كيف وقعت، إلَّا بعد ثبوت عدالتها وتصديق مقالتها(31) مِن كتاب ربِّها، وحين لم يكن لها شاهد على ذلك، / لم تقل(32) شيئًا، وإنَّما كان قولها إذ ذاك: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف:18] على ما يأتي في آخر الحديث.
          وفي هذا دليل على أنَّ المرء مأمور أن يدفع المعرَّة عن نفسه إذا قدر على ذلك، وكان له مِن خارج ما يصدِّقه وإلَّا فالصَّبر والاضطرار(33) إلى الله تعالى، لعلَّه أن يكشف ذلك بفضله، وكذلك أيضًا ينبغي أن يراعي(34) حقَّ إخوانه(35) المؤمنين، فينفي عنهم كلَّ ما يضرُّهم، كما فعلت عائشة ♦، أتت بالحديث لهذين المعنَيَيْن على ما(36) تقدَّم.
          وقد حُكي عن الأَعْمَشِ ☺ قريبٌ مِن هذا المعنى، وهو أنَّه كان يمشي بطريق فلقيه أحد تلامذته، وكان أعور فمشى التِّلميذ معه، فقال له الأعمش: يا بني، اذهب فامشِ وحدك، فقال: ولِمَ؟ فقال له(37): الشَّيخ أعمش، والتِّلميذ أعور فيقع النَّاس فينا، فقال التِّلميذ: نؤجَر ويأثمون، فقال الشَّيخ: نَسلَم ويسلَمون خير من أن نُؤجَر ويأثموا(38)، فاختار سلامة المسلمين وعمل عليها، ولم يرد أن يختصَّ بالأجر مع دخول الإثم عليهم، كما فعلت عائشة ♦، قد(39) أراحت المسلمين مِن هذه المعصية(40) الكبرى التي قد(41) كانت حلَّت بهم، وتركت الأجر لنفسها؛ لأنَّها(42) مهما تُكُلِّم فيها كان لها في ذلك أجر.
          ثمَّ في الحديث وجوهٌ كثيرةٌ مِن أحكام وآداب على ما يُذكر بعدُ في تتبع ألفاظ الحديث إن شاء الله تعالى.
          فأمَّا قولها: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ / سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا(43) مَعَهُ) فيه وجهان:
          الأوَّل: جواز السَّفر بالنِّساء.
          الثَّاني: جواز القرعة، لكن(44) القُرعة هنا واجبة أم لا؟
          فأمَّا النَّبي صلعم فالقُرعة في حقِّه ◙ ليست(45) بواجبة؛ لأنَّ القسمة ليست واجبة(46) عليه وهي(47) الأصل، فمِن باب أولى القرع(48)، وأمَّا غيره فقد اختلف العلماء فيه على ثلاثة أقوال وقد ذُكرت(49) في الفقه.
          وأمَّا قولها(50): (فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فخرجَ سَهْمِي(51)) أي: خرج سهمي بالقرعة، حذفت(52) ذلك للاختصار، وقد يَرِد(53) على هذا الفصل(54) سؤال، وهو أن يقال: لِمَ أَبهَمَت ذكر الغزوة ولم تُبيِّنْها، ولم تذكر أكان فيها وقيعة(55) أم لا؟
          والجواب عنه(56): أنَّها إنَّما أرادت بسياق الحديث ما قدَّمنا ذكره مِن نفي(57) المعرَّة عن نفسها، ورعي حقِّ أخوَّة المؤمنين، وذكر الغزوة لا يتعلَّق ممَّا هي(58) بسبيله شيء، فذكرت مِن ذلك ما لابدَّ منه لتعلم أنَّ سفر النَّبيِّ صلعم كان في الغزو لا في غيره، وكذلك(59) روي عنه ◙ أنَّه لم يسافر بعد النُّبوَّة إلَّا لحجٍّ أو جهادٍ.
          وقولها: (فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ) إنَّما أتت بذكر الحجاب توطئة لِمَا تذكر(60) بعدُ، وهو مِن الفصيح في الكلام، إذا احتاج المرء إلى ذكر شيءٍ أتى في أوَّله بكلام يوطئ له بيانًا(61) لِمَا يريد إبداءَه. والحجاب على ضَرْبين:
          فحجابٌ عن الأبصار مباشر للذَّات. /
          وحجابٌ للذَّات مفارق لها منفصل عنها.
          فالأوَّل: لا يجوز للأجنبيّين(62) مباشرته؛ لأنَّ مباشرته لذلك مباشرة للمرأة.
          والثَّاني: _وهو المنفصل_ سائغ للأجنبيِّ(63) مباشرته للضَّرورة في ذلك، إذا كان(64) فيه أهليَّة ومعرفة بالخدمة(65)، كما كانت الأهليَّة في الحاملين لهذا الهودج على ما(66) يُذْكَر بعدُ.
          وقولها: (فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ) فيه وجوه:
          الأوَّل: أنَّ ما كان للدُّنيا وزينتها وكان عونًا على الدِّين(67)، فليس بدنيا، وهو(68) للآخرة؛ لأنَّ الهودج كان عند العرب مما يفتخرون به ويتباهون، فلمَّا أن جاء الشَّارع ◙ ، ورأى فيه مصلحة للدِّين(69)، استعمله مِن أجل سَتر(70) الذي فيه، ولا يتأتَّى مثله في غيره.
          الثَّاني: جواز الحمل على الدَّابة الحمل الكثير(71)، إذا كانت مطيقة لذلك؛ لأنَّ الهودج كما قد عُلِم مِن ثقله، لكن لـمَّا أن كانت الدَّابة مطيقة لذلك، لم يمنعه الشَّارع ◙ .
          الثَّالث: جواز لمس السَّتر المنفصل عن البدن للأجانب؛ لأنَّها أخبرت أنَّ ناسًا كانوا موكَّلين بهودجها للرَّفع والخفض(72)، والسَّتر المنفصل عن البدن صفته كما تقدَّم.
          وقولها: (فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلعم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ) فإنَّما قالت ذلك(73) لتبيِّن أنَّ العادة(74) كانت مستصحبة في كلِّ سفرهم على ما ذكرته قبلُ، لم يزيدوا في العادة شيئًا، ولا(75) نقصوا منها ما يوجب كلامًا.
          وقولها(76): (وَقَفَلَ / وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ) قد يَرِد عليه سؤال، وهو أن يقال: ما فائدة تكرار هاتين الَّلفظتين(77)، وذكر إحداهما يغني عن الأخرى؟
          والجواب عنه(78): أنَّها إنَّما أتت بذلك؛ لأنَّهما لمعنيين مختلفين، وليسا(79) لمعنى واحد، وهما أيضًا مخالفان للسَّير، فما ذكرت قبل مِن السير، أفاد بأنَّ(80) الأمر كان مستصحبًا على ما ذكرت مِن حين خروجهم إلى حين وصولهم إلى الموضع الذي توجَّهوا إليه، وفي القفول(81) يفيد بأنَّ(82) الأمر أيضًا كان(83) مستصحبًا إلى حين الرجوع، والدنوُّ يفيد بأنَّ ذلك دام حتَّى كانوا بقرب المدينة، ووقع لهم(84) هذا الواقع.
          وقولها: (آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ) فإنَّما(85) أتت بذكر هذا لِتُبيِّن العذر الذي أوقعها في التَّخلُّف عن الهودج، حتَّى حُمل عنها.
          وفيه دليلٌ على أنَّ الإمام أو أمير الجيش(86) أو صاحب رُفقة، إذا أراد السَّير أن يخبر مَن معه ويؤذنهم بذلك، ثمَّ يتربَّص عليهم(87) قليلًا بقدر ما يقضون حوائجهم، وما يكون لهم من الضَّرورات(88)، ويكون تربُّصه معلومًا؛ لأنَّ التَّربص المجهول لا يتأتَّى للنَّاس به منفعة، حتَّى تكون مدَّة التَّربص معلومة، ويكون لوقت الرَّحيل أَمَارة غير الإذن الأوَّل؛ لأنَّها(89) أخبرت أنَّها لمَّا سمعت الإذن بالرَّحيل(90) قامت عند ذلك لقضاء شأنها، فلو عهدت منهم أنَّ ذلك الإذن لنفس الرَّحيل، لم تكن لتخرج إذ ذاك.
          وقولها: / (فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ) فيه وجوه:
          الأوَّل: جواز خروج المرأة وحدَها، لكن يشترط فيه أن تأمن على نفسها الفتنة، فإن توقَّعت شيئًا ما من الفتنة، فلا يسوغ خروجها؛ لأنَّ خروج عائشة ♦ كان مأمونًا مِن(91) ذلك.
          الثَّاني: أنَّ(92) للمرأة أن تخرج لقضاء شأنها بغير إذن من زوجها؛ لأنَّها أخبرت أنَّها خرجت لِمَا ذكرته، ولم تذكر أنَّها استأذنت النَّبيَّ صلعم في ذلك، فقد يحتمل أن يكون النَّبيُّ صلعم أَذِنَ لها في ذلك(93) أوَّلًا بالاستصحاب، ويحتمل أن يكون ذلك مسكوتًا عنه للعلم به بحكم(94) العادة.
          الثَّالث: أنَّ الخروج لقضاء الحاجة، يكون بالبُعد بحيث لا يُسمع له صوتٌ، ولا يُرى له شخصٌ؛ لأنَّها أخبرت أنَّها جاوزت الجيش، وحينئذٍ قضت ما إليه خرجت(95).
          الرَّابع: أنَّ اختلاف الأحوال سبب لتغيير الأحكام، إمَّا لسعادةٍ أو لشقاءٍ(96)؛ لأنَّها أخبرت أنَّها كانت على حالة واحدةٍ قد عهدت(97) منها، فلمَّا أن أخلَّت بما عُهد منها لعذرٍ كان هناك قد(98) أبدته قبلُ وتبديه(99) بعدُ، وقع لها ما وقع، لكن تغيير الحال على ثلاث مراتب:
          الرُّتبة(100) الأولى: تغير الشَّخص نفسه عمَّا عهد.
          الثَّانية: تغيُّر(101) حال النَّاس معه.
          الثَّالثة: تغيُّر(102) العادة الجارية مِن الله تعالى.
          أمَّا الأولى: فهي لسببٍ وقع، إمَّا بغفلة أو بوقوع ذنبٍ، فيحتاج مَن كانت له عادة مستمرةٌ(103) _يعني: مِن أفعال / التَّعبُّد_ ثمَّ لم يقدر(104) عليها وعجز عنها أن يرجع إلى أفعاله، فينظرها على لسان العلم، فإن وجد معه الخلل أقلع عنه وتاب منه واستغفر، وإن لم يجد شيئًا بقي متَّهِمًا لنفسه بذلك، ويسأل الله أن يُطلِعه على ما خَفِي عليه مِن أمره، ويستغيث به ويسأله الإقالة، لأنَّه لابدَّ وأن يكون قد تقدَّم له مِن المخالفة شيءٌ حتَّى وقعت به العقوبة مِن أجله، لقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
          ولهذا كان بعض الفضلاء مِن أهل الصُّوفية(105) يقول: أعرف تغيير حالي في خُلُق حماري، لمراقبته لنفسه فمهما رأى تغيرًا مَّا انتبه فرجع لنفسه فنظر(106) في أفعاله مِن أين أُتِيَ فيها؟ حتَّى إنَّ مِن شدَّة مراقبتهم أَفْلَس بعضهم في آخر عمره، فقال: هذا عقوبة ذنب أوقعته منذ عشرين سنة، قلت لرجلٍ: يا مفلس، فمِن شدَّة مراقبته عرف(107) مِن أين أُتي(108)، وإن كان الزَّمان قد طال به.
          وأمَّا الثَّانية: وهي ما يقع بينك وبين صديقك الذي كنت تعهد منه من المعاملة، فشأن مَن وقع له ذلك أن يرجع لنفسه، فينظر بلسان العلم، هل وقع منه ما يوجب ذلك أم لا؟ فإن وجد شيئًا اعترف لصاحبه بخطئه وتقصيره واستغفر مِن فعله، وإن لم يجد شيئًا فليسأل(109) عنه مَن ظهر له ذلك منه، فلعلَّه يخبره بذلك، فإمَّا أن يكون له عذر فيستعذر أو خطأ فيعترف به إلى / غير ذلك؛ لأنَّ تغيير(110) الحال المعهود لا يقع إلَّا لموجب وبالنَّظر وبالسُّؤال بعد النَّظر يوجد(111) ذلك.
          الثالثة: وهي تغيير العادة الجارية مِن الله، وهي على ضَرْبين: إمَّا بقطع(112) عادة تكون سببًا للكرامة(113)، مثل تغيير العادة التي(114) وقعت لعائشة ♦، كان تغيير العادة لها(115) سببًا لكرامتها، ونزول القرآن في حقِّها، وزيادة في رفع قدرها، والثانية: دالَّة على الغضب والبُعد لقوله ╕: «إِذَا أَبْغَضَ اللهُ قَوْمًا أَمْطَرَ صَيْفَهُمْ، وأَصْحَى شِتَاءَهُمْ» فأخبر(116) ◙ أنَّه عند الغضب تُغَيَّر(117) لهم العادة، فإذا وقعت هذه النَّازلة، فليس لهذه إلَّا(118) التَّوبة والإقلاع والاستغفار، ولأجل هذا سنَّ(119) ◙ الاستسقاء والاستصحاء وجَعل مِن سُنَّته كثرة الاستغفار.
          وقولها: (فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى(120) الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي) فيه وجوه:
          الأوَّل: صيانة اللسان عن ذكر المستخبثات؛ لأنَّها كَنَت عن قضاء الحاجة بقولها: (قَضَيْتُ شَأْنِي) وكذلك كانت عادة العرب في هذا المعنى، ولذلك سمُّوا قضاء الحاجة غائطًا؛ لأنَّ الغائط عندهم المنخفض مِن الأرض، وهم كانوا يقضون فيه حوائجهم(121) إبلاغًا في السَّتر، فسمُّوا الشَّيء بالموضع الذي يجعل فيه مجازًا لتنزيه كلامهم عن ذكر المُستَخْبَثات.
          الثَّاني: تفقُّد المال؛ لأنَّها أخبرت أنَّها افتقدت عِقْدها حين الرُّجوع. /
          الثَّالث: جواز تحلِّي النِّساء في السَّفر، لكن ذلك بشرط أن يكون الحليُّ لا يسمع له صوتٌ؛ لأنَّها أخبرت أنَّ العِقْد كان عليها في حين السَّفر، والعقد ولو تحرَّك به(122) صاحبه، لم يُسمع له صوتٌ، فأمَّا إذا كان الحليُّ(123) يُسمع له صوتٌ، فلا يجوز التَّحلِّي به إذ ذاك؛ لأنَّ سمعه سببٌ لفتنة بعض النَّاس.
          وقولها: (فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ(124) قَد انْقَطَعَ) قد(125) يَرِد عليه سؤال، وهو أن يقال: ما فائدة إخبارها بذكر صفة العقد، وهي على ما قد(126) قرَّرتم لم تذكر شيئًا إلَّا لمعنى مفيد؟
          والجواب عنه: أنَّ ذكرها لصفة العقد فيه فائدة لتبيِّن(127) أنَّ العقد كان له قيمة يسيرة، وقد نهى الشَّارع ◙ عن إضاعة المال عامًّا في اليسير والكثير(128)، فرجعت في طلبه لأمر الشَّارع ◙ لا للعقد(129) نفسه.
          وفيه أيضًا فائدة أخرى: وهي أن تبيِّن(130) أنَّهم كانوا في الدُّنيا على قدم التَّجرد والزُّهد، بحيث أنَّهم كانوا لا يتحلُّون بالذَّهب ولا بالفضَّة.
          فإنَّ قيل:(131) ذلك تزكية للنَّفس، والتزَّكية ممنوعة؟
          قيل له: ليس هذا مِن باب التَّزكية؛ لأنَّ ما تخبر به عن نفسها في هذا المقام فهو إخبار عن حال النَّبي صلعم، فهي تخبر بسنَّة النَّبي صلعم وحالِهِ لا عن نفسها.
          وقولها: (فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ)
          فيه(132) دليلٌ على طلب المال، والحثِّ عليه إذا ضاع؛ لأنَّها رجعت في طلب العقد، واشتغلت(133) بالتماسه، / حتَّى رحل القوم عنها(134).
          وقولها: (فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي(135)...) إلى قولها: (فاحْتَمَلُوه)(136) فيه وجوه:
          الأوَّل: تبرئتها للموكَّلين بحمل(137) الهودج مما يُنسَب إليهم مِن الغفلة والتَّفريط؛ لأنَّها أتت بالفاء وهي للتعقيب، فعُلِم بذلك أنَّهم كانوا حين إتيانهم يبادرون ويتسارعون في الخدمة مِن غير تَوانٍ يلحقهم، وأنَّ ذلك كان(138) منهم عادة مستمرَّة لا يحتاجون في ذلك لإذن مستأنف.
          الثَّاني: التَّزكية لهم، ومعناه قريب مما تقدَّم؛ لأنَّ إخبارَها بسرعة الخدمة منهم تزكيةٌ في حقِّهم، إذ إنَّ سرعة خدمتهم دالَّة على النصح منهم والوفاء لِمَا يجب مِن تعظيم جانب النبوة، ثمَّ زادت ذلك وضوحًا وبيانًا حتَّى لا ينسب إليهم شيء ما من غفلة ولا تفريط بقولها: (لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ)؛ لأنَّ الهودج كما قد(139) عُلِم مِن ثِقَله، والثِّقل الكثير إذا نقص منه شيء يسير وجماعة تحمِلُه(140) قلَّ أن يتفطَّنوا(141) لذلك لخفائه، وهي(142) على ما أخبرت كانت نحيلةَ الجسم لم يَغشها اللَّحم كما كُنَّ نساءُ ذلك الوقت على ما سيأتي بعدُ، فهي بالنسبة إلى ثقل الهودج شيء يسير، فزال عنهم ما يتوقع في حقِّهم بهذا الإخبار.
          وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَن رُمي بشيء وغيره يتضمَّن معه شيء مما(143) رُمي به مِن أجله، فإذا قَدِر على براءة نفسه فليبرئ غيره، ويُبْدِي عذره كما يبرئ نفسه، كما فعلت عائشة ♦ على ما / تقدَّم.
          الثَّالث: تبرئتها(144) مما تُشَانُ به؛ لأنَّ الهزال في النِّساء قد يكون عيبًا في حقِّهن، فأزالت ما ينسب إليها مِن ذلك بقولها: (وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ) فأخبرت أنَّ نساء زمانها كُنَّ على ذلك الحال، ولم تكن وحدَها كذلك، فإذا كان كلُّ النِّساء على ذلك الحال، فذلك ليس بعيب(145) في حقِّها، وإنَّما يكون عيبًا أن لو كانت وحدَها كذلك(146).
          وقد يَرِد على قولها: (لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ) سؤال وهو أن يقال: ما فائدة تكرار هاتين اللفظتين وذِكْر إحداهما يُغني عن الأخرى؟
          والجواب عنه(147): أنَّ اللفظتين ليستا لمعنى واحد؛ لأنَّ كلَّ سمين ثقيلٌ، وليس كل ثقيلٍ سمينٌ؛ لأنَّ مَن استوفى الطعام وإن لم يسمن، فقد امتلأ الجوف بالطعام، والعروق بالدم، والعصب والعظم بالقوَّة، فيحصل به الثِّقل بلا سمن؛ لأنَّه ليس كلُّ النَّاس يكثر لحمه ويسمن بامتلاء جوفه بالطعام، فقد يكون ذلك، وقد لا يكون، والثقل لابدَّ منه فأخبرت أنَّ المعنيَين لم يكونا فيهن(148).
          الرَّابع: الاستعذار عنها وعن غيرها مِن النسوة اللاتي(149) ذكرت بقولها: (وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِن الطَّعَامِ) والعلقة هي الشَّيء اليسير من الطَّعام، فأبدت عذرها وعذرهنَّ في ذلك، وأنَّ ما كُنَّ عليه ليس خِلقة(150) خلقنَ عليه، وإنَّما كان سببه(151) قِلَّة أكلهن.
          وفي هذا دليلٌ على أنَّ المرء إذا قال في نفسه أو في غيره شيئًا وهو يتضمَّن معنى ما ممَّا قد يلحق به الشين فليبرئ(152) نفسه وغيره ببيان العذر في / ذلك، وما هو السبب الذي لأجله كان ذلك.
          الخامس: تزكية نفسها وغيرها مِن النسوة في زمانها؛ لأنَّ قولها: (وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ) تزكية في حقِّهن؛ لأنَّ ذلك يبين زهدهن وإيثارهن الدِّين على الدُّنيا، وذلك للقرائن التي قد عُلمت مِن أحوالهن؛ لأنَّ الصَّحابة رضوان الله عليهم، لم تكن لهم همَّة ولا نظر إلَّا في الإقامة بأمر الله وإظهار دينه وعلو كلمته، فأشغلهم(153) ذلك عن طلب الدُّنيا والحث عليها حتَّى كان النِّساء يأكلن العُلقة مِن الطعام لأجل زُهدهن(154) وقِلَّة الشَّيء عندهم(155) فيرضين بذلك(156)، فإذا كان أكل النساء على هذا الحال فكيف به أكل الرجال(157)، لأنَّهم أكثر صبرًا على الجوع من النساء؟ وقد جاء أثر يبيِّن أكل الرِّجال أيضًا كيف كان وهو ما روي: «أَنَّهُم كَانُوا يمصُّونَ نواةَ التَّمْرِ وَيَتَدَاولُونَهَا(158) بَيْنَهُمْ ويُقَاتِلُونَ عَلَيْهَا»، فإذا كان قلَّة أكلهن لأجل هذا المعنى، فالإخبار بذلك هو نفس التزَّكية.
          فإن قال قائل:(159) التزَّكية ممنوعة بالكتاب، فلا يسوغ أن تكون زكَّت نفسها كما ذكرتم؟!
          قيل له: إنما أتت بذلك تزكية للغير وتضمن تزكيتها للغير تزكية نفسها(160) بحكم الضرورة وهي لم تقصده، وأيضًا فإخبارها بهذه الأحوال ليست(161) مِن باب التَّزكية، وإنَّما هي(162) مِن باب الإخبار عن حال النَّبي صلعم وسُنَّته وحال الصَّحابة رضوان الله عليهم وكيف كانوا في دنياهم.
          السَّادس: إنَّ المدح / والذَّم إنَّما يكون بحسب ما اعتاده النَّاس؛ لأنَّ الفقر عيب(163)، لكن لمَّا أن(164) كان فقر الصَّحابة ♥ مِن قِبَل زهدهم وورعهم حتَّى قال بعضهم: «كُنَّا نَدَعُ سَبْعِيْنَ بَابًا مِنَ الحلالِ مَخَافَةَ أَنْ نَقَعَ في الحرامِ» فلمَّا أن كان فقرهم لأجل هذا المعنى صار مدحًا في حقِّهم، وكذلك التَّابعون لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، ومثل ذلك قوله ╕: «أَكْثَرُ أَهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ» والبَلَهُ باعتبار ما أراده الشَّارع ◙ : رفضهُم الدنيا واشتغالُهم بطلب الآخرة، حتَّى(165) لا يدرون كيف يكتسبون(166) الأموال، ولا كيف يتسبَّبون في دنياهم، وأمَّا في مسائل الدين فهم أعرف النَّاس بذلك، هذا هو حال الأبلَه الذي أراد الشَّارع ◙ .
          وإذا(167) قال اليوم رجل لإنسان: يا أبله، وهو يُريد ما اصطلحوا عليه اليوم فذلك ذمٌّ له؛ لأنَّ الأبله عندهم مَن لا يميِّز مسائل(168) دينه ولا دنياه(169)، وكذلك أيضًا الفقر؛ لأنَّ الفقر(170) عندهم عَيب كبير، وقد سمُّوا الغني سعيدًا، وإن كان ما بيده مِن غير حِلِّه وعلى(171) غير وجهه، فقد يكون ما بيده هو السبب لدخوله جهنم وعذابه، وهم يسمُّونه سعيدًا مِن أجله، فلمَّا أن كان الفقر في الصحابة رضوان الله عليهم لأجل المعنى الذي ذكرناه كان مدحًا لهم؛ فلذلك وصفتهم عائشة ♦ بذلك؛ لأنها قالت: (يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ) وذلك يؤذن بفقرهم.
          وقولها: / (وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ) قد يَرِد عليه سؤال وهو أن يقال: ما فائدة ذكرها لصغر سِنِّها ولا يتعلق بذلك معنى مما أرادت أن تبديه؟
          والجواب عنه(172): أنَّها إنَّما ذكرت ذلك لتبيِّن عذرها فيما فعلت لكونها اشتغلت بطلب العِقد وتركت القوم حتَّى رحلوا، فقد تنسب في ذلك إلى الغفلة والتفريط، فأتت بذكر صِغر سِنِّها لتبيِّن ما حملها على ذلك؛ لأنَّ الصغيرَ السِّنِّ لم تقع(173) له تجربة بالأمور حتَّى يعلم ما يفعل فيما يقع به، فلو كانت(174) لها تجربة بالأسفار وبما يطرأ(175) فيها لم تكن لتفعل ذلك، ولأتت إلى موضعها قبل بحثها عن(176) العِقد فتُعْلِم(177) النَّبي صلعم فيتربَّص عليها حتَّى تجده كما فعلت في حديث التيمُّم.
          ولأجل هذا المعنى قال الفقهاء في الشاهدَين العدلين يحملان شهادتهما وأحدهما مُبْرِزٌ للشهادة وهما عارفان بمقاطعها أنَّه(178) يُستفسرَ غير المبرز(179) عن إجماله ما أراد به، والمبرز يقبل(180) منه بالإجمال(181) ولا يستفسر، ولا فرق(182) بينهما غير أنَّ المبرز(183) وقعت له التجربة بالشهادات وما يطرأ عليه فيها مِن الفساد وغير المبرز لم يقع له ذلك.
          وقولها: (فَبَعَثُوا الجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ) فإنما(184) أتت بذلك لتبيِّن عذرها ولتزيل(185) ما يتوقع في حقِّها مِن الغفلة، لأنَّه قد يُنْسَب(186) / إليها أنها أبطأت في الرجوع بعد وجود العِقد حتَّى كان ذلك(187) سببًا لرحيل القوم عنها، فأتت بالفاء التي هي للتعقيب لتبيِّن أنَّ رجوعها كان في أثر وجود العقد مِن غير مُهلة ولا تراخٍ وقع منها، ولتبيِّن أنَّها رجعت على الطريق(188) ولم تَحِدْ(189) عنه حتَّى كان ذلك سببًا لرحيل القوم عنها؛ لأنَّها لو حادت عن الطريق لنُسبت في ذلك إلى تفريط؛ لأنَّه قد يقال: إنهَّا(190) لمَّا أن(191) كانت جاهلة بالطريق لكان الأَوْلى(192) بها أن تتَّخذ مَن يخرج معها، ولا تخرج وحدها؛ لأنَّ ذلك سببًا إلى إتلافها(193) عن القوم، فأزالت ما يتخيل هناك مِن هذه الأمور، لكونها أتت بالفاء، فقالت: (فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ)، وذلك يفيد بأنَّها بعدَ وجود العقد لم يقع لها تربُّص في الطَّريق ولا في الموضع الذي كانت فيه، وإنَّما قصدت عند(194) وجود عِقدها موضعَ هودجِها لا غير.
          وقولها: (فَأَمَمْتُ(195) مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ(196)) أممتُ: بمعنى: قصدتُ(197)، أي: قَصَدَتْ إلى(198) موضع هودجها فأقامَتْ به، وهذا مما يشهد لتنبُّهها(199) في أمورها مع أنَّها كانت صغيرة السِّن؛ لأنَّها لو لم تقعد بموضعها ذلك وسارت في طلب القوم لاحتمل أن تصيب طريقهم أو تحيد(200) عنه، فإن حادت عنه فتهلك وتُتْلِف نفسها، ومقامها بموضعها تقطع(201) فيه بأنَّهم يرجعون إليها بذلك الموضع، فلمَّا أن احتملَ سَيْرُها في أثر القوم الاتلافَ أو / التلاقي(202)، ومقامها بموضعها(203) يقطع فيه بالتلاقي فَعلتْ ما يقطع(204) فيه بالنجاة وتَركتِ المحتمل.
          وقد عمل اليوم جلُّ أهل هذا(205) الزَّمان بعكس ذلك، فأخذوا المحتمل وعملوا عليه، وتركوا ما يقطعون فيه بالخلاص؛ لأنَّهم أخذوا في التَّعبُّد(206) ودخلوا في المجاهدات مِن غير أن يلاحظوا(207) السُّنَّة ويتبعوها، وتعبُّدهم ومجاهدتهم مع ترك نظرهم إلى سنَّة(208) النَّبي صلعم قلَّ أن يقبل منهم، وإن قُبل فلا يُعلم هل يخلص أم لا؟ والاتباع كان أولى بهم مِن ذلك؛ لأنَّه يُقطع فيه بالخلاص والنجاة بفضل الله ومِنته(209) لقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31]، ولقوله ╕: «إنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ عَمَلَ امْرِئ حَتَّى يُتْقِنَهُ» قالوا: يا رسول الله: وما إتقانه؟ قال: «تخلصهُ(210) مِنَ الرِّيَاءِ والبِدْعَةِ»
          والرياء: هو العمل لأجل الناس، والبدعة: هي أن يعمل في التَّعبُّد ما لم يأمر الشَّارع ◙ به(211) ولا فَعَلَه، وقد قال ╕: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيْتَتْ فَكَأَنَّمَا أَحْيَانِي، وَمَنْ أَحْيَانِي(212) كَانَ مَعِي في الجَنَّةِ»، فالتَّابع اليوم للسُّنَّة قد(213) شَهِد له النَّبي صلعم بالجنَّة، كما شهد للعشرة ♥، غير أنَّ العشرة كانت لهم الفضيلة(214) مِن جهة أخرى، وهو ما خُصُّوا به مِن المزية لقوله تعالى:{وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح:26] وما أعطاهم الله ومَنَّ عليهم بصحبة النَّبي صلعم ورؤيته، وتساووا(215) / مع غيرهم مِمَّن أحيا اليوم سنَّة في الوعد الجميل بدار النَّعيم والخلود(216) فيها.
          وقولها: (فَظَنَنْتُ(217) أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي(218) فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ) ظننت: بمعنى: علمت، و(سيفقدونني): ليس(219) يعود على مَن كان يحمل الهودج؛ لأنَّهم لا(220) يفتقدونها(221) مِن حيث أن يفقدوها(222)، وإنَّما هو عائدٌ على النَّبيِّ صلعم ؛ لأنَّ سيِّد القوم يكنَّى عنه بلفظ الجمع، ويحتمل أن يكون عائدًا على ذوي محارمها مِن أب أو أخ(223) أو غير ذلك ممَّن يجوز له الدُّخول عليها.
          وقولها: (فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ) يُحتمل أن يكون نومها بهذا الموضع أحدَ وجهين وقد يجتمعان:
          أحدهما: أنَّها كانت حديثة السِّن، والحديث السِّن كثير النَّوم لأجل ما معه من الرُّطوبات(224)، فلم تقدر أن تقعد(225) لكثرة النوم الذي كان بها.
          ويحتمل أن يكون نومها كرامة من الله في حقِّها؛ لأنَّ موضعها(226) موضع الفزع، سيَّما صغير السِّن إذا كان في البريَّة وحيدًا، سيَّما وقد كانوا راجعين مِن الغزو والأعداء كثيرون(227)، فلمَّا أن اجتمعت(228) عليها هذه الأسباب، وكلُّ واحدة منها موجبة للخوف، فكيف بالجميع؟ فأرسل الله عليها النَّوم ليُذهب عنها ما تجد(229) مِن ذلك.
          ومثل هذا قوله تعالى:{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال:11]، أرسل ╡ النَّوم على المؤمنين حين كثُر عليهم الخوف، وكان بينهم وبين المشركين رملة لا يستطيعون قتالهم بها، فأنزل الله / قريبة منه ╡ المطر وهم نيام، فتهيَّأت الرملة وحسن عليها القتال، فلمَّا أن ارتفع المطر وزال عنهم ما كانوا يخافون، أذهب الله عنهم النَّوم فاستيقظ(230) القوم، ومنهم مَن سقط سيفه مِن يده لكثرة نومه؛ لأنَّ نومهم كان وهم على ظهور(231) خيولهم متهيئين(232) للحرب، والمنافقون لم يرسل الله عليهم(233) نومًا، وبقي عليهم الخوف الشَّديد، فكان نوم المؤمنين كرامةً في حقِّهم. فكذلك نوم عائشة ♦ لَمَّا أن كثر(234) عليها أسباب الخوف، أرسل الله عليها النَّومَ حتَّى زال عنها ذلك بالفرج.
          وقولها: (وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ...) إلى قولها: (يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ) فيهِ وجوه:
          الأوَّل: إنَّ السُّنَّة في السَّفر أن يكون وراء القوم رجل أمين معروف بالصَّلاح والخير، يقفو أثرهم؛ لأنَّها أخبرت(235) أن صفوان بن المعطَّل كان مِن(236) وراء الجيش، وصفوان هذا كان مِن أهل الخير والصلاح(237)؛ لأنَّ النَّبي صلعم شهد له بذلك على ما سيأتي، ولأجل ما يعلم فيه مِن الأمانة والخير، جعله ◙ يقفو أثر القوم(238)، والعلَّة في ذلك أنَّ القوم إذا رحلوا عن موضعهم، قد يتركون شيئًا مِن حوائجهم نسيانًا، أو يقع لهم شيء مِن أموالهم، أو ينقطع(239) أحدهم فيتلف عنهم(240)، كما اتفق لعائشة ♦، فإذا كان مِن وراء القوم مَن يقفوا أثرهم، وكان صالحًا أمينًا أُمِنَ مِن ذلك؛ لأنَّه إن وجد مالًا دفعه بأمانته / لصاحبه، وإن وجد ضعيفًا أو تالفًا حمله، كما فعل صفوان مع(241) عائشة ♦، وإنَّما ذكرت اسم الرَّجل لتبرِّئ نفسها مما رُمِيت به ومِن أسبابه لِمَا يُعْلَم مِن صلاحه ودينه ☺، وأنه ليس فيه أهليَّة لِمَا قيل فيه، وذكرت(242) كيفية قدومه عليها لتزيل(243) ما يتخيل هناك من الشوائب بالكُلِّيَّة من كلام ومراجعة وغير ذلك.
          الثَّاني: إنَّ للمرأة(244) أن تكون في الهودج كما هي في بيتها ولا تُكلَّف أن تستتر فيه(245)، لأنَّها قالت: (وَكَانَ(246) يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ) فأفاد ذلك أنَّه عرفها، ولا وقعت المعرفة إلَّا وأنَّه(247) قد رأى(248) منها شيئًا ظاهرًا حتَّى عرفها به، فلو كانت مستترة بالستر(249) الذي أُمِر النِّساء أن يخرجن به ولم(250) يرَ منها شيئًا(251)، ولو كانت في الهودج مستترة كلَّها لكان الخروج بذلك أولى، كذا(252) الخروج ليلًا أو نهارًا؛ ولأنَّ الهودج يغني عن السَّتر؛ لأنَّه كالبيت وهي إذا كانت في البيت غير مأمورة بذلك، والخروج بالليل في الظُّلمة فيه ذلك المعنى؛ لأنَّ الليل سَتر بذاته، فلا يُرى للمرء شخص(253) فيه تتحقَّق صفاته به(254)، فلا يجب عليها السَّتر الذي يجب بالنَّهار عدا الليالي المقمرة إذا كانت صاحية.
          الثَّالث: إنَّ كلام المرأة لا يجوز إلَّا لضرورة لابدَّ منها بعد العجز عن التَّحيل(255) في عدم الكلام(256)، إلَّا أن تكون تلك الضرورة لابدَّ فيها مِن الكلام ولا تزول الضرورة إلَّا به، فذلك سائغ / مثل الشَّهادة على المرأة إلى غير ذلك؛ لأنَّها أخبرت أنَّ صفوان لَمَّا عرفها، لم ينادها باسمها ولا سألها عن(257) خبرها، وإنَّما كان يُرجِّع؛ لأنَّ السُّؤال يستدعي الجواب، فعدل عن ذلك إلى كلام لا يحتاج فيه إلى جواب بحيلته اللطيفة(258)، وهذا مما يشهد له بالدِّين وحسن النَّبالة(259).
          والاسترجاع: هو(260) قول المرء(261): (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وكذلك أيضًا قول(262): (لاحول ولا قوة إلَّا بالله)، لمَّا أن رآها وعرفها نزل عن راحلته وهو يرجِّع لكي تستيقظ لاسترجاعه(263)، ثمَّ وطئ يد النَّاقة؛ لأنَّ عادة العرب كانت(264) إذا أرادوا أن يرُكبوا أحدًا وطئوا يد النَّاقة لتتهيَّأ للرُّكوب، فكأنَّه يقول لها: اركبي للعادة المعروفة فيما فعل.
          فلمَّا(265) أفاقت لاسترجاعه، ورأت منه تلك الحالة، علمت أنَّه يريد ركوبها للنَّاقة، فركبت ثمَّ أخذ ☺ بزمام النَّاقة فقادَها(266) ليكون ذلك أستَرَ لها(267)، فلا يرى لها شخصًا، ولوكان خلفها لاحتاج أن يغمض(268) عينيه، ولكانت هي متوقعة خائفة مِن وقوع النَّظر، فتقدَّم لكي يحيل بصره حيث أراد، ولكي يرى الطَّريق فيمشي عليه ويقصد القوم، ولكي تبقى هي(269) مستترة لا تتوقَّع شيئًا ولا تخافه، كلُّ(270) هذا مِن دينه وأدبه ومسايسته، ولأجل ما فيه مِن هذه المعاني جعله النَّبي صلعم يقفو أثرَهم.
          وقولها: (حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ) أي: لم / يزالوا على ذلك الحال حتَّى لحقوا بالقوم، وكان وصولهم في نَحْر الظَّهيرة(271)، والقوم قد نزلوا، والتَّعريس: يُطلق على النُّزول، والإقامة عن السَّير كان ذلك ليلًا أو نهارًا.
          وقولها: (فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ) فإنمَّا(272) أبهمت ذكر الهالكين ولا ذكرت بمَ هَلكوا(273) للعلم بذلك.
          وقولها(274): (وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ(275) سَلُولَ) عبدالله هذا مِن كبار المنافقين(276)، وهو رئيس(277) مَن تكلَّم فيها وتقوَّل وقال، فأبْدَتْ ذِكْرَه وبيَّنَتْ(278) اسمَه، لتبيَّن(279) أنَّ أصل ما قيل(280) كان مِن قِبَله، وما كان ابتداؤه ممن كان هذا حاله، فهو كذبٌ محضٌ لا شكَّ فيه، كما ذكرتْ أيضًا اسمَ صفوان، للعلم بدينه وما هو عليه مِن الخير، كلُّ ذلك لكي تُتَيَّقَن براءتها ويسلِّم(281) النَّاس ممَّا نزل بهم في ذلك.
          وقولها: (فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا) اشتكيت(282): بمعنى: مرضت، أي: أصابها المرض مدَّة شهرٍ بعد قدومها مِن السَّفر، وإنَّما ذكرت مرضها لتبيِّن العُذْر الذي مَنعها مِن(283) معرفة ما قيل مدة الشَّهر(284)؛ لأنَّ المريض أحكمت السُّنَّة فيه أن لا يقال له في ذلك الحال ما يؤلمه.
          وقولها(285): (يُفِيضُونَ(286) مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ) أي: اشتهر ما قاله أهل الإفك عند النَّاس، وكانوا يتحدَّثون به بينهم، ولا يظن ظانٌّ أنَّ الصَّحابة ♥، أو واحدًا(287) منهم وقع فيها بشيءٍ مما قيل أو صدَّق به، وإنَّما كان تحدُّثهم(288) في ذلك(289) على طريق التَّعجب والإنكار، حتَّى لقد كان الرَّجل منهم / يقول لزوجته: ألم تسمعي إلى(290) ما قيل في فلانة؟! فتقول له(291) زوجته: لو قيل لك ذلك فيَّ أكنتَ تصدِّق؟ فيقول: لا والله(292)، فتقول: فكيف بفلانة!
          وقولها(293): (وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي...) إلى قولها: (حَتَّى نَقَهْتُ(294)) فيه وجوه:
          الأوَّل: إنَّ المريض(295) يزيد بتغير الباطن؛ لأنَّها قالت: (ويريبني في وجعي، أنِّي(296) لا أرى مِن رسول الله(297) صلعم اللُّطف الذي كنت أعهد(298) منه حينَ أمرض)، (ويريبني) بمعنى: يزيدني(299)، فازداد الألم بها(300) لتغيُّر باطنها، لنقص إحسان النَّبي صلعم لها، وما عهدت منه مِن اللطف والرَّحمة في حال المرض.
          ثمَّ المرض بالنسبة إلى الباطن والظاهر ينقسم قسمين: فمرض حسِّي، ومرض معنوي، فالحسِّي: هو ما يكون في البَدَن، والمعنوي: هو ما يتعلَّق بالنَّفس مِن التَّغيرات والهموم والأحزان.
          فأمَّا(301) المرض الحسيُّ، فشأن صاحبه التَّردد إلى الطَّبيب، وامتثال ما يأمره(302) به مِن الأدوية إن كان جاهلًا بالطِّب، فإن كان له حياة(303) أذهب الله عنه ذلك الألم؛ لأنَّ الله ╡ لمَّا أن خلق الدَّاء خلق له(304) الدَّواء، وقد كانت عائشة ♦ أعرف النَّاس بالطِّب، فَسُئِلت: مِن أينَ اكتسبتِ ذلك؟ فقالت: كان رسول الله صلعم كثير الأمراض، وكان يتداوى، فما مِن عِلَّة إلَّا ومرض بها وعالجها، فالمداواة مِن السُّنَّة، اللهُمَّ إلَّا مَن ترك ذلك ثقة بربه ومُتَّكِلًا عليه في برئه، فهو أَوْلى لقوله ╕: «يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ / أَلْفًا الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وهُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ(305)، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»، فمَن قدر على هذا كان أولى، ومَن لم يقدر عليه فله في السُّنَّة اتساع(306)؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم إنَّما ترك ذلك ورجع إلى التَّداوي والمعالجة؛ لأنَّه هو(307) المشرِّع، ثمَّ إنَّه إذا تطبَّب يحذر(308) أن يعتقد أنَّ ذلك يبرئه، وإنَّما يرجو ذلك مِن الله، ويتكِل(309) عليه فيه ويفعل الأسباب امتثالًا للسُنَّة وإظهارًا للحكمة لا(310) لغير ذلك، هذا هو حكم المرض الحسيِّ.
          وأمَّا المرض المعنويُّ فهو ينقسم إلى(311) قسمين:
          فالأوَّل(312): هو النِّفاق كما قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضًا} [البقرة:10] وذلك ليس له دواء ولا معالجة، إلَّا الدُّخول في الإسلام، والتَّصديق بوعد الله ووعيده.
          وأمَّا الثَّاني: فهو في المؤمنين، وهو ما يخطر(313) في بواطنهم مِن الوسواس(314) ومِن الكسل عن العبادات، وذلك(315) ليس له دواء إلَّا الدُّخول في المجاهدات، وترك الوقوف مع ما يقع في الباطن مِن ذلك، وقد قال ╕: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ(316): مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا قَالَ لَهُ(317) ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ(318)، وَلْيَنْتَهِ» ومعنى «ولْيَنْتَهِ» أنَّه يعرف أنَّ ذلك مِن الشَّيطان، فيلغيه(319) عنه، لأنَّ المرء(320) ليس مأمورًا بأن لا يقع له شيء مِن هذه الأمور، وإنَّما هو مأمور بأن يدفع ما يقع له، فإذا(321) كثُر ذلك منه ولم يقدر على دفعه، فالمجاهدة إذ ذاك / والدخول في أنواع التَّعبُّد(322) والتَّعمق فيها، ولأجل هذا المعنى تُحْتَاجُ المجاهدةُ لِتُزِيلَ(323) ما يُتوقَّع هناك مِن هذه الأمور؛ لأنَّ ألَمَ الظَّاهر يذهب بوَسْواس(324) الباطن(325).
          هذا هو حكم المرض المعنوي، ثمَّ نرجع الآن إلى بيان الوجوه المستفادة على ما قررناه.
          الثَّاني: أنَّ تغيير العادة موجب لحكم ثانٍ؛ لأنَّ النَّبي صلعم لم يغيِّر لها العادة حتَّى تُحدِّث في شأنها(326).
          وفي هذا دليل للقول(327) بسدِّ الذَّريعة؛ لأنَّ النَّبي صلعم يعلم في(328) أهله كلَّ خير، وأنَّهم ليسوا لِمَا قيل أهلًا، ومع ذلك نَقَص لها مِن العادة وأظهر لها مِن الهجرة(329) شيئًا سدًَّا للذَّريعة(330)؛ لأنَّ الغَيْرَة مِن الدين، ولو لم يفعل النَّبيُّ صلعم ذلك، لأدَّى إلى ترك الغَيْرَة؛ لأنَّه قد يقال في غيرها(331) شيء مما قيل فيها أو ما يشبهه(332) فيترك الامتعاض(333) لذلك اقتداءً به ◙ ، والامتعاض(334) لذلك هي(335) الغَيرة، والغَيرة شُعبة مِن شُعب الإيمان، ففعلَ ذلك لأجل هذا المعنى.
          الثَّالث: أنَّ السُّنَّة في المريض أن يُلْطَف به؛ لأنَّها قالت: (لَا أَرَى مِن النَّبِيِّ(336) صلعم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَعهد مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ) فأفاد ذلك أنَّه ◙ كان له لطف زائد للمريض(337)، وقد أمر ◙ في غير(338) هذا الحديث أن يُفسَح للمريض في عمره؛ لأنَّ مرض البدن هو الحسيُّ، والنَّفس ترتاح إلى طول الحياة وتشتهي العافية، فإذا فُسِح لها في العمر حصل له(339) راحة مِن المرض / المعنويِّ لارتياح نفسه مما بها مِن غمِّ المرض بما يقال له في ذلك، فقد يكون ذلك سببًا لخفَّة المرض عنه كما هو(340) أيضًا بتغيُّر(341) باطنه يزيد به المرض كما تقدَّم.
          الرَّابع: أنَّ مَن قيل فيه شيء يكون قذفًا في حقِّه، فذلك يُوجب هجرته(342)، وإن لم يتحقَّق عليه ما قيل، ولا يجوز(343) هجرته بالكُلِّيَّة، وإنَّما يُنْقَص له مِن العادة التي كان يُعَامل بها بحسب ما كان الواقع؛ لأنَّ النَّبي صلعم لم يُبْقِ(344) لعائشة ♦ ما عهدت منه مِن اللطف، ولم يَهجُرها أيضًا بالكُليَّة؛ لأنَّه ◙ كان يُسلِّم حين يدخل، وقد روي عنه ◙ : أنَّ السَّلام(345) يُخْرِجُ مِن الهُجران(346).
          الخامس: أنَّ مَن وقع ذلك به، لا يُكلَّم كلامًا يستدعي الجواب؛ لأنَّ النَّبي صلعم لم يكن ليسألها(347) عن حالها؛ لأنَّ ذلك يستدعي الجواب، فإذا وقع منها الجواب والمراجعة في الكلام، كان ذلك موجبًا للطف، فزال ما أُريد مِن الهُجران(348).
          السَّادس: السُّؤال عن(349) أهل البيت إذا كانوا مرضى؛ لأنَّه ◙ كان يسأل عنها، والعلَّة في ذلك أنَّه قد يزيد عليهم(350) زيادة في مرضهم، فيتعيَّن(351) على ربِّ البيت القيام بتلك الوظيفة.
          السَّابع: السَّلام على أهل البيت؛ لأنَّه ◙ كان يسلِّم حين دخوله عليهم(352)، وقد رُوي أنَّ ذلك سببٌ للبركة في البيت.
          وقولها: / (فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ...) إلى قولها: (فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي) فيه وجوه:
          الأوَّل: جواز خروج المرأة لقضاء حاجتها مِن غير أن تستأذن(353) في ذلك، لأنَّها أَخْبرت أنَّها خَرجت لذلك، ولم تَذْكر أنَّها استأذنت؛ ولأنَّها عادةٌ تقدَّمت، وكلُّ(354) عادةٍ مستمرة لا يُحتاج فيها لإذن(355).
          الثَّاني: صيانة اللسان عن ذكر المستقذَرات(356) وحسن الكناية في ذلك؛ لأنَّها كَنَت عَنْ ذكر قضاء الحاجة بقولها: (مُتَبَرَّزُنَا)، وقد تقدَّم.
          الثَّالث: صيانة البلد عن الفضلات؛ لأنَّها أخبرت أنَّهم كانوا(357) يخرجون إلى البريَّة لقضاء حاجة الإنسان على عادة العرب، الأُولِ لتنزيه(358) بلدهم عن فضلات الإنسان، فكانت بلدهم مصانة(359) عن فضلات الإنسان(360).
          ولهذا المعنى(361) قال ◙ في المرأة تجرُّ مِرْطها وتمشي في المكان القذر: «إن ما بعده يطهره(362)»، لكون البلد كان مصانًا(363) مِن النَّجاسات، وإن كان فيه شيءٌ مِن فضلات الدَّواب فذلك قليل، وإن كان فيكون في وسط الطَّريق؛ لأنَّ الدَّواب غالبُ سَيرها في وسط الطُّرق(364).
          والسُّنَّة في مشي النِّساء إذا خرجن مع الحيطان، ولذلك قال ╕: «ضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ الطُّرقَ لِكَي يَكُون مَشْيُهُنَّ(365) مَعَ الجدرانِ»، وفضلات الدَّواب لا تكون هناك، هذا هو الغالب، وإن كان مِن ذلك شيء فنادر، والنَّادر لا يحكم / به.
          وقد نهى ◙ عن قضاء الحاجة في ظِلِّ الجدران على الإطلاق، وكذلك في ظِلِّ الشجر، كان ذلك في البلد أو في البريَّة، فالغالب على هذه المواضع سلامتها مِن النَّجاسات، ولهذا سُمِّي بالمكان القَذِر؛ لأنَّ القَذِر غيرُ النَّجس، فالقَذِر هو ما تعافه النفوس وهو في نفسه طاهر، فجعل ◙ أنَّ ما بعده مِن المواضع النَّظيفة التي يمر عليها(366) يطهره إزالة لِمَا في النفوس من ذلك، كما جَعَلَ ◙ النَّضح طهورَ ما شُكَّ فيه إزالةً لِمَا في النُّفوس(367)، ولو كان المراد بـ القَذِر النَّجس لأمَرَ(368) ◙ بغَسْله على الإطْلاق، كما أمر بذلك في النَّجاسة تُصيب الثَّوب وتتعيَّنُ فيه، ولم(369) يأمر فيه بالنَّضْح.
          الرَّابع: صيانة البيوت عن اتخاذ الكُنُف فيها أنَّها(370) قالت: (قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ(371) الكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا)، فأفاد ذلك أنَّهم حين اتخذوا الكُنُف، لم يتخذوها في البيوت، ولكن اتخذوها خارجةً عنها قريبةً(372) منهم؛ ولأنَّ الكُنُف(373) موضعُ النَّجاسات، وقد نُهي عن الذِّكر فيها وقد أُمر بالتَّعبُّد(374) في البيوت، فمُنِعت أن تكون في البيوت لأجل هذا المعنى.
          الخامس: أنَّ المرأة لا تخرج لقضاء الحاجة إلَّا مستَتِرة، إذا كان الموضع الذي تخرج(375) إليه خارجًا عن موضعها، بحيث أنَّها تُضطَر أن تشترِك مع غيرها في الطَّريق؛ لأنَّها قالت: (لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا(376))؛ لأنَّ الليل زيادة في السَّتر. /
          وقوله: (فِي البَرِّيَّةِ _أَوْ: فِي التَّنَزُّهِ_) شكٌّ مِنَ(377) الرَّاوي في أيِّهما قالت عائشة ♦.
          السَّادس: نُصرة المؤمن والتَّعظيم له، وهو(378) لازم مع الأجانب والأقارب؛ لأنَّ أُمَّ مِسطحٍ لمَا قالت: (تَعِسَ مِسْطَحٌ) قالت لها: (بِئْسَ مَا قُلْتِ أتَسُبِّينَ(379) رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟) وإن كان(380) مِسطح ابنًا لها، فردَّت عائشة ♦ ما قالت(381) فيه والدته، بقولها(382): (بِئْسَ مَا قُلْتِ) وعظَّمته(383) بقولها: (أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا)؟!
          السَّابع: إنَّ الأصل استصحاب(384) الحال؛ لأنَّها استصحبت ما كان عندها مِن عدالة مِسطح، لكونه شهد بدرًا، وأنكرت ما قيل فيه حتَّى يثبت(385) عندها ذلك بيقين.
          الثَّامن: أنَّ الذَّاكر لشيءٍ يُنتَقَد عليه، فعليه أن يأتي بالدَّليل على جوازه، لأنَّ أمَّ مِسطح لَمَّا ذكرت ما يُنْتَقد عليها، أتت بالدَّليل على جواز ما ذكرت، بقولها: (أَلَمْ تَسْمَعِي إلى مَا قَالُوا ؟) وأخبرت بأنَّ ولدها كان في جملة مَن خاض مع الخائضين.
          التَّاسع: إنَّ الشَّيْنَ في الدِّين يؤلم أهلَ الفضل أكثر الإيلام(386)؛ لأنَّها أخبرت أنَّها لَمَّا قيل فيها ما قيل وذلك شَين في الدِّين، حزِنَت لذلك حتَّى لم يبقَ لها نوم على ما سيأتي.
          ثمَّ بقي بحثٌ في خروج أُمِّ مِسطح معها، هل(387) كان ذلك منها قصدًا أو موافقةً(388)؟ أو عائشة ♦ أمرتها بالخروج معها؟
          يحتمل كلُّ ذلك، وكلُّ وجه مِن هذه الوجوه يُستَدلُّ(389) به على حكم:
          فإن كان الأوَّل: فهو مِن باب حسن الحيلة والإدارة(390)، وأن يُظهر المرء شيئًا وقصده غيره(391) / وهو جائز ما لم يكن فيه ضرر بالغير؛ لأنَّها خرجت على(392) سبيل الخدمة والأُنس لعائشة ♦، وقصدها لعلَّها أن تعرف مِن أخبار ولدها شيئًا.
          وإن كان الثَّاني: فهو مِن باب تسبُّب الأمر الذي أراد القَدَر نفوذه(393) لأنَّ خروجَ أُمِّ مسطحٍ معها مِن جُملة الأسباب التي مِن أجْلها عرفتِ(394) الأمر.
          وإن كان الثَّالث: ففيه دليلٌ على أنَّ النَّاقِهَ مِن المرض له أن يُخرِج معه(395) غيرَه لتصرُّفه، لكي يكون له(396) عونًا على المشي لأنَّه يجدُهُ يتكئ عليه إذا عَيِيَ(397)، وقد يضعف عن المشي، فإذا كان معه غيره يجد مَن يحمله(398) ويردُّه لموضعه(399)، ثمَّ عثور أُمِّ مسطحٍ في مِرْطها، ودعاؤها(400) على وَلَدِها يحتمل وجهين:
          أحدهما: أن يكون بحكم القَدَر، وهو تمام للأسباب(401) التي بها وصل العلم لعائشة ♦، وهو إظهار للقدرة.
          والثاني(402): أن يكون بالقصد منها، وهو مِن باب حُسن التَّسبُّب في الأمر والتَّحقُّق، وهو جائز على الوجه الذي قدَّمناه، وهو ما لم يكن فيه ضرر بالمسلمين(403).
          وفيه دليلٌ على أنَّ السُّنَّة في لبس النِّساء الطَّويل من الثِّياب؛ لأنَّ أُمَّ مسطح عثرت في مِرطها، فلو كان قصيرًا لم تكن لتعثر فيه، وقد صرَّح الشَّارع(404) ◙ بذلك في غير هذا الحديث(405)، وذلك بخلاف لبس الرِّجال.
          وقولها: (فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلعم... / ) إلى قولها: (إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا) فيه وجوه:
          الأوَّل: أنَّه(406) ليس للمرأة أن تخرج إلَّا بإذنٍ مِن زوجها؛ لأنَّها استأذنت النَّبيَّ صلعم في زيارة أبويها، فأذن لها، وحينئذٍ(407) خرجت، فإذا كان هذا في حقِّ أبويها فكيف بغيرهما(408)؟
          الثَّاني: فيه دليل على(409) جواز عمل المندوب، والمقصود منه: ما هو أعلى في الدِّين، يُؤخذ ذلك مِن أنَّها طلبت زيارة أبويها، وهو(410) من المندوبات، وقصدها الكشف عما هو(411) شَيْنٌ في دينها.
          الثَّالث: جواز التَّورية: وهي إظهار شيءٍ والمراد غيره؛ لأنَّها استأذنت النَّبيَّ صلعم في زيارة أبويها ولم تُرِد ذلك، وإنَّما أرادت أن تستيقن(412) الخبر مِن قِبَلِهما، وكذلك كان النَّبيُّ صلعم يفعل إذا أراد أن يخرج إلى جهة يغزوها أومأ إلى غيرها إلَّا في غزوة واحدة لبُعدها، ولهذا المعنى(413) قال ╕: «اسْتَعِيْنُوا عَلَى حَوَائِجِكُمْ بِالكِتْمَانِ» لكن يُشترط في ذلك أن لا يقع للغير به مضرَّة ممنوعةٌ شرعًا، فإن وقع ذلك فلا يجوز وهو مِنَ الخديعة والمكر، وقد أخبر ◙ الصَّحابةَ(414) حين كان سفره لبعد(415)، لئلا يقع بهم ضرر؛ لأنَّه لو لم يعرِّفهم بذلك، لدخل(416) عليهم الضَّرر به لكونهم لم يتهيَّؤوا(417) للسَّفر البعيد ولا عملوا عليه.
          الرَّابع: أنَّ مَن وقعت(418) به نازلة، وهي محتملة الصِّدق(419) والكذب فلا يعجَل فيها / وليتثبَّت حتَّى يَسْتَقينَ ذلك بالفحص عنه ويعلم وجه الصَّواب فيه؛ لأنَّها لمَّا أخبرتها أُمِّ مِسطحٍ بما قيل فيها، لم تثق بقولها حتَّى مضت واستيقنت الخبر مِن قِبَلِ أُمِّها، فوجدت الأمر كما قيل لها، وإن كان(420) خبر الواحد معمول به على المشهور مِن الأقاويل(421)، لكن ذلك في التَّدين، وأمَّا في النَّوازل فخبر الواحد فيه سبب للفحص والبحث في النازلة حتَّى يتبين فيها الضَّعف أو التَّحقيق(422).
          الخامس: الإجمال في السُّؤال عن(423) النَّازلة؛ لأنَّها أجملت لأمها في السُّؤال، ولم تذكر لها ما سمعت(424) مِن أمِّ مسطح، والإجمال: هو الاستطلاع على(425) الغير هل عنده مما قيل شيء(426) أم لا؟ وهل عنده زيادة على ما(427) قيل أو نقص منه؟
          السَّادس: أنَّ مَن وقعت به نازلة، فليأخذ فيها مع أقرب النَّاس إليه وأحبهم إليه، بشرط أن يكون عاقلًا عارفًا(428) بعواقب الأمور؛ لأنَّها لَمَّا أن(429) نزلت بها هذه النَّازلة ركنت عند ذلك إلى أبويها لكونهما(430) أقربَ النَّاس إليها وأحبَّهم فيها، ولهما(431) في الدِّين والعقل والعلم والمعرفة بعواقب الأمور القدم السَّبْق.
          السَّابع: تسلية المصاب عن مصيبته؛ لأنَّها لَمَّا اشتكت(432) لأمِّها بما(433) قيل فيها، ألهتها(434) عن ذلك بقولها: (هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ).
          ومن أعظم التَّسلية إعطاؤها العلَّة الموجبة لمثل ذلك الأمر المؤلم، وهي ما ذكرت لها بقولها: (فَوَاللهِ(435) مَا كَانَت امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ(436) / يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ(437) عَلَيْهَا)، وأكَّدت لها ذلك باليمين، وهذا الاستثناء يحتاج فيه إلى بحث وهلْ هو(438) منفصل أو متصل(439)؟ وما المراد به إن كان متصلًا؟ وما المراد به إن كان(440) منفصلًا؟
          فإن كان منفصلًا: فيكون المراد بقولها: (إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا) أي: أكثرن(441) عليها بعض نساء ذلك الزمان؛ لأنَّ العادة جارية بأن المرأة إذا كان فيها أحد هذه الثَّلاث، أكثر النِّساء الكلام فيها، فكيف بمجموعها؟ وحَمْله على هذا الوجه أولى وهو الظاهر للقرائن التي قارنته؛ لأنَّ ضدَّه _وهو المتَّصل_ محال أن يُحْمَل على أزواج النَّبي صلعم، لأنهن لم يَغْتَبْنَ أحدًا فكيف تقع(442) منهنَّ الفِرية؟ ذلك محال، وكذلك أمُّها(443) أيضًا لم تكن لِتَظُنَّ(444) ذلك في نساء النَّبي صلعم لِمَا يُعْلَم(445) مِن دينها أيضًا، فكيف بها تقع(446) في ذلك.
          وإن كان متصلًا: فيكون التَّقدير (إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا) أي: أكثرن(447) بعضُ أتباع ضرائرها؛ لأنَّ أُمَّ عائشة ♦(448) محال في حقِّها أن تقع(449) في نساء النَّبي صلعم، فتقول(450) عليهنَّ ما لم يقُلْن، ومحالٌ في حقِّهن أيضًا أن يتكلَّمن بذلك، فكيف يقع منهنَّ ذلك(451)؟ ولقد اختارهنَّ الله لسيد المرسلين ؟ وقد(452) قال ╡ في حقِّهن: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب:32].
          فلم يبقَ بعد(453) التَّسليم في الاستثناء أنَّه(454) متَّصل إلَّا أن يكون المراد: بعض(455) أتباع الضرائر، ومثل هذا في ألسنة / العرب كثير، ومنه قوله تعالى: {حتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف:110]، ومعلوم أنَّ الرُّسل ‰ لم يَسْتَيْئِسوا قطُّ، وإنَّما وقع الإياس مِن بعض أتباعهم، فأطلق ╡ الإياس على الرسل، والمراد: بعض أتباعهم، ومنه(456) قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} [يونس:94]، ومعلوم أنَّ النَّبي صلعم لم يقع له شكٌّ(457) فيما أنزل الله إليه(458)، وإنَّما المراد بعض أتباعه، فكذلك فيما نحن بسبيله.
          وليس بشرط أتباع نساء النبي صلعم أن يكنَّ كلَّهنَّ مؤمنات، بل فيهن المؤمنات وغيرهنَّ؛ لأن المنافقين والمنافقات كانوا في ذلك الزمان كثيرين(459)، وكانوا يريدون أن يتخدَّموا لبيت النُّبوة سترًا على أنفسهم، هذا إذا وقع التَّسليم بأنَّ الاستثناء متَّصل، وليس كذلك يشهد لذلك عموم قولها: (إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا)، ومعلومٌ أنَّ الضَّرائر غير المذكورات(460) لا يخلو أن يَكُنَّ صالحات أو غير صالحات، فالصَّالحات منهن لا يَرْضَيْن بالغِيبة، فكيف بالفِرية؟ ولا يكنَّ صالحات(461) مع وقوعهن في شيءٍ مِن هذا الأمر، فلبطلان(462) العموم بدليل ما ذكرناه انتفى(463) أن يكون متَّصلًا يعود على الضَّرائر(464)، وبقي(465) ذلك في حقِّ بعض النَّاس واقع؛ لأنَّ بعض السُّفهاء(466)، إذا سمعوا عن أحد تلك العلَّة المذكورة، تحدَّثوا في شأن المذكور بالزِّيادة والنَّقص بما لم يعلموا / ولم يعاينوا(467) لضعف الدِّين وقلَّة العقل(468).
          وقولها: (سُبْحَانَ اللهِ) استغاثةٌ منها بالله تعالى، وقد نَطق القرآن العزيز بما تلفَّظت به، فقال تعالى عند ذِكْر شأنها فيما جرى لها: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ}[النور:16] فسبحان مَن وفَّقها لموافقة كتاب ربِّها قبل نزوله(469) عند تحقُّقها بالنَّازلة.
          وقولها: (وَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا!) تعجُّبٌ منها(470) لعلمها بعدم الموجب لذلك.
          وقولها(471): (فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ(472) لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ) فيه وجهان:
          الأوَّل: أنَّ الهموم موجبة للسَّهر وسيلان الدُّموع؛ لأنَّها لَمَّا أن تحقَّقت بالنَّازلة، كَثُر همُّها وكَثُر دمعُها وانتفى نومها عند ذلك(473).
          (الثَّاني): أنَّ أهل الفضل والخير إنَّما هو(474) همُّهم ما كان مِن قبيل(475) أُخرَاهم؛ لأنها لَمَّا أن(476) نزلت بها هذه النَّازلة وهي مِن طريق الآخرة وما تُشَان به(477) في الدِّين، كَثر همُّها لأجل(478) ذلك؛ لأنَّ الكلام فيها بذلك شَيْنٌ عليها في الدِّين، ولو كان ذلك الواقع(479) مِن جهة الدُّنيا لم تكن لتحزنَ عليه فإن(480) الدُّنيا عندهم قد رفضوها وراء ظهورهم، وسمعوا فيها قول النَّبي صلعم : «لَو كَانَتِ الدُّنْيا تُسَاوي عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى الكَافِرَ مِنْهَا جَرْعَةَ(481) مَاءٍ»، فالأصل عندهم سلامة الدِّين والتَّحفُّظ عليه، والدُّنيا عندهم تَبَع، فإذا وقع لهم شَيْن في الدُّنيا، لم يبالوا(482) بذلك، بل هم مستبشرون(483) بما لهم عليه في الآخرة مِن الأجور(484)، وإن وقع لهم شَين(485) في الأصل وهو الدِّين، كثر حزنهم وَوَجَلُهم واستغاثوا بربهم واضطروا(486) إليه، كما فعلت عائشة ♦.
          وقولها(487): / (فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ(488) يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ) فيه وجوه:
          الأوَّل: أنَّ ما اتفق للنبي صلعم في هذه النَّازلة ِمن كونه لم يعلم الأمر فيها، فذلك دالٌّ على معجزته ◙ وصدقِهِ في كلِّ ما(489) جاء به عن ربه ╡ ؛ لأنَّه ◙ (490) أتى بأشياء خارقة للعادات على ما تواتر وعُلِم، وأخبر ◙ بما يكون(491) إلى يوم القيامة، وفي هذه النَّازلة التي هي في أهله، لم(492) يكن له علم بها حتَّى استشار غيره فيما يفعل فيها(493)، فظهر(494) عليه فيها أوصاف البشريَّة، فكان ذلك دالًّا(495) على أنَّه ◙ كلُّ ما أتى به مِن أخبار الغيوب والمعجزات مِن الله ╡ ، ولو كان ذلك بغير(496) هذا الوجه على ما قاله أهل الكفر والعناد لكان أَوْلى أن يعلم(497) هذه النَّازلة ويتحقَّق فيها بما كان، فلمَّا أن كان هذا عُلِم أن الأمر ليس بيده، وإنَّما يعلم مِن الأشياء ما أَطْلَعه الله عليها وما علَّمه إيَّاها.
          الثَّاني: جواز المشورة لكن بشرط أن يكون المستشار(498) فيه أهليَّة لذلك؛ لأنَّ النَّبي صلعم لَمَّا أن وقع له ما وقع، دعا عليَّ بنَ أبي طالب وأسامةَ بنَ زيد، فاستشارهما في فراق أهله، وعليُّ بن أبي طالب وأسامةُ بن زيد فيهما أهلية للمشورة على ما تواتر وعُلِم(499) مِن فضلهما.
          وفيه دليل على أنَّ مِن السُّنَّة استشارة الشباب في النوازل؛ لأن النبيَّ صلعم استشارهما وكانا شابَّينِ، ومِن هذا الباب _والله أعلم_ كان عمر ☺ يجمع الشباب إذا وقعت به النوازل ويستشيرهم فيها(500). /
          الثَّالث: أنَّ السَّيد في قومه أو الحاكم عليهم أو مَن فاق غيره في الخير والصَّلاح، إذا نزلت به نازلة، فله أن يستشير مَن هو أدنى منه فيها؛ لأنَّ النَّبي صلعم كما قد عُلِم هو(501) أفضل البشر، لكن لَمَّا أن(502) وقع له ما وقع استشار فيه أسامة وعليًا، لكن تكون المشورة لمن فيه أهليَّة لها كما تقدَّم، وإنَّما أتت بذكر الفراق مطلقًا في الأهل ولم تذكر نفسها لوجهين:
          الأوَّل: للقرينة(503) التي هناك يُعْلَم بها أنَّها أرادت نفسها.
          الثَّاني: كراهية ذلك اللفظ منها أن تُطْلِقه على نفسها.
          وقولها(504): (فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ(505) عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِن الْوُدِّ لَهُمْ) أي: بما يعلم في نفس النَّبي(506) صلعم مِن الوُدِّ في عائشة ♦.
          وقولها: (فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا نَعْلَمُ(507) وَاللهِ إِلَّا خَيْرًا) إنَّما حلف أسامة على ما ذكر؛ لأنَّه مستشار وليس بشاهد، فحلف على ما قاله بأنَّه(508) حقٌّ، ليقوِّي(509) عند النَّبي صلعم (510) ذلك حتَّى إنَّه لا يشك فيه.
          وقولها(511): (وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(512) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ(513) يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ(514) الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ)، فإنَّما(515) قالَ عليٌّ ذلك لِمَا يعلم(516) مِن براءة الشَّخص مما(517) رُمي به.
          وترك(518) إيقاع الحكم لِمَا يُظهر الله ╡ لرسوله صلعم، ولَمَّا كان لفظه وهو قوله: (لَمْ يُضَيِّق اللهُ عَلَيْكَ) يحتمل / إيقاع الفراق والإبقاء، أشار بقوله: (وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ) أنَّه ما(519) أراد إلَّا البقاء(520)، لكن ترك النَّظر في ذلك(521) للنبي صلعم تأدُّبًا معه واحترامًا له ◙ ؛ لأنَّه يعلم أنَّ بَرَيرة لا تخبره إلَّا بكل ما يوجب له(522) التَّغبط بأهله، لِمَا يعلم في الأهل مِن الخير وليس يعلم فيهم(523) غير ذلك، وهذا هو حقيقة العلم الذي خصَّه الله ╡ به، حتَّى إنَّه ترك النَّبي صلعم ينظر بنظره مع حصول براءة ما استشير فيه فيجمع(524) الفائدتين معًا.
          وقولها(525): (فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم بَرِيرَةَ فَقَالَ: يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟...) إلى قولها: (فَتَأْتِي(526) الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ) أمَّا قوله ╕: (هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟)(527)يعني(528) به مِن جنس ما قيل فيها؟ فأجابت(529) هي على العموم ونَفَتْ عنها كل ما كان مِن النَّقائص مِن جنس ما أراد النَّبي صلعم السؤال عليه وغيره، فقالت: (لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا(530) أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا) أغمِصُه(531): بمعنى أُنِكِرُهُ(532)، فأخبرتْ أنَّها لم ترَ منها شيئًا تنكره(533) في كل أمورها(534)، ثمَّ استثنت بعد ذلك بقولها: (غير أنَّها جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنِ الْعَجِينِ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ) وهذا الاستثناء(535) منفصل؛ لأنَّ ما اسْتُثْنِي مِن غير جنس ما كان الكلام عليه فهو منفصل(536)، والنَّوم ليس هو مما يُنكَر على المرء(537)، سيَّما وهي قد ذكرت العلَّة في ذلك وبيَّنت عذرها، بقولها: (حَدِيْثَةَ السِّنِّ)؛ لأنَّ الحديث السِّنِّ أبدًا(538) يغلبه النَّوم ويكثر عليه، / فأبدت عذرها، وحينئذٍ ذكرت ما كان منها.
          وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَن أخبر عن أحدٍ بشيءٍ فليُقدِّم عذرَه فيه قبل ذكر ما أراد كما فعلت بَريرةُ، وإنَّما حلفت بَريرةُ هنا للمعنى الذي قدَّمناه وهي(539) أنَّها(540) مستشارة لا شاهدة.
          وفيه دليلٌ علَى أنَّ للسَّيِّد أن يأخذ في(541) أمره مع الخادم إذا كان فيه أهليَّة لذلك؛ لأنَّ النَّبي صلعم أخذ في(542) الأمر مع بَريْرَة وكانت خادمًا لهم.
          وفيه دليلٌ على جواز(543) اتخاذ الخادم، وفيه دليلٌ على أنَّ للمرأة الحرَّة أن تخدم نفسها، وليس هو عيب(544) في حقِّها؛ لأنَّ عائشة ♦ كانت تعجِن بيدها على ما أخبرت(545) بَرِيْرةُ، والدَّاجن: هو كلُّ ما(546) يتَّخذ في البيوت مِن الحيوانات.
          وقولها: (فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم فَاسْتَعْذَرَ(547) مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ(548) سَلُولَ...) إلى قولها: (حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ(549)) فيه وجوهٌ:
          الأوَّل: أنَّه ليس للحاكم أن يحكم لنفسه؛ لأنَّ النَّبي صلعم لمَّا أن كان له في هذا الأمر حقٌّ لم يحكم فيه، وإنَّما طلب مَن يحكم له في ذلك، فقال: (مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ) ومعناه: مَن يأخذ لي منه الحقَّ ويحكم لي عليه؟
          الثَّاني: أنَّه ليس للحاكم أن يحكم بعلمه، وله أن يشهد به عند غيره مِن الحكَّام؛ لأنَّه ◙ (550) يعلم مِن أهله(551) الخير والصَّلاح، وقد شهد له عليٌّ وأسامة وبريرةُ بذلك تأكيدًا لِمَا كان يعلم هو(552) في نفسه، فلم يحكم هو(553) صلعم بذلك، وشهد عند الغير(554) لكي يحكم له به.
          فإن قال قائل: الشَّهادة إنَّما / تكون بغير يمين؟!
          قيل له: إنَّما مُنِعَت اليمين للتُّهمة خَشَية شهادة الزُّور؛ لأنَّ اليمين إبلاغ في الحَمِيَّة لصاحب الحقِّ، ثمَّ إنَّ العلماء قدِ(555) اختلفوا هل تجوز الشَّهادة مع اليمين أم لا؟ على قولين: فمَن أجاز ذلك فله فيما نحن بسبيله استدلال، ومَن مَنع راعى التُّهمة، والتهمة في حقِّ النَّبي صلعم مستحيلة.
          الثَّالث: الحَميَّة لله ولرسوله صلعم ؛ لأنَّ النَّبي صلعم لَمَّا أن استعذر مِن عبد الله ابن أبيِّ ابن(556) سلول، قام سعدٌ سيِّدُ الأوس عند ذلك حماية له ◙ فيما أراد، فقال(557): (أَنَا وَاللهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ(558) الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ).
          وقد(559) يَرِد على هذا سؤالان، وهما(560) أن يقال: لِمَ ذَكَر هاتَينِ القبيلتَينِ، ولم يَذْكر غيرَهما مِن قبائل العرب؟ والثَّاني: أن يقال: لِمَ أخبر أنَّه إن كان مِن الأوس نضرب(561) عنقه، وإن كان مِن الخزرج يمتثل(562) فيه الأمر؟
          والجواب عن الأوَّل: أنَّ الأوس والخزرج هما قبيلتان عظيمتان في الكثرة والعدد، وهما أهل المدينة فهما فيها متوافران وغيرهما(563) مِن قبائل العرب قد تركوا مسكنهم وتغرَّبوا مِن بلادهم وهاجروا إلى المدينة، فليس الغريب بأقوى مِن البلديِّ، وأيضًا فإنَّ مَن أتى إلى(564) المدينة مِن المهاجرين بالنِّسبة إلى قبائلهم البعض مِن الكلِّ، والأوس والخزرج متوافران ببلدهما لم يخرج منهما أحد ودخلا في / الاسلام عن آخرهما، فبقيت قوتهما وشوكتهما(565) على ما كانت عليه أولًا قبل الدُّخول في الإسلام، فلأجل(566) هذا المعنى الذي(567) اختصَّت هاتان القبيلتان(568) به، وفقهما الله سبحانه لذلك.
          وقد يحتمل(569) أن يكون قد تكلَّم معهما غيرهما(570) مِن(571) القبائل، فذكرهما وذلك مِن باب التَّنبيه بالأعلى على الأدنى، لأنَّه إذا(572) كان ينصره مَن(573) في هاتَينِ القبيلتَينِ اللَّتَين(574) هما أعظم قوَّة وأكثر عددًا، فكيف به في(575) غيرهما مِن القبائل؟
          والجواب عن الثَّاني: أنَّ العرب كانت عادتهم، أنَّ السَّيِّد يحكم على قومه في قبيلته ويُمتثَل أمره في كلِّ ما يشير به، وسَعْدٌ هذا هو سيِّدُ الأوسِ فحُكمه فيهم نافذٌ(576)، فإنْ كان المتكلِّم مِن قبيلته فلا يردُّه رادٌّ عن قتله، وإنَّما قالَ: (نضرب(577) عنقه)؛ لأنَّ المسألة لم يكن فيها نصٌّ مِن الشَّارع ◙ فاجتهد رأيه في ذلك، وكذلك كلُّ مسألة لم يكن فيها نصٌّ مِن الشَّارع ◙ (578)، فللحاكم أن يحكم فيها بحسب اجتهاده(579).
          وإنَّما(580) أخبر أنَّه إذا كان مِن الخزرج يمتَثِل فيه الأمر؛ لأنَّ الخزرج ليس بقبيلته(581)، فإذا أراد(582) أخذ المتكلِّم إن كان منهم فليس له حكمٌ عليهم، فلا(583) يترك لأخذِه إلَّا أن أخذه بالقهر والغلبة، وذلك يؤدي إلى القتال والتَّشاجر، فكأنَّه يقول للنَّبي صلعم : وإن كان مِن إخواننا الخزرج الذين هم في القوَّة والكثرة أكثرُ مِن غيرهم، فأنا متوقِّفٌ(584) فيهم مع أمرك، إن أمرتَني بأخذ الحقِّ منهم أخذته ولو بقتالهم عن آخرهم، فأنا قادرٌ على ذلك، وهذه(585) مِن غاية النُّصرة والحَميَّة.
          فلمَّا فرغ ☺ مِن مقاله(586)، احتملت لسعد(587) سيِّد الخزرج الحميَّة / مثل ما احتمَلَت للأول(588) أو أكثر، فلم يستطع أن يرَى غيرَه قام في نصرة النَّبي صلعم وهو قادر عليها فيتركها، فقام مِن حينه بقوَّة الحميَّة التي احتملته(589)، فقال لسعد سيِّد الأوس: (كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ(590) لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ(591)) أي: لا تجدُ لقتله مِن سبيل مِنَّا(592) لمبادرتنا قَبلَك(593) لقتله، ولا تقدر على ذلك، أي: لو امتنعنا مِن النُّصرة وأنت(594) لا تستطيع أن تأخذه مِن أيدينا لقوَّتنا، وهذا هو غاية النَّصر؛ إذ إنَّه يخبر أنَّه في القوَّة والتَّمكين بحيث لا يقدر(595) له الأوس مع قوَّتهم وكثرتهم، ثمَّ مع ذلك هم تحت السَّمع والطَّاعة للنَّبي صلعم.
          وقول عائشة ♦ فيه(596): (وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ(597) رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِن احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ)، فإنَّما(598) قالت ذلك لتبيِّن شدَّةَ نُصرته في القضيَّة وقوته فيها، مع فائدة الإخبار بأنَّه مِن الصَّالحين؛ لأنَّ الرَّجل الصَّالح أبدًا يُعْرَف(599) منه الهُدنة(600) والسُّكون والنَّاموس، لكنَّه زال كل ذلك عنه(601) مِن شدَّة(602) ما توالى عليه مِن الحميَّة لنبيه ◙ .
          وسعد هذا هو الذي قال للنبي صلعم في غزوة بدر: (يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ أَمَامَكَ وَخَلْفَكَ، إِنْ خُضْتَ بِنَا(603) بَحْرًا خُضْنَاهُ مَعَكَ) وقد عُهِد منه كلُّ خير جميل في غير ما موضع.
          الرَّابع: الحكم بالظَّاهر في المسائل، وإن كانت محتمِلة لأوجه شتَّى، فالحكم بالظَّاهر(604) هو الرَّاجح؛ لأنَّ أُسَيْد بن حُضَيرٍ لمَّا أن رأى ما صدرَ من سعدٍ سيِّدِ الخَزْرج / نسبَه في ذلك إلى الكذب والنِّفاق، ولم يتأوَّل له غيرَ ما ظهر منه، وإن كان محتمِلًا لغيره.
          وقد يَرِد على هذا سؤال(605) وهو أن يقال: لو كانت(606) حميَّتهم لِمَا ذكر ثم لم(607) يصدر منهم هذا الكلام ولكانت عبارتهم(608) بألفاظ غير تلك الألفاظ؟
          والجوابُ عنه(609): أنَّه إنَّما صدر ذلك منهم لأجل قوَّة حال الحميَّة التي غطَّت(610) على قلوبهم حين سمعوا مِن النَّبي صلعم ما قال، فلم يتمالك أحدٌ منهم إلَّا قام في النُّصرة؛ لأنَّ الحال إذا وَرَد على القلب مَلَك القلب، فلا يرى غير ما هو بسبيله، فغلبهم حال الحميَّة حتَّى إنَّهم لم يراعوا الألفاظ، فوقع منهم السِّباب والتَّشاجر لغيبتهم بشدَّة انزعاجهم في النُّصرة(611).
          ومثل هذا ما رُوي أنَّ رجلًا مِن الصَّحابة كتب إلى مشركي(612) مكَّة بأخبار النَّبي صلعم، فقال النَّبي صلعم للصَّحابة على(613) ذلك، وأرسل في طلب الكتاب، وأعلمهم(614) بأنَّه مع امرأة وسمَّى لهم المرأة(615)، فلمَّا خرجوا في طلبها وجدوا الكتاب عندها، فوُجِد كما أخبر ◙ ، فقال عمر بن الخطاب: يا رسولَ الله دعني أَضْرِب عنقَ هذا المنافق(616)، فأبى(617) النَّبي صلعم، وسأل الرَّجل ما حمله على ما فعل؟ فقال: يا رسول الله، والله(618) ما كفرت بعد إيمان، ولكن لي أهل بمكَّة، وليس لي مَن يذبُّ عنهم ويحميهم، فأردت أن أجد(619) يدًا عندهم لأجل أهلي؛ لأنَّ إخواني المهاجرين معهم / مَن يحمي أهلهم(620) وليس معي مَن يحمي أهلي(621)، فقَبِل النَّبي صلعم منه(622) عُذْرَه، وبقي الرَّجل حياته معروفًا بالخير والصَّلاح.
          فحكم عمر ☺ بالظَّاهر بحسب ما ظهر له الواقع(623)، وكان الأمر غيرَ ذلك.
          وكذلك في(624) قصَّة الأوس والخزرج سواء كل منهم معذور فيما نَسَب صاحبَه إليه، لأجل ما توالى عليهم مِن شدَّة الحميَّة لنبيهم صلعم، ومما يدلُّ على ذلك أنَّ النَّبي صلعم لم يَعتِب عليهم بعد ذلك فيما فعلوه، ولا قال لهم فيه(625) شيئًا.
          وإن قلنا: إنَّ النَّبي صلعم تركهم مِن أجل حُسْن(626) خُلقه وطَرفِ(627) الحقِّ الذي كان له فيه، لم يكن الله ╡ ليسامحهم في ذلك؛ لأنَّ الله ╡ قد نهاهم عمَّا هو أقلُّ من ذلك، وهو رفع الصَّوت بحضرة النَّبي(628) صلعم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبي وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(629)} [الحجرات:2].
          حتَّى إنَّ أحد السَّعدَين المذكورَين بقيَ في بيته لم يخرج(630)، فأرسل إليه النَّبي صلعم يسأل عنه، فقال: «إنِّي رجلٌ جَهِيرُ الصَّوتِ فأخافُ إِذَا تَكَلَّمْتُ أَنْ يَعْلُوَ(631) صَوْتي صَوْتَ النَّبيِّ صلعم فَيَحْبَط عَمَلِي» فأمره ◙ بالخروج، وأخبره بأنَّ ذلك لا يكون إلَّا بالقصد.
          فانظر كيف كان حالهم في كلامهم المعتاد، فكيف يقع منهم / ما وقع وهم صاحون يعقلون ما يفعلون؟ ذلك محال، ولو تركهم النبي(632) صلعم فلم(633) يخفضهم لتوالت الحميَّة عليهم(634) حتَّى يقتتلوا، ولو كان ذلك بينهم فوقع بينهم القتلى(635)، لكان القاتل والمقتول في الجنَّة إذ إنَّ كلَّ(636) واحد منهم في النُّصرة والخدمة لله ولرسوله صلعم.
          ومثل ذلك كان قتال الصَّحابة ♥ بعضهم مع بعض، كلٌّ منهم على الحقِّ ومعتقد لصاحبه أنَّه أخطأ في اجتهاده لا شكَّ في ذلك، وإنَّما(637) وقع مَنْ وقع فيهم فنسبهم إلى ما لا يليق بجنابهم لكونه قعَّد قاعدة فاسدة فقاس عليها وأطرَد(638) مذهبَه فيها، فأدَّى ذلك بحكم الضرورة إلى الطَّعن عليهم وفيهم؛ لأنَّه قاس أحوالَ(639) الصَّحابة ♥ على ما يقتضيه(640) أحوال بعض أهل عصره(641)، وهذا هو الغلط الكبير والزَّلل العظيم، كيف تُقاس(642) أحوال الصَّحابة ♥ على أحوال غيرهم؟ وقد اختارهم الله ╡ لنبيه ◙ ، وقال في حقِّهم: {وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح:26]، وقال ◙ في حقِّهم: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بَأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُم اهْتَدَيْتُمْ»، وقال(643) ◙ في حقِّهم(644): «خيرُ القُرونِ قَرْنِي ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُمْ(645)»، فأيُّ خطأ(646) أعظم مِن هذا؟ ناس(647) قد شهد لهم النَّبي صلعم بأنَّهم خير القرون، ثمَّ يأتي من هو في القرون الذين(648) لم يُشهَد لهم بخير، فيقيس(649) أحوالَهم وأفعالهم ومقاصدهم على مقاصد / بعض أهل عصره وأفعالهم(650)؟ فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.
          وبهذا(651) المعنى _نعني:(652) تغطيةَ الحال على القلب واستغراقَ الشَّخص فيما هو بسبيله_ صدر(653) من بعض فضلاء أهل الصُّوفة ألفاظٌ وأفعال(654) لم يُعلَم لها معنى ظاهرًا(655)، فتسلّط بعض النَّاس على تلك الألفاظ حتَّى استنبطوا منها معانيَ فاسدة، فطعنوا فيهم لأجل ما ظهر لهم مِن المعاني الفاسدة، وليس الأمر كذلك، وإنَّما هو على ما(656) إليه بعض العلماء ممَّن جمع الله له(657) الطَّريقَين _يعني(658): في العلم والتَّصوف_ فقالوا: ينبغي أن يُسَلَّم(659) لهم في أحوالهم، ولا يُعتَرَض(660) عليهم فيها، ولا يُقتَدَى(661) بهم فيها ولا في الزمان الذي صدر ذلك عنهم(662) نظرًا منهم للمعنى الذي ذكرناه، وهو الإبراء للذِّمة والأقرب إلى الله ╡ (663).
          وقولها: (وَبَكَيْتُ(664) يَوْمِي، لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ) فيه وجوه:
          الأول: التبكير ممَّن يمرض المريض(665) لينظر في مصالحه واللطف به، لأنها قالت: (فَأَصْبَحَ(666) عِنْدِي أَبَواي).
          الثاني: إنَّ الولد يكون بمعزل عن أبويه في المضجع؛ لأنَّها لو كانت معهما(667) في مضجع واحد أو بيت واحد لَمَا كان أبواها يبكران إليها، وهي في منزلهم(668) إذ إن(669) ذلك لا يتأتَّى.
          الثالث: الاستئذان عند الدخول؛ لأنَّها قالت(670): (إِذ اسْتَأْذَنَت امْرَأَةٌ مِن الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا) وقد أمر اللهُ(671) ╡ بذلك في كتابه فقال: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور:59]. /
          الرابع: التفجع(672) للمصاب؛ لأنَّها قالت: (فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي)، وذلك تفجيع مِن المرأة لها، ومنه قوله ╕: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ»، وروي: «كالبَنَان يشدُّ بعضهُ بعضًا فإذا اشتكى عُضْو تَدَاعى لَهُ سَائِرَ الجَسَدِ بالسَّهرِ والحُمَّى» ومثل هذا كان حال هذه الأنصارية جلست تبكي مع عائشة ♦ لِما نزل بها ولم يكن لها في ذلك مدخل، ولأجل هذا المعنى جعل ◙ لقاء المؤمن لأخيه المؤمن ببشاشة الوجه صَدَقة؛ لأنَّ المؤمن يستمدُّ مِن أخيه بحسب ما يظهر على ظاهره، كما أنَّ أهل البواطن يستمدُّ بعضهم مِن بعض بحسب ما يكون في بواطنهم، فنصَّ ◙ على العِلَّة الظاهرة التي هي(673) مشتركة بين العوام والخواص، فإذا رأى المؤمن في وجه أخيه المؤمن ما يستدلُّ به على سروره سُرَّ هو(674) بذلك، فكان الأجر للأول الذي عمل السبب(675) للسرور، وهو حسن البشاشة وطَلق الوجه.
          وأعظم مِن ذلك أجرًا كتمان المصائب لقوله ╕: «مِنْ كُنُوزِ البِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ»، وإنما حصل هذا الكنز لصاحب هذا الحال؛ لأنَّه لَمَّا أن(676) أصابته المصيبة فأظهر(677) ضدَّها وهي البشاشة وحُسن(678) السَّمْت وكتم(679) المصيبة وصبرَ عليها، ولم يُعَدِّ مصيبتَهُ إلى ضرر(680) غيره مِن إخوانه المؤمنين، بِبَثِّهِ إيَّاها لهم، وردَّ المكابدة كلَّها لنفسه، فلأجل هذا المعنى كان أعظمَ أجرًا مِن المتقدِّم الذِّكر وحصل(681) / له الكنز المذكور في الحديث، وبهذه المعاني وغيرها تتبيَّن(682) حقيقة الإيمان وفضلُه وما فيه مِن الأدب وهي(683) المراد بقوله ◙ : «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ»، فعلى هذا فالدين يشتمل على أشياء: فرض(684)، وسُنَّة(685)، وفضائل، وآداب، وحسن خلق، وحسن اعتقاد(686)، ومحبَّة، وحسن معاملة فيما يخصُّ بعضهم مع بعض وفيما يَعُمُّ، ومِن أحكم هذا بمقتضى الآي(687) والأحاديث بحسب ما جاءت دخل في ضمن قوله تعالى: {كَانَ(688) سَعْيُهُمْ(689) مَشْكُورًا} [الإسراء:19].
          وقد أهمل اليوم بعضُ أهل العصر تلك الأخلاقَ والآدابَ التي أشرنا إليها ويقولون: ليس ذلك(690) بفرض علينا، ويقتصرون على الفروض(691) على زعمهم(692) ولا يزيدون عليه وهيهات هيهات مَن(693) جاء بالفرض جاء بغيره مِن السنن والآداب(694) والرغائب، فإن ردَّ ذلك ولم(695) يعمل به فهو قبيح(696) عظيم، قد(697) يُخشى عليه أن يدخل في عموم قوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ...} [البقرة:85].
          وفيما(698) نحن بسبيله استدلال لأهل الصوفية(699)، إذ إنَّ أول شرط عندهم في السلوك ثلاثة وهي: حمل الأذى، وترك الأذى، ووجود الراحة، فوجود الراحة منه بشاشة الوجه وإدخال السرور على الإخوان. وحمل الأذى منه(700) كتمان المصائب، وترك الأذى مِن قبيل الواجب، والواجب مِن(701) / أعظم القُرَب فإذا أَحْكَم المريد هذه الثلاثة(702) وحينئذ يأخذون معه في السلوك(703) إن وفق إلى ذلك ولهم فيما نحن بسبيله حجة واضحة.
          وقد يَرِد على هذا الفعل(704) سؤالان، وهو أن يقال: لِمَ أخبرت ببكائها في هذا الموضع وقد أخبرت به قبل ذلك، وذلك تكرار لغير فائدة؟ ولِمَ كان أبواها لا يبكيان معها وهذه الأنصارية بكت معها؟
          والجواب عن الأول: أنَّها إنَّما أتت بذكر البكاء ثانيةً لتبيِّن أنَّ حالَها لا(705) يتغيَّر أبدًا(706) عمَّا كان أولًا، وأنَّ البكاء والحزن دامَ بها ما دامت بها النازلة وزادت فيه إشعارًا بأن ذلك ازداد عليها وكثر ببقاء الأمر عليها بقولها: (حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي).
          والجواب عن الثاني: أنَّ المؤمنين لم يتساوَوا، فمنهم مَن أُقِيْمَ في مقام الخوف والإشفاق، ومنهم من أُقِيْمَ في غير ذلك وهي سبع مقامات، وأعلاها: الرضا والتسليم، وهو المعبَّر عنه بالطمأنينة وأصحاب هذا المقام لا يعترضون لمقدور ولا يُؤوِّلون في الأمور، إلا أنَّهم قد أذعنوا واستسلموا لِقضاءِ عَلَّام الغيوب، فكلُّ ما كان مِن خير وشرٍّ كانوا به مستبشِرين، وبه فرحين ما لم يتعيَّن عليهم في ذلك أمرٌ أو نهي، وأبو بكر ☺ هو مِن أهل السَّبْق في ذلك(707) المقام، كيف لا يكون كذلك(708) وهو خليفة رسول الله صلعم وصاحبه في الغار؟ وأُمُّ رُوْمان / (709) قريبة منه في هذا(710) المقام لِمَا تواتر عنها وعُلِم(711) مِن حالها فكان وظيفتهما(712) في ذلك الرضا والتسليم؛ لأنه يُعلَم(713) بالقطع أن(714) ما نزل مِن البلاء(715) بالأولاد فهو أشد على الآباء مِن نزول ذلك بأنفسهم.
          فالرِّضا والصبر على ما ينزل بالأبناء أجلُّ للآباء مِن الصبر على ما ينزل بهم في(716) أنفسهم(717)، وقد قال ╕: «إِذَا قَبَضَ اللهُ وَلَدَ العبدِ المؤمنِ يَقُولُ للملائِكَةِ: قَبَضْتُم ريحانةَ قَلْبِ عَبْدِي المؤمن، فَيَقُولونَ: يَا رَبَّنَا نَعَمْ، فيقولُ اللهُ ╡ : فَمَا قالَ؟ _وهو أعلم_(718)فيقولونَ: يا ربنا صَبَرَ وحَمَدَ(719)، فيقولُ ╡ : ابْنُوا لَهُ(720) قَصْرًا في الجَنَّةِ وسَمُّوهُ قَصْرَ(721) الحمدِ».
          وأما عائشة ♦ فإِنَّمَا(722) كَثُر منها البكاء والحزن؛ لأنَّ ما نزل بها يُستحيا منه كلَّ الحياء، فإن ركنت إلى أبويها استحيت منهما، وإن ركنت إلى النَّبي صلعم كان ذلك أكثر، وكذلك حالها مع الناس عن آخرهم، فَتَوَالَتْ عليها أسباب الأحزان وكَثُرَتْ مع صِغَر سِنِّها فأدَّى(723) ذلك بحكم الضرورة إلى سَيَلان الدمع وكثرة الحزن وانتفاء النوم.
          وقولها (فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم فَجَلَسَ...) إلى قولها: (ثُمَّ(724) تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ) فيه وجوه:
          الأول: أنَّ جلوسَ النَّبيِّ صلعم هنا(725) لعائشة ♦ لم يكن لزوال الهجر ان(726) / الذي وقع(727)، وإنما كان جلوسَ(728) حُكم، فالأفعال إذًا لا تنفع إلا بحسب ما كان القصد فيها؛ لأنها كانت تُسَرُّ بجلوس النَّبيِّ صلعم لها على ما كانت تعهد(729) منه، وهذا الجلوس ازداد كربُها به لشدَّةِ حيائها حين ذكر لها النَّبي صلعم ما ذكر.
          الثاني: أنَّ تَأَخُّرَ النَّبي صلعم عن الحكم في المسألة لم يكن مِن قِبَله، وإنما كان مِن قِبَل تأخر الوحي عنه؛ لأنَّها(730) قالت: (وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ)، فأتت بذلك لتبيِّن عذر النَّبي صلعم في تأخُّر الحكم في الأمر، لأنَّه ◙ كان لا يحكم لنفسه، وإن حكم لنفسه فيكون ذلك بالقرآن وهذه المسألة له فيها حقٌّ فلم يمكنه أن يحكم فيها.
          فلمَّا أن تأخَّر الوحي عنه وتعارض له أمران: حقُّه، وحقُّ غيره، غلَّبَ(731) حقَّ غيره على حقِّ نفسه؛ لأنَّ عائشة ♦ وإن كانت أهله ◙ فهي أجنبية في الحكم لها، وصفوان بن المعطل ☺ ليس(732) له في المسألة حقٌّ، فلأجل حقِّ غيره نظر مَن يحكم في المسألة بعد التَّرَبُّصِ قليلًا انتظارًا لنزول الوحي لأجل حقِّه ◙ ، ولو(733) كان الحكم لصفوان وعائشة ☻ ولم يكن للنبي صلعم فيه(734) حقٌّ، لحكَمَ(735) ◙ به(736) عند نزول النازلة لقوله تعالى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ} [النساء:105]، فكلُّ ما يَرى(737) ◙ فهو وَحْيٌ، والوحي له ◙ / على ضَرْبين على ما قال(738) العلماء: فوحي(739) إلْهام ووحي بواسطة الملَك(740)، والكل من عند الله ╡ .
          الثالث: فيه دليل على أنَّ مِنَ السُّنَّةِ الابتداءَ بذكر الله تعالى في أول الكلام أو التشهُّد؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم حين أراد الكلام لعائشة ♦ تشهَّد ثم بعد ذلك تكلَّم(741) بما أراد.
          الرابع: فيه دليل على أن(742) مَن رُمِيَ بشيء وهو لم يفعله فإن الله ╡ يبرئه مِن ذلك ويظهر الحقَّ فيه؛ لأنَّ النَّبيَّ صلعم قال لها: (فَإِنْ(743) كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ ╡ ).
          الخامس: فيه دليل على أنَّ أهلَ الخيرِ والصَّلاحِ مطالبون بأشياء لم(744) يُطالَب بها غيرهم وخصوصًا نساء النَّبي صلعم لقوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبي لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب:32] لأنَّ النَّبي صلعم قال لها: (إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ(745)) والله ╡ قد رفع ذلك عن المؤمنين في كتابه فقال(746): {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم:32]واللَّمَمُ، على ما فيه مِن خلاف(747) بين العلماء: ما دون الفاحشة، فلمَّا أن(748) كانت عائشة ♦ مِن نساءِ النَّبيِّ صلعم طُولبت باللَّمم فقال ◙ لها(749): (وإِنْ(750) كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ) فجعل ◙ إلمامها بالذنب(751) كوقوع الذنب مِن غيرها.
          وقد(752) قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]، فأراد الله ╡ منهنَّ التطهير مِن / الصغائر والكبائر ولذلك أتى بياء المبالغة(753) بقوله: {تَطْهِيرًا} وياء(754) المبالغة في التطهير يتضمَّن(755) مع الفرائض وزيادة في السُّنن(756) والرغائب على اختلافها وقد قال صلعم : «إنَّ اللهَ يُعَاقِبُ العَاقِلَ يومَ القيامةِ مَالَا يُعَاقِبُ الأُمِّيَّ، ويُثِيْبُهُ مَالَا يُثِيْبُ الأُمِّيَّ» قيل: مَن الأميُّ يا رسول الله؟ قال: «الجاهلُ الكذوبُ لسانُه، الخائضُ فيما لا(757) يَعنيه وإنْ كانَ قَارِئًا كَاتبًا»، وقد بَيَّن ◙ العاقل في أول الحديث وقال في صفته(758): «الصادقُ لِسَانُهُ، الطويلُ صمتُه، ويَسْلَمُ النَّاسُ مِنْ شَرِّهِ، فذلكَ العَاقِلُ وإنْ كانَ لَا يَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللهِ كثيرًا»، ومنه قول أهل(759) الصوفية: حسنات الأبرار سيِّئات المقربين.
          (السادس): طلب النَّبي صلعم منها الاعتراف يحتمل وجهين:
          أحدهما: أن يكون أراد الاعتراف بين يدي الله تعالى.
          والثاني(760): أن يكون أراد الاعتراف بين يديه ◙ ، ويحتمل أن يكون أراد مجموعهما وهو الأظهر؛ لأنَّ ذلك أن لو وقع فلله فيه حقٌّ وللنبي صلعم فيه حقٌّ، وحقُّ البشر لا يعفو الله عنه إلا أن يَعفوَ عنه صاحبه، فلمَّا أن اجتمع الحقَّان(761) فلا بدَّ مِن كليهما؛ لأنَّ حقَّ البشر موقوف على صاحبه لقوله ╕: «مَنْ كَانَ عَلَيْهِ حقٌّ فَلْيُعْطِهِ أَوْ ليَتَحلَّلْ(762) مِنْه».
          السابع: فيه دليل على أنَّ الأحكام مطلوبة ظاهرة وباطنة، / وللظاهر حكم وللباطن حكم، وحكم الظاهر مقدَّم على حكم الباطن، نعني(763): الفحص عنه والإنجاز فيه(764)؛ لأنَّ النَّبي صلعم لم يسألها عن الباطن حتَّى فحص عن الظاهر وظهرت(765) له طهارته بشهادة عليٍّ وأسامة وبريرة المتقدِّم ذكره(766)، وحينئذٍ رجع ينظر في حكم الباطن، فنصَّ ◙ لها عليه(767) وما حكم الله فيه وأظهر لها وجه الخلاص فيه، وهذا هو الموجب لإفصاحه ◙ لها بما قيل لكي يترتَّبَ الحكم عليه ومعرفة الخروج منه أو التبرئة.
          الثامن: قوله ╕: (فَإِنَّ(768) الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ) يحتمل أن يكون على العموم، ويحتمل أن يكون على الخصوص، فإن قلنا: إنَّه على العموم عارَضَنا حقَّ الغير وقد نصَّ ◙ على أن ذلك ليس منه خلاص إلا الاستحلال أو الإعطاء، فقال(769) ╕: «مَنْ كانَ عَلَيْهِ حقٌّ فَلْيُعْطِهِ أو ليتحلَّل مِنْهُ(770)» وقد تقدَّم(771)، وقد كان ◙ أولًا(772) لا يصلِّي على مَنْ عليه دَين حتَّى يأتي مَن يتحمَّل عنه(773)، وقد تحمَّل بعض الصحابة عن ميت ثم أتى بعد يومَين أو ثلاثة فأخبر النَّبي صلعم أنَّه قضى دَيْنه فقال له(774) ╕: «الآن بردَتْ جِلْدَتُهُ».
          وقد قال ◙ للأعرابي حين سأله فقال: أرأيتَ يا رسول الله(775) إن قُتِلتُ في سبيل الله صابرًا محتسبًا مُقْبِلًا غير مُدْبِر أيكفِّر(776) الله عنّي خطايايَ؟ فقال ╕: «نَعَمْ» فلما ولَّى الأعرابي دعاه النَّبي صلعم فقال له: «إِلَّا / الدَّين؛ هَكَذَا أخبرني جبريل آنفًا»، والأحاديث في ذلك(777) كثيرة.
          فعلى هذا فليس ما نحن بسبيله على العموم وإنما هو على الخصوص، فالخصوص هنا(778) أنَّ الذنب إذا(779) كان بين العبد والربِّ فالحكم(780) فيه ما نصَّ النَّبيُّ صلعم عليه وهو الاعتراف بالذنب والتوبة منه(781)، وقد شرط الفقهاء لذلك أربعة شروط وهي: الندم، والإقلاع، وردَّ المظالم، والعزم على أن لا يعود.
          وهذه الأربعة شروط(782) متضمِّنة لِمَا نصَّ النَّبيُّ صلعم عليه(783)، فالندم والإقلاع يعمُّه قوله(784) صلعم : (فَإِنَّ(785) الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ)، فالاعتراف لا يكون إلا عند الندم، والاستغفار لا يكون إلا عند الإقلاع، وأمَّا لو كان إنسان يستغفر مِن المعصية وهو يريد أن يفعلها ثانية فذلك استغفار الكذَّابين وليس هو المراد بما أشار النَّبي صلعم إليه، والعزم على أن لا يعود هي(786) التوبة التي(787) نصَّ عليها النَّبي صلعم هنا، وردُّ المظالم يعمُّه قوله ◙ في الحديث الآخر(788): «مَنْ كانَ عَلَيْهِ حقٌّ فليعْطِهِ أَوْ ليتحلل مِنْهُ(789)».
          لكن النَّبي صلعم قد شرط في ذلك شرطًا وهم لم يتعرضوا له(790) وهو تسمية الذنب؛ لأنَّه ◙ قال: (إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ) وذلك يقتضي تسمية الذنب(791)، فلابدَّ مِن تسميته للنص عليه، فإن كَثُرت الذنوب حتَّى لا تُحصى سقط عن صاحبه تسمية(792) كل ذنب(793) بعينه، ووجب عليه أن يُسمِّي جنس / كل ذنب وقع فيه فيستغفر منه ويتوب(794)، وإن كان حقوق الغير فيحتاج فيه إلى تقسيم لمن(795) عجز عنه(796) وما حكمه؟ وقد تقدَّم ذلك في الكلام(797) على قوله ╕: «مَن كانَ عَليهِ حَقٌّ فَلْيُعْطِه أو ليتحلَّل مِنه(798)».
          قولها(799): (فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلعم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً...) إلى قولها(800): (وَلَكِنِّي(801) كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صلعم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا(802) يُبَرِّئُنِي اللهُ) فيه وجوه(803):
          الأول: أنَّ الحزن إذا توالى على المرء وكَثُر جفَّ دمعه عند ذلك، لأنَّها قالت: (فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلعم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً).
          (قَلَصَ): بمعنى ارتفع وانقطع، و(أُحِسُّ): بمعنى أنها لا تجد منه(804) شيئًا، فلمَّا أن كَثُر عليها الحزن بمفاجأة النَّبي صلعم لها بذلك الأمر جفَّ دمعها وانقطع(805).
          الثاني: النيابة في الكلام والاستعذار(806)؛ لأنَّها قالت لأبيها: (أَجِبْ(807) عَنِّي رَسُولَ اللهِ صلعم).
          لكن هذا قد يَرِد عليه سؤال وهو أن يقال: إنما سُئِلَت عن حكم الباطن وغيرُها ليس له بذلك معرفة، لأن أحدًا لا يعرف ما في باطن أحد حتَّى يعرفه به؟
          والجواب عنه: أنها إنما قالت لأبيها (أجِبْ عنّي) إشارةً منها إليه أنَّه لم يكن في باطنها مِن(808) المسألة إلا ما في باطنه وهو عدم الموجب لِمَا قيل.
          الثالث: الأخذ بالظاهر في المسائل وإن(809) كانت محتملة لأوجه أُخَر، فالأخذ / بالظاهر أسبق للفهم مع عدم التشويش فكيف مع التشويش وفرط الحزن؟ لأنَّها لَمَّا أن قال لها أبواها ما قالا قالت: (وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ(810) بِهِ النَّاسُ وَوَقَرَ فِي صدوركم وَصَدَّقْتُمْ بِهِ) فَنَسَبتْهُم إلى أنَّهم صدَّقوا عليها ما قيل لِمَا(811) ظهر لها مِن سكوتهم عن الجواب وتحيدهم عنه لشدة الحزن(812) الذي توالى عليها آلامًا(813) فسبق لها ظاهر اللفظ، وإنما كان سكوتهم عنه لتعذُّر الجواب في الوقت عليهم(814) لعظم الأمر وخطره ليس(815) لِمَا ظنَّت هي(816) مِن تصديقهم بما قيل.
          الرابع: أنَّ مَن رُمِي بشيء ثم سُئِل عنه: هل هو حقٌّ أم لا؟ فإن كان له مِن خارج ما يصدق(817) مقالته أبرأ نفسَه مما قيل، وإن لم يكن ثَمَّ غيرُ كلامه فلا(818) ينفع إذ ذلك(819) كلامه؛ لأنَّها لَمَّا(820) أن سألها النَّبي صلعم عن أمرها قالت: (ولَئِنْ(821) قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي بَرِيئَةٌ، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي(822) بِذَلِكَ) فلم تتعرَّض لبراءة نفسها في ذلك الوقت مما قيل عنها(823) وبَيَّنَتْ عذرها في سكوتها عن ذلك مِن كون أنَّ التصديق لا يقع بمقالها بسبب أنَّه ليس لها مِن خارج ما يصدق ما تقول(824) وحين أنزل الله ╡ براءتها ذكرت القصة وكيف كان وقوعها لكون القرآن يُصدِّقها فيما تقول مِن(825) ذلك.
          الخامس: أنَّ مَن رُمي بشيء ثم سئل عنه، فلا يجوز له أن يُقِرَّ على نفسه بما لم يفعل، وإن(826) كان فيه رضًى للسائل، / ويكون السائل(827) ممن يُلتَمَس رضاه؛ لأنَّها لَمَّا أن سألها النَّبي صلعم عن ما قيل وكان ذلك باطلًا وطلب منها الاعتراف(828) قالت: (لَئِن اعْتَرَفْتُ(829) لَكُمْ بِأَمْرٍ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ(830) لَتُصَدِّقُنِّي(831)) فلم تقرَّ على نفسها بما لم تفعل؛ لأنَّ(832) الإقرار بذلك كذب، والكذب محرَّم، ولا يُلتمَس رضا مخلوق(833) بمحرَّم، هذا إذا كان ذلك سالمًا مِن أن يُحْدِث به المرء على نفسه شيئًا في الدين فكيف باجتماعهما(834) معًا؟
          السادس: أن مَن رُمي بشيء ولا(835) يقدر على نصرة نفسه ببيانٍ ينفي ما رُمِيَ به فالاستسلام إلى الله تعالى وترك ما سواه، لأنَّها لَمَّا أن قال لها(836) النَّبي صلعم ما قال، وأبواها سكتا عند ذلك وحادا عن الجواب وهما كانا عُدَّتَها في السرَّاء والضرَّاء لم تتعلَّق بأحد(837) منهما ولا طلبت منهما(838) دعاء ولا تفريجًا، بل أعرضت عن الأسباب وتعلقت بالمسبِّب، يشهد لذلك إعراضُها عنهما(839) بعدم الجواب، وتحوُّلُها عن(840) ذلك الجنب الذي كانت مواجهة لهم به، وقولها في المثل: {فَصَبْرٌ(841) جَمِيلٌ} [يوسف:18] فهذه هي صورة اللجأ(842) وقطع الأسباب حالًا ومقالًا.
          فلمَّا أن(843) فعلت ذلك أتتها النُّصرة في الحين(844)، وكذلك كل مَن تعلَّق بالله تعالى مضطرًا أتاه النصر مِن حينه، كما أتاها(845)، يشهد لذلك قولُه تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل:62] ولأجل هذا المعنى فُضِّل أهلُ الصوفية(846) على غيرهم حتَّى / إنه لا يخطر بقلوب بعضهم(847) شيء إلا وكان(848) لهم في الحين مِن غير أن يطلبوه، ولا يتكلموا فيه(849) لحصول حالة الاضطرار منهم في السرَّاء والضرَّاء.
          السابع: أن مَن وقعت به مصيبة وتمادت به وكثُرت عليه فلا يَقْنَط فيها؛ لأنَّها لَمَّا أن اشتدَّ الأمر بها وتوالت عليها الأحزان لم تكن إذ ذاك تقطع الإياس؛ لأنَّها قالت حين تحولت على فراشها: (وأنا أَرْجُو، أن يُبَرِّئُنِي اللهُ)، وهذه المسألة يحتاج المرء(850) أن يتحرَّز(851) منها لئلا يقع له الإياس والقنوط عند النوازل وكثرتها فيستحقَّ العذاب لقوله ◙ إخبارًا عن ربه ╡ يقول: «لَوْ كُنْتُ مُعَجِّلًا عُقُوبةً لَجَعَلْتُهَا عَلَى القَانِطِيْنَ مِنْ رَحْمَتِي».
          الثامن: أن مَن تواضع لله رفعه الله، لأنَّها قالت: (وَاللهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزَلَ(852) فِي شَأْنِي وَحْيٌ(853)، وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي(854)) و(ظَنَنْتُ) هنا بمعنى: (علمتُ وقطعتُ(855))، فلمَّا أن كانت عند نفسها بهذه المنزلة وصل بها الاعتناء إلى(856) أن نزل القرآن في حقِّها وسادت بذلك على(857) غيرها.
          وقد جاء في بعض الكتب المنزلة: (يَا عَبْدِي لَكَ عِنْدِي مَنْزِلَةً مَا لَمْ يَكُنْ(858) لِنَفْسِكَ عِنْدَكَ(859) مَنْزِلَةً)(860) وقد جاء في(861) الأثر عن النَّبي صلعم أنه قال: «مَا مِن امْرِئ إِلَّا وَبِرَأْسِهِ حَكَمَةٌ كَحَكَمَةِ الدَّابَّةِ بِيدِ مَلَكٍ، فَإِنِ ارْتَفَعَ ضَرَبَهُ الملَكُ فَقَالَ(862): اتَّضِعْ وَضَعَكَ اللهُ، وإنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهَا الملَكُ فَقَالَ(863): ارْتَفِعْ رَفَعَكَ اللهُ». /
          ولأجل هذا المعنى ساد أهل الصوفة على غيرهم؛ لأن(864) أول شرط عندهم في الدخول(865) العمل على قتل النفس وترك حظوظها، ومهما(866) بقي لها حظٌّ لم يصح(867) بعد الدخول في طريقهم، وهذا هو نفس التواضع فرفعهم الله لأجل ذلك على غيرهم، ولهذا المعنى أيضًا وُضِع(868) أهل الدنيا فرجعوا خدامًا لمن تقدَّم ذكرهم لطلبهم الرفعة فَوُضِعوا وصاروا مِن الخدام للذين(869) طلبوا التواضع.
          ثم بقي سؤال وارد على قولها: (وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ) وهو أن يقال: ما فائدة ذكرها لِصِغَرِ سِنِّها وقد ذكرت ذلك قبل؟
          والجواب: أنَّها إنما(870) ذكرت ذلك لتبيِّن عُذرها وهو السبب الذي لأجله كانت لا تحفظ كثيرًا(871) مِن القرآن.
          فإن قال قائل: فما فائدة إخبارها بأنَّها(872) لا تحفظ كثيرًا مِن القرآن وليس يتعلَّق مما(873) هي بسبيله شيء مِن هذا؟
          قيل له: إنما أخبرت بذلك لتبيِّن العذر الذي لأجله(874) لم تُجب(875) النَّبي صلعم فيما قال مِن حينها وسكتت عنه(876)؛ لأنَّ القرآن يشتمل على أحكام عديدة: فمنها: التعلُّق بالله، وترك الأسباب في الظاهر(877)، ومنها عمل الأسباب في الظاهر(878)، وخلو الباطن مِن التعلُّق بها(879) وهو أجلُّها وأزكاها؛ ولأن(880) ذلك جمع بين الحكمة وحقيقة التوحيد وذلك لا يكون إلا للأفراد(881) الذين مَنَّ الله عليهم بالتوفيق.
          ولذلك مدح الله ╡ يعقوب ◙ / في كتابه فقال(882): {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون} [يوسف:68]؛ لأنَّ يعقوب ◙ عمل الأسباب(883) واجتهد في توفيتها وهو مقتضى الحكمة ثمَّ ردَّ الأمر كلَّه لله تعالى واستسلم إليه وهو حقيقة التوحيد، وذلك أنَّه ◙ لمَّا أن(884) جاءه بنوه إخوة يوسف ببضاعتهم يشكون إليه(885) ردَّها عليهم، ويسألون(886) أن يرسل معهم أخاه ياميناء(887) احتمل عنده(888) الأمر: هل ذلك منهم مكر ثان(889) لكي يتلفوا ياميناء(890) مثل ما أتلفوا يوسف أو ذلك(891) حيلة مِن الغير في الاجتماع بيامِن(892) ليلقي إليه خبر يوسف، وخاف مِن الإخوة أن يُلقي إليهم ذلك لئلا يضيِّعوا الخبر(893) كما أضاعوا العين.
          فلمَّا أن احتمل الأمر الوجهين احتاط للواحد وهو التهمة لهم بأخذ العهد عليهم واحتاط للآخر بأن قال: {لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} [يوسف:67] رجاء منهم(894) أن يبقى يامناء(895) وحده، فيكون سببًا لمعرفة ما رجاه مِن خبر(896) يوسف ◙ ، وشدَّد ذلك عليهم خوفًا مِن أن يتَّهموه فيما أوصاهم به، أو يضيِّعوا الوصية بأن قال لهم: إنما قلت لكم ذلك _يعني: التفرقة في الدخول_ مِن أجل العين على ما نقله بعض أهل التفسير(897) فهذه هي الأسباب بمقتضى الحكمة، ثم أفصح ◙ بما أكنَّه(898) في باطنه مِن حقيقة التوحيد فترك التعلُّق بما فعل مِن الأسباب، / وقال: {وَمَا(899)أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف:67] فأثنى الله ╡ عليه(900) مِن أجل جمعِه بين(901) هاتين الحالتين العظيمتين، الذي القليل النادر مِنَ الناس مَنْ يجمع(902) بينهما حتَّى إنَّهم افترقوا على فرقتين(903): فريق يقول: حقيقة لا(904) غير، وفريق يقول: شريعة لا غير، ويرون أن الجمع بينهما كالمستحيل.
          والحقُّ ما ذكرناه، وهو الجمع بينهما؛ ولذلك أثنى الله ╡ على فاعل ذلك، ثم قال بعد الثناء عليه: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:68]، أي: لا يعلمون كيفية الجمع بين تلك(905) الحالتين، والجمع بينهما مطلوب(906) مِن العبيد(907) وعليه عمل الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين مما يؤخذ مِن الاستقراء لأحوالهم(908) ومقالاتهم، ولولا التطويل لذكرنا مناقبهم في(909) ذلك واحدًا واحدًا لكنَّ اللبيب يتتبع ذلك فيجده.
          وكذلك كان حال النَّبي صلعم ؛ لأنَّه ◙ كان قد غُفِر(910) له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ثمَّ بعد ذلك قام حتَّى تورَّمت قدماه، وكان يربط على بطنه الأحجار مِن كثرة المجاهدة ومواصلة الأيام العديدة، وهو الذي جاء بتشريع الأعمال والحضِّ عليها وتَبْيين ما فيها مِن الأُجور والدرجات، ثم بعد ذلك قال ╕: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ(911)» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: «وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلِهِ ورحمتِهِ(912)» فبَعْد بذل الجهد في الأعمال رجع / إلى حقيقة التوحيد وترك النظر إلى غيره وهو التعلُّق بالأسباب.
          وكذلك(913) كانت عادته ◙ أيضًا(914) إذا خرج إلى سفر ثم يرجع وقد تقدَّم هذا في غير ما حديث، ولأجل هذه الصفة العليا التي تركت عائشة ♦ وعدلت عنها إلى غيرها وهو أخذها بحقيقة التوحيد وتركها السبب امتثالًا للحكمة اعتذرت بكونها كانت إذ ذاك لا تحفظ كثيرًا مِن القرآن؛ لأنَّها لو كانت تحفظ كل القرآن لعملت على الصِّفة العليا وتركت(915) ما هو دونها.
          فإنْ قالَ قائل: فما السبب الذي كان لها أن تفعله فلم تفعله واستعذرت عن تركه بهذا التعريض؟
          قيل له: إنَّ النَّبي صلعم إنما طلب منها إن كان ثَـمَّ شيء أن تعترف به(916) وتستغفر منه، وإن لم يكن ثمَّ شيء فتبدي ذلك والله يبرِّئها ويصدقها فيما تقول، فكان الجواب على هذا السؤال أن تقول: والله ما(917) أعرف شيئًا مما ذكروا وأرجو(918) البراءة لوعدك الجميل عن المولى الجليل أو غير هذا الكلام وبما في معناه(919)؛ لأنَّه ◙ قد وعدها إن كانت بريئة فإن(920) الله يبرئها(921) فتكون قد جمعت بين الحالتين، فلمَّا أن عدلت عن هذا لِمَا ذَكَرت في الحديث احتاجت أن تَستعذر عن ذلك بهذا التعريض، وإن كان هذا الفعل لها في ذلك الوقت _أعني(922): حقيقة التوحيد، وترك الأسباب والتعلُّق بها مِن أجل المراتب لصغر سنِّها_ لكن لم ترضَ به(923) / عند تمكُّنها فاستعذرت عنه.
          وفي هذا دليل على(924) أنَّ المجتهد إذا اجتهد في المسألة ثم ظهر له(925) غير ما ذهب إليه أولًا فذلك سائغ له(926)، وإنما مثَّلت أمرها بيعقوب ◙ إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف:18] للمعنى الذي قدَّمناه وهو الأخذ بحقيقة التوحيد؛ لأنَّ الصبر الجميل: هو الصبر الذي لا شكوى فيه(927) إلا التسليم والإذعان لجميع(928) المقدور.
          وقولها(929): (فَوَاللهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ...) إلى قولها: (وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ) فيه وجوه:
          الأول منها(930): فيه دليل على أنَّ المصيبة إذا اشتدَّت فالفرج إذ ذاك قريب؛ لأنَّها لم يبلغ(931) بها الأمر أشد مِن هذا الوقت لمفاجأة النَّبي صلعم لها بذلك وسكوت أبويها عن الجواب، فلمَّا أن اشتدَّت بها تلك المصيبة وعظمت جاءها الفَرَج في الحين مِن غير مهلة ولا تراخٍ وقع؛ لأنَّها قالت: (فَوَاللهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ(932) مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ(933) عَلَيْهِ) فأخبرت أن الأمر لم يَطُل حتَّى يقع مِن أحد الخروج أو غير ذلك.
          ولأجل هذا المعنى كان عليُّ بن أبي طالب ☺ إذا كان في شدة استبشر وفرح، وإذا كان في رخاء قلق وخاف، فقيل له في ذلك، فقال: ما مِن ترحة إلا أعقبتها فرحة(934)، وما مِن فرحة إلا وأعقبتها(935) ترحة، ثم يَستشهد(936) على ذلك بقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5- 6]. /
          ولأجل هذا المعنى يقول بعض الفضلاء: ما أُبالي كيف أصبحتُ، فإنما هي حالتان: إما البلاء أو النعماء(937)، فإن كانت النَّعماء أخذت في الشكر، وإن كان البلاء أخذت في الصبر(938).
          ولأجل هذا المعنى(939)ساد أهل الصوفية(940) غيرهم؛ لأنَّهم قد رُبُّوا(941) على هاتين الصفتين والقيام بوظائف كل واحدة منهما إذا كانت، ومَن كان على هذا الحال ساد على غيره بالضرورة؛ لأنَّ نفسَ السُّؤْدَد هو الاستغناء عن المخلوق، ومَن كان على الصفة التي ذكرناها لم تتعرض(942) له حاجة لمخلوق أبدًا، ولأجل هذا لم يوجد(943) أحد منهم يسأل غيره، بل هم المسؤولون في جلِّ النوازل وهم المفرِّجون لها، وكذلك مَن تعلَّق بجنابهم لم يحوجه الله تعالى لمخلوق أبدًا إكرامًا لهم وعناية بهم.
          الثاني: أنَّ ثِقَل القرآن كان محسوسًا عند نزوله؛ لأنها قالت: (فَأَخَذَهُ(944) مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِن البُرَحَاءِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، حَتَّى إِنَّهُ(945) لَيَتَحَدَّرُمِنْهُ مِثْلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ).
          (البُرَحَاءِ): كناية عن شِدة ما كان ◙ يلاقي عند نزول الوحي عليه مِن أجل ثِقله.
          و(الجُمَانِ): هو(946) اللؤلؤ، فشبَّهت تحدُّرَ عَرَقِ رسول الله صلعم على جبينه حين نزول الوحي عليه كاللؤلؤ، وإن كان حُسن عرقه ◙ أعلى مِن حسن اللؤلؤ لكن ليس في المحسوسات بما يُشبَّه أعلى منه ولا أحسن فهذا الثقل موجود حسًا.
          وقد أخبرت عائشة ♦ في غير هذا / الحديث أنَّ(947) النَّبي صلعم كان يضع رأسه على ركبتها ثم(948) ينزل عليه الوحي فتظنُّ أنَّ فخذها قد انقطع مِن شدَّةِ ما عليه مِنَ الثقل، وقبل أن ينزل عليه لم تكن لتجد ذلك، وقد كان ◙ إذا نزل عليه الوحي وهو(949) على ناقته تئِطُّ(950) به الناقة حتَّى يقرب بطنها من الأرض، وقبل أن ينزل عليه لم تكن لتفعل ذلك.
          ثمَّ بعد هذا لولا أنَّ الله ╡ أعطاه القوة والتمكين لم يكن ليقدر أن يتلقَّى ذلك الكلام، وقد أشرنا إلى هذا(951) في أول(952) الكتاب حين نزول جبريل ◙ على النَّبي صلعم في أول ابتداء الوحي وتغطيطه(953) إيَّاه ثلاثًا؛ ولأنَّ الله ╡ لا يشبهه شيء، فكلامه لا يشبهه شيء(954)، ولا يقدر البشر على أن يتلقاه فكان(955) لنزوله بعدما أشرنا إليه مِن التمكين والتأييد لمن(956) أنزل عليه ذلك التأثير(957) لكي يعلم أنَّه ╡ ليس له شبيه، وإنما يعلم هذا ويتحقَّق به مَن حصل له ميراث مِن النَّبي صلعم في المعاملات والمناجاة.
          الثالث: ضحكه ◙ حين سُرِّي عنه(958)، يحتمل وجهين: (الأول): أن يكون ضحكه مما دخل عليه مِن(959) السرور لنصرة الله تعالى لعائشة ♦ وإظهار الحق في ذلك الأمر. (الثاني): أن يكون ضحكه ◙ لكي يزيل عن عائشة ♦ ما كان بها / مِن شِدَّة الغمِّ والحزن، ويحتمل أن يكون ضحكه للوجهين معًا.
          الرابع: الشكر على النعماء؛ لأنَّه ◙ قال لها حين أنعم الله عليها بالبراءة: (احْمَدِي(960) اللهَ)، وإنما خصها بالحمد دون الشكر؛ لأنَّه أعمُّ من الشكر.
          الخامس. '>(961): أنَّ الوارد بالبشارة العظمى يمهل(962) بالإخبار بها أولًا ويقول منها شيئًا مّا لكي يحصل العلم بذلك ولا يفصِّلها مِن حينه ذلك؛ لأن النَّبي صلعم لَمَّا أن(963) أنزل الله عليه براءة عائشة ♦ لم يكن ليتلو عليها الآيات مِن حينه، وإنما بدأ أولًا بالضحك ثم(964) بعد الضحك أخبرها بالبراءة مجملَة، ولم يقل لها كيفية البراءة كيف كانت، فلمَّا أن تحصَّل لها العلم بالبراءة وتهدَّأت(965) مِن الروعة التي كانت بها فحينئذ تلا عليها الآيات.
          والعلَّة في منع الإخبار بذلك(966) أولًا: أنَّ البشارة إذا كانت مرَّةً واحدة يخشى على صاحبها أن تتفطَّر كَبِدُهُ مِن شدة الفرح، وكذلك أيضًا في العكس وهي المصيبة، وقد نقل ذلك في التواريخ عن كثير مِن الناس قوم(967) فاجَأَهُم السرور فقضى عليهم، وقوم فاجأتْهم(968) الأحزان فقضت عليهم، ولهذا المعنى كان إرسال يوسف ◙ لأبيه يعقوب ◙ بالقميص، ثم بعد القميص البشير، ثم بعد البشير الاجتماع خشية مما ذكرناه؛ ولأن النفس(969) إذا قيل لها ذلك(970) شيئًا فشيئًا تأنس به قليلًا قليلًا حتَّى يأتيها التحقق(971) بذلك وهي / قد أنست به.
          السَّادس: أنَّ طاعة رسول الله صلعم مقدَّمة على طاعة الأبوين؛ لأنَّها لَمَّا أنْ قال لها النَّبي صلعم : (احْمَدِي اللهَ) وقالت(972) لها أمَّها: (قُومِي(973) إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم) تركَتْ ما أمرتها به، وأكَّدت ذلك باليمين ألَّا تفعله، وامتثلَتْ ما أمرها به النَّبي صلعم مِن حمد الله ╡ وشكره، وإنَّما أمرَتها أمُّها بذلك إبرارًا لرسول الله صلعم وخدمةً له، وحملت قوله ╕: (احْمَدِي(974) اللهَ) على طريق البشارة لا على طريق الأمر، فأمرتْها أُمُّها(975) بالقيام إلى رسول الله(976) صلعم ؛ لأنَّ القيام إليه صلعم طاعة له ولله، وما كان طاعة له ◙ ولله تعالى، فهو شكر على هذه النِّعمة.
          لكن لَمَّا أن كانت عائشة ♦ أقعد(977) منها بحال النَّبي صلعم، وتعلم ما يُسَرُّ به وما يُتقرَّب(978) به إليه، ثمَّ مع(979) ذلك قد نصَّ لها عليه في الوقت أسرعت إلى ما تعلم أن النَّبي صلعم يحبُّه وهو مراده، وكان مراده صلعم أن(980) لا يُحمَد على النَّعماء(981) إلَّا الله وحده مع امتثال أمره ◙ في ذلك.
          يشهد لِمَا ذكرناه(982) سكوت أبي بكر ☺ لها حين قالت: (لَا وَاللهِ(983) لَا أَقُومُ إِلَيْهِ)، فلو(984) كان ذلك منها لغير الوجه الذي قرَّرناه، لزجَرها أبو بكر ☺ عن ذلك، ولجَبَرها على(985) القيام إليه صلعم ؛ لأنَّه صدر ذلك منه في أقلَّ مِن هذا / في حديث التَّيمُّم حين انقطع عِقدها، فدخل عليها يضرب في(986) خاصرتها ويعاتبها(987)، ويقول: (حَبَسْتِ رسولَ اللهِ صلعم والنَّاسَ، ولَيْسُوا عَلَى ماءٍ، ولَيْسَ مَعَهُمْ ماء(988))، وهي لم يقع العِقد منها متعمِّدة ولم تقل شيئًا، ولا فعلت شيئًا إلَّا أنَّ النَّبي صلعم أقام باختياره، فلمَّا أن كان كلامها هي(989) واختيارها موافقًا لمراد أبي(990) بكر واختياره، سكت لها عن ذلك لموافقتها ما يريد النَّبي صلعم ويختاره، وما يريده أبو بكر ويختاره.
          وهذا مما يشهد لفضلها وعلوِّ منزلتها على غيرها، إذ إنَّها مع صِغَر سنِّها تُراعي مرضاة النَّبي صلعم وتفضِّله على مرضاة أبويها، ولأجل ذلك خصَّها الله تعالى بنبيه ◙ ، فلم ترَ غيره ولا تعرفه؛ لأنَّه ◙ لم يتزوَّج بِكرًا صغيرة السِّن غيرها.
          وأمَّا غيرها من النِّسوة، فتزوَّجهنَّ(991) بعد ما كبِرن ورأيْنَ الأزواج، وها هنا حكمة دقيقة نحتاج أن نبديها لكي يُستدلَّ بها على(992) فضلها، وإن كنَّ الكلُّ فاضلاتٌ، وإنَّما الكلام فيما اختصت به في حال صغر سنِّها دون غيرها، التي(993) لم تحصل لهنَّ الخصوصيَّة إلَّا بعد ما مضى لهنَّ مِن العمر سنون(994): وذلك أنَّ النَّبي صلعم قد أخبر أنَّ الله ╡ إذا أراد أن يخلق خلقًا، اجتمع ماء المرأة / مع ماء الرَّجل بقدرته، وبقي يسير(995) في عروق المرأة أربعين يومًا، ثمَّ بعد الأربعين يجتمع دمًا في الرَّحم، ثمَّ يأمر الله ╡ ملَكًا فيأخذ بين أصابعه مِن تراب الموضع الذي أراد الله ╡ (996) أن تكون تربة هذا الخلق منه، فيأتي الملك بذلك التُّراب ويعجنه بذلك الماء(997) الذي اجتمع في الرَّحم، ثمَّ يبقى يتطور في الرَّحم حتَّى إلى حين(998) خلقه، فيصوَّر على ما جاء فيه النَّص مِن الشَّارع ◙ .
          والأراضي مختلفة فيها السَّهل والوعر، وفيها ما ينبت وفيها ما لا (999) ينبت، والذي يُنبِتُ فيها ما يُطعم في (1000) الحين، وفيها ما يتأخَّر طعمه، وهذا موجود حسًّا؛ لأنَّ بعض الأراضي لا يطعم شجرها إلَّا بعد السِّنين الطَّائلة (1001)، وبعضها لا يتأخَّر طعمها بعد خروجها عن الأرض إلَّا يسيرًا، وتأخذ في الطعم كأرض الحجاز عن غيرها مِن الأرضين (1002)، تجد النَّخلة في أرض الحجاز (1003) مع الأرض، وهي حاملة للطعم.
          وقد شبَّه ╡ الإيمان بالشَّجرة في كتابه حيث قال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً (1004) طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم:24]، وقيل: بأنَّ (1005) هذه الشَّجرة هي النَّخلة.
          وقد شبَّه الشَّارع ◙ كمال الإيمان بتناهي حلاوة هذه الثَّمرة، فقال ╕: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ تُحبَّ المَرْءَ لاَ تُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ╡ ، وَأَنْ تكْرَهَ أَنْ تَعُودَ / فِي الكُفْرِ كَمَا تكْرَهُ أَنْ تَعُودَ فِي النَّارِ» (1006)، فكَنَى ◙ عن كمال الإيمان، بإثمار هذه الثَّمرة (1007) وتناهي طيبها، لأنَّ الحلاوة لا توجد في الثَّمرة إلَّا عند كمال (1008) ثمرها وتناهيه.
          فلأجل هذا المعنى تزوَّج النَّبي صلعم عائشة ♦ وهي حديثة السِّن، لأنَّها كانت حجازيَّة التُّربة حسًّا ومعنًى، فظهر ثمر شجر (1009) إيمانها وتناهى طيبه مع حداثة (1010) سنِّها وقبل بلوغها حدَّ التكليف، فناهيك به بعد البلوغ والتكليف (1011).
          ولأجل هذا المعنى حين ناشد (1012) النَّبي صلعم أزواجه في إيثارها عليهن (1013)، فقال: «لم يُوحَ إليَّ في فراشِ إحْدَاكُنَّ إِلَّا في فِرَاشِهَا»، فكان تفضيله لها لأجل ما خُصَّت به مِن الصُّورة المعنويَّة لا للصُّورة (1014) الحسيَّة.
          ولأجل هذا قال ╕: «خُذُوا عَنْهَا شَطْرَ دِيْنِكُمْ».
          ومما يدلُّ على فضلها فقهُها (1015) في هذا الحديث الذي لم تأتِ (1016) بلفظة إلَّا لفائدة، وما أظهر الله تعالى مِن رفعتها وعلوِّ منزلتها، ولأجل هذا المعنى _والله أعلم_ لم يصحَّ اجتماع (1017) نساء النَّبي صلعم معه إلَّا بعد سنين مِن أعمارهن مختلفة على قدر ما بلغ وقت كمال إيمانهن، وحينئذٍ صلُحن له ◙ ؛ لأنَّه لا يكون للطَّيب إلَّا طيبة (1018)، لقوله تعالى: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور:26].
          ولأجل هذا المعنى قال (1019) ╕: «لَو كُنْتُ / مُتَّخِذًا خَلِيْلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيْلًا» ولا ذاك إلَّا للمعنى الذي جمع بينهما، وهو تقاربه مِن النبي صلعم في الإيمان (1020)، لأنَّه لا إيمان أقوى بعد إيمان النَّبي صلعم من إيمان؛ أبي بكر ☺، وقد نصَّ ◙ على ذلك بقوله: «لَمْ يَفْضُلْكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِصَلاةٍ ولَا بِصِيامٍ (1021)، ولَكِنْ بِشَيءٍ (1022) وَقَرَ فِي صَدْرِهِ» والإشارة في هذا إلى قوَّة الإيمان واليقين.
          وقولها (فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ...} [النور:11]) الآيات إلى آخر الحديث فيه وجوه:
          الأوَّل: أنَّ أهل بدر لم تكن عصمتهم بأن لا يقعوا في المخالفة خلافًا لمن ذهب لذلك، فحمل قوله ◙ إخبارًا عن ربِّه (1023) ╡ أنَّه قال: «يَا أَهْلَ بَدْرٍ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم مَغْفُورًا لَكُمْ»، أنَّهم محفوظون (1024) مِن الوقوع في الذُّنوب، وإن أرادوها لا يقدرون عليها للحفظ لهم (1025)، وما نحن بسبيله يردُّ ذلك عليه؛ لأنَّ مِسطحًا مِن أهل بدر وها هو قد وقع؛ فعلى هذا فلم يبقَ أن يكون قوله: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ مَغْفُورًا لَكُمْ) إلَّا على العموم لا على الخصوص، فيكون معنى ذلك: أنَّهم مِن المغفور (1026) لهم ما داموا على الحال المرضي، وإن وقع بعضهم في الذُّنوب، فيجعل له سبب للمغفرة مِن إيقاع حدود أو غيرها مِن الوجوه (1027) مثل التَّوبة (1028)، التي نصَّ عليها الشَّارع ◙ بأنها تَجبُّ ما قبلها، وكذلك نصَّ ◙ على أنَّ الحدود كفارة للذُّنوب، وما جاء من المخارج / بحسب ما ورد في الآي والأحاديث، فعمَّتهم الكلَّ المغفرةُ إمَّا مطلقةً، وإمَّا بسبب (1029).
          الثَّاني: أنَّ مَن حُدَّ في حدٍّ من الحدود، فلا يجوز أن يُتعدَّى في ذلك لغير ما أُمر به، فيُزاد فيه أو يُنقص منه، وإنَّما السُّنَّة في ذلك أن يُقامَ الحدُّ على المحدود بحسب ما أمر به الشَّارع ◙ ؛ لأنَّ الله ╡ لَمَّا أن أمر بحدِّ مسطح، قام أبو بكر ☺، فزاد في عقوبته بأن قطع له ما كان يُجريه عليه من النَّفقة، فأنزل الله ╡ في حقِّه:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ...} [النور:22] الآية.
          الثَّالث: وهو قريبٌ من الوجه المتقدِّم، أنَّ مَن حُدَّ في حدٍّ من الحدود، فلا يجوز أن يُهجَر ولا يُخَل بمنصبه؛ لأنَّ الله ╡ لَمَّا أن أمر بحدِّ مسطحٍ، وكان مِن أهل بَدْرٍ، ففَعل معه أبو بكر ما فعل، أنزلَ الله ╡ في حقِّه ما قد أوردناه (1030) مِن الآي، فجاء جبرًا لِمَا نقُص مِن منزلته (1031).
          الرَّابع(1032): أنَّ تصرُّف المرء لنفسه ولأهله ولقرابته يكون لله خالصًا لا مشاركة للغير فيه، يمتثل في الكلِّ (1033) أمرَ الله ╡ ، ولا ينظر إلى اختيار أحد منهم؛ لأنَّ أبا بكر ☺ لم يستنصر (1034) لعائشة ♦ حين قيل فيها ما قيل وإن كانت ابنته، لعدمه لأمر (1035) الله في ذلك ما هو، فاستصحب الأصل وبقي عليه، فلم يهجر مسطحًا قبل نزول القرآن؛ لأنَّ إحسانه إليه كان لله، فلو هجره إذ ذاك لكان حظًّا للنَّفس ونصرة لها، فترك ☺ ذلك.
          فلمَّا أن نزل القرآن واستنصر لها، عُلِم عند ذلك أن ما صدر منه مِن نصرته لها حماية لله لا لها للمعنى الذي خصَّها الله به وأكرمها لا لذاتها، وكذلك أيضًا هجرانه (1036) لمسطح؛ لأنَّه مِن قرابته فلمَّا أنزل الله ╡ في شأنه (1037) ما أنزل هَجَره، وإن كان مِن قرابته حماية لله، فكان تصرُّفه في أهله وقرابته بحسب مرضات ربِّه / لا بحسب مرضات أهله ونفسه، وقد نصَّ ╡ على ذلك في كتابه، حيت قال: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ...} [التوبة:24] الآية (1038).
          الخامس(1039): وهو يتَّضح بسؤال وارد (1040)، وهو أن يقال: لِمَ جعل ╡ ثواب رجوع هذه النَّفقة المغفرة، ولم يجعل فيه أجورًا مضاعفة (1041) مثل ما جعل في غيرها مِن النفقات، مثل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ...} [البقرة:261]، ومثل (1042) قوله ╕: «الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِينَ إلى سَبْعِمَائةِ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيْرَةٍ، واللهُ (1043) يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ» والآي والأحاديث في ذلك كثيرة (1044)؟
          والجواب عنه والله أعلم: أنَّه لَمَّا أن (1045) اجتمع في هذه أشياء عديدة فمنها: الإحسان وصلة الرحم وجَبْره (1046) هذا المحدود (1047) لكونه بَدْرِيًّا وسبقت له عناية مِن الله، فكان (1048) الثَّواب على هذه (1049) المغفرة، لاجتماع هذه الأشياء ولحرمة هذا السَّيد أيضًا، لانكسار قلبه لِمَا لحقه مِن إهانة الحدِّ (1050)، وإشعارًا بإبقاء حرمة (1051) ما تقدَّم له مِن حضور بدر، فخصَّ الإحسان إليه مِن هذا السيِّد الذي مِن أجله لحقه ما لحقه بأجلِّ المراتب (1052) وهي المغفرة، فسبحان اللطيف الحكيم (1053) الذي رَفع كلَّ شخص بحسب حاله، وجَبر الكلَّ على منازلهم بحسن لطفه، وبالله التوفيق.
          اللهم اجعلنا ممِّن رزقتهم حبَّ نبيك الصَّفوة مِن خلقك محمد صلعم، وحبَّ آله وأزواجه وأصحابه وأنصاره وعرَّفتهم قدرَ فضلهم وما مِن المآثر منحتَهم، واعصمنا مِن أن نَنْسب إليهم أو إلى أحدٍ منهم ما لا يليق بهم عصمةً باطنةً وظاهرة، واهدنا طريق الرَّشاد بفضلك، واحملنا على مركب السَّلامة في الدِّين والدُّنيا (1054) والآخرة بكرمك، وعافنا مِن الفِتن والمحن برحمتك، وامنعنا بعزِّك مِن أن يُجهل علينا أو نَجْهَل على أحد مِن خلقك، واجعلنا ممن رحمته في الدَّارينِ بلا محنة إنَّك المِفضال الجواد (1055) وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله (1056).


[1] في (م) و (ل): ((النبي)).
[2] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[3] قوله: ((به)) ليس في (م) و (ل).
[4] قوله: ((لكن قد)) ليس في (ج) و(م)، وبعدها في (م): ((ويرد)).
[5] في (ط): ((على)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[6] في (ل): ((والجواب عنه لما نزل)).
[7] في (ج): ((رمت)).
[8] في (ج): ((شوق)).
[9] في (م): ((إنها)).
[10] في (ج): ((تاماً)).
[11] قوله: ((أم المؤمنين)) ليس في (م).
[12] قوله: ((بأن الله قد برَّأها في كتابه، فمن رماها بذلك فقد ردَّ القرآن)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[13] قوله: ((بقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ})) ليس في (ج) و(م) وفي (ل): ((إن الذين يرمون المحصنات إلى عظيم)).
[14] في (ل): ((فتكون)).
[15] في (ج): ((وتلحق)).
[16] في (ل): ((سبعة)).
[17] في (ج): ((المنتهك)).
[18] قوله: ((كبرى)) ليس في (م).
[19] في (ل): ((الشيطان)).
[20] قوله: ((لكن)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[21] قوله: ((أيضاً)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[22] في (ج) و(م): ((كما فعلت ميمونة أيضاً)).
[23] قوله: ((وهم محرمون)) ليس في (ل).
[24] في (ج): ((ولكن)).
[25] في (م): ((فيتبعوا)).
[26] في (م): ((نفسه)).
[27] في (ج) و(م): ((التغير)).
[28] قوله: ((هنا)) ليس في (م).
[29] في (ج): ((تعمل)).
[30] في (ج) و(م) و (ل): ((بالقضية)).
[31] في (ج) و(م) و (ل): ((مقالها)).
[32] في (ج): ((تفعل)).
[33] في (ج): ((واضطرار)).
[34] في (ل): ((تراعى)).
[35] في (ج) و(م) و (ل): ((إخوة)).
[36] في (م): ((بهذين المعنيين كما)).
[37] قوله: ((له)) ليس في (ل).
[38] في السخ: ((ويأثمون)) والمثبت من (م).
[39] قوله: ((قد)) زيادة من (ج) على النسخ.
[40] في (ج) و(م) و (ل): ((المصيبة)).
[41] قوله: ((قد)) ليس في (ج).
[42] قوله: ((لأنها)) ليس في (ل).
[43] قوله: ((بها)) ليس في (ج)، وفي (م): ((خرجت)).
[44] زاد في (ل): ((هل)).
[45] في (م): ((غير)).
[46] في (ل): ((بواجبة)).
[47] في (ج) و(م): ((القَسْم ليس بواجب عليه وهو)).
[48] في (ج): ((الفرع)).
[49] في (ج) و(م) و (ل): ((ذكر)).
[50] في (ج) و(م): ((وقولها)).
[51] زاد في (ل): ((بالقرعة)).
[52] في (ل): ((فحذف)).
[53] في (ج) و(م): ((ويرد)).
[54] قوله: ((الفصل)) ليس في (م).
[55] في (ج) و(م): ((وقعة)).
[56] قوله: ((عنه)) ليس في (ج) و(م).
[57] في (ط) و (ل): ((إنفاء)).
[58] في (ل): ((فما هو)).
[59] في (م): ((ولذلك)).
[60] في (ل): ((ذكر)). وفي (م): ((يذكر)).
[61] في (م): ((بيان)).
[62] في (ج) و(م): ((للأجنبي)).
[63] في (ل): ((للأجنبيين)).
[64] قوله: ((كان)) ليس في (ج).
[65] قوله: ((بالخدمة)) ليس في (ل).
[66] في (م): ((كما)).
[67] في (ج): ((الدنيا)).
[68] في (م): ((وكان)).
[69] قوله: ((للدين)) ليس في (م)، وفي (ل): ((الدين)).
[70] في (م) و (ل): ((الستر)).
[71] في (ج) و(م): ((جواز حمل النفل الكثير على الدابة)) لكن في (م): ((الثقل)) بدل النفل. وفي (ل): ((الدابة الثقل الكثير)).
[72] في (م): ((للخفض والرفع)).
[73] في (ج): ((كذلك)).
[74] في (ل): ((القاعدة)).
[75] في (ج): ((ولو)).
[76] قوله: ((وقولها)) ليس في (م).
[77] في (ل): ((تكرارها بين اللفظين)).
[78] في (ل): ((عنها)).
[79] في (م): ((وليست)).
[80] في (ل): ((بأنه)).
[81] في (ج) و(م): ((والقفول)).
[82] في (م): ((أن)).
[83] قوله: ((كان)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[84] قوله: ((لهم)) ليس في (م)، وبعدها في (م): ((ذلك)).
[85] في (م): ((إنما)).
[86] في (ج) و (ل) و(م): ((جيش)).
[87] في (م): ((بهم)).
[88] في (ط): ((الضرائر)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[89] زاد في (م): ((لما)).
[90] زاد في (م): ((الأول)).
[91] في (ج): ((في)).
[92] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[93] قوله: ((في ذلك)) ليس في (ج)، وفي (م): ((في شيء من ذلك)).
[94] في (ل): ((بعلم)).
[95] قوله: ((لأنَّها أخبرت أنَّها جاوزت الجيش، وحينئذٍ قضت ما إليه خرجت)) ليس في (ج).
[96] في (ل): ((لشقاوة)).
[97] في (م): ((عهد)).
[98] في (م): ((لعذر كان هناك لعذر)).
[99] قوله: ((فلمَّا أن أخلَّت بما عُهد منها لعذرٍ كان هناك قد أبدته قبل وتبديه)) ليس في (ج).
[100] في (ج) و(م): ((المرتبة الأولى تغيير))، وقوله: ((الرتبة)) ليس في (ل).
[101] في (ط) و(ج) و(م): ((تغيير)) والمثبت من (ل).
[102] في (ط) و(ج) و(م): ((تغيير)) والمثبت من (ل).
[103] قوله: ((مستمرة)) ليس في (ج). وبعدها في (ج) و(م): ((أعني)).
[104] قوله: ((يقدر)) ليس في (ج).
[105] في (ل): ((الصوفة)).
[106] في (م): ((فينظر)).
[107] زاد في (م): ((نفسه)).
[108] في (ل): ((أوتي)).
[109] في (ل): ((فيسأل)).
[110] في (ل): ((عدم)).
[111] في (ج): ((يؤخذ))، وقوله بعدها: ((ذلك)) ليس في (م).
[112] في (ج) و(م) و (ل): ((ضربين فقطع)).
[113] في (ج) و(م): ((لكرامة)).
[114] في (م): ((الذي)).
[115] قوله: ((كان تغيير العادة لها)) ليس في (م).
[116] في (ل): ((وأخبر)).
[117] في (م): ((يغير)).
[118] في (ج): ((لها دواء إلا))، وفي (م): ((لهذه دواء إلا)).
[119] في (ج): ((بَيَّنَ))، وفي (م): ((ولهذا سنَّ)).
[120] قوله: ((إلى)) ليس في (ج).
[121] في (ج) و(م): ((حاجتهم)).
[122] قوله: ((به)) ليس في (م).
[123] قوله: ((الحلي)) ليس في (م).
[124] في (ج) و(م): ((ظفار)) وفي (ل): ((ظفاري)).
[125] قوله: ((قد)) ليس في (م).
[126] قوله: ((قد)) ليس في (م).
[127] في (ج): ((لتبيين)).
[128] قوله: ((والكثير)) ليس في (ج).
[129] في (ج): ((العقد)).
[130] في (م): ((أخرى لتبين)).
[131] قوله: ((قيل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[132] في (ل): ((وفيه)).
[133] في (ل): ((فاشتغلت)).
[134] في (ل): ((رحل عنها القوم)).
[135] في (ج): ((إلي)).
[136] في (ل): ((يرحلون إلى هودجها فاحتملوه)).
[137] في (م): ((تنزيهها بحمل)).
[138] في (م): ((وإن كان ذلك)).
[139] قوله: ((قد)) ليس في (م).
[140] في (ج): ((يحملونه)).
[141] في (م): ((يحملونه لم يتفطنوا)).
[142] في (ج): ((وهو)).
[143] في (م): ((بشيء ما)).
[144] في (ج): ((تنزيهها)).
[145] في (ط): ((ليس هو عيب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[146] قوله: ((فإذا كان كلُّ النِّساء على ذلك الحال فذلك ليس هو عيب في حقِّها وإنَّما يكون عيبًا أن لو كانت وحدها كذلك)) ليس في (ل).
[147] قوله: ((عنه)) ليس في (ج) و(م).
[148] في (ط) و(ل): ((لم يكن فيهن))، وفي (ج): ((العيبين لم يكونا فيهن))، وفي (المطبوع): ((لم يكونا فيها)) والمثبت من (م).
[149] في (ج): ((التي)).
[150] في (ج) و(م): ((بخلقة)).
[151] في (م): ((بسبب)).
[152] في (ل): ((فلتبرئ))، وفي (م): ((فيبرئ)).
[153] في (ج) و(م): ((فشغلهم)).
[154] في (ل): ((زهدهم)).
[155] في (ج) و(م): ((عندهن)).
[156] في (ج): ((ذلك)) وفي (ل): ((فيرضون بذلك))، وفي (م): ((فرضين بذلك)).
[157] في (ج) و(م): ((فكيف تأكل الرجال)).
[158] في (ج): ((يتداولونها)) وفي (ل) و(م): ((التمرة يتداولونها)).
[159] زاد في (م): ((إن)).
[160] قوله: ((إنما أتت بذلك تزكية للغير وتضمن تزكيتها للغير تزكية نفسها)) ليس في (ج).
[161] في (ل) و(م): ((ليس)).
[162] في (ج) و(م): ((هو)).
[163] قوله: ((عيب)) ليس في (ل).
[164] قوله: ((أن)) زيادة من (ج) و(م) على النسخ.
[165] قوله: ((حتى)) ليس في (ج).
[166] في (ل): ((يكسبون)).
[167] في (ج) و (ل) و(م): ((فإذا)).
[168] قوله: ((مسائل)) ليس في (ج).
[169] قوله: ((ولا دنياه)) ليس في (م).
[170] قوله: ((لأن الفقر)) ليس في (م).
[171] في (ل): ((ولا على)).
[172] قوله: ((عنه)) ليس في (ج) و(م).
[173] في (ج) و (ل): ((يقع)).
[174] في (م): ((أتت)).
[175] في (ل): ((تطرأ)).
[176] في النسخ: ((على)) والمثبت من (ج).
[177] في (م): ((فيعلم)).
[178] في (ج): ((بمقاطعهما أنهما)).
[179] في (م): ((المميز)).
[180] في (ل): ((تقبل)).
[181] في (ج) و(م): ((الإجمال)).
[182] في (ل) و(م): ((ولا يفرق)).
[183] في (م): ((المميز)).
[184] في (ج) و(م): ((إنما)).
[185] في (ج): ((وتزيل)).
[186] في (م): ((نسب)).
[187] قوله: ((ذلك)) ليس في (ل).
[188] قوله: ((على الطريق)) ليس في (ل).
[189] في (م): ((تحيد)).
[190] في (م): ((لأنها)).
[191] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[192] في (ج) و(م): ((كان الأولى)). في (ل): ((لكان أولى)).
[193] في (ط): ((إلى إقلابها))، وفي (ل): ((إلى التلافها))، وفي (ج): ((يسبب إلى إتلافها)). والمثبت من (م). وفي (المطبوع): ((سبباً لتخلُّفها))، وقوله بعدها: ((عن القوم)) ليس في (ل).
[194] في (م): ((بعد)).
[195] في (م): ((فأتيت)).
[196] في (ل) و(م): ((فيه)).
[197] قوله: ((أممت بمعنى قصدت)) ليس في (م).
[198] قوله: ((إلى)) ليس في (م).
[199] في (ج): ((لبناها)) وفي (ل) و(م): ((لنبلها)).
[200] في النسخ: ((تحود)) ولعل المثبت هو الصواب وهو مطابق للمطبوع، وبعدها في (ج): ((عنها)).
[201] في (ل): ((يقطع))، وفي (م): ((موضعها يقطع)).
[202] في (ل): ((الإتلاف والتلاقي))، وفي (م): ((الإتلاف أو التلاقِ)).
[203] في (م): ((في موضعها)).
[204] في (ج): ((تقطع)).
[205] قوله: ((هذا)) ليس في (ج، وفي (م): ((رجل من أهل هذا الزمان)).
[206] في (ل): ((أخذوا فيه بالتعبد)).
[207] في (ل): ((يخالطوا)).
[208] في (م): ((مع نظرهم إلى ترك سنة)).
[209] قوله: ((ومنته)) ليس في (م).
[210] في (ج): ((يخلصه)).
[211] في (ج): ((يأمر به الشارع ◙)).
[212] قوله: ((ومن أحياني)) ليس في (ج).
[213] في (م): ((فقد)).
[214] في (ط) و (ل): ((فضيلة)) والمثبت من (ج).
[215] زاد في (م): ((اليوم)).
[216] في (م): ((بدار الخلود)).
[217] في (م): ((وظننت)).
[218] في (ج) و(م): ((سيفقدوني)).
[219] في (ج): ((وسيفقدوني وليس))، وفي (م): ((وسيفقدوني ليس)).
[220] قوله: ((لا)) ليس في (ج).
[221] في (م): ((يفقدونها)).
[222] في (ل): ((يفتقدونها)).
[223] في (ج): ((وأخ)).
[224] في (ج): ((الرطوبة)).
[225] في (ج) و (ل): ((يقدر أن يقعد)).
[226] في (ج): ((موضعه)).
[227] في (ل): ((كثيرا)).
[228] في (ل): ((اجتمع)).
[229] في (م): ((ما تجده)).
[230] في (م): ((واستيقظ)).
[231] في (ط) و (ل): ((ظهر)) والمثبت من (ج).
[232] في (ج): ((متهبين)).
[233] في (م): ((لم يرسل عليهم)).
[234] في (م): ((كثرت)).
[235] في (ج): ((أخبرها)).
[236] في (م): ((معطل من)).
[237] في (م): ((الصلاح والخير)).
[238] في (م): ((جعله من وراء القوم)).
[239] في (ج): ((وينقطع)).
[240] العبارة في (ل): ((أحدهم أو يتخلف بتلف عنهم))، وفي (م): ((فيلف عليهم)).
[241] في (ل): ((عن)).
[242] في (ط): ((وذكر)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[243] في (ط) و (ل): ((ليزيل)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[244] في (م): ((المرأة)).
[245] في (ج): ((أن المرأة تكون في الهودج كما تكون في الهودج، ولا يتكلف أن يستر)).
[246] في (ط): ((كان)).
[247] قوله: ((أنه)) ليس في (ج).
[248] في (م): ((ولا وقعت المعرفة حتى رأى)).
[249] قوله: ((بالستر)) ليس في (م).
[250] في (ج) و(م): ((لم)).
[251] قوله: ((ظاهرًا حتَّى عرفها به فلو كانت مستترة بالستر الذي أمر النِّساء أن يخرجن به ولم يرَ منها شيئًا)) ليس في (ل).
[252] في (ج) و (ل) و(م): ((كان)).
[253] في (م): ((لا ترى الشخص فيه)).
[254] قوله: ((به)) ليس في (م).
[255] في (م): ((على التخيل)).
[256] العبارة في (ل): ((بعد العجز التجافي عن الكلام)).
[257] في (ط) و(ل) و(م): ((ما)) والمثبت من (ج).
[258] في (ج) و(م): ((بحيلة لطيفة)).
[259] في (ج) و(م): ((النبل)).
[260] قوله: ((هو)) ليس في (ج).
[261] في (م): ((واسترجاع المرء قوله)).
[262] في (ج) و (ل) و(م): ((قوله)).
[263] في (ل): ((باسترجاعه)).
[264] في (م): ((لأن العرب كانوا)).
[265] زاد في (ج) و (ل) و(م): ((أن)).
[266] في (ل): ((وقادها)).
[267] قوله: ((لها)) ليس في (م).
[268] في (ط): ((يسد)) وفي (ل): ((يشد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[269] قوله: ((هي)) ليس في (ج).
[270] في (م): ((وكل)).
[271] قوله: ((أي: لم يزالوا على ذلك الحال حتَّى لحقوا بالقوم، وكان وصولهم في نحر الظَّهيرة)) ليس في (ج).
[272] في (ج): ((إنما))، وفي (م): ((وإنما)).
[273] في (ج): ((ثم ذكرت فهلكوا)).
[274] في (ج): ((قولها)).
[275] قوله: ((ابن)) ليس في (ل).
[276] في (م): ((وعبد الله هذا كان رأس المنافقين)).
[277] في (ج) و(م): ((رأس)).
[278] في (م): ((لتبين)).
[279] في (م): ((ليتبين)).
[280] زاد في (م): ((من قول)).
[281] في (ل): ((وتسلم)).
[282] قوله: ((اشتكيت)) ليس في (ل).
[283] في (ج) و (ل): ((عن))، وفي (م): ((الذي كان منعها عن)).
[284] في (ل): ((شهر)).
[285] في (ج): ((قولها)).
[286] في (ل): ((يقتصون)).
[287] في (ط): ((واحد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[288] في (ج): ((يحدثهم)).
[289] في (م): ((بذلك)).
[290] قوله: ((إلى)) ليس في (م).
[291] قوله: ((له)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[292] قوله: ((والله)) ليس في (م).
[293] في (ج): ((قولها)).
[294] في (ج): ((نعمت))، وفي (م): ((تفهمت)).
[295] في (ل) و(م): ((المرض)).
[296] في (م): ((لأني)).
[297] في (ج) و(م): ((النبي)).
[298] في (ل) و(م): ((أعهده)).
[299] في (م): ((ويزيدني)).
[300] قوله: ((بها)) ليس في (ل).
[301] في (م): ((وأما)).
[302] في (م): ((ما يأمر)).
[303] في (ط): ((كان للحياة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[304] قوله: ((له)) ليس في (م).
[305] في (ل): ((ولا يتطببون)).
[306] في (م): ((عليه فإن له في اتساع السنة))، وقوله بعدها: ((لأن)) ليس في (ج).
[307] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[308] قوله: ((يحذر)) ليس في (ج).
[309] في (م): ((ويتوكل)).
[310] في (م): ((ولا)).
[311] قوله: ((إلى)) ليس في (ج) و (ل) و(م).
[312] في (م): ((الأول)).
[313] في (ج): ((لا يحصر)).
[314] في (ل) و(م): ((الوساوس)).
[315] في (ط): ((ذلك)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[316] قوله: ((له)) ليس في (م).
[317] قوله: ((له)) ليس في (م).
[318] قوله: ((فليستعذ بالله)) زيادة من (ج) و(م) على الأصل، وبعدها في (ج): ((ولينتبه)) وكذا التي تليها.
[319] كذا في (ط) و(ج)، وفي (م): ((فيلعنه))، وفي (ل): ((فليلعنه))، وفي (المطبوع): ((فليُلْقِهِ)).
[320] العبارة في (ل): ((فإذا قال له ذلك فلينتبه أنه يعرف أن ذلك من الشيطان فليلعنه عنه لأن المرء))، وبعدها في (ط) و(ل): ((ليس هو مأمور))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[321] في (م): ((وإذا)).
[322] في (ج): ((والدخول على التعبدات))، وفي (م): ((والدخول في أنواع التعبدات)).
[323] في (ج): ((المجاهد ليزيل))، وفي (ل) و(م): ((المجاهدة ليزيل)).
[324] في (م): ((وسواس)).
[325] في (ل): ((بوساوس البواطن)).
[326] العبارة في (ل): ((لم يغير العادة تغيير تحدث في شأنها)).
[327] في (ج): ((القول)).
[328] في (ل): ((من)).
[329] في (ج) و(م): ((الهجر)).
[330] في (ط): ((شد من الذريعة)) وفي (ل): ((شيئا ما سدا للذريعة))، وفي (م): ((سدا لذريعة)) والمثبت من (ج).
[331] في (ج): ((غيره)).
[332] في (ل): ((أو تشبهه)).
[333] في (ل) و(م): ((الامتعاط)).
[334] في (م): ((والامتعاط))، وفي غيرها من النسخ: ((والامتعاظ)) والمثبت هو الصواب والله أعلم.
[335] في (ل): ((هو)).
[336] في (ج) و(م): ((رسول الله)).
[337] في (ج): ((للمرض)).
[338] قوله: ((غير)) ليس في (ج)، وفي (م): ((بغير)).
[339] في (م): ((لها)).
[340] قوله: ((هو)) زيادة من (ط) على النسخ الأخرى.
[341] في (ل): ((يتغير))، وفي (م): ((يعتبر))، وبعدها في (م): ((باطنه ويزيد)).
[342] في (ج) و(م): ((هَجْرَه)).
[343] في (ل): ((ولا تجوز))، وبعدها في (ج) و(م): ((هجره)).
[344] في (م): ((يبين)).
[345] قوله: ((أن السلام)) ليس في (ج).
[346] في (ل): ((الهجرة)).
[347] في (ل): ((يسألها)).
[348] في (ط) و (ل): ((الهجرة))، والمثبت من (ج)، وفي (م): ((موجباً للظفر إلى ما أريد من الهجران)).
[349] في (ط) و (ل): ((على))، والمثبت من (ج).
[350] في (م): ((بهم)).
[351] في (ط) و(ج): ((فيتعلق)) وفي (ل): ((فتتعلق)).
[352] في (ج): ((عليه)).
[353] في (ج): ((من غير إذن يستأذن)) وفي (ل) و(م): ((من غير إذن تستأذن)).
[354] في (م): ((وكانت)).
[355] في (م): ((الإذن)).
[356] في (م): ((المستعذرات)).
[357] قوله: ((كانوا)) ليس في (ل).
[358] في (ج) و (ل): ((لتنزه))، وفي (م): ((الأولى لتنزه)).
[359] في (م): ((منصانة)).
[360] قوله: ((فكانت بلدهم مصانة عن فضلات الإنسان)) ليس في (ج).
[361] قوله: ((المعنى)) ليس في (ل).
[362] في (م): ((ليطهره)).
[363] في (م): ((منصاناً)).
[364] في (ج) و(م): ((الطريق)).
[365] في (ط): ((مشيهم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[366] في (ط) و(ل): ((الذي يمر عليه)) والمثبت من (ج) و(م).
[367] في (م): ((النضح طهوراً لما شك التي يمر عليها يطهر فيه إزالة لما في النفوس)).
[368] في (م): ((لأمره)).
[369] في (ل): ((ويتعين فيه وإن لم)).
[370] في (ل) و(م): ((لأنها)).
[371] قوله: ((الكُنُف فيها أنها قالت: (قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[372] في (م): ((قريباً)).
[373] في (م): ((وإن الكنيف)).
[374] في (ج): ((في التعبد)).
[375] في (ج): ((يخرج)).
[376] زاد في (ل): ((لا تخرج إلا ليلاً إلى الليل))، وفي (م): ((لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل)).
[377] في (ج): ((في)).
[378] في (م): ((هو)).
[379] في (ط): ((تسبين)) والمثبت من النسخ الأخرى، وفي (م): ((بئس ما قلتين أتسبين)).
[380] في (ج): ((وكان)).
[381] في (م): ((فردت عائشة ♦ وقالت)).
[382] في (م): ((وبقولها)).
[383] في (م): ((وعظمت)).
[384] في (ج): ((الاستصحاب)).
[385] في (ج) و (ل) و(م): ((ثبت)).
[386] في (ط): ((الآلام)) وفي (ل): ((الألم))، وفي (م): ((كثير الإيلام)) والمثبت من (ج).
[387] في (م): ((قيل)).
[388] في (ل) و(م): ((قصدا وموافقة)).
[389] في (ط): ((ويستدل)).
[390] في (ج): ((والإرادة))، وفي (م): ((الإداراة)).
[391] قوله: (غيره) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[392] في (ج): ((عن)).
[393] في (ج): ((الذي قدر يقوده))، وفي (م): ((الذي قدر نفوذه)).
[394] في (م): ((التي بها عرفت)).
[395] في (ط): ((مع)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[396] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[397] في (ج) و(م): ((تعب)).
[398] في (ج): ((تجد من تحمله)).
[399] في (م): (إلى موضعه)).
[400] رسمها في (ج) و(م): ((وعائها)).
[401] في (ج) و (ل) و(م): ((الأسباب)).
[402] قوله: ((والثاني)) ليس في (م).
[403] في (م): ((للمسلمين)).
[404] قوله: ((الشارع)) ليس في (ج).
[405] في (م): ((الموضع)).
[406] قوله: ((أنه)) ليس في (م).
[407] في (م): ((فحينئذ)).
[408] في (ط) و (ل) و(م): ((الأبوين فكيف بغيرهم)) والمثبت من (ج).
[409] قوله: ((فيه دليل على)) زيادة من (ج) على النسخ.
[410] في (ج): ((وهي)).
[411] قوله: ((هو)) ليس في (م)، وبعدها في (ل): ((سنن))، والشَّين هو القُبحُ قال ابن فارس في «مجمل اللغة»: والشَّين خلافُ الزَّين.
[412] في (م): ((تستعين)).
[413] قوله: ((المعنى)) ليس في (م).
[414] زاد في (م): ((رضوان الله عليهم)).
[415] في (ج) و(م): ((للبعد)).
[416] في (ج): ((أدخل)).
[417] في (ج) و (ل) و(م): ((يتأهبوا)).
[418] في (ج): ((وقع)).
[419] في (ج) و (ل) و(م): ((للصدق)).
[420] قوله: ((إن كان)) ليس في (ج) و(م).
[421] قوله: ((على المشهور من الأقاويل)) ليس في (ج) و(م).
[422] في (م): ((والتحقيق)).
[423] في (ط) و(م): ((على)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[424] قوله: ((ما سمعت)) ليس في (ل).
[425] كذا في النسخ، وفي (المطبوع): ((من))..
[426] في (م): ((شيء مما قيل)).
[427] في (م): ((عما)).
[428] في (م): ((عارفاً عاقلاً)).
[429] قوله: ((أن)) زيادة من (ج) على النسخ.
[430] في (م): ((لأنهما)).
[431] في (ط) و (ل): ((ولهم)) والمثبت من (ج) و(م).
[432] في (ج) و(م): ((أن شكت)) وفي (ل): ((لما أن اشتكت)).
[433] في (ج): ((ما))، وفي (م): ((لما)).
[434] في (ج) و(م): ((سلتها)).
[435] في (ج) و (ل) و(م): ((والله)).
[436] في (ل): ((زوجها)).
[437] في (ل): ((أكثرت)).
[438] في (ط) و(ج): ((بحث وهو هل هو)) والمثبت من (م).
[439] في (ل): ((هو متصل أو منفصل)).
[440] قوله: ((متصلاً؟ وما المراد به إن كان)) زيادة من (ج) على النسخ.
[441] في (ج) و(م): ((أكثر)).
[442] في (ج) و (ل): ((يقع)).
[443] في (ط) و (ل): ((أسماء)) والمثبت من (ج) و(م).
[444] في (ل): ((يكن ليظن)).
[445] في (م): ((تعلم)).
[446] في (ج) و(م): ((فكيف يقع)).
[447] قوله: ((أي أكثرن)) ليس في (ج) و (ل)، وفي (م): ((أي أكثر عليها)).
[448] في (ط) و (ل): ((أسماء)) وزاد في حاشية (ط) عند هذا الموضع: ((المعروف من كتب الأحاديث أن اسم أم عائشة ♦: أم رومان)). والمثبت من (ج) و(م).
[449] في (ل): ((يقع)).
[450] في (ل): ((فيقول))، وفي (م): ((فيقلن)).
[451] في (ط) و (ل) و(م): ((كيف يقع ذلك منهن))، وبعدها في (ل) و(م): ((وقد)).
[452] قوله: ((قد)) ليس في (ج) و (ل) و(م).
[453] زاد في (م): ((إلا)).
[454] في (م): ((لأنه)).
[455] في (م) صورتها: ((بفصل)).
[456] في (ل): ((والمراد أتباعهم، ومثله))، وقوله: ((فأطلق ╡، الإياس على الرسل، والمراد بعض أتباعهم)) ليس في (م).
[457] في (م): ((الشك)).
[458] في (ل): ((فيما أنزل إليه)).
[459] في (ط) و(ل): ((وليس من شرط أتباع نساء النبي صلعم أن يكن الكل مؤمنين، بل فيهم المؤمن وغيره، لأن المنافقين كانوا في زمانهم كثيراً)). وفي (ج): ((وليس من شرط أتباع نساء النبي صلعم المنافقين أن يكن كلهن مؤمنات، بل فيهن المؤمنات وغيرهن، لأن المنافقات كانوا في ذلك الزمان كثيرين)). والمثبت من (م).
[460] في (ط) و (ل): ((غير المذكورين)) والمثبت من (ج) و(م).
[461] في (م): ((للصالحات)).
[462] في (م): ((من ذلك الأمر فيبطلان)).
[463] في (م): ((وانتفاء)).
[464] قوله: ((انتفى أن يكون متَّصلًا يعود على الضَّرائر)) ليس في (ل).
[465] في (م): ((ويعتبر)).
[466] في (ط) و (ل): ((سفائل الناس)) والمثبت من (ج).
[467] في (ل): ((يعلموا أو يعاينوا)).
[468] في (م): ((لم يعاينوا الضعف وقلة العقل)).
[469] قوله: ((وقد نطق القرآن العزيز... قبل نزوله)) ليس في (ل) وفي (ج) و(م) تقديم وتأخير والعبارة هي : ((تنزيه له سبحانه وتعالى عند تحقُّقها بالنَّازلة، وقد نطق القرآن العزيز بما تلفظت به، فقال تعالى عند ذكر شأنها فيما جرى لها: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذا بهتان عظيمٌ}[النور:16] فسبحان مَن وفقَّها لموافقة كتاب ربِّها قبل نزوله عند تحقُّقها بالنَّازلة)).
[470] في (م): ((من هذا)).
[471] في (ج): ((قولها)) بدون الواو.
[472] قوله: ((حتى أصبحت)) ليس في (ل).
[473] في (ج) و (ل) و(م): ((عند ذلك نومها)).
[474] قوله: ((هو)) ليس في (ج).
[475] في (ج) و (ل): ((قِبَلِ))، والعبارة في (م): ((الثاني: أن أهل الخير والفضل إنما أهمهم ما كان من قبل)).
[476] قوله: ((أن)) ليس في (م).
[477] قوله: ((به)) ليس في (م).
[478] في (م): ((في)).
[479] في (ج): ((الواقع ذلك)).
[480] في (م): ((تحزن عليها لأن)).
[481] في (ل): ((شربة)).
[482] في (م): (يبالون)).
[483] زاد في (م): ((عليه)).
[484] في (م): ((الأجر)).
[485] في (ل) و(م): ((شيء)).
[486] في (م): ((فاضطروا)).
[487] في (ج): ((قولها)) بدون الواو.
[488] قوله: ((الوحي)) ليس في (م).
[489] في (م): ((وصدقه فيما)).
[490] قوله: ((لأنه ◙)) ليس في (ل).
[491] في (ل): ((سيكون))، والعبارة في (م): ((على ما تواتر وأخبر وعلم ◙ بما سيكون)).
[492] قوله: ((للعادات على ما تواتر وعلم... التي هي في أهله لم)) ليس في (ج).
[493] في (ل): ((بها))، و بعدها في (ج): ((فظهرت)).
[494] في (م): ((فظهرت)).
[495] قوله: ((دالاً)) ليس في (م).
[496] في (ل): ((لغير)).
[497] في (ط) و (ل): ((ذلك بأولى أن يكون يعلم)) والمثبت من (ج) و(م).
[498] في (ط) و (ل): ((المشار إليه)) والمثبت من (ج) و(م).
[499] في (ج) و(م): ((على ما علم)).
[500] قوله: ((وفيه دليل على أنَّ من السُّنَّة استشارة الشباب في النوازل، لأن النبيَّ صلعم استشارهما وكانا شابين، ومن هذا الباب والله أعلم كان عمر ☺ يجمع الشباب إذا وقعت به النوازل ويستشيرهم فيها)) زيادة من (ج) و(م) على النسخ.
[501] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[502] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[503] في (ج): ((القرينة)).
[504] في (ج): ((قولها)) بدون الواو.
[505] في (م): ((أشار)).
[506] في (ل): ((مما يعلم عند النبي)).
[507] في (ج): ((ولا تعلم)).
[508] في (ج): ((فإنه)).
[509] زاد في (م): ((به)).
[510] قوله: ((من الودِّ في عائشة)) إلى قوله: ((بأنَّه حقٌّ ليقوِّي عند النَّبي صلعم)) ليس في (ل).
[511] في (ج): ((قولها)) بدون الواو.
[512] قوله: ((بن أبي طالب)) ليس في (ج) و (ل) و(م).
[513] في (م): ((لن)).
[514] في (ل): ((واسأل)) والموضع الذي بعده.
[515] في (ج) و(م): ((إنما)).
[516] في (م): ((ذلك ليعلم)).
[517] في (م): ((لما)).
[518] قوله: ((وترك)) ليس في (م).
[519] في (م): ((إنما)).
[520] في (ل): ((الابقاء)).
[521] قوله: ((في ذلك)) ليس في (م).
[522] في (م): ((به)).
[523] في (ج) و(م): ((فيها)).
[524] في (ج) و(م): ((فجمع))، وفي (ل): ((فتجمع)).
[525] في (ج): ((قولها)) بدون الواو.
[526] في (ل): ((فيأتي)).
[527] قوله: ((إلى قولها: (فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ) أمَّا قوله ╕: (هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟) ليس في (م).
[528] في (ل): ((تعني)).
[529] في (م): ((وأجابت))، وقوله بعدها: ((هي)) ليس في (ج) و(م).
[530] في (ج) و(م): ((شيئاً)).
[531] كذا في (م) وفي باقي النسخ: ((أغمضه)) بالضاد في الموضعين.
[532] زاد في (م): ((عليها)).
[533] في (ط) و (ل): ((تكره)) والمثبت من (ج) و(م).
[534] في (م): ((أموره)).
[535] في (ج) و(م): ((استثناء)) والعبارة في (ل): ((فيأتي الداجن وهذا الاستثناء)).
[536] قوله: ((لأنَّ ما اسْتُثْنِي مِن غير جنس ما كان الكلام عليه فهو منفصل)) ليس في (م).
[537] في (ل): ((عن المرء)).
[538] قوله: ((أبداً)) ليس في (ج)، والعبارة في (م): ((بقولها حديثة السن والحديث السن يغلبه)).
[539] في (ط) و(ج): ((هي)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[540] قوله: ((أنها)) ليس في (م).
[541] قوله: ((في)) ليس في (م).
[542] زاد في (ل) و(م): ((هذا)).
[543] قوله: ((جواز)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[544] في (ج): ((بعيب))، وفي (م): ((ذلك عيب)).
[545] في (ج): ((على ما استقرأ من كلام بريرة))، وفي (م): ((على ما يستقرأ من كلام)).
[546] في (ص) و(م): ((والداجن كل ما)). وقوله: ((ما)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[547] في (م): ((واستعذر)).
[548] قوله: ((أبي بن)) ليس في (ل).
[549] في (ج): ((أو سكت)) وفي (ل): ((وسكتت)).
[550] في (م): ((لأن النبي صلعم)).
[551] في (م): ((أهل)).
[552] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[553] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[554] في (ط) و (ل): ((وشهد للغير)) والمثبت من (ج).
[555] قوله: ((قد)) ليس في (ل).
[556] قوله: ((ابن)) ليس في (ل).
[557] في (م): ((قال)).
[558] قوله: ((من)) ليس في (ل) و(م).
[559] في (ج) و(م): ((قد)) بلا الواو.
[560] في (ط) و (ل) و(م): ((وهو)).
[561] في (ج): ((يضرب)).
[562] في (ل): ((نمتثل)).
[563] في (ط) و (ل): ((فهم فيها متوافرون وغيرهم)) والمثبت من (ج) و(م).
[564] قوله: ((إلى)) ليس في (ج) و(م).
[565] في (ط) و (ل): ((متوافرون ببلدهم لم يخرج منهم أحد ودخلوا في الإسلام عن آخرهم فبقيت قوَّتهم وشوكتهم)) والمثبت من (ج) و(م).
[566] في (ل): ((ولأجل)).
[567] في (م): ((التي)).
[568] في (ط) و (ل): ((هاتين القبيلتين))، وقوله بعدها: ((به)) ليس في (م).
[569] في (ج) و(م): ((ويحتمل)).
[570] في (ط): ((تكلَّم معهم غيرهم)) والعبارة في (ل): ((وقد يحتمل أن تكلم معهم غيرهم)) والمثبت من (ج) و(م).
[571] في (م): ((في)).
[572] في (ل): ((إنما)).
[573] قوله: ((من)) زيادة من (ج) على النسخ.
[574] في (ط) و (ل): ((الذي)) والمثبت من (ج)، والعبارة في (م): ((وذلك من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى أنه إذا كان من ينصره من هاتين القبلتين التي)).
[575] في (م): ((من)).
[576] في (ج): ((نافذة)).
[577] في (ل): ((ضربنا)).
[578] قوله: ((فاجتهد رأيه في ذلك، وكذلك كلُّ مسألة لم يكن فيها نصٌّ مِن الشَّارع ◙)) ليس في (م).
[579] في (م): ((فيها باجتهاده)).
[580] في (ل): ((فإنما)).
[581] في (ج): ((ليست بقبيلة))، وفي (م): ((أن الخزرج ليس من قبيلته)).
[582] في (م): ((فأراد)).
[583] في (م): ((ولا)).
[584] في (م): ((فإذاً نتوقف)).
[585] في (ج) و(م): ((وهذا)).
[586] في (ج) و(م): ((مقالته)).
[587] في (ج) و(م): ((حملت سعداً))، و قوله بعدها: ((سيد)) ليس في (ل).
[588] في (ج) و(م): ((حملت الأول)).
[589] في (ج): ((حملته))، وفي (م): ((الذي حملته)).
[590] في (ج) و(ل) و(م): ((لعمر الله، والله)).
[591] في (م): ((ولا تقدر عليه)).
[592] قوله: ((منا)) زيادة من (ج) على النسخ.
[593] في (ل): ((قتلك))، والعبارة في (م): ((لقتله سبيل لمبادرتنا قتالك)).
[594] في (ج) و(م): ((فأنت)).
[595] في (م): ((تقدر)).
[596] قوله: ((فيه)) ليس في (م).
[597] قوله: ((قبل ذلك)) ليس في (م).
[598] في (ج) و(م): ((إنما)).
[599] في (ل): ((تعرف)).
[600] في (المطبوع): ((الهِينةُ)).
[601] قوله: ((عنه)) ليس في (ل).
[602] في (م): ((لكنه زال عنه ذلك لشدة)).
[603] قوله: ((بنا)) ليس في (م).
[604] قوله: ((في المسائل، وإن كانت محتمِلة لأوجه شتَّى، فالحكم بالظَّاهر)) ليس في (م).
[605] في (ط): ((السؤال))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[606] في (ل): ((كان)).
[607] في (م): ((حميتهم كما ذكرتم لم)).
[608] صورتها في (ل): ((عبادتهم)).
[609] قوله: ((عنه)) ليس في (ج) و(م).
[610] في (ج): ((عظمت)).
[611] في (م): ((لغيبتهم لشدة انزعاجهم في النصرة))، وفي (المطبوع): ((لتسابقهم في النصرة)).
[612] في (م): ((مشركين)).
[613] قوله: ((على)) ليس في (م).
[614] في (ل): ((وأعلمه))، وبعدها في (م): ((أنه)).
[615] في (م): ((وسمى الامرأة)).
[616] قوله: ((المنافق)) ليس في (م).
[617] زاد في (ل) و(م): ((عليه)).
[618] قوله: ((والله)) ليس في (ط) و(م) والمثبت من النسخ الأخرى.
[619] في (ج) و(م): ((أتخذ)) وفي (ل): ((آخذ)).
[620] في (م): ((آخرهم)).
[621] قوله: ((وليس معي من يحمي أهلي)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[622] قوله: ((منه)) زيادة من (ج) على النسخ.
[623] قوله: ((الواقع)) ليس في (ج) و(م).
[624] قوله: ((في)) ليس في (م).
[625] قوله: ((فيه)) ليس في (م).
[626] قوله: ((حسن)) ليس في (م).
[627] في (م): ((وطرق)).
[628] في (ج) و(م): ((بحضرته)).
[629] في (ل): ((فوق صوت النبي إلى تشعرون)).
[630] وفي (ج) و(م): ((حتى إن ثابت بن قيس بن شماس ☺ بقي في بيته لم يخرج))، وذكر في حاشية الأصل (ط): ((الذي بقي في بيته ولم يخرج على المعروف من كتب الأحاديث هو ثابت بن قيس بن شماس)).
[631] في (م): ((فأخاف أن إذا تكلمت يعلو)).
[632] قوله: ((النبي)) ليس في (ط) و(ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[633] في (ج) و(م): ((ولم)).
[634] في (م): ((عليهم الحمية)).
[635] في (المطبوع): ((القتل)).
[636] في (م): ((إذا كان كل)).
[637] في (ل): ((فإنما)).
[638] في (ج) و(م): ((وطرد)).
[639] في (ل): ((إدخال)).
[640] في (ل): ((تقتضيه)).
[641] في (ط) و (ل): ((أهل بعض عصره))، وفي (م): ((بعض أحوال أهل عصره)) والمثبت من (ج).
[642] في (ج) و (ل): ((يقاس)).
[643] في (ط): ((قال)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[644] قوله: ((((أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بَأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُم اهْتَدَيْتُمْ)) وقال ◙ في حقِّهم)) ليس في (م).
[645] قوله: ((ثم الذين يلونهم)) ليس في (ج) و (ل) و(م).
[646] في (ل): ((خطاب))، وفي (م): ((حظ)).
[647] في (ج) و(م): ((قوم))، وقوله بعدها: ((قد)) ليس في (م).
[648] في النسخ: ((الذي))، وفي (م): ((التي)) والمثبت من (ج).
[649] في (ج): ((فليقس)).
[650] في (ل): ((بعض أهله وأفعالهم)).
[651] في (ج) و(م): ((ولهذا)).
[652] في (ج) و(م): ((أعني)) وفي (ل): ((يعني)).
[653] (ج) و(م): ((صدرت)).
[654] في (ط) و (ل): ((ألفاظا وأفعالا)) والمثبت من (ج).
[655] قوله: ((ظاهراً)) ليس في (م).
[656] في (م): ((هو على مذهب من ذهب)).
[657] قوله: ((له)) ليس في (ط) وهو مثبت من (ج) و(م)، وفي (ل): ((ممن أجمع الله لهم)).
[658] في (ج) و(م): ((أعني)).
[659] في (م): ((نسلم)).
[660] في (م): ((نعترض)).
[661] في (م): ((نقتدي)).
[662] في (ل): ((منهم)).
[663] في (م): ((والأقرب لله ╡ سبحانه)).
[664] في (م): ((وكنت بقية)).
[665] زاد في (ج) و(م): ((إليه)).
[666] في (م): ((وأصبح)).
[667] في (ل): ((معهم)).
[668] في (م): ((منزلها)).
[669] قوله: ((إن)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[670] قوله: ((لأنها قالت)) ليس في (م)، وبعدها في (ج) و(م): ((إذا)).
[671] قوله: اسم الجلالة ((الله)) ليس في (م) و (ل).
[672] في (ط) و(ل): ((التفجيع)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[673] قوله: (هي) ليس في (ط) و (م) والمثبت من النسخ الأخرى.
[674] قوله: ((سُرَّ هو)) ليس في (ج)، وقوله: ((هو)) ليس في (م) و (ل).
[675] في (م): ((فكان الأجر للسبب الأول الذي عمل السبب)).
[676] قوله: ((أن)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[677] في (م): ((وأظهر)).
[678] قوله: ((حسن)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[679] في (م): ((الصمت فكتم)).
[680] قوله: ((ضرر)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[681] العبارة في (ل): ((المعنى كان... أجرا من المتقدم المذكور وحصل)).
[682] في (ل): ((تبين)).
[683] في (ج): ((والآداب هو))، وفي (م): ((الآداب وهي)) وفي (ل): ((الأدب وهو)).
[684] في (م): ((فرائض)).
[685] في (ج) و(م): ((سنن)).
[686] قوله: ((اعتقاد)) ليس في (ط) والمثبت من (ج) و(م)، قوله: ((وحسن خلق وحسن اعتقاد ومحبة)) ليس في (ل).
[687] في (م): ((إحكام هذه الآي)).
[688] في (ج) و(م) و (ل): ((وكان)).
[689] في (ط) و(م): ((سعيكم)).
[690] في (م): ((ذلك ليس)).
[691] في (ج) و(م): ((المفروض)).
[692] قوله: ((على زعمهم)) ليس في (م).
[693] في (ج) و(م): ((الذي)).
[694] قوله: ((والآداب)) ليس في (ط) و (ج) والمثبت من النسخ الأخرى.
[695] في (ج) و(م) و (ل): ((ولا)).
[696] في (ج) و(م) و (ل): ((فهو قبح)).
[697] في (ج) و(م): ((وقد)).
[698] العبارة في (ل): ((قوله تعالى أفتؤمنون ببعض الكتاب الآية وفي ما)).
[699] في (ل): ((الصوفة)).
[700] قوله: ((منه)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[701] قوله: ((من)) زيادة من (ج) على النسخ.
[702] في (ل): ((الثلاث)).
[703] في (ل): ((السؤال)).
[704] في (م) و (ل): ((الفصل)).
[705] في (ج) و(م) و (ل): ((لم)).
[706] قوله: ((أبداً)) زيادة من (م) على النسخ.
[707] في (ج): ((هذا))، وقوله: ((ذلك)) ليس في (م).
[708] في (م): ((ذلك)).
[709] في (ط): ((وأسماء))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[710] في (م): ((ذلك)) والعبارة في (ل): ((الغار وأسماء قريبة منه في ذلك)).
[711] في (ج): ((لما عُلم))، و في (م): ((لما علمت)).
[712] في (ج) و(م): ((فكانت وظيفتها)) وفي (ل): ((فكانت وظيفتهم)).
[713] في (ط): ((لا يعلم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[714] في (ل): ((بأن)).
[715] قوله: ((من البلاء)) ليس في (م).
[716] في (ج): ((من)).
[717] قوله: ((في أنفسهم)) ليس في (م).
[718] في (م): ((فيقول ╡ وهو أعلم ما قال)).
[719] في (ج): ((وحمدك)).
[720] في (م): ((لعبدي)).
[721] في (ج) و(م): ((بيت)).
[722] في (م): ((إنما)).
[723] في (ط): ((فإذا))، وفي (م): ((فإذا كان)) والمثبت من (ج) و(ل).
[724] قوله: ((ثم)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[725] قوله: ((هنا)) ليس في (م).
[726] في (ط) و (ل): ((الهجرة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[727] في (ل): ((التي وقعت)).
[728] في (م): ((جلوسه)).
[729] في (م): ((تعهده)).
[730] في (م): ((وإنما)).
[731] في (ل): ((فغلب)).
[732] قوله: ((ليس)) زيادة من (ج) على النسخ.
[733] في (ج): ((ولما)).
[734] قوله: ((فيه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[735] في (ج): ((يحكم)).
[736] قوله: ((ولو كان الحكم لصفوان وعائشة... فيه حق يحكم ◙ به)) ليس في (م).
[737] في (ط): ((يرد)) وفي (ل): ((فكل ما يراه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[738] في (ج) و(م) و (ل): ((قاله)).
[739] في (ج) و(م): ((وحي))، و بعدها في (م): ((المنام)).
[740] قوله: ((الملك)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[741] قوله: ((تكلم)) ليس في (ل).
[742] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[743] في (م): ((إن)).
[744] في (ج) و (ل): ((لا)).
[745] قوله: ((بذنب)) ليس في (ج).
[746] قوله: ((فقال)) ليس في (م).
[747] في (ج) و(م) و (ل): ((الخلاف)).
[748] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[749] في (ج) و(م) و (ل): ((لها ◙)).
[750] في (ل): ((إن)).
[751] قوله: ((بالذنب)) ليس في (ج) و(م) وفي (ل): ((إلمامها الذنب)).
[752] قوله: ((قد)) ليس في (ل).
[753] في (ج) و(م): ((ولذلك أكد بالمصدر)) لكن في (م): ((أكده)) بدل أكد وفي (ل): ((أتى ببناء المبالغة)).
[754] في (ل): ((وبناء)).
[755] في (ج) و(م): ((وذلك يتضمن ترك الصغائر كما أن المطلوب في أفعال البر)).
[756] في (ج) و(م) و (ل): ((زيادة السنن)).
[757] قوله: ((لا)) ليس في (ل).
[758] في (ط) و (ل): ((صفة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[759] قوله: ((أهل)) ليس في (م)، وفي (ل) بعدها: ((الصوفة)).
[760] في (م): ((الثاني))، و قوله بعدها: ((أن يكون)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[761] في (ط) و(ل): ((صاحبه إن اجتمعت الحقان)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[762] في (ل): ((ليتحلله))، وفي (ج) و(م): ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم)).
[763] في (ج) و(م): ((أعني في)).
[764] في (ل): ((الباطن يعني في الفصح عنه والانحياز فيه)).
[765] في (ل): ((وظهر)).
[766] في (م): ((ذكرهم)).
[767] العبارة في (ل): ((فنص لها ◙ عليه)).
[768] في (م): ((إن)).
[769] في (م): ((لقوله)).
[770] في (ج) و(م): ((من كان له مظلمة لأخيه))، لكن في (م): ((كانت)) بدل كان وفي (ل): ((من كان عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه)).
[771] قوله: ((وقد تقدم)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[772] قوله: ((أولاً)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[773] قوله: ((عنه)) ليس في (ج).
[774] قوله: ((له)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[775] في (م): ((يا رسول الله أرأيت)).
[776] في (م) و (ل): ((يكفر)).
[777] في (ل): ((هذا)).
[778] في (ج): ((هو))، وفي (م) و (ل): ((والخصوص هنا هو)).
[779] في (ل): ((إن)).
[780] في (ج): ((والحكم)).
[781] قوله: ((منه)) ليس في (م).
[782] قوله: ((وهي: الندم والإقلاع ورد المظالم والعزم على أن لا يعود، وهذه الأربعة شروط)) ليس في (ج).
[783] قوله: ((عليه)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[784] في (ج): ((يعمهما، وقوله))، وفي (م): ((يعمهما قوله)).
[785] في (م): ((إن)).
[786] في (ج): ((هو)).
[787] في (م): ((الذي)).
[788] قوله: ((الآخر)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[789] في (ج) و(م): ((من كانت له مظلمة لأخيه، الحديث)) وفي (ل): ((من كان عليه حق فليعطه أو ليتحلله منه)).
[790] في (ج) و(م) و (ل): ((إليه)).
[791] في (ط) و (ل): ((تسميته)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[792] قوله: ((تسمية)) ليس في (م).
[793] زاد في (م): ((فيه)).
[794] في (ل): ((فتستغفر منه وتتوب)).
[795] في (ج) و(م) و (ل): ((ولمن)).
[796] في (ل): ((منه)).
[797] قوله: ((في الكلام)) ليس في (ل).
[798] في (ج) و(م): ((من كانت له مظلمة لأخيه، الحديث)) وفي (ل): ((من كان عليه حق فليعطه أو ليتحلله)).
[799] في (ج) و(م) و (ل): ((وقولها)).
[800] قوله: ((إلى قولها)) ليس في (ل).
[801] في (ج) و(م) و (ل): ((ولكن)).
[802] في (م): ((رؤيا في النوم)).
[803] في (ل): ((رؤيا تبرئني، فيه وجوه)).
[804] قوله: ((منه)) ليس في (ل).
[805] في (م): ((بمفاجأته النبي صلعم لذلك جفَّ دمعها لذلك الأمر وانقطع)).
[806] في (م): ((واستعذار)).
[807] في (م): ((لأبويها أجيبا)).
[808] في (ط) و(م) و (ل): ((في)) والمثبت من (ج).
[809] في (م): ((فإن)).
[810] في (ل): ((ما تتحدث)).
[811] في (ج): ((لها))، وزاد في (م): ((أن)).
[812] في (ل): ((الخوف)).
[813] في (ج) و(م): ((أيضاً))، وقوله: ((ألاما)) ليس في (ل).
[814] في (ج): ((عنهم)).
[815] في (ج): ((وليس)).
[816] قوله: ((هي)) ليس في (ج) و(م).
[817] في (ل): ((ما تصدق)).
[818] في (ج): ((لا)).
[819] في (ل): ((ذاك)).
[820] قوله: ((لما)) ليس في (ل).
[821] في (ج) و(م) و (ل): ((لئن)) بدون الواو.
[822] في (ل): ((لبريئة لم يصدقوني)).
[823] في (ج): ((فيها))، وقوله: ((عنها)) ليس في (م).
[824] في (ج): ((يقول)).
[825] قوله: ((من)) ليس في (ل).
[826] في (م): ((فإن)).
[827] قوله: ((ويكون السائل)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى، ولكن في (ج): ((للسائل)) بدل السائل، وبعدها في (ج): ((مما)).
[828] في (ج): ((وطلب الجواب منها))، وفي (م): ((وطلب منها الجواب)).
[829] في (ج): ((ولئن أعترف))، وفي (م): ((ولئن اعترفت)).
[830] في (م): ((لبريئة)).
[831] في (ط) و (ل): ((لم تصدقوني)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[832] في (ط): ((ولأن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[833] في (م): ((المخلوق)).
[834] في (ج): ((بإجماعهما)).
[835] في (م): ((لا)) بدون الواو.
[836] قوله: ((لها)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[837] في (ج) و(م): ((بواحد)).
[838] العبارة في (ل): ((لم يتعلق بأحد منهم ولا طلبت منهم)).
[839] في (ل): ((عنهم)).
[840] في (ل): ((وتحول جنبها عن)).
[841] في (ل): ((صبر)).
[842] في (م): ((الرجاء)).
[843] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[844] في (م): ((من حينه)).
[845] قوله: ((كما أتاها)) ليس في (ج)، وقوله: ((وكذلك كل من تعلق بالله تعالى مضطرًا أتاه النصر من حينه، كما أتاها)) ليس في (م).
[846] في (ل): ((الصوفة))، وقوله بعدها: ((على)) ليس في (ج) و(م) و (ل).
[847] في (ل): ((لا يخطر في قلوبهم)).
[848] في (ج) : ((لا يحضر بقلوب بعضهم شيء إلا وكان)) وفي (م): ((لا يخطر بقلب بعضهم شيئاً إلا كان)).
[849] زاد في (م): ((ولا يطلبوه منه)) وفي (ل): ((ولا يتكلمون فيه)).
[850] زاد في (م): ((فيها)).
[851] في (ج): ((يحترز)).
[852] زاد في (م): ((الله)).
[853] في (م): ((شيئاً))، وبعدها في (ص): ((وأنا)).
[854] في (م): ((في نفسي بأن يتكلم بي القرآن في شأن أمري)).
[855] قوله: ((وقطعت)) ليس في (ج) و(م).
[856] قوله: ((إلى)) ليس في (ج).
[857] قوله: ((على)) ليس في (ل).
[858] في (ج): ((تكن)).
[859] في (م): ((ما لم يكن لك عند نفسك)).
[860] قوله: ((وقد جاء في بعض الكتب المنزلة يَا عَبْدِي لَكَ عِنْدِي مَنْزِلَةً مَا لَمْ يَكُنْ لِنَفْسِكَ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً)) ليس في (ل).
[861] قوله: ((في)) ليس في (م).
[862] في (ج) و(م): ((وقال)).
[863] في (ج) و(م): ((وقال)).
[864] في (ط) و (ل): ((لأنه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[865] قوله: ((في الدخول)) ليس في (ج)، وزاد في (ل): ((في)).
[866] في (ج): ((ومتى)).
[867] في (المطبوع): ((تصلح)).
[868] في (م): ((المعنى ارتفع)).
[869] في (ل): ((الذين)).
[870] في (ل): ((والجواب عنه أنه إنما)).
[871] في (م): ((لا تحفظ شيئاً إلا يسيراً)).
[872] زاد في (ل): ((كانت)).
[873] في (ل): ((فيما)).
[874] في (م): ((من أجله)).
[875] في (ج): ((يجب)).
[876] في (ج): ((فما قال من حينها وسكت عنه)).
[877] قوله: ((في الظاهر)) ليس في (ج) و(م).
[878] قوله: ((ومنها عمل الأسباب في الظاهر)) ليس في (ل).
[879] في (م): ((الباطن منها)).
[880] في (م) و (ل): ((لأن)).
[881] في (ج) و (ل): ((للأفذاذ)).
[882] قوله: ((فقال)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[883] في (ج): ((للأسباب)).
[884] قوله: ((أن)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[885] قوله: ((إليه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[886] في (م): ((وسألوه)).
[887] في (ج): ((أخاهم يامن))، وفي (م): ((أخاهم يامين)) وفي (ل): ((أخاهم يامينا)).
[888] في (ل): ((عند)).
[889] قوله: ((مكر ثان)) ليس في (ج) و(م).
[890] في (ج): ((يامن))، وفي (م): ((لكن لم يتلقوا يامين)).
[891] في (ل): ((هل)).
[892] كذا في النسخ، وفي المطبوع ببنيامين..
[893] في (ل): ((الخير)).
[894] في (ج) و(م) و (ل): ((منه)).
[895] في (ج): ((يامن))، وفي (م): ((يامين)) وفي (ل): ((يامنا))..
[896] في (ل): ((خير)).
[897] قوله: ((وشدد ذلك عليهم خوفًا... بعض أهل التفسير)) ليس في (ج) و(م).
[898] في (م): ((أمكنه)).
[899] في (م): ((ما)).
[900] قوله: ((عليه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى. والعبارة في (ل): ((وقال لا أغني عنكم من الله شيئا الآية فأثنى الله ╡ عليه)).
[901] في (ل): ((من)).
[902] في (م): ((التي قليل من الناس من جمع)).
[903] في (ج) و (ل): ((فريقين))، وبعدها في (م) و (ل): ((ففريق)).
[904] قوله: ((لا)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[905] في (ج) و(م): ((تينك)).
[906] في (ج) و(م) و (ل): ((هو المطلوب)).
[907] في (م): ((التعبد)).
[908] في (ج) و(م): ((بما يوجد من استقراء أحوالهم)) لكن في (م): ((يؤخذ)) بدل يوجد وفي (ل): ((بما يؤخذ من استقراء أحوالهم)).
[909] في (م): ((ما فيهم من)).
[910] في (ج) و(م): ((غفر الله)).
[911] في (ل): ((أحد الجنة بعمله)) في (م): ((أحداً الجنة بعمله)).
[912] في (ج) و(م): ((بفضل رحمته)).
[913] في (ج): ((ولذلك)).
[914] قوله: ((أيضاً)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[915] في (ل): ((فتركت)).
[916] في (ج): ((يعرف به)).
[917] في (ل): ((لا)).
[918] في (م): ((فأرجو)).
[919] قوله: ((أو غير هذا الكلام وبما في معناه)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى، لكن في (م): ((مما)) بدل ((وبما)).
[920] في (ج): ((بأن)).
[921] في (م): ((سيبرئها)).
[922] زاد في (م): ((عن)).
[923] العبارة في (ل): ((لصغر سنها لم ترض هي به)).
[924] قوله: ((على)) ليس في (ل).
[925] قوله: ((له)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[926] قوله: ((له)) ليس في (م).
[927] قوله: ((فيه)) ليس في (م).
[928] في (م): ((والإيمان بجميع)).
[929] في (ج): ((قولها فوالله))، و في (م): ((وقولها والله)).
[930] قوله: ((منها)) ليس في (ج) و(م).
[931] في (ج): ((تبلغ)).
[932] قوله: ((أحد)) ليس في (ل).
[933] في (م): (أنزل الله)).
[934] في (ج) و (ل): ((أتبعها فرحة))، وقوله: ((ما من ترحة إلا أعقبتها فرحة)) ليس في (م)، وبعدها في (م): ((ما)) بدون الواو.
[935] في (ج) و (ل): ((وأتبعها))، وفي (م): ((وأتبعتها)).
[936] في (م): ((استشهد)).
[937] في (ج) و (ل): ((إما ابتلاء أو نعماء))، وفي (م): ((إما ابتلاء وإنما نعماء)).
[938] في (ج): ((بالصبر)).
[939] في (م): ((ولهذا المعنى)).
[940] في (ل): ((الصوفة)).
[941] في (ج) و(م): ((عزموا)).
[942] في (ج) و(م): ((لم تعرض)) وفي (ل): ((لم يتعرض)).
[943] زاد في (م) و (ل): ((قط)).
[944] زاد في (ل): ((مثل)).
[945] في (ج) و(م) و (ل): ((حتى إن جبينه)).
[946] قوله: ((هو)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[947] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[948] في (م): ((و)).
[949] في (ج) و (ل): ((إذا أنزل عليه وهو)).
[950] في (ج): ((تغط)).
[951] في (ل): ((ذلك)).
[952] زاد في (م): ((هذا)).
[953] في (ج) و(م): ((وغطَّهِ)).
[954] قوله: ((فكلامه لا يشبهه شيء)) زيادة من (ج) على الأصل، وفي (م) و (ل): ((فكذلك كلامه لا يشبهه شيء)).
[955] في (م): ((وكان)).
[956] في (ط): ((لما)) وفي (ل): ((والتأكيد لما)).
[957] في (ج): ((التأييد)).
[958] في (ل): ((به)).
[959] قوله: ((من)) ليس في (ج).
[960] في (ل): ((أحمد)).
[961] قوله: ((الخامس)) بياض في (ج).
[962] في (ج): ((يتمهل)).
[963] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[964] قوله: ((ثم)) ليس في (ج).
[965] في (ج) و(م): ((وتهذبت)).
[966] قوله: ((بذلك)) ليس في (ج).
[967] قوله: ((قوم)) ليس في (ل).
[968] في (ل): ((فاجأهم)).
[969] في (ج) و(م): ((النفوس)).
[970] قوله: ((ذلك)) ليس في (ل).
[971] في (م): ((التحقيق)).
[972] في (م): ((قالت)) بدون الواو.
[973] زاد في (م): ((احمدي الله وقومي)).
[974] في (ل): ((احمد)).
[975] قولها: ((أمها)) ليس في (ط) و (ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[976] في (ط): ((الرسول)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[977] (المطبوع): ((أعلم)).
[978] في (ط): ((ما يتخدم)) وفي (ل): ((وما يتخدم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[979] في (ج): ((بعد)).
[980] قوله: ((أن)) ليس في (ج).
[981] في (م): ((الثناء)).
[982] في (م): ((فيما ذكرنا)).
[983] قوله: ((لا والله)) ليس في (م).
[984] في (ل): ((فلولا)).
[985] في (ج): ((ويخيرها على)) وفي (ل): ((ويجبرها على))، وفي (م): ((ولجبرها إلى)).
[986] العبارة في (ل): ((فدخل عليها وهي تضرب في)).
[987] في (م): ((ويعاقبها)).
[988] في (ط): ((ما هذا)) وزاد في (ل): ((هذا)).
[989] في (ج) و(م): ((هنا)).
[990] في (م): ((موافقاً لأبي))، وفي (ل): ((واختيارها فوافق الاختيار أبي)).
[991] في (ط) و (ل): ((فتزوجن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[992] في (م): ((إلى)).
[993] في (ط) و(ج) و (ل): ((الذي)) والمثبت من (م).
[994] في (ط) و(ل): ((سنين))، والمثبت من النسخ الأخرى.
[995] في (ج): ((سري))، وفي (م): ((يسري)).
[996] قوله: ((الله ╡)) ليس في (ط) و (ل)، وفي (م): ((أراد ╡)). والمثبت من (ج). وبعدها في (ج) و(ل): ((أن يكون)).
[997] قوله: ((الماء)) ليس في (ج) و(م).
[998] قوله: ((حين)) ليس في (ج).
[999] في (ج): ((لا)).
[1000] في (ج): ((من)).
[1001] في (ج) و(م): ((إلا بعد سنين)).
[1002] قوله: ((عن غيرها من الأرضين)) ليس في (ج) و(م).
[1003] في (ج) و(م): ((تجد النخلة فيها مع الأرض)) وفي (ل): ((الحجار)).
[1004] في (ط) و (ل): ((ومثل كلمة طيبة)).
[1005] في (ج) و(م): ((قيل أن))، وفي (ل): ((وقيل أن)).
[1006] في (ط) و (ل): ((لا يجد أحدكم حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما الحديث))، وفي (م): ((ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: وَأَنْ تُحبَّ المَرْءَ لاَ تُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ╡، وَأَنْ تكْرَهَ أَنْ تَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا تكْرَهُ أَنْ تَعُودَ فِي النَّارِ، وأَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا) والمثبت من (ج).
[1007] في (م): ((بهذه الشجرة)).
[1008] في (ط) و (ل): ((إثمار)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1009] في (ط) و (ل): ((ثمر، ثمر))، وفي (م): ((ثمر الشجرة)). والمثبت من (ج).
[1010] في (ط) و (ل): ((حدث)). والمثبت من النسخ الأخرى.
[1011] قوله: ((فناهيك به بعد البلوغ والتكليف)) ليس في (م).
[1012] في (ط) و (ل): ((ناشدن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1013] في (ط): ((عليهم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1014] في (م): ((الصورة))، وفي (ل): ((به من الصور المعنوية لا للصور)).
[1015] في (ج): ((وفقهها)).
[1016] في (ج) و(م): ((يأتِ)).
[1017] في (ط): ((إجماع)).
[1018] في (م): ((طيب)).
[1019] قوله: ((قال)) ليس في (ج).
[1020] قوله: ((وهو تقاربه من النبي صلعم في الإيمان)) ليس في (ج) و(م).
[1021] في (ج) و(م): ((بكثير صوم ولا صلاة)) لكن في (م): ((بكثرة)) بدل: ((بكثير)).
[1022] في (م): ((شيء)).
[1023] زاد في (ل): ((قوله)).
[1024] في (ط): ((محفوظين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1025] في (ط) و (ل): ((عليهم)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1026] في (ط) و (ل): ((المغفورين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1027] في (ط): ((فيجعل لهم سببًا للمغفرة)).
[1028] العبارة في (ل): ((فيجعل له سببا للمغفرة مثل التوبة)).
[1029] في (ل): ((لسبب)).
[1030] في (ل): ((قررناه)).
[1031] قوله: ((الثاني: أن من حُدَّ في حَدٍ...فجاء جبراً لما نقص من منزلته)) ليس في (ج) و(م).
[1032] في (ج) و(م): ((الثاني)).
[1033] في (م): ((كل)).
[1034] قوله: ((لم يستنصر)) ليس في (ل).
[1035] كذا في (ط) و(ل)، وفي (ج) و(م) ((لعدم أمر))، وفي (المطبوع): ((لعدم معرفته)).
[1036] في (ط) و(ل): ((هجرته)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1037] في (ل): ((حقه)).
[1038] قوله: ((وقد نصَّ ╡ على.... {وَإِخْوَانُكُمْ} [التوبة: 24] الآية)) ليس في (ج) و(م).
[1039] في (ط) و (ل): ((السادس))، وفي (ج) و(م): ((الثالث))، والمثبت هو الصواب والله أعلم.
[1040] قوله: ((وارد)) ليس في (ط) و(ل) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1041] في (م): ((متضاعفة)).
[1042] العبارة في (ل): ((مثل قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون الآية ومثل)).
[1043] العبارة في (ل): ((بعشر أمثالها إلى سبعين وسبعمائة والله)).
[1044] في (ل): ((كثير)).
[1045] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[1046] في (ط) و (ل): ((وجبر)).
[1047] قوله: ((هذا المحدود)) ليس في (ج) و(م).
[1048] في (ج): ((كان)).
[1049] في (ج): ((هذا)).
[1050] قوله: ((من إهانة الحد)) ليس في (ج) و(م).
[1051] في (م): ((حرمته)).
[1052] في (ط) و (ل): ((الذي من أجله لحقه الهوان بأجل المراتب)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[1053] في (ل): ((الحليم)).
[1054] قوله: ((الرَّشاد بفضلك، واحملنا على مركب السَّلامة في الدِّين والدُّنيا)) ليس في (م).
[1055] في (م): ((أهل الجود والفضل)).
[1056] قوله: ((اللهم اجعلنا ممن رزقتهم...وصلى الله على سيدنا محمد وآله)) ليس في (ج). وزاد في (م): ((وأصحابه وأزواجه وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين. يتلوه في الذي يليه إن شاء الله عن عبد الله قال: قال رسول الله صلعم : ((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ...))
بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم)).