-
المقدمة
-
حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة
-
حديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
-
حديث: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا
-
حديث: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
-
حديث: من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا
-
حديث: إن الدين يسر
-
حديث: مرحبًا بالقوم غير خزايا ولا ندامى
-
حديث: إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة
-
باب العلم قبل القول والعمل
-
حديث: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين
-
حديث: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته
-
حديث: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد..
-
حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
-
حديث: أنَّ عائشة كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه
-
حديث: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
-
حديث: لا ينفتل حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا
-
حديث: إذا بال أحدكم فلا ياخذن ذكره بيمينه
-
حديث: أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثَّرى من العطش
-
حديث: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم
-
حديث عائشة: أنها كانت تغسل المني من ثوب النبي ثم أراه..
-
حديث: كانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها
-
حديث: خذي فرصةً ممسكةً، فتوضئي ثلاثًا
-
حديث: إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة
-
حديث جابر بن عبد الله وأبي سعيد أنهما صليا في السفينة قائمين
-
حديث: كنا نصلي مع رسول الله فيضع أحدنا طرف الثوب
-
حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه
-
حديث: كان النبي يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله
-
حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة
-
حديث: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه
-
حديث: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟
-
حديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس
-
حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره
-
حديث: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
-
حديث: من نسي صلاةً فليصل إذا ذكرها
-
حديث: إني أراك تحب الغنم والبادية
-
حديث: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول
-
حديث: فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
-
حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة
-
حديث: على مكانكم
-
حديث: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
-
حديث: إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
-
حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً ولا أتم من النبي
-
حديث: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم
-
حديث: زادك الله حرصًا ولا تعد
-
حديث: ارجع فصل فإنك لم تصل
-
حديث: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا..
-
حديث: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب
-
حديث: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب
-
حديث: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة
-
حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
-
حديث: كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة
-
حديث: أصليت يا فلان؟
-
حديث: أصابت الناس سنة على عهد النبي
-
حديث: أن رسول الله كان يصلي قبل الظهر ركعتين
-
حديث: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
-
حديث: كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات
-
حديث: ما العمل في أيام أفضل منها في هذه
-
حديث: كان النبي يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل
-
حديث: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار
-
حديث: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
-
حديث أبي هريرة: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
-
حديث: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا عندنا
-
حديث: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر
-
حديث البراء: أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع
-
حديث: أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس
-
حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى
-
حديث: من رأى منكم الليلة رؤيا
-
حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا
-
حديث: قال رجل: لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته
-
حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها
-
باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى
-
حديث: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق
-
حديث: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة
-
حديث: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة
-
حديث: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك
-
حديث: كان الفضل رديف رسول الله
-
حديث: لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات
-
حديث: اعملوا فإنكم على عمل صالح
-
حديث: ما رأيت النبي صلى صلاة بغير ميقاتها إلا صلاتين
-
حديث: بعثني النبي فقمت على البدن
-
باب: إذا أحرم جاهلًا وعليه قميص
-
حديث: يا بني النجار ثامنوني
-
حديث: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة
-
حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
-
حديث: من استطاع الباءة فليتزوج
-
حديث: تسحرنا مع رسول الله ثم قام إلى الصلاة
-
باب: إذا جامع في رمضان
-
حديث: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر
-
حديث: إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل
-
حديث: إن كان يدًا بيد فلا بأس وإن كان نساءً فلا يصلح
-
حديث: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده
-
حديث: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
-
حديث: خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف
-
حديث: من صور صورةً فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح
-
حديث: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله
-
حديث: قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما
-
حديث: لا حمى إلا لله ولرسوله
-
حديث: ما أحب أنه يحول لي ذهبًا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث
-
حديث: إياكم والجلوس على الطرقات
-
حديث: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش
-
حديث: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا
-
حديث: الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونًا
-
حديث: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة
-
باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة
-
حديث: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه
-
حديث: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت
-
حديث: الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا
-
حديث: كان النبي يقبل الهدية ويثيب عليها
-
باب: إذا وهب دينًا على رجل
-
حديث: هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت
-
حديث: من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن..
-
حديث: لا تشتر ولا تعد في صدقتك
-
حديث: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته
-
حديث: لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
-
حديث: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
-
حديث: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم
-
حديث: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت..
-
حديث: من حلف على يمين كاذبًا ليقتطع مال رجل
-
حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم
-
حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس
-
حديث: صالح النبي المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء
-
حديث: إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة
-
حديث: يا معشر قريش اشتروا أنفسكم
-
حديث: أن رسول الله رأى رجلًا يسوق بدنة فقال: اركبها
-
حديث: يا رسول الله إن أمي توفيت أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟
-
حديث: قدم رسول الله المدينة ليس له خادم
-
حديث: يا رسول الله، أي العمل أفضل ؟
-
حديث ابن عباس: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية
-
حديث: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة
-
حديث: الطاعون شهادة لكل مسلم
-
حديث: لولا أنت ما اهتدينا
-
حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار..
-
حديث: من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا
-
حديث: من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده
-
حديث: يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟
-
حديث: الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
-
حديث عائشة: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان..
-
باب ما قيل في الرماح
-
حديث: أن النبي رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في..
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين
-
حديث أبي هريرة: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
-
حديث: أن رسول الله في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت
-
حديث: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس
-
حديث: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
-
حديث: أحي والداك؟ قال: نعم.قال: ففيهما فجاهد
-
حديث: لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم
-
حديث: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمة فيعلمها
-
حديث: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله
-
حديث: إن وجدتم فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار
-
حديث أنس: أن رسول الله دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر
-
حديث ابن عمر: ذهب فرس له فأخذه
-
حديث: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد
-
حديث: والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم
-
حديث: أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا...
-
حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
-
حديث: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟
-
حديث: لما قضى الله الخلق كتب في كتابه
-
حديث: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان فأتيت بطست من ذهب
-
حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا
-
حديث: إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء
-
حديث: كل ذاك يأتي الملك أحيانًا في مثل صلصلة الجرس
-
حديث: كان رسول الله أجود الناس.
-
حديث: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت
-
حديث: إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
-
حديث: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد
-
حديث: أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال: بسم الله اللهم جنبنا...
-
حديث: إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز
-
حديث: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا
-
حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
-
حديث أبي هريرة: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر
-
حديث: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
-
حديث رافع: الحمى من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء
-
حديث: ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
-
حديث: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه...
-
حديث: إذا استجنح فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ
-
حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة
-
حديث: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان
-
حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط
-
حديث: هو اختلاس يختلس الشيطان من صلاة أحدكم
-
حديث: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان
-
حديث: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
-
حديث: فصم يومًا وأفطر يومًا وذلك صيام داود
-
حديث: أحب الصيام إلى الله صيام داود
-
حديث: يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: المسجد الحرام
-
حديث: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى
-
حديث: إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة
-
حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء
-
حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر
-
حديث: الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل
-
حديث عائشة: عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله
-
حديث: أتشفع في حد من حدود الله
-
حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به
-
حديث: ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
-
حديث: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي
-
حديث: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبًا...
-
حديث: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم
-
حديث: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة
-
حديث: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام
-
حديث: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
-
حديث: أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه...
-
حديث: رأيت النبي يقرأ وهو على ناقته
-
حديث: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا...
-
حديث: يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق
-
حديث: حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني
-
حديث: كان النبي يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا
-
حديث: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة
-
حديث: أن النبي كان يبيع نخل بني النضير
-
حديث: ما كان النبي يصنع في البيت قالت كان في مهنة أهله
-
حديث: ادع لي رجالًا وادع لي من لقيت
-
حديث: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوةً لم يضره...
-
حديث: إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها
-
حديث: أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها...
-
حديث: ذبحنا على عهد رسول الله فرسًا ونحن بالمدينة فأكلناه
-
حديث: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير...
-
حديث: نهى النبي يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص...
-
حديث: أن رسول الله نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع
-
حديث: هل لا استمتعتم بإهابها ؟!
-
حديث: ألقوها وما حولها وكلوه.
-
حديث: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر
-
حديث: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم
-
حديث: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
-
حديث: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم
-
حديث: نهى النبي عن الشرب من فم القربة أو السقاء
-
حديث: لن يدخل أحدًا عمله الجنة
-
حديث: الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم
-
حديث: في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام
-
حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر
-
حديث أبي جحيفة: رأيت بلالًا جاء بعنزة فركزها
-
حديث: أهدي لرسول الله فروج حرير فلبسه
-
حديث: لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء
-
حديث: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
-
حديث: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
-
حديث: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
-
حديث: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه
-
حديث: من يلي من هذه البنات شيئًا فأحسن إليهن...
-
حديث: لله أرحم بعباده من هذه بولدها
-
حديث: جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده تسعةً وتسعين...
-
حديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم...
-
حديث: ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان
-
حديث: من لا يرحم لا يرحم.
-
حديث عائشة: ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت...
-
حديث: حق الجوار في قرب الأبواب
-
حديث: كل معروف صدقة
-
حديث ابن عمر: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له...
-
حديث: إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة
-
حديث: لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي
-
حديث: قال الله: يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر
-
حديث: ويقولون الكرم إنما الكرم قلب المؤمن
-
حديث أبي هريرة: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي...
-
حديث: أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله
-
حديث: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله
-
حديث: إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة
-
حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا
-
حديث: نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر
-
حديث: من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى...
-
حديث: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي
-
حديث: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف...
-
حديث: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت
-
حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
-
حديث: يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد
-
حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
-
حديث: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء
-
حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك
-
حديث: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض
-
حديث عدي: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة
-
حديث: يقال لأهل الجنة خلود لا موت
-
حديث: يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
-
حديث: إنه لا يرد شيئًا وإنما يستخرج به من البخيل
-
حديث: من أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه
-
حديث: ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه
-
حديث: ابن أخت القوم منهم
-
حديث: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم...
-
حديث: لم يبق من النبوة إلا المبشرات
-
حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
-
حديث: من رآني في المنام فقد رآني
-
حديث: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه
-
حديث: بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي
-
حديث: إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن
-
حديث: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين
-
حديث: الرؤيا الحسنة من الله
-
حديث: من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه
-
حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح
-
حديث: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
-
حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم
-
حديث: أذن في قومك يوم عاشوراء أن من أكل فليتم بقية يومه
-
حديث: يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت ؟
-
حديث: مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله
-
حديث: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت رسول الله ليلة...
-
حديث: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل...
-
حديث: يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها
-
حديث: قال الله: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة.
-
المرائي الحسان
226-قوله: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا(1) عَمَلُهُ الجَنَّةَ...) الحديث. [خ¦5673]
ظَاهِرُ الحَدِيْثِ يَدُلُّ على أنَّه لا يدخل أحدٌ الجنة بعمله، والكلام عليه مِن وجوه:
اعلم وفَّقنا(2) الله وإيَّاك أنَّ النَّاس اختلفوا في(3) تأويل هذا الحديث على وجوهٍ عديدة(4):
فمنها قول بعضهم: إنَّ الإيمان عَرَض، و العَرَض مِن شأنه أن لا يبقى(5) زمانين، فإبقاؤه عليك حتى يتوفاك الله عليه مِن فضله ╡ (6).
ومنها قول آخر(7) وهو أنَّه ╡ هو(8) الذي وفقك للأعمال(9) وتفضَّل عليك بقبولها بقوله(10) تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور:21] وقيل: لولا تجاوزه ╡ عَنَّا ما قدر أحد / على الخلاص، لقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء:31].
وتأويلات كثيرة، لكن الذي يعطيه تقسيم(11) البحث أن نقول: قوله صلعم : (بِعَمَلِهِ) هل هو عموم في(12) جميع الأعمال القلبية والبدنية أو هو خاصٌّ بالبدنية؟
فإن كان خاصًّا بالبدنية فكيف الجمع بينه وبين الأحاديث التي جاءت في الأعمال؟(13) مثل قوله ◙ في الصيام: «إنَّ في الجَنَّةِ(14) بَابًا يُسَمَّى الرَّيَّانُ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ» إلى غير ذلك مِن الأحاديث التي وردت في الأعمال وكيف دخول أصحابها الجنَّة، مثل قوله ◙ عن العافين(15) عن النَّاس: «ينصب لهم لواء أخضر يوم القيامة فيتبعونه(16) حتى يدخلوا الجنَّة»(17)، وقوله ◙ في الذين(18) لا يَسْتَرْقون ولا يتطيَّرون: «أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ» إلى غير ذلك، وقول الله ╡ في كتابه: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24] {وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ (19)} [البقرة:134] إلى غير ذلك مِن الآي، وهي كثيرة جدًا(20).
وإن كان المعنيُّ به العموم في الأعمال القلبية والبدنية فكيف يكون(21) الجمع بينه وبين قوله ◙ لمعاذ بن جبل: «مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عبادِهِ؟ وما حقُّ العِبَادِ عَلَى اللهِ؟» ثمَّ أخبره(22) صلعم : «إنَّ حَقَّ الله عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ(23)، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ حَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ إِذَا هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُم».
وقول جبريل ◙ للنَّبيِّ صلعم : «مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتِكَ لا / يُشرِك باللهِ شيئًا دخلَ الجَنَّةَ». وقول الله ╡ للمؤمنين(24): {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:262] والآي والأحاديث في هذا كثيرة، و الإيمان عمل مِن أعمال القلوب وهو أجلُّها بلا خلاف(25).
فالجواب عنه: أنَّه إن كان على الخصوص وهو أن يعني به أعمال الأبدان فلا تعارض بين هذا الحديث ولا ما ذُكر مِن الأحاديث والآي ولا غيرها ممَّا يشبهها، لأن الأعمال لا تُقبَل ولا تَنفَع إلا بشرط الإيمان واتِّباع السنَّة المحمَّدية، ولأنَّ الكفار مكلَّفون(26) بفروع الشريعة على أحد الأقاويل(27)، ولو فعلوها لم تنفعهم ولا يَرون(28) الجنَّة ولا يشمُّون عَرْفَها، وقد قال الله ╡ في حقِّهم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ. عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ. تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية:2 -4].
فعلى هذا التأويل يكون للحديث فوائد مِن الفقه:
منها: أنَّه حُجَّة لأهل السُّنَّة على المعتزلة الذين يقولون: إنَّ بأعمالهم يدخلون الجنَّة، ويُكَفِّرون مَن وقع في معصية ويوجبون له الخلود في النَّار.
ومنها: زوال رعونة نفوس(29) العابدين الذين تشمخ نفوسهم وتغترُّ بما وُفِّقوا(30) إليه مِن الطاعة والخدمة.
ومنها: الحضُّ على تحقيق الإيمان، ويزيد ذلك بيانًا أنَّ(31) الحقَّ سبحانه حضَّ على الإيمان أكثر مِن غيره مِن الأعمال بقوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] ولا يلزم مِن هذا الزهدُ في الأعمال، لأنَّ تركها / هو بريد(32) الكفر، وقد (جُعِلت الصلاة فرقًا بين الإيمان والكفر)، لأنَّ(33) ترك الأعمال أيضًا نقص في الإيمان، يشهد لذلك قوله صلعم : «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِيْنَ يَزْنِي وَهُوَ مؤمنٌ، ولا يَخْتَلِسُ الخلْسَةَ حينَ يَخْتَلِسُها وهُوَ مؤمنٌ» لأنَّ حقيقة التصديق توجب اتِّباع الأمر واجتناب النهي، وبذل الجهد في ذلك مع إبقاء خوف لقاء المولى سبحانه وتعالى.
وهل يحصل له قبول(34) أم لا؟ يشهد لذلك قوله تعالى في صفتهم المباركة: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:60-61].
لكن هنا بحث وهو الفرق(35) بين خوفِ عوامِّ المؤمنين وخوفِ الخواصِّ منهم(36): اعلم وفَّقَنا الله وإيَّاك أنَّ خوف عوامِّ المؤمنين ورجاءَهم وعبادتهم كلُّ ذلك له حدٌّ ونهاية(37)، وأمَّا خوف الخواصِّ ورجاؤهم وعبادتهم فليس لها حدٌّ ولا نهاية، بيان ذلك:
أمَّا خوف العوامِّ فإنَّهم يخافون العقاب على المخالفات(38)، ونهاية خوفهم مِن دخول النار، وخوف ما فيها مِن الآلام والأمور الفِظاع(39)، أعاذنا الله منها بنور وجهه الكريم.
وأمَّا رجاؤهم ففيما وُعِدوا(40) مِن حُسْنِ الثواب وجزيل العطاء بحسب الوعد الجميل، ونهايته دخول دار كرامته ╡ والتنعم بما أُعِدَّ لهم فيها، وعبادتهم حَدُّها التزام توفية ما جعل لهم في ذلك، ونهايتها ارتقابهم القدرة على ذلك والاستراحة إلى قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286].
وأمَّا خوف الخواصِّ / فإنَّه لا حَدَّ له، لأنَّهم يخافون عدلَه ╡ وعظمته جلَّ جلاله ولا حدَّ لِمَا يخافون، ولذلك(41) إذا طرق لأحدهم(42) طارقُ الخوف إن لم يُتداركْ بتنسُّم(43) الفضل والرحمة وإلَّا تفطَّرت(44) كَبِدُه ومات، وقد روي أنَّ جملة منهم ماتوا كذلك.
وممَّا يذكر عن بعضهم مِن الذين كان شأنهم الخوف واحتجب عن الناس إلا قليل منهم(45) أنَّه كان فَتح قبرَه في بيته، وكان تعبُّده على شفيرِ قبره فدخل عليه يومًا بعضُ الوعَّاظ يزورُه، فلمَّا دخل عليه ناداه(46) الأولاد والعيال مِن وراء الستر: ناشدناك الله لا تقتلْه، فلمَّا دخل عليه(47) قال له: عِظني، قال له: إنَّ الأولاد قد ناشدُوني الله أن لا أفعل، فقال: لا بدَّ مِن ذلك، فتلا عليه آية مِن كتاب الله تعالى فيها شيء مِن التخويف فوقع مغشِيًا عليه، فأعادَ(48) الأولادُ الرغبةَ على الواعظ مثل مقالتهم أوَّلًا، فلمَّا(49) أفاق قال له: زِدني، قال(50): إنَّ الأولاد قد ناشدوني الله، فقال له: لا بدَّ مِن ذلك، فتلا عليه آية مِن كتاب الله تعالى فاضطرب مثلَ الحية ووقعَ في قبره ميتًا، فقال الأولاد بأجمعهم: قَتَلْتَهُ قتلَك الله، وعنهم مثل هذا كثير.
وأمَّا رجاؤهم(51) فهم يرجون محضَ فضلِهِ ╡ بفضله، فما يرجون لاحدَّ له، ويحصل لهم بذلك مِن شدة البطش(52) وقوة الرجاء واليقين ما يَفُتُّون به(53) الجبال، ومِن الإدلال(54) على فضل مولاهم ما يتصرفون به في الوجود كيف(55) يختارون، / ومع ذلك محافظتهم على الأمر والنهي ما(56) لا يقدر غيرهم عليه(57).
ومما يُروى عن بعضهم ممن كان شأنه ذلك(58) أنَّه أتى زمزم _وفي رواية_(59) بئرًا بالدَّلو والحبل، فأدلى الدلو فلم تبلغ إلى الماء فرفع طرْفَه إلى السماء وقال: وعِزَّتِكَ لئن لم تسقني لأَغضَبَنَّ، وإذا به قد أدلى دَلْوه ثانية فبلغ الماءَ فاستقى وشرِب، قال راويه: فلمَّا رأيت ذلك منه ناشدته الله أن يسقيَني(60) فَضْلَه فناولنيه فإذا هو سَويقٌ بسكَّر فاتبعته وقلت له: يا سيِّدي، قد مَنَّ الله عليك في مثل هذا الحال وأنت تسيء الأدب في مخاطبة الربوبية، وتقول: إنْ لم تسقني غضبتُ؟! فتبسَّم وقال(61) يا بَطَّال: على مَن أغضَب؟ كنتُ أغضَبُ على نفسي ولا أشرب ماءً حتى ألقاه(62)، وطلبته مستعينًا به(63) على ذلك، فلا حدَّ لعبادتهم ولا لهم وقت(64) فترة غير أنَّهم يُفَرِّقون(65) بين الأوقات مِن أجل الأوامر لا غير، فعبادتهم دائمة(66) لا فترة فيها ولا التفات لمعذرة(67).
ومما يروى عنْ بعضهم أنَّه أتاه بعض الإخوان يزوره فوجده يصلِّي فقال في نفسه: لا أُشَوِّشُ(68) عليه أتركه حتى يفرغ من صلاته، فبقي ينتظره(69) لأن يفرغ حتى أذَّن الظهر فصلى الظهر، وبقي يتنفَّل حتى أذَّن العصر فصلَّى العصر(70)، ثمَّ قعد يذكر حتى أذَّن المغرب فصلَّى المغرب(71)، ثمَّ بقي يتنفَّل حتى أذَّن العشاء فصلى العشاء، وبقي يتنفَّل حتى طلع الفجر فصلَّى الصبحَ ثمَّ قعد يذكر(72) حتى كان / وقت الضحى الأولى فقام فصلَّى، ثمَّ قعد يذكر والزائر في ذلك كلِّه يقول في نفسه: لا أشوش(73) عليه حتى يفرغ مِن تلقاء نفسه، فلمَّا قعد يذكر وهو ينتظر الضحى الأعلى جرت سِنَةٌ على عينه وهو قاعد لم يتحرك لها، فمسح النوم مِن(74) عينه، وقال: أعوذ بالله مِن عين لا تشبع مِن النوم، فقال الزائر في نفسه: لا يَحِلُّ لي الكلام مع مثل هذا، وتركه وانصرف.
ومثل هذا عنهم(75) كثير، والفائدة أن تنظر مِن أي الأصناف(76) أنت؟ وما حالك؟ أمِنْ حال(77) العوام أو الخواص؟ وهل بينك وبين أحدهم نِسبة(78)؟ وإلا فدَاركْ نفسَك قبل ذهابها وغلِّق الباب، فالأمر(79) والله قريب.
وقد يكون للحديث بحث ثان، وهو:(80) أنَّ الأحاديث التي أتت بمقتضى الأعمال وما لفاعلها وما على تاركها، فذلك مقتضى(81) الحكمة والتكليف، ويكون هذا يدلُّ على مقتضى التوحيد والتخصيص.
يشهد لذلك ما رُوِي عنه صلعم أنَّه «خرج يومًا وفي يديه كتابان كتاب باليمين، وكتاب بالشمال، فقال للصحابة ♥: مَا في هَذَا الذي في اليمينِ؟ فقالوا(82): الله ورسوله أعلم. فقال: في هَذِهِ أسماءُ أهلِ الجنَّةِ، وَأَسْماءُ آبائِهِمْ وأجدادِهِمْ وقبائِلِهِمْ لا يَزْدَادُ فيهِ ولا يُنْقَصُ مِنْهُ(83) إلى يومِ القيامةِ. ثم(84) قال: أتدرونَ مَا فِي هذهِ؟(85) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: في هذه أسماءُ أهلِ النَّارِ وأسماءُ آبائِهِم وأجدادِهِم وقبائلِهم / لا يَزْدَادُ فيهِ ولا يُنْقَصُ(86) إلى يومِ القيامةِ. قالوا: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ فنتَّكل على كتابنا(87) فقال صلعم : اعْمَلُوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»(88)،فحصل التخصيص لأهل الدارين بمقتضى الإرادة الربانية لا بموجب(89) الأعمال البدنية.
لكنْ بقي للحكمة معنى لطيف، وهو أنَّ الأعمال دالَّة على المآل كما هو العنوان دالٌّ على صاحب الكتاب، يشهد لذلك قوله ╡ في كتابه العزيز(90): {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل:7] و{فَسَنُيَسِّرُهُ(91) لِلْعُسْرَى} [الليل:10] وقول زيد الخير لرسول الله صلعم : «ألا تخبرني(92) يا رسول الله ما علامة الله على مَن أحبَّه(93)، فقال: كيفَ أَصْبَحْتَ يا زيدٌ؟ قال: أصبحتُ أحبُّ الخيرَ وأهلَه، وإنْ قدرتُ عليْهِ بادَرْتُ إِلَيْهِ، وإنْ فَاَتِني حزنْتُ عليه وحَنَنْتُ إليه، قال رسول الله صلعم : فَتِلْكَ(94) علامةُ اللهِ فِيْمَنْ يريدُهُ، و لو أرادكَ لِغَيْرِهَا لَهَيَّأَكَ لَهَا» أو كما قال ◙ .
فلذلك(95) جاء شبه الأعمال(96) البدنية مع سابقة الإرادة الربانية لمن تفطَّن واعتبر(97) كما أخبر سبحانه وتعالى عن يوم بدر(98): {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله}(99) [آل عمران:125- 126] فجعل ╡ نزول الملائكة اطمئنانًا لقلوبنا لِمَا يعلم مِن ضعفنا وأخبر أنَّ حقيقة النصر من عنده سبحانه وتعالى فكذلك / الأعمال الصالحة فيها للنفوس الضعاف طمأنينة وحقيقة الخلاص ودخول الجنة بفضل الله تعالى.
والركون أيضًا إلى الأعمال(100) كيوم حُنين(101)، وقد قال ╡ فيه(102): {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25]، فكذلك(103) إذا عَوَّلْتَ على أعمالك الصالحة لم تقدر بها على شيء مِن الخلاص، وإن كَثُرَت إلا إن تُغمِّدْتَ بالفضل(104) والرحمة، يشهد لذلك قوله صلعم في العابد مِن بني إسرائيل صاحب الرمَّانة، وقد تقدمت حكايته قبل في غير هذا الحديث.
يا هذا: اعمل فأصحاب(105) التوفيق إذا رأوا أنفسهم قد وُفِّقُوا إلى شيء مِن أفعال الخير يستبشرون ويشكرون الله على ذلك ولا يغترون، ويرغبون لله في أسباب السعادة الدَّالَّة عليها مِن فضله، لقوله تعالى(106): {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء:32] فهو أهل الفضل والإنعام.
ويكون مِن فوائد الحديث على هذا الوجه: أنَّه حُجَّة على أهل الغفلة والجهل ممَّن انتسب إلى العلم، وممن انتسب أيضًا إلى طريق الصوفية، لأنَّهم يفرقون بين الشريعة وطريقهم(107)، وبين الحقيقة وطريقهم(108)، وكل طائفة منهما تدَّعي تفضيل(109) طريقها وليس الأمر كذلك، لأن السيِّد(110) الذي أخبر بالشريعة وبيَّنها لنا هو صلعم الذي(111) أخبر بالحقيقة وبيَّنها لنا أيضًا.
وكفى في ذلك ما كان هو(112) صلعم يفعل بنفسه(113) المكرَّمة، / لأنَّه كان إذا خرج إلى جهاد أو حجٍّ أخذ الأُهبة لذلك على مقتضى الحكمة، وذلك مقتضى الشريعة، وإذا رجع قال: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ،(114) عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» فهذا(115) هو الحق والحقيقة، فهذا هو حقيقة الحقيقة(116) فتراه(117) ◙ جمع في العمل الواحد الشريعة والحقيقة، لأن المطلوب الجمع بينهما. ومِن هنا زَلَّ(118) مَن زَلَّ.
وقد قال بعض السادة في الجمع بين ذلك: أن تعمل عمل مَن لا يرى خلاصًا إلا بالعمل، وتُفَوِّضَ الأمرَ، وتتوكَّل(119) تَوَكُّلَ مَن لا يرى خلاصًا إلا بمجرَّدِ الفضل لا غير(120)، و لقد أحسن فيما به(121) جَمَع.
وفيه دليل على أنَّه ليس أحد مِن العُبَّاد(122) يقدر على توفية حق الرُّبوبية على ما يجب لها، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله صلعم : (وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْله وَرَحْمَته(123)). فإذا كان ◙ الذي هو خير البشر وصاحب الشفاعة والمقام المحمود لا يقدر على ذلك، فالغير(124) مِن باب أحرى وأَولى، لأن صاحب كلِّ مقام يطلب بتوفيته بحسب ما رفع له في مقامه.
يشهد لذلك قوله صلعم : «أَعُوذُ بِرِضَاكَ(125) مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» وإخباره ◙ عن قول الملائكة يوم القيامة، وهم(126) في العبادة لا يَفْتُرون: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ما عَبَدْناكَ حقَّ عبادَتِكَ».
وإذا تأمَّلت ذلك مِن طريق النظر / تجده(127) مدرَكًا حقيقة، لأنَّه إذا طالَبَنا ╡ بشكر النعم التي أنعَمَ بها علينا عَجزْنا عنه بالقطع، ومنها ما لا نعرفها كما أخبر جلَّ جلاله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا(128)} [النحل:18] فكيف غير ذلك مِن أنواع التكليفات، وهي مِن جملة(129) النعم الواحدة منها نعجز عن شكرها أن لو اشتغلنا بها؟
وذلك أنَّ الأنفاس اثنا عشر ألف نَفَس داخلًا، ومثله خارجًا في اليوم الواحد(130)، فالنعم علينا بأن تدخل بغير كلفة وتخرج بغير مشقَّة مع اليقظة والنوم، فهذه واحدة مِن جملة نعم عديدة(131) عجزنا عن شكرها، وكثير مِن النَّاس ما يعرفها(132) فوقع العجز حقيقة.
ومِن وجه آخر وهو أنَّ العالَم كلَّه محدَث، فكيف يقدر محدَث على توفية حقِّ القديم الأزلي؟ هذا مِن طريق العقل مستحيل، فما بقي إلا ما أخبر به الصادق صلعم وهو التغمُّد بالفضل والرحمة.
وفي رواية: (بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ) فبقي البحث على الفرق بين الروايتين، فأما معنى: (بفضلِهِ ورحْمَتِهِ) فهو بيِّنٌ لا خفاء فيه، لأنَّهما صفتان بأيِّهما عامل ╡ عبده فقد سَعِدَ سعادة أبدية.
وأما قوله: (بفضلِ رحمَتِهِ) فاحتمل(133) وجوهًا:
منها: أن تكون إشارته ◙ بها(134) لِمَا أخبر عن مولانا سبحانه أنَّه قَسَم الرحمة على مئة جزء، أخرج(135) للدنيا جزءًا واحدًا، منها يتراحم(136) الخلق كلهم، حتى الفرس ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، وادَّخر / تسعة وتسعين جزءًا إلى يوم القيامة، فجعل ◙ نفسَه المكرَّمة مِن جملة المؤمنين تواضعًا لله تعالى.
واحتمل أن يشير ◙ إلى عجزه عن توفيةِ حقوق الرحمة التي رَحِمَهُ الحقُّ بها حتى يكملها له سبحانه بفضله، فيكون له سببًا إلى دخول الجنَّة، مثل ما ذكره ╡ في كتابه مِن نعمه سبحانه عليه(137) بقوله(138) تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى:6] إلى آخر السورة، ومثل قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء:113] فكأنَّه ◙ يقول: وأنا عاجز عن التوفية بالحقوق التي تجب لله تعالى عليَّ بمقتضى الشكر والتعظيم، فلم يَبْقَ بما(139) أرجو دخول الجنَّة إلا برحمة أخرى فاضلة على هذه _أي: زائدة على هذه_ يكفِّر بها عن التقصير و يدخلني(140) بها الجنَّة.
واحتمل أن تكون إشارته ◙ إلى الزِّيادة التي زاده الله تعالى بعدما أكرمه بما ذكرنا(141) وهو قوله جلَّ جلاله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح:2] لأن مَن غُفِر له قد دخل(142) الجنَّة لا محالة، ولا يخطر بخاطر أحد أنَّ(143) الذنوب التي أخبر مولانا(144) سبحانه أنَّه بفضله غفرها للنَّبيِّ صلعم أنَّها مِن(145) قبيل ما نقع نحن فيها، معاذ الله، لأن الأنبياءَ ‰ معصومون مِن الكبائر بالإجماع، ومِن الصغائر على خلاف بين العلماء(146)، والأكثر منهم على أنَّهم معصومون مِن الصغائر كما عصموا مِن الكبائر / وهو الحق، لأن رتبتهم(147) جليلة.
وإنَّما ذلك مِن قبيل توفية ما يجب للربوبية مِن الإعظام والإكبار والشكر(148).
ووضع البشرية وإن رُفع قدرها حيث رُفع فإنَّها(149) تعجز عن ذلك بوضعها، لأنَّها مِن جملة المحدَثات، وكثرة النعم على الذي رفع قدره أكثر مِن غيره، فتضاعفت(150) الحقوق عليه(151) فحصل العجز للكلِّ، كلٌّ على قَدْر حاله، و بقيت المنَّة لله تعالى على الكلِّ(152)، والتجاوز بمجرد الفضل والرحمة لا لحقِّ أحدٍ عليه، تعالى(153) عن ذلك علوًّا كبيرًا: {بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].
وفيما ذكرنا حُجَّة لأهل الطريق الذين قد أجهدوا أنفسهم في الخدمة ومع ذلك يعترفون بعظيم التقصير، ويخافون أكثر ممَّا يخاف أصحاب الكبائر، وقد ذُكِر عن بعضهم أنَّه اشتهت نفسه تمرًا، فبقي يدافعها أيامًا عديدة إلى أن ظهر له يومًا شراؤه، فلمَّا أخذه مِن البائع وولَّى، وإذا بريح شديدة وبرق ورعد فَرَمَى التَّمر مِن حجره ووبَّخَ نفسه، وقال لها: أهلكتَ الناس بخطيئتك، وخرج هاربًا إلى الله تعالى.
ومما يزيد ذلك بيانًا قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] فإنه بقَدْر العلم به ╡ يكون الخوف منه، ولا أحد أعلم بالله مِن رسله صلوات الله عليهم أجمعين، وسيِّدُنا صلعم، هو القدوة فيهم، فيحقُّ مثل هذا الخوف له ◙ لِمَا به مُنَّ عليه / مِن المَزِيَّة والرفعة، قد قال صلعم : «أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللهِ وَأَخْشَاكُم مِنْهُ».
واحتمل أن يكون لمجموع(154) الوجوه كلها وزيادة، لأنَّه ◙ مَعدِن الفصاحة والبلاغة.
وَفِيْهِ دَلِيْلٌ على أنَّ ألفاظ العموم يدخلها(155) التخصيص بمقتضى اللسان العربي، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قولهم: (وَلَا أَنْتَ) لأنَّ قوله صلعم : (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ) فقوله:(156) (أَحَدًا) لفظ عامٌّ، فلولا ما هو ذلك معروف(157) مِن لسانهم ما استفسروه حتَّى يزيل لهم ذلك المحتمَل المتوقَّع.
ومِن أحكام الحديث النهي عن أن يتمنى أحدٌ الموت(158) على أي حالة كان مِن خير أو شرٍّ، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله ◙ : (لاَ يَتَمَنَّيَنَّ(159) أَحَدُكُمُ المَوْتَ: إِمَّا(160) مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ(161)) وقد كان مِن دعائه ◙ : «اللهُمَّ أَحْيِني مَا كانَتِ الحياةُ خيرًا لي، وأَمِتْني ما كانَ الموتُ خيرًا لي(162)».
وهنا بحث(163): هل هذا النهي على عمومه أو ليس(164)؟ احتمل، لكن قد جاء أنَّ وقتَ(165) الفتن بطنُ الأرض خيرٌ للمؤمن مِن ظهرها(166)، وقد جاء عن علي ☺ أنَّ وقت تلك(167) الفتنة لَمَّا طالت قال: اللهُمَّ إنَّ قومي قد ملُّوني ومَلِلْتهم فاقبِضني إليك غيرَ مقصِّر. ومثل ذلك عن عمر ☺ أنَّه قال: اللهُمَّ إنَّ رعيتي قد انتشرت وكَبِر / سِنِّي فاقبضني إليك غيرَ مفرِّط.
والجمع بين ذلك أنَّ الشأن هو مهما(168) كان الرجاء في شيء مِن الخير، أو الخوف مِن شيء مِن الشَّرِّ رغب في الأسباب التي يتوصل بها إلى الخير أو دفع(169) الشر، وإبقاء(170) حياة المؤمن مِن أكبر الأسباب التي يرجى(171) بها ذلك.
وقد قال صلعم : «بقيَّةُ عُمُرِ المؤمنِ لا ثَمَنَ لها يُصْلِحُ فِيْهِ ما فَسَد»(172)، فإذا كان وقت الفتن خِيف على الإيمان في الغالب، فبطن الأرض إذ ذاك خير للمؤمن فإنَّه يقبض على الإيمان، وهي النعمة العظمى، منَّ الله بها علينا بفضله، وقد قال صلعم في الفتن: «يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»(173). فإذا جاء شيء يخاف به زوال الإيمان، فالموت إذ ذاك مع الإيمان خير مِن الحياة التي يخاف معها زوال الإيمان.
وأمَّا قول الخليفتين ☻ فإنَّما طلبا الموت خيفة النقص(174)، وأن يكون رجوعهم إلى مولاهم(175) على أكمل الحالات التي سلكوا به(176) ما قدَّمناه مِن قوله ◙ : «أَمِتْنِي(177) مَا كانَ الممَاتُ خيرًا لي» غير أنَّ العبارة اختلفت والمعنى واحد فلا تعارض بينهما.
وأمَّا قوله ◙ : (فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا) فقد تقدَّم الكلام على ذلك في حديث: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ».
وَفِيْهِ دَلِيْلٌ / على قوة رجاء(178) المؤمنين في الله تعالى على أيِّ حالة كانوا، يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِن قوله صلعم : (إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ(179) أَنْ يَسْتَعْتِبَ) أي: يعتب نفسه على ما(180) وقع منه، ويندم(181) ويتوب، لأنَّ الاستغفار لا يكون إلا بعد الندم، والندم(182) كما قال صلعم توبة.
وَفِيْهِ دَلِيْلٌ لطريق القوم، لأنَّهم يقولون: ارجع إلى مولاك على أيِّ حالٍ(183) كنتَ تجدْه بك رحيمًا،
وقد قال(184) بعضهم: اجعل قلبك خزانة سِرِّك(185)، ومولاك موضع شكواك.
و مما جاء في مثل هذا ما رُوي في قصة ذي النون(186) ◙ حين كان في بطن الحوت، أنَّ الله ╡ أسمَعَه صوت قارون(187) وهو يَتَجَلْجَلُ في الأرض إلى يوم القيامة لا(188) قرار له فيها، وأَسمعَ(189) ╡ لقارون صوت ذي النون ◙ ، فسأل الملائكة الموكَّلين بعذابه أن يمهلوه حتى يخاطبه، فأذنوا له في ذلك فناداه فاستجاب(190) له، فسأله عن قصته فأخبره بها فقال له: ارجع إلى مولاك ففي أوَّل قَدَم(191) ترجع إليه تجده، فقال له ذو(192) النون ◙ : وَلِمَ لا كنت أنت ترجع إليه(193)؟ فقال له: إنَّ توبتي وكلت إلى ابن خالتي موسى فلم يقبلها، فهناك قال ذو النون ◙ : {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] فأخرجه الله ╡ مِن حينه إلى البَرِّ(194) بفضله ورحمته ولذلك قال / بعضهم:
تقـواك تقـواك عمـدة فـي رجاك
ورجـاك رجـاك عمـدة في تقـواك
فإنْ خليت منهما فمـولاك مولاك ثم مولاك
[1] في (ج): ((أحدٌ)).
[2] في (م): ((ووفقنا)).
[3] زاد في (م) و (ج): ((معنى)).
[4] قوله: ((عديدة)) ليس في (ج).
[5] في (ط): ((أن يبقى))، وفي (ج): ((والعرض شأنه أن لا يبقى)) والمثبت من (م).
[6] في (ج): ((يتوفاك الله ╡ من فضله عليك)).
[7] في (م) و (ج): ((آخرين)).
[8] قوله: ((هو)) ليس في (م) و (ج).
[9] في (م) و (ج): ((إلى الأعمال)).
[10] في (م) و (ج): ((لقوله)).
[11] قوله: ((تقسيم)) ليس في (ج).
[12] في (ط): ((أن نقول هل قوله صلعم : بعلمه، عمومًا في)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[13] زاد في المطبوع: ((وكيف دخول أصحابها الجنة)).
[14] قوله: ((إنَّ في الجنة)) ليس في (ج).
[15] في (ج): ((العارفين)).
[16] في (ج): ((لواء أخضر فيتبعون به)).
[17] زاد في (م) و (ج): ((أو كما قال ◙)).
[18] زاد في (ج): ((لا يرقون و)).
[19] في الأصل(ط) و(م): ((وبما كسبتم)) والمثبت من (ج).
[20] قوله: ((جدا)) ليس في (م) و (ج).
[21] قوله: ((يكون)) ليس في (م).
[22] في (م) و (ج): ((أخبر)).
[23] في (م): ((يعبدونه)).
[24] في (ج): ((في المؤمنين)).
[25] قوله: ((بلا خلاف)) ليس في (م) و (ج).
[26] في (م): ((يكلفون)).
[27] في (م) و (ج): ((القولين)).
[28] في (ج): ((ولا يدخلون)).
[29] في (م): ((نفس)).
[30] في (م): ((وقفوا)).
[31] في الأصل(ط): ((لأن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[32] العبارة في (م): ((في الأعمال لا تركها بريد)) وفي (ج): ((لأن تركها يزيد الكفر)).
[33] في (م): ((ولا)). وفي (ج): ((ولأن)).
[34] في (ج): ((القبول)).
[35] العبارة في (م) و (ج): ((وهم لها سابقون وهنا بحث في الفرق)).
[36] قوله: ((منهم)) ليس في (م) و (ج).
[37] في (ج): ((وعبادتهم فليس لها حدٌّ ولا نهاية)).
[38] في (م) و (ج): ((المخالفة)).
[39] في الصحاح للجوهري: فَظُعَ الأمرُ بالضم فَظاعَةً فهو فَظيعٌ، أي شديدٌ شنيعٌ جاوز المقدار.
[40] زاد في (ج): ((به)).
[41] في (ج): ((وكذلك)).
[42] في (ج): ((أحدهم)).
[43] في (ج): ((تنسيم)).
[44] في (ج): ((انفطرت)).
[45] قوله: ((من الذين كان شأنهم الخوف واحتجب عن الناس إلا قليل منهم)) ليس في (م). وفي (ج): ((من الذين كان شأنهم الخوف واحتجب عن الناس إلا قليل منهم أنه)) ليس في (ج).
[46] في (ط): ((نادوه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[47] في (م) و (ج): ((عنده)).
[48] في (ط): ((فعاد)).
[49] في (م) و (ج): ((بمثل الأول فلما)).
[50] زاد في (م): ((له)).
[51] صورتها في (م): ((رواحهم)).
[52] في (م) و (ج): ((البسط)).
[53] في (ط): ((ما يفتون))، والمثبت من النسخ الأخرى. وفي (المطبوع): ((يفتتون)).
[54] قوله: ((الإدلال)) في (م) ليست واضحة.
[55] في (م): ((وكيف)).
[56] قوله: ((ما)) ليس في (م) و (ج).
[57] قوله: ((عليه)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[58] قوله: ((ممن كان شأنه ذلك)) ليس في (م) و (ج).
[59] قوله: ((زمزم وفي رواية)) ليس في (م) و (ج).
[60] في (م): ((يسقني)).
[61] زاد في (م) و (ج): ((لي)).
[62] قوله: ((حتى ألقاه)) ليس في (ج).
[63] في (ط): ((وطلبهم إياه مستعينين به)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[64] قوله: ((لهم وقت)) ليس في (م) و (ج).
[65] في (م): ((مفرقون)).
[66] قوله: ((دائمة)) في (م) ليست واضحة.
[67] قوله: ((لمعذرة)) ليس في (م) و (ج).
[68] في (م) و (ج): ((لا أقطع)) والموضع الذي بعده.
[69] في (م): ((ينتظر)).
[70] قوله: ((فصلى العصر)) ليس في (ج).
[71] قوله: ((فصلى المغرب)). ليس في (ج).
[72] في (ج): ((يذكر الله)).
[73] في (ج): ((لا أقطع)).
[74] في (م) و (ج): ((عن)).
[75] قوله: ((عنهم)) ليس في (م).
[76] في (ج): ((أن ينظروا في الأصناف)).
[77] قوله: ((حال)) ليس في (م) و (ج). وفي (ج): ((أم)).
[78] زاد في (م) و (ج): ((أم لا)).
[79] في (ج): ((والأمر)).
[80] في (ج): ((وهي)).
[81] في (ج): ((بمقتضى)).
[82] العبارة في (ج): ((يشهد لذلك ما روي عنه صلعم أنه خرج يوما ويداه الكريمتان مقبوضتان، فقال الصحابة ♥ أتدرون ما في هذه قالوا:)).
[83] قوله: ((لا يزداد فيه ولا ينقص)) ليس في (ج).
[84] قوله: ((ثم)) ليس في (ج).
[85] العبارة في (م): ((يشهد لذلك ما روي عنه صلعم أنه خرج يوما ويداه الكريمتان مقبوضتان، فقال للصحابة ♥ أتدرون ما في هذه)).
[86] قوله: ((لا يزداد فيه ولا ينقص)) ليس في (م) و (ج).
[87] قوله: ((فنتكل على كتابنا)) ليس في (م) و (ج).
[88] زاد في (م) و(ج) : ((أو كما قال ◙)).
[89] في (ج): ((لا موجب)).
[90] قوله: ((في كتابه العزيز)) ليس في (م)، وقوله: ((العزيز)) ليس في (ج).
[91] في الأصل(ط) و (م): ((وسنيسره)) والمثبت من (ج).
[92] في (م): ((وسلم أتخبرني)). وفي (ج): ((وسلم لتخبرني)).
[93] في (ج) و (م): ((ما علامة فيمن يريده، وعلامته [في (م): ((وما علامته)).] فيمن لا يريده)).
[94] في (م) و (ج): ((تلك)).
[95] في (م): ((فذلك)).
[96] زاد في (م): ((الأعمال)) مكررة.
[97] العبارة في (ج): ((لهيَّأك لها، فإذا تفطن واعتبر فلذلك حاسبه الأعمال البدنية مع مسابقة الإرادة الربانية أو كما قال ◙)).
[98] زاد في (م) و (ج): ((بقوله تعالى)).
[99] في (ط) و (م): ((أني ممدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله)) فكأنه قد خلط بين الآيات، والصواب كما هو مثبت من (ج).
[100] قوله: ((الصالحة فيها للنفوس الضعاف... والركون أيضًا إلى الأعمال)) ليس في (ج).
[101] في (ج): ((خيبر)).
[102] قوله: ((فيه)) ليس في (م).
[103] في (ج): ((فلذلك)).
[104] في (ج): ((تغمدت عليَّ الفضل)).
[105] في (م): ((وأصحاب)).
[106] قوله: ((لقوله تعالى)) ليس في (م).
[107] في (م) و (ج): ((وطريقتهم)) والموضع الذي بعده.
[108] قوله: ((وبين الحق وطريقتهم)) ليس في (ج).
[109] في (م) و (ج): ((بفضل)).
[110] قوله: ((السيد)) ليس في (م) و (ج).
[111] قوله: ((هو صلعم الذي)) ليس في (م) و (ج).
[112] قوله: ((هو)) ليس في (م) و (ج).
[113] في (م) و (ج): ((في نفسه)).
[114] زاد في (م): ((لربنا)).
[115] في (م) و (ج): ((وهذا)).
[116] قوله: ((فهذا هو حقيقة الحقيقة)) ليس في (م) و (ج).
[117] في (ج): ((بقوله)).
[118] في (ج): ((أزلَّ)).
[119] زاد في (م) و (ج): ((تفويض و)).
[120] زاد في (م) و (ج): ((أو كما قال، قال)).
[121] قوله: ((به)) ليس في (م) و (ج).
[122] صورتها في (م): ((العبادة)).
[123] في (م) و (ج): ((بفضل رحمته)).
[124] في (ج): ((والغير)).
[125] قوله: ((برضاك)) في (م) ليست واضحة.
[126] في (م) و (ج): ((وهم)). كالاصل.
[127] في (م): ((تجد)).
[128] في (م): ((وإن تعدوا نعمة لا حصوها)).
[129] في (ج): ((جهة)).
[130] في (ج): ((لأن الأنفاس اثنا عشر ألف نفس داخل وخارج في اليوم الواحد)).
[131] زاد في (م): ((في البدن)) وفي (ج): ((البدن)).
[132] في (م) و (ج): ((ما يعرفونها)).
[133] العبارة في (م): ((التغمد بالفضل قوله بفضل رحمته أجمل)) والعبارة في (ج): ((التغمد بالفضل والرحمة فبقي البحث على قوله بفضله ورحمته، احتمل)).
[134] قوله: ((بها)) ليس في (م) و (ج).
[135] في (م) و (ج): ((مائة جزء أخرج منها)) وفي (ج): ((مائة أجزاء خرج منها)).
[136] في (ج): ((تراحم)).
[137] قوله: ((عليه)) ليس في (ج).
[138] في (م): ((لقوله)).
[139] في (ج): ((لما)).
[140] في (ج): ((بها عنِّي التقصير ويدخلنا)).
[141] في (ج): ((بما ذكر)).
[142] في (م) و (ج): ((أدخل)).
[143] في (ج): ((بخاطرك أن)).
[144] في (ج): ((الله)).
[145] في (ج): ((من)) مكرر.
[146] العبارة في (م) و (ج): ((ومن الصغائر التي فيها رذائل وأما الصغائر التي ليس [قوله: ((ليس)) ليس في (ج)] فيها رذائل ففيها خلاف بين العلماء)).
[147] في (م): ((رتبهم)).
[148] في (ج): ((والسلام)).
[149] في (ج): ((فإنه)).
[150] في الأصل(ط): ((فتضاعف)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[151] قوله: ((عليه)) ليس في (م).
[152] في (ج): ((العمل)).
[153] في (ج): ((لا حقَّ لأحد عليه تبارك وتعالى)).
[154] في (ج) و (م): ((من رسله وسيدنا صلعم وعليهم أجمعين القدوة فيهم، فيحق مثل هذا الخوف له ◙ لما من عليه من المزية، وقد قال صلعم أنا أخشاكم لله وأعلم بما أبقي أو كما قال ◙. أراد مجموع)).
[155] في (ج): ((دخلها)).
[156] في (ج): ((بقوله)).
[157] في (م) و (ج): ((فلو لم يكن ذلك معروفا)).
[158] زاد في (م) و (ج): ((كان)).
[159] في (م) و(ج): ((لا يتمن)).
[160] في (ج): ((لنا)).
[161] في (م): ((يستغفر)).
[162] العبارة في (م) و (ج) : ((اللهم أحيني ما كانت الحياة زيادة لي من كل خير وأمتني ما كان [في (ج): ((كانت))] الممات راحة لي من كل شر أو كما قال ◙)).
[163] زاد في (م) و (ج): ((وهو أن يقال)).
[164] في (م): ((أو لا))، وفي (ج): ((أم لا)).
[165] في (المطبوع): ((إن وقعت)).
[166] قوله: ((ظهرها)) في (م) ليست واضحة.
[167] قوله: ((وقت تلك)) ليس في (م)، وقوله: ((تلك)) ليس في (ج).
[168] في (م) و(ج): ((والجمع بين ذلك أنه مهما)).
[169] في (م): ((ودفع)).
[170] في (ج): ((الخير ورفع وإبقاء)).
[171] في (ج): ((يرتجي)).
[172] زاد في (م) و (ج): ((أو كما قال ◙)).
[173] زاد في (م) و (ج): ((أو كما قال ◙)).
[174] في (ج): ((للنقص)).
[175] في (م) و (ج): ((رجوعهما إلى مولاهما)).
[176] في (م) و (ج): ((الحالات سلكا به)).
[177] في (م) و (ج): ((وأمتني)).
[178] قوله: ((رجاء)) ليس في (ج).
[179] في (ج): ((ولعلَّه)).
[180] في (ج): ((نفسه فيما)).
[181] في (ج): ((فيندم)).
[182] في (م): ((لا يكون إلا والندم)).
[183] في (ج): ((حالة)).
[184] في (ج): ((وقال)) وليس (وقد قال).
[185] في (م): ((شكرك)).
[186] في (م) و (ج): ((قصة يونس)).
[187] زاد في (ج): ((في الأرض إلى يوم القيامة لا قرار له فيها، وأسمع ╡ لقارون)).
[188] في (م): ((ولا)).
[189] في (ط): ((فأسمع)).
[190] في (ج): ((واستجاب)).
[191] في (م): ((قد)).
[192] في (ج): ((ذي)).
[193] في (م): ((ولم لم ترجع أنت إليه)).وفي (ج): ((ولم ترجع أنت إليه)).
[194] العبارة في (م) و (ج): ((فلم يقبلها أو كما جرى في القصة فأخرجه الله ╡ إلى البر)).