-
المقدمة
-
حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة
-
حديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
-
حديث: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا
-
حديث: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
-
حديث: من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا
-
حديث: إن الدين يسر
-
حديث: مرحبًا بالقوم غير خزايا ولا ندامى
-
حديث: إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة
-
باب العلم قبل القول والعمل
-
حديث: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين
-
حديث: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته
-
حديث: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد..
-
حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
-
حديث: أنَّ عائشة كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه
-
حديث: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
-
حديث: لا ينفتل حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا
-
حديث: إذا بال أحدكم فلا ياخذن ذكره بيمينه
-
حديث: أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثَّرى من العطش
-
حديث: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم
-
حديث عائشة: أنها كانت تغسل المني من ثوب النبي ثم أراه..
-
حديث: كانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها
-
حديث: خذي فرصةً ممسكةً، فتوضئي ثلاثًا
-
حديث: إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة
-
حديث جابر بن عبد الله وأبي سعيد أنهما صليا في السفينة قائمين
-
حديث: كنا نصلي مع رسول الله فيضع أحدنا طرف الثوب
-
حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه
-
حديث: كان النبي يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله
-
حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة
-
حديث: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه
-
حديث: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟
-
حديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس
-
حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره
-
حديث: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
-
حديث: من نسي صلاةً فليصل إذا ذكرها
-
حديث: إني أراك تحب الغنم والبادية
-
حديث: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول
-
حديث: فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
-
حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة
-
حديث: على مكانكم
-
حديث: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
-
حديث: إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
-
حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً ولا أتم من النبي
-
حديث: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم
-
حديث: زادك الله حرصًا ولا تعد
-
حديث: ارجع فصل فإنك لم تصل
-
حديث: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا..
-
حديث: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب
-
حديث: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب
-
حديث: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة
-
حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
-
حديث: كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة
-
حديث: أصليت يا فلان؟
-
حديث: أصابت الناس سنة على عهد النبي
-
حديث: أن رسول الله كان يصلي قبل الظهر ركعتين
-
حديث: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
-
حديث: كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات
-
حديث: ما العمل في أيام أفضل منها في هذه
-
حديث: كان النبي يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل
-
حديث: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار
-
حديث: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
-
حديث أبي هريرة: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
-
حديث: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا عندنا
-
حديث: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر
-
حديث البراء: أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع
-
حديث: أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس
-
حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى
-
حديث: من رأى منكم الليلة رؤيا
-
حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا
-
حديث: قال رجل: لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته
-
حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها
-
باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى
-
حديث: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق
-
حديث: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة
-
حديث: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة
-
حديث: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك
-
حديث: كان الفضل رديف رسول الله
-
حديث: لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات
-
حديث: اعملوا فإنكم على عمل صالح
-
حديث: ما رأيت النبي صلى صلاة بغير ميقاتها إلا صلاتين
-
حديث: بعثني النبي فقمت على البدن
-
باب: إذا أحرم جاهلًا وعليه قميص
-
حديث: يا بني النجار ثامنوني
-
حديث: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة
-
حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
-
حديث: من استطاع الباءة فليتزوج
-
حديث: تسحرنا مع رسول الله ثم قام إلى الصلاة
-
باب: إذا جامع في رمضان
-
حديث: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر
-
حديث: إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل
-
حديث: إن كان يدًا بيد فلا بأس وإن كان نساءً فلا يصلح
-
حديث: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده
-
حديث: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
-
حديث: خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف
-
حديث: من صور صورةً فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح
-
حديث: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله
-
حديث: قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما
-
حديث: لا حمى إلا لله ولرسوله
-
حديث: ما أحب أنه يحول لي ذهبًا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث
-
حديث: إياكم والجلوس على الطرقات
-
حديث: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش
-
حديث: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا
-
حديث: الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونًا
-
حديث: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة
-
باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة
-
حديث: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه
-
حديث: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت
-
حديث: الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا
-
حديث: كان النبي يقبل الهدية ويثيب عليها
-
باب: إذا وهب دينًا على رجل
-
حديث: هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت
-
حديث: من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن..
-
حديث: لا تشتر ولا تعد في صدقتك
-
حديث: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته
-
حديث: لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
-
حديث: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
-
حديث: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم
-
حديث: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت..
-
حديث: من حلف على يمين كاذبًا ليقتطع مال رجل
-
حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم
-
حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس
-
حديث: صالح النبي المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء
-
حديث: إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة
-
حديث: يا معشر قريش اشتروا أنفسكم
-
حديث: أن رسول الله رأى رجلًا يسوق بدنة فقال: اركبها
-
حديث: يا رسول الله إن أمي توفيت أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟
-
حديث: قدم رسول الله المدينة ليس له خادم
-
حديث: يا رسول الله، أي العمل أفضل ؟
-
حديث ابن عباس: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية
-
حديث: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة
-
حديث: الطاعون شهادة لكل مسلم
-
حديث: لولا أنت ما اهتدينا
-
حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار..
-
حديث: من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا
-
حديث: من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده
-
حديث: يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟
-
حديث: الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
-
حديث عائشة: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان..
-
باب ما قيل في الرماح
-
حديث: أن النبي رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في..
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين
-
حديث أبي هريرة: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
-
حديث: أن رسول الله في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت
-
حديث: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس
-
حديث: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
-
حديث: أحي والداك؟ قال: نعم.قال: ففيهما فجاهد
-
حديث: لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم
-
حديث: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمة فيعلمها
-
حديث: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله
-
حديث: إن وجدتم فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار
-
حديث أنس: أن رسول الله دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر
-
حديث ابن عمر: ذهب فرس له فأخذه
-
حديث: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد
-
حديث: والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم
-
حديث: أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا...
-
حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
-
حديث: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟
-
حديث: لما قضى الله الخلق كتب في كتابه
-
حديث: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان فأتيت بطست من ذهب
-
حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا
-
حديث: إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء
-
حديث: كل ذاك يأتي الملك أحيانًا في مثل صلصلة الجرس
-
حديث: كان رسول الله أجود الناس.
-
حديث: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت
-
حديث: إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
-
حديث: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد
-
حديث: أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال: بسم الله اللهم جنبنا...
-
حديث: إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز
-
حديث: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا
-
حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
-
حديث أبي هريرة: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر
-
حديث: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
-
حديث رافع: الحمى من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء
-
حديث: ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
-
حديث: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه...
-
حديث: إذا استجنح فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ
-
حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة
-
حديث: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان
-
حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط
-
حديث: هو اختلاس يختلس الشيطان من صلاة أحدكم
-
حديث: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان
-
حديث: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
-
حديث: فصم يومًا وأفطر يومًا وذلك صيام داود
-
حديث: أحب الصيام إلى الله صيام داود
-
حديث: يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: المسجد الحرام
-
حديث: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى
-
حديث: إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة
-
حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء
-
حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر
-
حديث: الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل
-
حديث عائشة: عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله
-
حديث: أتشفع في حد من حدود الله
-
حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به
-
حديث: ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
-
حديث: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي
-
حديث: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبًا...
-
حديث: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم
-
حديث: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة
-
حديث: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام
-
حديث: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
-
حديث: أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه...
-
حديث: رأيت النبي يقرأ وهو على ناقته
-
حديث: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا...
-
حديث: يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق
-
حديث: حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني
-
حديث: كان النبي يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا
-
حديث: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة
-
حديث: أن النبي كان يبيع نخل بني النضير
-
حديث: ما كان النبي يصنع في البيت قالت كان في مهنة أهله
-
حديث: ادع لي رجالًا وادع لي من لقيت
-
حديث: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوةً لم يضره...
-
حديث: إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها
-
حديث: أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها...
-
حديث: ذبحنا على عهد رسول الله فرسًا ونحن بالمدينة فأكلناه
-
حديث: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير...
-
حديث: نهى النبي يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص...
-
حديث: أن رسول الله نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع
-
حديث: هل لا استمتعتم بإهابها ؟!
-
حديث: ألقوها وما حولها وكلوه.
-
حديث: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر
-
حديث: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم
-
حديث: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
-
حديث: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم
-
حديث: نهى النبي عن الشرب من فم القربة أو السقاء
-
حديث: لن يدخل أحدًا عمله الجنة
-
حديث: الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم
-
حديث: في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام
-
حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر
-
حديث أبي جحيفة: رأيت بلالًا جاء بعنزة فركزها
-
حديث: أهدي لرسول الله فروج حرير فلبسه
-
حديث: لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء
-
حديث: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
-
حديث: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
-
حديث: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
-
حديث: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه
-
حديث: من يلي من هذه البنات شيئًا فأحسن إليهن...
-
حديث: لله أرحم بعباده من هذه بولدها
-
حديث: جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده تسعةً وتسعين...
-
حديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم...
-
حديث: ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان
-
حديث: من لا يرحم لا يرحم.
-
حديث عائشة: ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت...
-
حديث: حق الجوار في قرب الأبواب
-
حديث: كل معروف صدقة
-
حديث ابن عمر: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له...
-
حديث: إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة
-
حديث: لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي
-
حديث: قال الله: يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر
-
حديث: ويقولون الكرم إنما الكرم قلب المؤمن
-
حديث أبي هريرة: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي...
-
حديث: أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله
-
حديث: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله
-
حديث: إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة
-
حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا
-
حديث: نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر
-
حديث: من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى...
-
حديث: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي
-
حديث: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف...
-
حديث: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت
-
حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
-
حديث: يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد
-
حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
-
حديث: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء
-
حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك
-
حديث: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض
-
حديث عدي: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة
-
حديث: يقال لأهل الجنة خلود لا موت
-
حديث: يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
-
حديث: إنه لا يرد شيئًا وإنما يستخرج به من البخيل
-
حديث: من أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه
-
حديث: ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه
-
حديث: ابن أخت القوم منهم
-
حديث: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم...
-
حديث: لم يبق من النبوة إلا المبشرات
-
حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
-
حديث: من رآني في المنام فقد رآني
-
حديث: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه
-
حديث: بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي
-
حديث: إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن
-
حديث: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين
-
حديث: الرؤيا الحسنة من الله
-
حديث: من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه
-
حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح
-
حديث: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
-
حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم
-
حديث: أذن في قومك يوم عاشوراء أن من أكل فليتم بقية يومه
-
حديث: يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت ؟
-
حديث: مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله
-
حديث: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت رسول الله ليلة...
-
حديث: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل...
-
حديث: يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها
-
حديث: قال الله: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة.
-
المرائي الحسان
87-قوله: (كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صلعم، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ...) الحديثُ. [خ¦1905] /
ظاهرُهُ(1) يدلُّ على الأمرِ بالنكاحِ، وأنَّهُ مِن سنَّةِ النبيِّ صلعم لأنَّهُ ◙ قَالَ: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ)، والباءَةُ في لسانِ العربِ بالألفِ الممدودةِ هي(2): القدرةُ على التَّكسُّبِ والنفقةِ على الأهلِ.
وقَولُهُ ◙ : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ) فيهِ(3) دليلٌ على أنَّ الصومَ يُقلِّلُ مادةَ النكاحِ ويُضعِفُها؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ مَن لم يقدرْ على التأهُّلِ بهِ، وقَالَ ◙ : (فَإِنَّهُ وِجَاءٌ) والوِجاءُ عندَ العربِ: هو رضُّ(4) الأُنثَيَينِ، كانتِ العربُ تأخذُ الفُحولَ مِن الغنمِ فتفعلُ ذلكَ بهم(5)، وهوَ الذي يُقَالَ لهُ في الغنمِ: الخَصِيُّ لمن فُعِلَ به هذا، لكنَّ هذا الفعلَ يَذهَبُ بمادةِ(6) النكاحِ بالكليَّةِ.
وإنما شبَّهَ النَّبِيُّ صلعم الصومَ بهِ؛ لأنَّ بينهُ وبينهُ في الشبهِ شيئًا ما، وليسَ مِن شرطِ المثالِ أو الشَّبَهِ أنْ يكونَ ذلكَ فيهِ مِن كلِّ الجهاتِ، بل يكونُ(7) في صفةٍ دونَ أُخرى، والصومُ قد أخذَ مِن ذلكَ شيئًا مَا وهو كونُه يضعفُ ما يجدُه المرءُ من تلكَ الحرارةِ القويَّةِ التي تغلبُه، وأما كلُّه فليسَ يرتفعُ كما يرتفعُ مِنَ الغنمِ، ولأجلِ هذا أمرَ النبيُّ(8) صلعم بالصومِ للشبابِ على ما جاءَ في روايةٍ غيرِ هذهِ؛ لأنَّ الشبابَ لهُ مِن شهوةِ النكاحِ ما قد تغلبُ عليهِ بخلافِ الكبيرِ، فإنَّ تلكَ المادةِ الكُبرى ليستْ عندَه، وإنما معهُ منها ما يقدرُ على(9) أنْ يدفعَه عنهُ.
ولأجلِ هذا قَالَ ◙ : (فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ)، ولم / يقلْ بأنَّهُ يُغِضُّ البصرَ ويُحصِنُ الفرجَ؛ لأنَّ المرءَ مأمورٌ ابتداءً بغضِّ البصرِ وتحصينِ الفرجِ، ولو كانَ معهُ ممَّا تقدَّمَ كثيرٌ يُؤمَرُ بغضِّ البصرِ وتحصينِ(10) الفرجِ شرعًا، لكن بوجودِ الأسبابِ المُعِينَةِ على ذلكَ يسهلُ(11) عليهِ الأمرُ، وعلى الشبابِ في هذا مُجاهدةٌ ولا يُقدَرُ عليهِ إلا مع الدِّينِ القويِّ، فإذا كثرَ(12) الصومُ قلَّتْ تلكَ المادةُ التي تغلبُه فكانَ ذلكَ عونًا له على غضِّ البصرِ وتحصينِ الفرجِ الذي أُمِرَ بهِ.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ المرءَ مأمورٌ بعملِ الأسبابِ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ بالتسبُّبِ في رفعِ حرارةِ ما يجدُ(13) الإنسانُ مما أشرنا إليهِ بالتأهُّلِ(14)، فإنْ لم يقدِرِ الإنسانُ(15) على ذلكَ فليَصُمْ، فكذلكَ(16) كلُّ ما يكونُ للإنسانِ فيهِ ضررٌ أو نفعٌ فلهُ أن يتسبَّبَ في زوالِه عنهُ أو في إيقاعِه(17) بأيِّ وجهٍ قَدَرَ عليهِ من الوجوهِ الشرعيةِ.
لكنْ يعارضُ هذا قَولُهُ صلعم حينَ سألَهُ أبو هريرة ☺ فقَالَ: إنِّي رجلٌ شابٌ وأخافَ على نفسي العَنَتَ، ولا أجدُ للنساءِ طَوْلًا، فكرَّرَ أبو هريرةَ ذلكَ ثلاثًا، والنَّبِيُّ صلعم لم يردَّ عليهِ جوابًا، فقَالَ له(18) ◙ في الثالثةِ: «جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاقٍ، فَاقْتَصِرْ(19) عَلَى ذَلِكَ أَوْ زِدْ» [خ¦5076]. فأمرَ(20) ◙ هنا بترك التسبُّبِ والاستسلامِ للقضاءِ، وأمرَ في الحديثِ الذي نحنُ بسبيلِه بالتسبُّبِ في زوالِ الأمرِ والجدِّ فيهِ.
والجمعُ بينهما هو أنَّ أبا هريرةَ ☺(21) مِن أهلِ الصُّفَّةِ(22)، وأهلُ الصُّفَّةِ أبدًا مِن شأنِهمُ الجوعُ، وقد كانَ أبو هريرةَ / ☺ يُغْشَى عليهِ مِن شدَّةِ(23) الجوعِ، فهو لمْ يُزِلْ(24) عنهُ ذلكَ الأمرَ بالصومِ مِن شدَّةِ ما كان عندَه مِن الحرارةِ للنكاحِ، فعندَ العجز عن السببِ(25) وكونِه لا يدفعُ(26) ما كانَ هناكَ أَمَرَهُ صلعم بالتوكُّلِ والاستسلامِ، وقدْ قَالَ ◙ لرجلٍ حينَ سألَهُ(27): أُرسِل ناقَتي؟ فقَالَ(28) ◙ : «قَيِّدْهَا وَتَوَكَّلْ(29)»، فقد بَيَّن ◙ في الحديثِ الذي نحنُ بسبيلِه حكمَ الشريعةِ، وبَيَّن في قصةِ أبي هريرةَ ☺ حكمَ الحقيقةِ وهو التسليمُ.
فعلى هذا فيَحتاجُ المرءُ أبدًا أنْ يكونَ مستسلمًا لقضاءِ اللهِ ╡ وقَدَرِه بعدَ بذلِ الجُهدِ في الأسبابِ الشرعيةِ التي قد أَجرى اللهُ العادةَ أنْ يُنجِّيَ(30) بها، ثم بعدَ ذلكَ لا يُعَوِّلُ عليها ولا يظنُّ(31) أنَّها هيَ المُنجِيَةُ(32)، وإنما ينظرُ النجاةَ(33) من طريقِ الفضلِ لا بعملِه(34) كما قَالَ ابراهيمُ ◙ : {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا} [الأنعام:80] بعدَ بذلِ جهدِه في الإيمانِ والتحقُّقِ(35) بهِ لم يعوِّلٍ عليهِ وكانَ واقفًا مع المشيئةِ.
وقد كانَ عيسى ◙ على قُبَّةِ(36) جبلٍ، فأتاهُ إبليسُ اللعينُ فقَالَ لهُ: أنتَ تقولُ إنَّك لن(37) يُصيبَكَ إلا ما كتبَ اللهُ لكَ، فارمِ بنفسِكَ من قُبَّةِ(38) هذا الجبلِ، فقَالَ لهُ عيسى ◙ : المولى يُجرِّبُ العبدَ، وليسَ العبدُ يُجرِّبُ مولاهُ(39).
وقدْ كانَ عثمانُ بن عفانَ ☺ في حائطٍ لهُ(40) تُعمَلُ، فجاءَهُ رجلٌ فقَالَ لهُ: أنتم تقولونَ: إنَّ اللهَ هوَ يرزقُ وهوَ يمنعُ، فما ينفعُ(41) تسبُّبُك وعملُك؟ فقَالَ لهُ(42) ☺: هوَ كما يقولونَ، واشتَغَلَ بعمله. /
فهذهِ أبدًا سيرةُ(43) الأنبياء ╫ والسلفُ رضوان الله عليهم، ومَن خرجَ عن ذلكَ فقد ضلَّ عن الطريقِ؛ لأنَّه إذا ظنَّ أن بعملِه ينجو فقد هلكَ(44)؛ لأنَّه قد حصرَ القدرة وذلك ضلالٌ(45)، وقد قَالَ ◙ : «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا(46) عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلهِ وَرَحْمَتِهِ(47)» [خ¦5673].
وقدْ قَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف:186]، فإذا أرادَ اللهُ ╡ أن يكونَ صاحبُ هذا العملِ منَ الضالِّينَ(48) وممن يُختَمُ لهُ بالشقاءِ فَمَنْ يقدِرُ على غيرِ ذلكَ؟ كما كانَ بِلعامُ بنُ بَاعُوراءَ وغيرُه، لا رادَّ لأمرِه يفعلُ ما يريدُ، ولا(49) يُسْأَلُ عمَّا يفعلُ.
وأيضًا فإنَّهُ إذا ظنَّ أنَّ بعملِه يصلُّ إلى مرغوبِه فقد قطعَ بأنَّ لهُ عملًا صحيحًا وذلك محضُ الضَّلالِ؛ لأنَّه زكَّى نفسَهُ بذلكَ، وقد قَالَ تَعَالَى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32]، وقد قَالَ ◙ : «لَا تُزَكُّوُا عَلَى اللهِ أَحَدًا(50)». قَالَ ذلكَ في رجلٍ ماتَ وأثنى الصحابةُ عليهِ بخيرٍ بعدَ موتِه ثمَّ(51) قَالَ لهم بعدَ ذلك: «ولكنْ قُولُوا: إِخَالُهُ كَذَا»، لكنْ يُعارِضُ هذا قَولُهُ ◙ : «إذا رأيتُمُ الرجلَ يواظِبُ المسجدَ فاشْهَدُوا لَهُ بالإيمانِ»(52)، والشهادةُ لهُ بالإيمانِ تزكيةٌ في حقِّه.
والجوابُ عن ذلكَ: أنَّهُ صلعم قَالَ لهم(53): (اشْهَدُوا لَهُ بالإيمانِ)، أي: اشهدوا / بما ظهرَ لكم مِن أمرِه، وأمَّا الباطِنُ والعاقبةُ فليسَ لكمْ إلى ذلكَ سبيلٌ، والأمرُ في ذلكَ إلى الله ╡ ، هو يزكِّي من يشاء بفضلِه ويعذِّبُ مَن يشاءُ بعَدلِه، وقدْ قَالَ تَعَالَى على لسانِ نبيِّهِ ◙ في كتابه: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ(54)} [الأحقاف:9]، وقد قَالَ تَعَالَى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء:23]، هذهِ الآيةُ خضعتْ لها الرقابُ وذلَّتْ لها معْ كثرةِ الأعمالِ وإخلاصِها فَرَقًا من هذهِ الآيةِ فلم تَبْقَ النجاةُ(55) إلا بفضلِ اللهِ وكرمِه لا بالعملِ ولا بكثرتِه، لكنْ بقيَ(56) العملُ فيهِ بشارةٌ للمؤمنِ وتيسيرٌ لهُ على مرادِه لِقَولِهِ تَعَالَى:{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل:7]، و{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:10].
فمَن رأى أنَّهُ قد يُسِّرَ لأفعالِ البرِّ استبشرَ وقَوِيَ رجاؤُه في فضلِ اللهِ، لتضَمُّنِ(57) هذهِ الآيةِ ولِقَولِهِ تَعَالَى بعدَ وصفِ مَن يُسِّرَ لليُسرَى: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ} [البقرة:218]، فجعلَ الرجاءَ إنما يكونُ لمن فيهِ ما وصفَ، وما تكونُ تلكَ الأوصافُ إلا لمَن يُسِّرَ لليُسرَى، ومَن رأى أنَّهُ قد يُسِّرَ لأفعالِ أهلِ الشقاءِ فليعلمُ(58) أنَّه قدْ يُسِّرَ للعُسرى، فيَحتاجُ عندَ ذلكَ أنْ يُقْلِعَ عمَّا هوَ بسبيلِه ويرجعَ إلى ربِّه بالتوبةِ والاستغفارِ مع الاستعانةِ(59) باللهِ لعلَّهُ أن يتقبَّلَه(60) وأن يَصرِفَ عنهُ ما هو فيهِ منَ الشقاءِ وأنْ ييسرَهُ للخيرِ بمنِّهِ وفضلِهِ.
فقد اجتمعَ الحديثانِ بهذا(61) البحثِ وأنَّ المرادَ عملُ الأسبابِ مع تركِ(62) التعلُّقِ بالتعويلِ عليها ورؤيةِ المنِّ والفضلِ للمُنْعِمِ بها مع كثرةِ اللجأ إلى اللهِ / والاستعانةِ بهِ في دفعِ الضرَّاءِ(63) وفي تمامِ النعمةِ والاستسلامِ لقضائِه ╡ خيرِهِ وشرِّهِ حُلْوِهِ ومُرِّهِ.
لكنَّ الاستسلامَ هنا يحتاجُ فيه إلى تقييدٍ لِقَولِهِ صلعم : «المؤمنُ تَسُرُّهُ(64) حَسَنَاتُهُ، وَتَسُوؤُهُ سَيئاتُهُ»(65)، فيكونُ المؤمنُ أبدًا على هذا مُستسلِمًا لقضاءِ اللهِ ╡ وقَدَرِه مهما أتاهُ أمرٌ رضِيَ بهِ، ومهما أقامَهُ اللهُ ╡ في شيءٍ لم يطلبْ غيره ولم يختر الانتقَالَ عنهُ حتى يكونَ اللهُ ╡ هو الذي ينقلُه عنهُ.
وقدْ سُئِلَ بعضُ أهلِ الصوفيةِ(66): بمَ نلتَ هذ المقامَ؟ فقَالَ: ما أقامَني اللهُ ╡ في مقامٍ فاخترتُ التحوُّلَ عنه حتى يكونَ هوَ الذي يُحوِّلُني عنهُ.
ولأجلِ النظرِ إلى هذا المعنى رَبِحَ مَن رَبِحَ وفازَ من فازَ، ثم يكونُ أبدًا يتفقَّدُ أمرَهُ، فإنْ أُقِيْمَ في شيءٍ مِنَ المخالفةِ أو البِدَعِ لم يرضَ بذلكَ، إذْ مِن شرطِ المؤمنِ أنْ لا يسرُّهُ ذلكَ فيستغيثُ عندَ ذلكَ بربِّه(67) ويقلعُ عمَّا هو بسبيلِه ويعملُ جهدَه في التخلُّصِ منه امتثالًا للأمرِ، وقدْ قَالَ سبحانهُ: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر:7]، فما لم يرضَهُ المولى لعبدِه فلا يرضاهُ العبدُ(68) لنفسِه(69).
وفيهِ دليلٌ على أنَّ العالمَ يجبُ عليهِ أنْ يُعلِّمَ قبلَ أنْ يسألَ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم قد علَّمَ هؤلاءِ ما يفعلونَ لِمَا بهم قبلَ سؤالِهم إياهُ، لكنْ يُعارِضُ هذا حديثُ الأعرابيِّ المشهورِ الذي لم يعلِّمْهُ حتى طلبَ منه ذلكَ(70)، وقد تقدَّمَ. /
والجمعُ بينهما هو: أنْ ينظرَ المرءُ صاحبَه ويتفرَّسَ فيهِ، فإنْ ظهرَ لهُ مِن حالِه أنهُ يقبلُ ما يُقَالُ لهُ فليُعلِّمُه قبلَ السؤالِ، كما فعلَ النبيُّ صلعم في هذا الحديثِ، وإنْ ظهرَ لهُ مِن حالِه أنَّهُ لا يقبلُ منهُ، أو قدْ يسمعُ منه الآنَ ثم يتركُه أو ينساهُ(71) فهذا لا تعليمَ عليهِ حتى يَسألَ كما(72) فعلَ النَّبِيُّ صلعم معَ الأعرابيِّ.
وفيهِ دليلٌ على أنَّ المرءَ مأمورٌ أنْ ينظرَ في كلِّ أفعالِه ما هوَ أقربُ إلى ربِّه فيبادِرَ إليهِ ويتركَ ما هو أدنى منه في الثوابِ؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ أوَّلًا بالنكاحِ الذي هوَ أعظمُ(73) في الثوابِ(74) والأجرِ منَ الصيامِ، ولم يأمرْ أولًا بالصيامِ حتَّى يُعدَمَ المرءُ الطَّوْلَ(75) إلى النكاحِ الذي هو أعظمُ ثوابًا. وقد قَالَ ◙ : «تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا أُبَاهِي بِكُمُ الأممَ يومَ القِيَامةِ»(76).
فإذا كانَ النكاحُ بهذهِ النيَّةِ فلا شكَّ في فضيلته على غيرِهِ. وقد قَالَ صلعم : «لَا رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلَامِ»(77). والرهبانيَّةُ هي تركُ النساءِ، فلو كانَ تركُ النساءِ أفضلَ لكانَ ذلكَ شُرِعَ في الإسلامِ، إذ(78) هوَ خيرُ الأديانِ الذي شرعَه اللهُ ╡ إلى نبيهِ(79) محمدٍ صلعم، وقدْ قَالَ عمرُ بنُ الخطابِ(80) ☺: (إِنِّي لأطَأ(81) النساءَ وما لي إليهنَّ حاجَةٌ، وأطأهُنَّ وما لِي إليهنَّ شهوةٌ(82)، قَالوا: ولم ذلكَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قَالَ: رجاءَ أنْ يُخرِجَ اللهُ(83) مِن ظَهري مَن(84) يكثِّرُ بهِ محمدٌ صلعم / الأُمَمَ يومَ القيامةِ)، فلأجلِ(85) ما فيهِ مِنَ الفضلِ على غيرِه قدَّمَه النبيُّ صلعم أوَّلًا وابتدأَ بهِ.
وفيهِ دليلٌ(86) أنَّ المرءَ لا يأخذُ مِنَ الأمورِ كلِّها إلا ما يعلمُ أنَّهُ يقدرُ عليها ويتخلَّصُ منها؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ مَن لم يستطعِ النكاحَ بالصيامِ، ولم(87) يأمرهُ بأنْ يحتالَ على النكاحِ ويتسبَّبَ في تحصيلِه لكونِهِ أفضلَ، وإنما أمرَهُ بالصومِ.
وفي هذا(88) دليلٌ على أنَّ(89) الفضيلةَ(90) في الأعمالِ لا تُنظرُ مِن جهتِها إلا مِن جهةِ عاملِها؛ لأنَّ هذا الذي لم يستطع النكاحَ أَمَرَهُ النبيُّ صلعم بالصومِ، والنَّبِيُّ ◙ لم يأمرْ أحدًا(91) إلا بما هوَ أقربُ في حقِّه إلى ربِّه.
وإنْ نظرنا إلى فضيلةِ(92) الصومِ في حقِّ هذا المأمورِ بهِ فذلكَ ظاهرٌ مِن حيثُ لا يُجهَلُ ولا يخفَى؛ لأنَّهُ إذا لم يستطعِ النكاحَ مِن قلَّةِ ذاتِ اليدِ فالصومُ يعينُه على ما هوَ بسبيلِه؛ لأنَّ فيهِ الإقلالَ مِنَ النفقةِ والإضعافَ لمادةِ النكاحِ، فإذا خفَّ عنهُ هذانِ الأمرانِ فقد سكنَ خاطرُه، وقلَّتِ الوساوسُ عنه، فكانَ(93) باطنُه مشتغلًا بآخرتِه مُقبلًا بكليَّتهِ على ربِّه وهو المطلوبُ، بخلافِ(94) لو أمرَ بالنكاحِ لكانَ ذلكَ تبديدًا لحالِه واشتِغالًا عن ربِّه؛ لأنَّهُ يُدبِّرُ ويحتالُ في التكسُّبِ والنفقةِ وهو عاجزٌ عنها فتكثرُ عليهِ الوساوس(95) ويتعمَّرُ باطنُه بتدبيرِ / دنياهُ ويخربُ مِن تدبيرِ آخرتِه.
وإنما ينظرُ الأفضلَ في الأعمالِ مِن جهةِ ما فضَّلَها الشارعُ ◙ حينَ القدرةِ على كليهما، وأمَّا معَ العجزِ عن بعضِهما فالذي بقيَ منهما(96) ويقدرُ عليهِ هوَ(97) أفضلُ في حقِّ المرءِ حتى قَالَ بعضُ العلماءِ في رجلٍ فقيرٍ ليسَ لهُ غيرُ درهمٍ واحدٍ فتصدَّقَ بهِ، ورجلٍ لهُ مالٌ فتصدَّقَ منهُ بألفِ دينارٍ: إنَّ صاحبَ الدرهمِ أفضلُ، وبيان فضيلتهِ أنَّ صاحبَ الدرهمِ ليسَ لهُ غيرُه ونيتُه أنْ لو كانَ قادِرًا على أكثرَ إلا وخرجَ عنهُ(98)، والآخرُ تصدَّقَ وبقيَ لهُ بما(99) يتَّسعُ فيهِ، فهذا الذي خرجَ عن كلِّ ما عندَهُ أفضلُ(100)؛ لأنَّ الدرهمَ الواحدَ بالنسبةِ إلى الفقيرِ(101) مالٌ كثيرٌ(102)، فكذلكَ الصومُ لمَن لم يستطعِ الباءَةَ مع الذي يستطيعُها بهذهِ المزيَّةِ، وكذلكَ يُتتبَّعُ هذا في كلِّ الأفعالِ(103)، بالنظرِ إلى هذا البحثِ(104)، وهو يجري في كلِّ ذلكَ كانتِ الأفعالُ كلُّها(105) دنيويةً أو أُخرويةً.
وإنْ وقعَ التحقيقُ لم يبقَ في الأفعالِ كلِّها ما يكونُ دنيويًا إذا حَسُنَتِ النِّيَّةُ فيهِ، ولا أعظمَ من(106) أنْ يكونَ للدنيا خالصًا(107) مِن التسبُّبِ فيها، والمتسبِّبُ فيها لا يخلو مِن أحدِ أمرينِ: إمَّا أنْ يكونَ بالأهلِ(108) أو بغيرِ أهلٍ، فإن كانَ بغيرِ أهلٍ وكانتْ نِيَّتُهُ أنْ يجعلَ(109) ذلكَ عونًا على طاعةِ ربِّه كانَ لهُ في ذلكِ مِنَ الأجرِ كثيرٌ؛ لِقَولِهِ ◙ : «مَنْ باتَ تَعْبَانًا مِنْ طَلَبِ / الحلَالِ باتَ مَغْفُورًا لَهُ»(110)، وليلةُ القدرِ تُرقَبُ في السنةِ كلِّها رجاءً في مغفرةِ الذنبِ، وهذا قدْ تحصَّلَ لهُ ذلك بهذا الفعلِ الذي فعلَ، فلا شكَّ أنَّه(111) للآخرةِ لا غيرُ.
وإنْ كانَ صاحبُه ممَّن لهُ أهلٌ وعيالٌ كانَ لهُ منَ الخيرِ ما هوَ أكثرُ ممَّن(112) تقدَّمَ. لِقَولِهِ ◙ : «إنَّ مِنَ الذنوبِ ذُنُوبًا(113) لا يُكَفِّرُهَا إِلَّا الكَدُّ عَلَى العيالِ»، وذلكَ بشرطِ أنْ يكونَ على لسانِ العلمِ، فأخبرَ ◙ أنَّ ثَمَّةَ(114) ذنوبٌ(115) لا يُكفِّرُها شيءٌ أصلًا لا الوقوفُ بعرفةَ، ولا قيامُ ليلةِ القدرِ، ولا غيرُ ذلكَ؛ لأنهُ أتى بــ (لا) وهيَ للنفيِ عدا ما ذُكِرَ فبَقِيَ التصرُّفُ كلُّه للآخرةِ لا غيرُ، لكن على(116) الشروطِ المذكورةِ.
ولأجلِ(117) النظرِ إلى هذا المعنى وتحقُّقِ النِّيَّةِ بهِ(118)، وفيهِ سادَ أهلُ الصوفيةِ(119) وامتازوا بعلوِّ الدرجاتِ والفضلِ على غيرِهم، وهُم وغيرُهم في الأعمالِ سواءٌ؛ لأنَّهم لا يتحرَّكونَ حركةً إلا للهِ وباللهِ، يرونَ(120) أنَّ كلَّ ما يحركونَ بهِ ألسنتُهم هو قربةٌ إلى ربِّهم لأجلِ نظرِهِم إلى ما أشرنا إليهِ.
وممَّا(121) يُبيِّنُ ذلكَ بعضُ حكاياتِهم: فإنَّهُ قد رُوِيَ عن بعضِهم أنَّهُ لمَّا(122) احتاجَ الناسُ إلى الاستسْقاءِ من كثرةِ القحطِ أرسلَ إلى أخٍ لهُ في اللهِ يسألُه أنْ يرغبَ إلى اللهِ(123) ╡ ويتوسَّلَ إليهِ لعلَّه أنْ يرحمَ عبادَه، فلمَّا أنْ أتَى الْمُرْسَلُ وجدَ(124) السيدَ الْمُرْسَل إليهِ في تسبُّبٍ(125) مِن أسبابِ الدنيا مَشغولًا بهِ، يدخلُ ليلًا إلى منزلِه ويخرج نَهارًا إلى تسبُّبِهِ، فتعجَّبَ الرجلُ مِن ذلكَ(126) كيفَ يكونُ في التسبُّبِ على هذا الحالِ وهو يُسْتَسْقَى / بهِ؟ فمكثَ معهُ ثلاثًا وهوَ لم يعطِه جوابًا، ثمَّ أرادَ الرجلُ الانتقَالَ، فسألَه الجوابَ، فقَالَ لهُ: قلْ لهُ: لو تعلمُ أنهُ يخرجُ مِنِّي(127) نَفَسٌ لغيرِ اللهِ لقتلتُ نفسِي. هذا هوَ حالُه معَ ربِّه.
ومَن رآهُ مِنَ العوامِ يظنُّ أنَّهُ مستغرقٌ في دنياهُ وهوَ عَرِيٌّ عنها، خالي القلبِ منها، هوَ مع الناسِ ببدنِهِ ومعَ اللهِ بقلبِهِ وروحِهِ(128)، كلُّ ذلكَ أصلُه النيةُ وتحريرُها والوقوفُ معها، ولولا ذلكَ لكانُوا في تصرُّفِهم وتكسُّبِهم هم وغيرُهم سواءٌ في الأجرِ وغيرِه.
وقد قَالَ ◙ : «إِنَّمَا(129) الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» [خ¦1]، فكانوا ♥ بهذا المعنى الذي وقعوا عليهِ مثالُهم ما قَالَ ╡ في كتابه: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل:88]، فكذلكَ يراهُم العاميُّ(130) في تسبُّبِهم وتكسُّبِهم(131)، أو يراهُم يُؤنِسُونَه ويتحدَّثونَ(132) معهُ في جَلِيِّ الأمورِ وخفيِّها فيظنُّ أنَّهمْ معهُ بالكليَّةِ، وليسَ كذلك وإنَّما أبدانُهم هي تلكَ وأسرارُهم تجولُ في الملكوتِ.
وقد يكونُ منهم مَن يقطعُ مِنَ المقاماتِ ما قدِّرَ لهُ وهو معَ أصحابِه يحدِّثُهم ويُؤنِسُهم، لكنْ لا يكونُ هذا إلا لأهلِ القوةِ والتمكينِ منهم في الأحوالِ الذينَ كشفَ اللهُ لهم غواشيَ فِطَنِ أفهامِهم ففهمُوا عنهُ ما أرادَ(133) منهم فأجابوا إليهِ مُسرعينَ، وهمُ الذينَ حصلَ لهم أوفرُ نصيبٍ مِن ميراثِ نبيِّهم ◙ ؛ لأن / الله ╡ قَالَ في حقِّه ◙ : {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17].
وقَالَ ◙ : «تَنَامُ عَيْنَايَ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»[خ¦1147] فكانَ ◙ في النومِ لا يغفلُ وحينَ اطَّلعَ على ما أطلعَه اللهُ عليهِ لم يُلْهِهِ ذلكَ ولم يشغَلْهُ عن أدبِ العبوديةِ وكانَ ◙ يمزحُ مع(134) النساءِ والصبيانِ(135) ويُؤنِسُهم ويأخذُ معهم في تدبيرِ أمورِهم وسرُّهُ في الملكوتِ يجولُ حيثُ أرادَ اللهُ ╡ بهِ(136)، ومَن تقدَّمَ وصفُهم أخذوا مِن هذا أوفرَ نصيبٍ، لكنَّ ذلكَ المقامَ الخاصَّ بهِ ◙ لا سبيلَ لأحدٍ للوصولِ إليهِ.
ومما يشهدُ لهذا المعنى ما حُكِيَ عن بعضِهم أنَّهُ مرَّتْ بهِ فكرةٌ(137) فَسُرِى بِسِرِّهِ(138) إلى قابِ قوسينِ، فسمعَ النداءَ: هنا سُرِي بذات محمد السَّنِيَّة حيث سُرِي بِسِرِّك ولسان الحال ينادي للتابع(139) وللمتَّبع بينكما ما بينكما في الاتباعية.
ومما يشهد لذلك أيضًا ما حُكِي عن إبراهيم بن أدهم ☼ أنَّه كان نائمًا(140) في مسجد وواحد ممن كان يلوذ به قائم يصلِّي، فرأى بعض مَن كان هناك مِن أهل الفضل(141) شيطانين خارجَ المسجد وأحدهما يقول لصاحبه: ألا تدخل فتوسوس لهذا(142) المصلي؟ فقَالَ له الآخر: يحرقني نَفَس هذا النائم فهو لم يعبأ بهذا المصلي ولم يقدر على(143) الدخول إلى المسجد خيفةً من(144) نَفَس إبراهيم لئلا يحرقه، ولا ذاك إلا لحضورهم في كلِّ أحوالهم وفي كلِّ أزمانهم(145) فنسأل الله بمنه وفضله أن لا يحرمنا / مِن بركاتهم، وأن يمنَّ علينا مما(146) مَنَّ به عليهم.
وفيه دليل على أنَّ الموجب للنظر(147) هي قوة شهوة الجماع يؤخذ ذلك مِنْ قَولِهِ ◙ : (أَغَضُّ لِلْبَصَرِ) ومما يقوِّيه قَولُهُ ◙ : «وَزِنَا(148) العينِ النَّظَرُ، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أو يُكَذِّبُه» [خ¦6612].
ووجه آخر وهو: أنَّه لَمَّا كان غضُّ البصر مطلوبًا بمقتضى الآية أمر مَن لم يقدر على ذلك بالتسبُّب.
وبحث ثالث هو أن يقَالَ(149): هلَّا يكون غضُّ البصر إلَّا بهذينِ(150) الأمرين لا غير؟
فَالجَوابُ: إنَّ هذين أكبره(151) وقد يكون غضُّ البصر بأن يغطي رأسه حتى لا يرى أحدًا إن كان المَعْنيُّ الجارحة، وإن كان المَعْنيُّ الجارحة(152) مع سكون الفكرة في ذلك الشأن فهذا قد يزيله نوع آخر مثل شدة الخوف والتألُّم كما روي عن الثوري(153) ☼ أنَّه كان إذا(154) مرَّ به خاطر لغيرِ الله يضرب نفسه بقضيب فربما كان يقطع(155) على نفسه في اليوم الواحد جملة مِن(156) القضبان.
ووجوهٌ كثيرةٌ لكنِ الذي أشارَ إليهِ النبيُّ(157) صلعم هوَ أعلاها وأيسرها، ويكونُ مِن بابِ التنبيهِ بالأعلى على الأدنى.
وفيهِ فائدةٌ أُخرى: أنَّه دواءٌ وهو في نفسِه قُربةٌ، فالذي يقدرُ على أنْ(158) يكونَ دواؤه طاعةٌ فهو أولى، ومِن هذا البابِ قَولُه ◙ : «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة، وادْفَعُوا البَلَاءَ بِالصَّدَقَةَ(159)»، وما ذكرنا هذا إلا مِن أجلِ أنْ لا يقدر بعض الناس على أحد(160) هذينِ الوجهينِ أو يفعلُهما ولا يقع له / بهما غضُّ بصرٍ ولا [حِفْظُ] فرجٍ أنْ يقولَ(161): قد امتثلتُ(162) السُّنَّةَ وما يلزمُني أكثرُ، ويترك نفسَه سائبةً(163)، هذا لا يحِلُّ، وإنما هذا منهُ صلعم تنبيهٌ على التسبُّبِ في توفيةِ ما أُمِرَ العبدُ بهِ.
وبحث آخر، وهو(164): أنَّهُ ليسَ الأمرُ _أعني الحفظَ_ مختصًّا(165) بهذينِ العضوينِ ليسَ إلَّا، بل الجوارحُ كلُّها مطلوبةٌ بالحفظِ لِقَولِهِ تَعَالَى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36]، وإنما نَبَّه(166) صلعم بهذينِ العضوينِ لأنَّهما إنما تعظمُ الفائدةُ فيهِما؛ لأنَّهُ مَنِ استقامَت لهُ هاتانِ فالغالبُ(167) استقامةُ الغيرِ، ومَن لم يستقمْ منهُ هاتانِ فلا يمكنُ استقامةُ باقي الجوارحِ.
[1] في (ج): ((ظاهر)).
[2] صورتها في الأصل (ط): ((هو))، وفي (ج): ((بالألقف الممدود هي))، في (م): ((المدود هي)).
[3] قوله: ((فيه)) ليس في (ج).
[4] في (ج): ((مرض)).
[5] في (ج) و(م): ((بها)).
[6] في (ج): ((عادة)).
[7] في (ل): ((تكون)).
[8] قوله: ((النبي)) ليس في (ج) و(ل).
[9] قوله: ((على)) ليس في (م).
[10] في (ج): ((يحصن)).
[11] في (ج): ((ليسهل)).
[12] في (ج): ((أكثر)).
[13] في (ج) و(م) و(ل): ((يجده)).
[14] في (ج): ((بالتأمل))، وفي (م): ((بالتأهب)).
[15] قوله: ((مما أشرنا إليهِ بالتأهُّلِ فإنْ لم يقدِرِ الإنسانُ)) ليس في (ل).
[16] في (م): ((فذلك)).
[17] 1في (ل): ((اندفاعه)).
[18] قوله: ((له)) ليس في (ل).
[19] صورتها في (م): ((فاحتط)).
[20] في (ل): ((فأمره)).
[21] زاد في (م): ((هو)).
[22] في الأصل (ط) و(ل) في الموضعين: ((الصوفة)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[23] في (م): ((كثرة)).
[24] قوله: ((يزل)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[25] في (ج) و(م): ((من التسبب)).
[26] في (ج) و(م): ((يرفع)).
[27] زاد في (ج): ((فقال)).
[28] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((له)).
[29] في (ج): ((اعقلها وأتوكل))، وفي (م): ((اعقلها وتوكل))، والحديث أخرجه ابن حبان ░731▒، والحاكم في المستدرك ░3/623▒، والقضاعي في مسند الشهاب ░633▒ من حديث عمرو بن أمية.
[30] في (ج) و(ل): ((ينجا)).
[31] في الأصل (ط) و(ل): ((ويظن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[32] في الأصل (ط) و(ل): ((الناجية)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[33] في (ج) و(ل): ((النجاء)).
[34] في (ل): ((بعلمه)).
[35] في (م): ((والتحقيق)).
[36] في (م): ((تلَّة)).
[37] في (م): ((لم)).
[38] في (م): ((تلَّة)).
[39] في (م) و(ل): ((المولى)).
[40] قوله: ((له)) ليس في (ل).
[41] في (ج): ((ينفعك)).
[42] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[43] في (ج) و(م): ((سير)).
[44] قوله: ((فقد هلك)) ليس في (ل).
[45] قوله: ((وذلك ضلال)) ليس في (ج).
[46] في (ج) و(م): ((أحد)).
[47] في (ج) و(م): ((بفضل رحمته)).
[48] في الأصل (ط): ((الصالحين)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[49] في (م): ((لا)).
[50] في (م): ((أحدٌ))، والحديث لم نقف عليه بهذا اللفظ.
[51] قوله: ((ثم)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[52] أخرجه أحمد ░11651▒، والترمذي ░2617▒ و░3093▒، وابن حبان ░1721▒ من حديث أبي سعيد الخدري.
[53] قوله: ((لهم)) ليس في (ل).
[54] قوله: ((وقد قال تعالى على لسان... ولا بكم)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[55] في (ج) و(ل): ((يبق النجاء)).
[56] في (ج) و(م): ((يبقى)).
[57] في (ج) و(م): ((لمتضمن))، وفي (ل): ((لتضمين)).
[58] في (ل): ((فيعلم)).
[59] في (ج): ((الاستغاثة)).
[60] في (ج): ((ينقله)).
[61] في (م): ((في هذا)).
[62] في (م): ((ذلك)).
[63] في (م): ((الضَّرر)).
[64] في (ل): ((تستره))، وفي (ج): ((المؤمن من تسره)).
[65] أخرجه أحمد ░177▒، وابن ماجه ░2363▒، وابن حبان ░5586▒ من حديث عمر ☺.
[66] في (ج) و(ل): ((الصوفةِ)).
[67] قوله: ((بربه)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[68] في (ل): ((المؤمن)).
[69] قوله: ((قال سبحانه:{وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} فما لميرضه المولى لعبده فلا يرضاه العبد لنفسه)) ليس في (م).
[70] قوله: ((الذي لم يعلمه حتى طلب منه ذلك)) ليس في (م).
[71] في (ج): ((أوينسى))، وفي (م): ((وينساه)).
[72] صورتها في (م): ((عمَّا)).
[73] زاد في (م): ((أولًا)).
[74] قوله: ((لأنَّ النَّبِيَّ صلعم أمرَ أولًا بالنكاحِ الذي هوَ أعظمُ في الثوابِ)) ليس في (ل).
[75] في (ج): ((حتى تقدم المرء للطفل)).
[76] هو في مصنف عبد الرزاق ░10391▒.
[77] عيون الأخبار للدينوري ░2/132▒.
[78] في (م): ((الذي)).
[79] في (ج) و(م): ((لنبيه)).
[80] قوله: ((ابن الخطاب)) ليس في (ج).
[81] في (ج) و(م): ((لأتزوج)).
[82] قوله: ((وأطأهن ومالي إليهن شهوة)) ليس في الأصل (ط) و(ل) و(م)، وبعدها في (ج): ((فقالوا))، وفي (ل): ((فقال)).
[83] قوله: ((الله)) ليس في (ل).
[84] قوله: ((من)) ورد في (ل): ((ما)).
[85] في (ج): ((فالأجل)).
[86] زاد في (م): ((على)).
[87] في (ج): ((ولو)).
[88] قوله: ((هذا)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[89] قوله: ((أن)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[90] في (ل): ((الفضلية)).
[91] في (ط): ((أحد)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[92] في (ل): ((فضلية)).
[93] في (ج): ((فكانت)).
[94] زاد في (م): ((ما)).
[95] في (ل): ((فيكثر عليه الوسواس)).
[96] في (ج): ((بقي منهما)) ليس في (ج).
[97] قوله: ((منهما ويقدر عليه هو)) ليس في(م).
[98] في (ج) و(م): ((أن لو كان قادرا على أكثر لخرج عنه)).
[99] في (م): ((ما))، قوله: ((بما)) ليس في (ل).
[100] في الأصل (ط): ((فهذا أفضل...)) والمثبت من (ج) و(ل)، وقوله: ((أفضل)) ليس في (م).
[101] صورتها في (م): ((الفقر)).
[102] قوله: ((كثير)) ليس في (ج) و(م).
[103] في (ل): ((الأوقات)).
[104] في (ج): ((هذا)) بدل قوله: ((إلى هذا البحث)).
[105] العبارة في (م): ((وهو بجري في الأفعال كلها كانت الأفعال)).
[106] قوله: ((من)) ليس في (ج).
[107] قوله: ((خالصًا)) ليس في (م).
[108] في (م): ((بأهل)).
[109] في (م): ((نيَّتُه تجعل))، وفي (ج): ((ولا نية أن يفعل)).
[110] أخرجه ابن عساكر في تاريخه ░14/10▒ من حديث المقدام بن معدي كرب.
[111] في (ط): ((أن)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[112] في (م): ((من الخير أكثر ممَّا)).
[113] في (ج) و(م): ((ذنوب)).
[114] في (ج): ((ثمَّ)).
[115] في (م): ((أنْ ثمَّ ذنوبًا)).
[116] زاد في (ل) قوله: ((تلك)).
[117] في (ج): ((ولا يدخل)).
[118] في (م) و(ل): ((فيه)).
[119] في (ج) و(ل): ((الصوفة)).
[120] في (ج) و(م) و(ل): ((ويرون)).
[121] في (ل): ((وما)).
[122] زاد في (ج) و(ل): ((أن)).
[123] في (ج): ((لله)).
[124] في (م): ((فلمَّا أتى هذا المرسل وجد هذا)).
[125] في (م): ((سببٍ)).
[126] زاد في (م): ((وقال)).
[127] في (ج): ((يعلم أنه يخرج منه)).
[128] في (م): ((وبروحه)).
[129] قوله: ((إنما)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[130] في (ج): ((العاميين)).
[131] في (م): ((أو تكسبهم)).
[132] في (م): ((أو يتحدثون)).
[133] في (ج) و(م): ((أراده)).
[134] في (ج): ((في)).
[135] قوله: ((والصبيان)) ليس في (ل).
[136] قوله: ((به)) ليس في (م).
[137] في (ج): ((بكرة)).
[138] في (م): ((بسرٍ)).
[139] في الأصل (ط) و(ل): ((للتارك)).
[140] في (م): ((نائمٌ)).
[141] قوله: ((من أهل الفضل)) ليس في (م).
[142] في (ج) و(م): ((هذا))، وفي (ل): ((فتشوش هذا)).
[143] قوله: ((على)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[144] قوله: ((من)) ليس في (ج) و(م) و(ل).
[145] في (م): ((زمانهم))، وقوله: ((كل)) ليس في (ج).
[146] في (م): ((بما)).
[147] في (ج) و(ل): ((إلى النظر)).
[148] في (ل): ((زنا)).
[149] قوله: ((هو أن يقال)) ليس في الأصل (ط) و(ل) والمثبت مِن النسخ الأخرى.
[150] في (ج): ((الأبصر إلا بهذا)).
[151] في (ج): ((أكبر)).
[152] قوله: ((وإن كان المعنى الجارحة)) ليس في (ج).
[153] في (ج) و(ل): ((النووي)).
[154] قوله: ((إذا)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[155] في (ج): ((يكسر))، وفي (م): ((فربما كسر))، وفي (ل): ((فربما يقطع)).
[156] قوله: ((من)) ليس في (م).
[157] قوله: ((النبي)) ليس في (م) و(ل).
[158] في (ج) و(ل): ((أنه)).
[159] قوله: ((وادْفَعُوا البَلَاءَ بِالصَّدَقَةَ)) ليست في (ل)، وأخرجه البيهقي ░6385▒ من حديث ابن مسعود.
[160] في (ج): ((أن بعض الناس يعجز عن أخذ))، وفي (م): ((إلا من أجل أن يعجز بعض الناس عن أحد)).
[161] في (م): ((فرج فيقول)).
[162] في (ج): ((فيقول قد أمسكت)).
[163] في (ج) و(م): ((مهملة)).
[164] قوله: ((وهو)) ليس في الأصل (ط) و(ل).
[165] في (ج) و(ل): ((مختص))، وفي (م): ((يعني الحفظ مختصٌ)).
[166] ورد في (ل): ((ينبه أيضًا)).
[167] زاد في (م): ((له)).