-
المقدمة
-
حديث: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة
-
حديث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
-
حديث: بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا
-
حديث: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
-
حديث: من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا
-
حديث: إن الدين يسر
-
حديث: مرحبًا بالقوم غير خزايا ولا ندامى
-
حديث: إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة
-
باب العلم قبل القول والعمل
-
حديث: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين
-
حديث: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته
-
حديث: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد..
-
حديث: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
-
حديث: أنَّ عائشة كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه
-
حديث: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
-
حديث: لا ينفتل حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا
-
حديث: إذا بال أحدكم فلا ياخذن ذكره بيمينه
-
حديث: أن رجلًا رأى كلبًا يأكل الثَّرى من العطش
-
حديث: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم
-
حديث عائشة: أنها كانت تغسل المني من ثوب النبي ثم أراه..
-
حديث: كانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها
-
حديث: خذي فرصةً ممسكةً، فتوضئي ثلاثًا
-
حديث: إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة
-
حديث جابر بن عبد الله وأبي سعيد أنهما صليا في السفينة قائمين
-
حديث: كنا نصلي مع رسول الله فيضع أحدنا طرف الثوب
-
حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه
-
حديث: كان النبي يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله
-
حديث: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة
-
حديث: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه
-
حديث: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة ؟
-
حديث: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس
-
حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره
-
حديث: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
-
حديث: من نسي صلاةً فليصل إذا ذكرها
-
حديث: إني أراك تحب الغنم والبادية
-
حديث: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول
-
حديث: فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
-
حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة
-
حديث: على مكانكم
-
حديث: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
-
حديث: إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
-
حديث: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاةً ولا أتم من النبي
-
حديث: قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم
-
حديث: زادك الله حرصًا ولا تعد
-
حديث: ارجع فصل فإنك لم تصل
-
حديث: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا..
-
حديث: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب
-
حديث: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب
-
حديث: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة
-
حديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
-
حديث: كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة
-
حديث: أصليت يا فلان؟
-
حديث: أصابت الناس سنة على عهد النبي
-
حديث: أن رسول الله كان يصلي قبل الظهر ركعتين
-
حديث: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة
-
حديث: كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات
-
حديث: ما العمل في أيام أفضل منها في هذه
-
حديث: كان النبي يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل
-
حديث: ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار
-
حديث: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
-
حديث أبي هريرة: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
-
حديث: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا عندنا
-
حديث: يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر
-
حديث البراء: أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع
-
حديث: أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس
-
حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى
-
حديث: من رأى منكم الليلة رؤيا
-
حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا
-
حديث: قال رجل: لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته
-
حديث: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها
-
باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى
-
حديث: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق
-
حديث: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة
-
حديث: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة
-
حديث: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك
-
حديث: كان الفضل رديف رسول الله
-
حديث: لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات
-
حديث: اعملوا فإنكم على عمل صالح
-
حديث: ما رأيت النبي صلى صلاة بغير ميقاتها إلا صلاتين
-
حديث: بعثني النبي فقمت على البدن
-
باب: إذا أحرم جاهلًا وعليه قميص
-
حديث: يا بني النجار ثامنوني
-
حديث: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة
-
حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
-
حديث: من استطاع الباءة فليتزوج
-
حديث: تسحرنا مع رسول الله ثم قام إلى الصلاة
-
باب: إذا جامع في رمضان
-
حديث: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر
-
حديث: إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فلا تأكل
-
حديث: إن كان يدًا بيد فلا بأس وإن كان نساءً فلا يصلح
-
حديث: ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده
-
حديث: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
-
حديث: خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف
-
حديث: من صور صورةً فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح
-
حديث: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله
-
حديث: قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما
-
حديث: لا حمى إلا لله ولرسوله
-
حديث: ما أحب أنه يحول لي ذهبًا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث
-
حديث: إياكم والجلوس على الطرقات
-
حديث: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش
-
حديث: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا
-
حديث: الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونًا
-
حديث: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة
-
باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه ولا عتاقة
-
حديث: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه
-
حديث: لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت
-
حديث: الأيمنون الأيمنون ألا فيمنوا
-
حديث: كان النبي يقبل الهدية ويثيب عليها
-
باب: إذا وهب دينًا على رجل
-
حديث: هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت
-
حديث: من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإن..
-
حديث: لا تشتر ولا تعد في صدقتك
-
حديث: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته
-
حديث: لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
-
حديث: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
-
حديث: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم
-
حديث: من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت..
-
حديث: من حلف على يمين كاذبًا ليقتطع مال رجل
-
حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم
-
حديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس
-
حديث: صالح النبي المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء
-
حديث: إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة
-
حديث: يا معشر قريش اشتروا أنفسكم
-
حديث: أن رسول الله رأى رجلًا يسوق بدنة فقال: اركبها
-
حديث: يا رسول الله إن أمي توفيت أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟
-
حديث: قدم رسول الله المدينة ليس له خادم
-
حديث: يا رسول الله، أي العمل أفضل ؟
-
حديث ابن عباس: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية
-
حديث: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة
-
حديث: الطاعون شهادة لكل مسلم
-
حديث: لولا أنت ما اهتدينا
-
حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار..
-
حديث: من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا
-
حديث: من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده
-
حديث: يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟
-
حديث: الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
-
حديث عائشة: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان..
-
باب ما قيل في الرماح
-
حديث: أن النبي رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في..
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين
-
حديث أبي هريرة: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله
-
حديث: أن رسول الله في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت
-
حديث: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس
-
حديث: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده
-
حديث: أحي والداك؟ قال: نعم.قال: ففيهما فجاهد
-
حديث: لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم
-
حديث: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: الرجل تكون له الأمة فيعلمها
-
حديث: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله
-
حديث: إن وجدتم فلانًا وفلانًا فأحرقوهما بالنار
-
حديث أنس: أن رسول الله دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر
-
حديث ابن عمر: ذهب فرس له فأخذه
-
حديث: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد
-
حديث: والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم
-
حديث: أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا...
-
حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
-
حديث: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟
-
حديث: لما قضى الله الخلق كتب في كتابه
-
حديث: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان فأتيت بطست من ذهب
-
حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا
-
حديث: إن الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء
-
حديث: كل ذاك يأتي الملك أحيانًا في مثل صلصلة الجرس
-
حديث: كان رسول الله أجود الناس.
-
حديث: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت
-
حديث: إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
-
حديث: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد
-
حديث: أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال: بسم الله اللهم جنبنا...
-
حديث: إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز
-
حديث: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا
-
حديث: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
-
حديث أبي هريرة: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر
-
حديث: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
-
حديث رافع: الحمى من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء
-
حديث: ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
-
حديث: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه...
-
حديث: إذا استجنح فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ
-
حديث: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة
-
حديث: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان
-
حديث: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط
-
حديث: هو اختلاس يختلس الشيطان من صلاة أحدكم
-
حديث: الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان
-
حديث: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
-
حديث: فصم يومًا وأفطر يومًا وذلك صيام داود
-
حديث: أحب الصيام إلى الله صيام داود
-
حديث: يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: المسجد الحرام
-
حديث: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى
-
حديث: إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة
-
حديث: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء
-
حديث: لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر
-
حديث: الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل
-
حديث عائشة: عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله
-
حديث: أتشفع في حد من حدود الله
-
حديث: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به
-
حديث: ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
-
حديث: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي
-
حديث: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبًا...
-
حديث: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم
-
حديث: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة
-
حديث: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام
-
حديث: من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
-
حديث: أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه...
-
حديث: رأيت النبي يقرأ وهو على ناقته
-
حديث: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا...
-
حديث: يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاق
-
حديث: حجي واشترطي قولي: اللهم محلي حيث حبستني
-
حديث: كان النبي يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا
-
حديث: يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة
-
حديث: أن النبي كان يبيع نخل بني النضير
-
حديث: ما كان النبي يصنع في البيت قالت كان في مهنة أهله
-
حديث: ادع لي رجالًا وادع لي من لقيت
-
حديث: من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوةً لم يضره...
-
حديث: إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها
-
حديث: أما ما ذكرت من أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها...
-
حديث: ذبحنا على عهد رسول الله فرسًا ونحن بالمدينة فأكلناه
-
حديث: ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير...
-
حديث: نهى النبي يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص...
-
حديث: أن رسول الله نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع
-
حديث: هل لا استمتعتم بإهابها ؟!
-
حديث: ألقوها وما حولها وكلوه.
-
حديث: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر
-
حديث: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم
-
حديث: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
-
حديث: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم
-
حديث: نهى النبي عن الشرب من فم القربة أو السقاء
-
حديث: لن يدخل أحدًا عمله الجنة
-
حديث: الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم
-
حديث: في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام
-
حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر
-
حديث أبي جحيفة: رأيت بلالًا جاء بعنزة فركزها
-
حديث: أهدي لرسول الله فروج حرير فلبسه
-
حديث: لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء
-
حديث: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
-
حديث: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
-
حديث: إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه
-
حديث: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه
-
حديث: من يلي من هذه البنات شيئًا فأحسن إليهن...
-
حديث: لله أرحم بعباده من هذه بولدها
-
حديث: جعل الله الرحمة مئة جزء فأمسك عنده تسعةً وتسعين...
-
حديث: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم...
-
حديث: ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان
-
حديث: من لا يرحم لا يرحم.
-
حديث عائشة: ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت...
-
حديث: حق الجوار في قرب الأبواب
-
حديث: كل معروف صدقة
-
حديث ابن عمر: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له...
-
حديث: إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة
-
حديث: لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي
-
حديث: قال الله: يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر
-
حديث: ويقولون الكرم إنما الكرم قلب المؤمن
-
حديث أبي هريرة: سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي...
-
حديث: أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله
-
حديث: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله
-
حديث: إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة
-
حديث: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا
-
حديث: نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر
-
حديث: من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى...
-
حديث: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي
-
حديث: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف...
-
حديث: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت
-
حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
-
حديث: يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد
-
حديث: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
-
حديث: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء
-
حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك
-
حديث: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض
-
حديث عدي: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة
-
حديث: يقال لأهل الجنة خلود لا موت
-
حديث: يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة
-
حديث: إنه لا يرد شيئًا وإنما يستخرج به من البخيل
-
حديث: من أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه
-
حديث: ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه
-
حديث: ابن أخت القوم منهم
-
حديث: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم...
-
حديث: لم يبق من النبوة إلا المبشرات
-
حديث: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
-
حديث: من رآني في المنام فقد رآني
-
حديث: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه
-
حديث: بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي
-
حديث: إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن
-
حديث: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين
-
حديث: الرؤيا الحسنة من الله
-
حديث: من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر عليه
-
حديث: يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح
-
حديث: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
-
حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم
-
حديث: أذن في قومك يوم عاشوراء أن من أكل فليتم بقية يومه
-
حديث: يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت ؟
-
حديث: مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمها إلا الله
-
حديث: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت رسول الله ليلة...
-
حديث: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل...
-
حديث: يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها
-
حديث: قال الله: أنا عند ظن عبدي بي
-
حديث: إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة.
-
المرائي الحسان
14- (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ(1) عَمْروِ بنِ العَاصِ(2) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ / الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِن الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ...(3)) الحديث. [خ¦100]
ظاهرُ الحديثِ يدلُّ علَى أنَّ قبضَ العلمِ يكونُ شيئًا بعدَ شيءٍ، ولا يكونُ مرَّةً واحدةً، والكلامُ عليهِ مِنْ وجوهٍ:
الوجهُ الأوَّلُ: قولُه ◙ : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِن الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ(4) العلمَ بقبضِ العُلَماءِ) فيه دليلٌ لأهلِ السنّةِ حيثُ يقولونَ بأنَّ الأعمالَ خَلْقٌ للربِّ وكَسْبٌ للعبدِ؛ لأنَّه لا يقبضُ إلَّا ما قدْ أَعطَى، فالقبضُ(5) بمعنى الاسترجاعِ، وقدْ صرَّحَ ◙ بإعطاءِ ذلكَ لعبيدِه(6) وبيَّنهُ في حديثٍ تقدَّم بيانُه، قالَ(7) فيه: ((مَن يُرِدِ اللهُ بهِ(8) خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)). فهذا الخَلْقُ للهِ قدْ ثبتَ بالنقلِ، وأما الكسبُ فهو مُشاهدٌ مَرئِيٌّ مَحسوسٌ؛ لأنَّ العلماءَ يَنقُلونَ العُلومَ ويَدرسونَ وهو تَكُسُّبُهم.
الثاني(9): الألفُ واللامُ في هذا (العلمِ) المذكورِ(10) يُحتَمَلُ أن تكونَ للجنسِ(11) ويحتملُ أنْ تكون(12) للعهدِ، والأَظْهَرُ مِنَ الاحتمَالَينِ العهدُ(13) للقرينةِ التي أتتْ في الحديثِ بعد تبينِه، وهو قولُهُ: (ضَلُّوا وأَضَلُّوا) والضلالُ المحذورُ إنما هوَ فيما عدا العلومِ الشرعيةِ؛ لأنَّ العلومَ الشرعيةَ هيَ(14) التي بها الهدايةُ، ولا يُقالُ لغيرِها مِن العلوم: هِدايةٌ مُطلَقةٌ حتى تُحققَ(15) باللفظِ، فيقالُ: هدايةٌ لكذا وضلالٌ عن كذا، والعِلمُ المَذكور هنا المرادُ بهِ: الفَهْمُ في(16) كتاب الله وسنةِ نبيِّه ◙ .
الوجه(17) الثالثُ: لقائلٍ أن يقولَ: ظاهرُ(18) الحديثِ مُعارِضٌ لِمَا رُوِيَ عنهُ ◙ في الكتابِ العزيزِ: أنَّهُ يُرفَع جُملةً واحدةً، وقيل له: يا رسول الله، أَوَلَيْسَ قد وَعَيناهُ في صُدورِنا وأَثْبَتْناهُ / في مَصاحِفِنا وعلَّمناهُ أبناءَنا ونساءَنا؟ فقالَ ◙ : «تَأتِي(19) عليهِ ليلةٌ يُرفَع مِن الصدورِ(20) والمَصَاحفِ فلا يبقى في الصدورِ ولا في المصاحف منهُ شيءٌ». ثم تَلا قولَه ╡ : {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} [الإسراء:86].
والجوابُ(21): أنَّه لا تعارضَ بينهما، بدليلِ ما نقلناهُ عن الأئمةِ بأنَّ العلمَ نورٌ يَضَعُهُ اللهُ في القلوبِ فيقعُ بذلكَ النورِ الفَهْمُ في كتابِ اللهِ ╡ (22) وفي(23) سنةِ نبيِّه ◙ ، وقدْ نطقَ الكِتابُ والحديثُ بهذا المعنى، وبيَّنَه أَتَمَّ بيانٍ.
فأمَّا الكتابُ فقولُه ╡ : {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83]، ولا يُفهَم(24) معاني القرآنِ وأحكامُه إلَّا بالنورِ، ومهما فُقِدَ النُّور(25) وقعَ الضلالُ، نعوذُ باللهِ مِن ذلكَ.
وأما الحديثُ فقولُه ◙ : «أنتُمْ في زمانٍ كثيرٌ فُقهاؤُه، قليلٌ قُرَّاؤُه، تُحفَظُ فيهِ حدودُ القرآنِ وتضيَّع(26) حروفه...» إلى آخر الكلام(27)، ثمَّ قالَ: «وسَيأتِي على النَّاسِ زمانٌ قليلٌ فقهاؤُه، كَثيرٌ قُرَّاؤُهُ، تُحفَظُ فيه حُروفُ القُرآنِ وتُضَيَّعُ حُدودُهُ»(28). فقد جعلَ ◙ أولئكَ(29) يفهمونَ وهؤلاءِ لا يفهمونَ، مع أنَّ هؤلاءَ أكثرُ حِفظًا وأكثرَ ضَبطًا للحروفِ، وأتى بذلكَ في مَعرضِ الذمِّ لهؤلاءِ لكونِهم لا يفهمونَ الأحكامَ، فلم يبقَ إلا أنْ يكونَ النورُ الذي كانَ عندَ أولئكَ(30) عَدِمَهُ هؤلاءِ، فرجعَ المساكينُ مثلَ بعضِ مَن تقدَّم منَ الأُممِ الماضيةِ نَقَلَةً وحَمَلَةً؛ لأن اللهَ ╡ قد وصفَهم بذلكَ في كتابِه حيثُ قالَ: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5].
وهاهوَ اليومَ / قد كَثُرَ هذا الأمرُ وتَفاحَشَ؛ لأنَّ النقلةَ والأَسفارَ قد كَثُرَتْ، والقليلُ النادر(31) مَن تَجد عِنْدَهُ طَرَفًا مِن العلمِ الذي هو النورُ، فهذا العلمُ هو(32) الذي يُقبَضُ شيئًا فشيئًا، فما يَزالُ(33) يرتفعُ شيئًا فشيئًا حتى يُرفَعَ(34) المُصحفُ، فإذا رُفِعَ المُصحفُ ارتفعَ معه ذلكَ الطرفُ مِنَ النورِ الذي(35) بقِيَ عندَهم، فيبقونَ بعدَ ذلكَ في الضلالةِ يتخبَّطونَ، وعن طريقِ الحقِّ زَاهِقونَ، مع أنَّ الأحكامَ تبقى عندهم مَسطورةً في الكتبِ، لكن بعدمِ(36) النُّورِ وارتفاعِ الأصلِ لا يفهمونَ تلكَ الأحكامَ، ففي إبقاءِ الأصلِ إِشارَةٌ(37) ببقاءِ ذلكَ النورِ وإنْ قلَّ.
الوجهُ(38) الرابع: لقائلٍ أن يقولَ: لِمَ نَعتَ ◙ القبضَ أولًا بالنَّزْعِ ثم نعتَهُ بعدَ ذلكَ بصفتِهِ التي هي: القَبْضُ؟
الجوابُ(39): أنَّ الانتزاعَ فيهِ شِدَّةٌ وغِلظةٌ، والقَبضُ فيه لِينٌ وتَسهيلٌ، فأخبرَ ◙ بأنَّ شدَّةَ الانتزاعِ لا تكون(40)، وإنَّما يكون قَبْضٌ برِفقٍ، لاسيما وقدْ جعلَه ╡ مُغطّى بحكمةِ قبضِ الوعاءِ، وذلكَ(41) ألطفُ(42) وأخفُّ، لأنه(43) لو كان قبضُه بادِيًا دونَ حِكمة تَستُرُه(44) لكانَ العالِمُ يجدُ(45) منهُ خَوفًا ووَحشةً وهو ╡ بعبادِه رؤوفٌ رحيمٌ؛ لأنَّهُ العالِمَ إذا ماتَ لم يَقطعِ الناس إِياسهم بأنَّ اللهَ ╡ يُقيمُ عَالِمًا مَقامَه، فإذا أُقيمَ ذلكَ العالِمُ مَقامَ الأوَّلِ انجبرتِ النفوسُ ولم يَحصُل لها عِلمٌ بمقدارِ مَن قُبِضَ ومَن أقيم، فبقيت الآمالُ في الفضلِ راجِيةً والعينُ بما أُبْدلتْ(46) قَريرَةً، وهذا أَبدَعُ ما يكونُ مِن اللُّطفِ والحكمةِ.
الوجهُ(47) الخامسُ: إذا قُبِضَ(48) العالِمُ ثم أُقِيمَ آخرُ مقامَه هل يكونُ مثلَه فيَجبُرُ تلكَ الخَلَّةَ التي وقعتْ في الإسلامِ أم(49) لا؟
ظاهرُ / الحديثِ يفيدُ أنْ: لا، ويعارضُه قولُه ◙ : «إذا مَاتَ العالِمُ ثُلِمَتْ في الإسلامِ ثُلْمَةٌ لا يَسُدُّها إلا عالِمٌ آخرُ»، فظاهرُ هذا معارضٌ لِمَا نحنُ بسبيلِهِ، وفي الحقيقةِ ليسَ بينهما تعارضٌ؛ لأنه إذا ماتَ(50) الأوَّل وقامَ الثاني فَسَدَّ تلكَ الثُّلْمَةَ، فهوَ معلومٌ بالضَّرورةِ أنهُ ليسَ كالأولِ على حدٍّ سَواء؛ لأنَّ الثوبَ المُرقَّعَ ليسَ كالصحيحِ، وكلاهما يسترُ، وإنْ كانَ لا يحس(51) في المُرقَّعِ وهذا موجودٌ حِسًّا، لا سيما(52) إذا قلنا: بأنَّ(53) العلمَ كما قدَّمناهُ عن(54) أئمةِ الدِّين نورٌ يضعُه اللهُ في القلوبِ، فنقصُهُ(55) معلومٌ بالضرورةِ وموجودٌ حِسًّا لأنَّ نورَ الصحابةِ ♥ ليسَ كنورِ التابعينِ، ونورُ التابعينَ ليس كنورِ تابعي التابعينَ، ثمَّ كذلكَ جيلًا بعد جيلٍ، ففي كلِّ جيلٍ(56) يَرتفِعُ منهُ شيءٌ ويَقِلُّ.
ولأجلِ هذا المعنى(57) كانَ العِلْمُ أولًا في صدورِ الرجالِ، ثم انتقلَ إلى الأوراقِ والكتبِ، وبقيت مفاتِيحُهُ في صدورِ الرجالِ، ثمَّ الآنَ كثرتِ الكتبُ والأَسفارُ وقلَّتِ المفاتيحُ، وإنْ وَجدنا(58) مِفتاحًا(59) فقَلَّ ما يكونُ مُستقيمًا إلا النادرُ القليلُ، ثم رجعتِ العلومُ الشرعيةُ مثلَ علمِ القرآنِ والحديثِ كقَدَحِ(60) الراكِبِ، وما بَقِيَ النظرُ إلَّا في بعضِ علومِ(61) الفروعِ، وانصرفتِ الهِمَمُ إلى علمِ الجَدَلِ والمنطِقِ وعلمِ النجومِ وعلم الطَبائعيِّينَ وما أشبهَ ذلكَ، فارتكبوا النهيَ واستقرَّتْ سُنَّتُهم الذَميمَةُ عليهِ؛ لأنَّ النبيَّ صلعم يقولُ: «لا تَجعلونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ(62)». وهؤلاء قد(63) اتَّخذوا القرآنَ والحديثَ كذلكَ، ثم يَزيدونَ الكلامَ في دينِ اللهِ بتلكَ العلومِ الرَّدِيئَةِ، فمَن كان باكيًا فليَبْكِ على / ذهابِ العلمِ وأهلِه(64) والدِّين ِوضَعفِه، فإِنَّا لله وإنا إليه راجعونَ، فمُنذُ انتقلَ النبيُّ صلعم إلى رحمةِ ربِّه أخذَ العلمُ في النقصِ شيئًا بعدَ شيءٍ إلى هَلُمَّ جَرًا إلى أنْ يُرفعَ القرآنُ، وقدْ نصَّ بعضُ الصحابةِ على هذا المعنى وبيَّنَه، حيثُ قالَ: لم ننفِضْ أيدِينا مِن الترابِ حِينَ دفَنَّا النبيَّ صلعم إلا ووجدنا النقصَ في قُلوبِنا، لكنْ كانَ النقصُ في ذلكَ الوقتِ لا يعرِفُه إلا أهلُ القلوبِ، وكذلكَ في القَرنِ الذي بعدَه، وكذلكَ في القرنِ الثالثِ الذينَ شهدَ(65) لهم النبيُّ صلعم بأنهم خيرُ القُرونِ، فالعلمُ إذ ذاكَ يَنْقُصُ وهو في الظاهرِ(66) متوافرٌ متزايدٌ لكَثرةِ(67) العلماءِ وكَثرةِ الكُتبِ.
والمعنى الخاصُّ الذي أشرنا إليه لا يَعرِفُه إلا مَن أشرنا إليه؛ وهم أهلُ القلوبِ، ولذلكَ قالَ أُسامةُ بن زَيدٍ ☺: ((إني لأَسمعُ منكُم في اليومِ أشياءَ مِرارًا لا تُبالونَ بها، كنَّا(68) نَعُدُّها في زمانِ رسولِ اللهِ صلعم (69) مِن المُوبِقاتِ))(70)، ثمَّ بعدَ القرنِ(71) الثالثِ رجعَ النقصُ يَظهرُ لسائرِ الناسِ ويَستبينُ، وهاهو اليومَ أَظهرُ مِنَ الشمسِ في الظَهيرةِ ليسَ دونَها سحابٌ.
الوجهُ(72) السادسُ: لقائلٍ أن يقولَ: هذا الحديثُ مُعارِضٌ لقولِه ◙ في الحديثِ المتقدِّمِ: «لنْ(73) تزالَ هذهِ الأُمَّةُ قائمةً على أَمرِ اللهِ لا يَضرُّهُم مَن خالفَهم حتى يأتِيَ أمرُ اللهِ». وأَخبرَ هُنا: بأنَّ العلمَ يُقبَضُ، وإذا قُبِضَ العلمُ بَقِيَ الجهلُ فيقعُ الضلالُ كما(74) نصَّ النبيُّ صلعم عليهِ(75).
والجوابُ: أنَّه لا تعارضَ بينهما؛ لأنَّ المرادَ بالطائفةِ المذكورةِ في الحديثِ / المتقدِّمِ أنَّها تبقى مُوفيةً بالحقِّ الذي يَلزمُها لا تُخِلُّ منهُ بشيءٍ، وأمَّا العلمُ الذي هو النُّورُ فليسَ هو عندهم كما كانَ عندَ مَن تقدَّمَهم، يؤيِّدُ هذا المعنى قولُه ◙ : «أَنتُمْ في زَمانٍ مَن تركَ عُشْرَ مَا أُمِرَ بهِ هَلَكَ، ويَأتِي زَمَانٌ مَن فعلَ عُشْرَ مَا أُمِرَ بهِ نَجَا» يُريدُ في أعمالِ البرِّ مِن المَندوباتِ عدا الفرائضِ؛ لأنَّ الفرضَ في أوَّل الزمانِ وآخرِه مطلوبٌ على حدٍّ سواء، وإنما المُعتبرُ(76) هنا الذي عليه وقعَ النصُّ (ما عدا الفرضِ) مِن أعمالِ البرِّ؛ لأن الدِّينَ(77) مطلوبٌ بفرضِه ونَدبِه وآدَابِه(78) ونَفْلِه.
وكان الصدرُ الأولُ ♥ يُحافظونَ على تَوفِيَةِ(79) ذلكَ، وكان النبيُّ صلعم يطلبُ ذلكَ منهم ويُحَرِّضُهم عليه، مثلُ ما رُوِيَ عنهُ صلعم (80) أنَّه هَمَّ أن يُحرِّقَ بُيوتَ قَومٍ كانوا لا يَشهدونَ الجَماعةَ، وشُهودُ الجماعةِ على الواحدِ مَندوبٌ، وكذلك(81) ما رُوِيَ عنِ الصحابةِ ♥ أنهم كانوا يَطلبونَ مِن الناسِ تَسْويةَ الصُّفوفِ، وتَسويةُ الصفوفِ في الصلاةِ مِن المَندوبِ، فكانوا ♥ يَحُضُّونَ على ذلكَ أكثرَ الحَضِّ، ويَحرِصونَ عليه أكثرَ الحِرْصِ؛ لِئلا يقعَ لهم خَللٌ في شيءٍ مِن ذلكَ فيقَعون في تركِ ما حُدَّ لهم، وأما اليومُ فذلكَ لا يُتَصوَّرُ لِمَا حَدَثَ في الأعمالِ مِن البدعِ والمُنكراتِ، وقلَّ أن يتخلَّصَ العُشْرُ إلا بالجهدِ الكبيرِ، ونعني بالخَلاصِ هنا أن يقعَ العملُ على نحوِ ما حُدَّ وشُرِعَ دونَ بِدعةٍ ولا مُنكَرٍ(82)، ومثالُ ذلكَ: شُهودُ الجَنازةِ أو الصلاةُ عليها أو حُضورُ العرسِ وما أشبهَ / ذلكَ، قلَّ أن يَقدِرَ الإنسانُ أن يفعلَ شيئًا مِن ذلكَ لِما كَثُرَ فيهِ مِنَ البِدَعِ الفاحشةِ والمَنَاكِرِ المُتْلِفَةِ(83) إلا نادرٌ قليلٌ، فليسَ تركُهم للتِّسعَةِ الأَعْشَارِ رغبةً عَنها ولا زُهدًا فيها، ولو كانَ كذلكَ لَمَا نَجَوا، وإنَّما هوَ مِن أجلِ ما قرَّرناهُ، فالطائفةُ المَذكورةُ المرادُ بها ما بيَّناهُ هنا مِن أنها لا تُنْقِصُ(84) مما يلزمُها شيئًا.
الوجهُ(85) السابعُ: يَظهرُ مِن الحكمةِ في نصِ(86) هذا العلمِ وجهانِ:
الأول: أنَّه لما كانَ العلماءُ ورثَةُ الأنبياءِ ‰، فمعلومٌ بالضَّرورةِ القَطعيَّةِ أنَّ العلماءَ ليس(87) كالأنبياءِ، وذلكَ موجودٌ مُشاهدٌ في عالمِ الحسِّ؛ لأنَّ الوارِثَ(88) ليسَ كالمَوروثِ مِن كلِّ الجهاتِ، وإن(89) كانَ يَرِثُ جميعَ المالِ؛ لأنَّ المُتوفَّى ينفردُ بالكَفَنِ ومَؤنةِ الدَّفنِ وما يُحتاجُ إليه في تَجهيزِهِ، فقد نَقَصَ مِن المالِ شيءٌ ما(90) دخلَ مع المَوروثِ في قبرِهِ لا(91) ينتفعُ الوارثُ بهِ ولا يستطيعُ الوصولَ إليهِ، هذا إذا لم يُوصِ، فإن أَوصَى(92) فقدْ أَباحَتْ لهُ الشَّريعةُ الوَصيَّةَ بالثُلُثِ، فقالَ ╕(93): «إنَّ اللهَ تصدَّقَ(94) عليكُمْ بثُلُثِ أموالِكمْ تَتَصَدَّقون بها عندَ مَوتِكُمْ» فحجَزَهُ عن الوارث، والحِكمَةُ فيما نحنُ بسبيلِه مِن هذا القبيلِ؛ لأنَّ كلَّ مَن أُنعِمَ عليه بشيءٍ لا بُدَّ أَن يختصَّ منه بشيءٍ لا ينالُه غيرُه بمقتضى الحِكمَةِ.
الثاني: أنَّ الوعاءَ له اشتراكٌ ما معَ ما أُودِعَ فيهِ، فلا بدَّ لهُ أن يَصحبَه منهُ شيءٌ يدلُّ على ما كانَ فيهِ، وذلكَ الشيءُ الباقي(95) نقصٌ مِن الشيءِ المُودَعِ فيهِ؛ مثالُ ذلكَ: أَوانٍ(96) مملوءَةٍ أحدُها زيتًا والأُخرى(97) عَسلًا والأُخرى(98) سَمنًا، إلى غيرِ ذلكَ مِنَ الأشياءِ، فلا بدَّ أن يبقى في الوعاءِ بقيةٌ تدلُّ على ما كانَ فيهِ، وذلكَ الشيءُ الباقِي في الوعاءِ نَقصٌ مِن الشيءِ المُودَعِ فيهِ، وإنْ كانت العلومُ أَنوارًا لا ينتقصُ مِن عُيونِها شيء(99)، لكنْ لمَّا أنْ شاءَ الحكيمُ(100) في أنْ يُرفَعَ مع(101) أوعيتِها شيءٌ منها وقعَ ظهورُ النقصِ في هذا العالم فاتَّحدت النسبةُ بمقتضى الحكمةِ كما أشرنا، ولذلكَ / قالَ أهلُ التحقيقِ: عددُ الطُرقِ إلى اللهِ ╡ على عددِ الأَنفاسِ؛ لأنه(102) ليسَ كلُّ شخصٍ حالُهُ كمثلِ حالِ الآخرِ مِن كلِّ الجهاتِ، وإنْ وقعَ الشَّبَهُ بين الحالين(103) فلا بدَّ مِن فَرْقٍ ما بينَهما كما هو(104) مشاهدٌ في عالمِ الحِسِّ، فصُوَرُ الناسِ في وَضْعِ الخِلقَةِ على حدٍّ واحدٍ، وليس في حقيقةِ الشَّبَهِ كذلكَ؛ لأن كلَّ واحدٍ يَختصُّ بصفةٍ ما يمتازُ بها في النَّعتِ عن غيرهِ وإنْ أَشْبَهَهُ في أكثرِ الصفاتِ، فكذلكَ(105) جميعُ الحيواناتِ على اختلافِ أَصنافِها على حدٍّ واحدٍ في صِنفِهِ(106) في وضعِ الخِلقَةِ، وليسَ كذلكَ في حقيقةِ الشَّبَهِ، فسُبحانَ مَن أَظهرَ أَثَرَ عِظمِ(107) قُدرَتِهِ بجميلِ وضعِ حِكمتِهِ في جميعِ بريَّتِه، ولأجلِ هذا المعنى الذي أشرنا إليه أَحالَ ╡ في كتابِه بالنظرِ إليهِ ليُستَدَلَّ به(108) على وحدانيتِهِ، فقالَ عزَّ مِن قائلٍ(109): {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت:53].
الوجهُ الثامنُ: قولُه ◙ : (حَتَّى إذا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا فَسُئِلوا فَأَفْتَوا بغيرِ عِلمٍ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا).
فيه دليلٌ على أنَّ الضلالَ المخوفَ لا يقعُ مهما بَقِيَ مِنَ الطائفةِ المذكورةِ واحدٌ؛ لأن تلكَ الطائفةَ همُ الذينَ تمسَّكوا بالعلمِ وعملوا بهِ، لأنَّه مهما بَقِيَ عَالِمٌ واحدٌ على الحقِّ لم تضرَّ الضلالةُ وإنْ ظهرتْ، لعدمِ الإجماعِ(110) عليها، وقدْ قالَ ╕(111): «لَنْ تَجتَمِعَ أُمَّتي على ضَلالةٍ» وكثيرٌ ما بينَ الظهورِ والإجماعِ؛ لأنَّ الإجماعَ(112) هيَ الحالقة(113)، أَعاذَنا اللهُ مِن ذلكَ بَمِّنهِ.
تبيينُ سرِّ ذلكَ وتوضيحُه(114) مارُوِيَ أنَّ أحدَ أنبياءِ بَنِي اسرائيلَ مرَّ على قريةٍ وقدْ أَهلكَها اللهُ، فقال: يا ربِّ! كيفَ أهلَكْتَهم وكنتُ أعرفُ فيها(115) رجلًا صالحًا؟ فأوحى اللهُ إليهِ أنَّه لم يَغَر لي قطُّ / يومًا واحدًا، فأفادَ ذلكَ أن موافقَتَهُ لهم على الباطلِ _وإن كانَ يَعرِفُ الحقَّ_ كان سببَ هلاكِهم، ولو خالفَهم ما هلكَ ولا(116) هلكُوا.
الوجهُ التاسعُ: في هذا المعنى وجهٌ مِن الحِكمةِ والاعتبارِ، وذلك أنهُ لمَّا أن جعل ╡ هذهِ الدارَ للتغييرِ والذهابِ جعلَ كلَّ ما فيها بمُقتضَى الحِكمةِ بتلكَ النِسبةِ يلحقُه النَّقصُ والذهابُ؛ لأن(117) أجَلَّ ما فيها العلمِ والإيمانِ وهَاهُما يَلحقهما(118) النقصُ حتى يذهبا، فلَحِقَتْ عِلَّةُ الدارِ لساكِنِها(119) وما فيها.
الوجه العاشرُ: في هذا المعنى ترغيبٌ للزهدِ في هذه الدنيا، وتحريضٌ على(120) تركِها؛ إذ هي وما فيها للنقصِ والذهابِ، ففي ماذا(121) الرَّغبةُ؟ وعلى(122) ماذا التَّعبُ؟.
الوجهُ(123) الحادي عشرَ: فيه دليلٌ على أنَّ بلاءَ هذهِ الدارِ أكثرُ مِن خيرِها؛ لأنَّه إذا قلَّ العلمُ والإيمانُ _وهما عينُ الخيرِ_ كَثُرَ ضِدُّهما، وهو(124) الكُفْرُ والجَهلُ، فهما موجِبَان للشرِّ، بل هُما عَينُه.
الوجهُ(125) الثاني عشرَ: يؤخذُ مِن هذا مِنَ الفقهِ تأكيدُ التَّخَلِّي عن الالتفاتِ لهذهِ الدارِ وما فيها لمن عَقَلَ، إذْ إن خَيرَها يَقِلُّ وشَرَّها يزيدُ، فخَيرُها نادرٌ وشرُّها كثيرٌ موجودٌ، وقد قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ ☺: لو كانتِ الآخِرةُ مِن خَزَفٍ وهي باقيةٌ، والدُنيا مِن فضَّةٍ وهي فانِيَةٌ، لكانَ يَقتضِي الزُّهدَ في الدنيا وإنْ كانت مِن فِضَّة لكونِها فانِيَةً والرغبةَ في الآخِرَةِ وإن كانت مِن خَزَفٍ لأنها(126) باقِيةٌ، فكيفَ والأمرُ بضدِّ ذلكَ؟.
الوجهُ(127) الثالث عشرَ: فيهِ دليلٌ على أنَّ حقيقةَ الرِّياسَةِ لا تكونُ إلا بالعلمِ إذا كانَ على حقيقتِهِ، وهو أن يكونَ للهِ خالِصًا على مُقتضى الكتابِ والسنَّة، وأن رِياسَةَ(128) غيرِ العالِمِ ليسَت(129) بحقيقةٍ؛ لأنهُ ◙ قد نصَّ على / أنَّ العالِمَ ما دامَ بينَ أَظهُرِ الناسِ دامَ بهِ الخيرُ، وأنَّ الجاهلَ(130) إذا كانَ مكانَه وقعَ بهِ الضلالُ والهلاكُ.
والعِلَّةُ في هذا المَعنى ظاهرةٌ بَادِيَةٌ؛ لأن كلَّ الناسِ يحتاجونَ إلى العالِمِ ليُرشِدَهم لطريقِ ربِّهم ويُبيِّنَ لهم أمرَه ونَهيَه وغيرُ العالِمِ ليسَ كذلكَ؛ لأنَّه قد يَحتاجُ إليه بعضُ الناسِ في تلكَ اللحظَةِ(131) التي رَأَسَ فيها(132)، وقد لا يُحتاجُ إليه وهو الكثير، ولهذا المَعنى قالَ ◙ : «نِعمَ الرجلُ العالِمُ؛ إنِ احْتِيجَ إليهِ نفعَ، وإن استُغني عنهُ أَغنى نفسَه». ومَعنى الغِنى هنا(133): الغِنى بالله ╡ ، فهذهِ هي حقيقةُ الرِّئاسةِ، وقد بدأَ الآنَ(134) ما أَخبَرَ(135) الصادقُ ◙ : «رَأَسُوا بغَيرِ عِلمٍ فاسْتُفْتُوا فأَفْتَوا بغيرِ علمٍ فَضَلُّوا وأضَلُّوا(136) مَنِ اتَّبَعَهم»، فليَنْتَبِهِ الجاهلُ المِسكينُ من غَفلَتِه، وليُفِقْ مِن سَكرتِه، وليَحذرْ مِن هذا الأمرِ العظيمِ الذي حلَّ بهِ.
الرابعَ عشرَ(137): فيهِ دليلٌ على أنَّه لا بُدَّ للناس مِن رؤساءَ(138) بمُقتضَى الحِكمةِ؛ لأنه ◙ أخبرَ أنَّ العالِمَ إذا عُدِمَ لم يُبقِ الناسُ لأنفسِهم كذلكَ، وإنَّما يتَّخذونَ رؤساءَ غير ذلكَ الصِّنْفِ لتَشَبُّهِهم بهم، فيقعونَ إذْ ذاكَ في الضلالِ كما أخبرَ ◙ .
الخامسَ عشرَ(139): فيه دليلٌ على أنَّ أخذَ الأشياءِ على(140) غيرِ ما أَحْكَمَتْهُ(141) الشريعةُ لا يوجدُ لها فائدةٌ، بل تنعكسُ الفائدةُ بالضررِ؛ لأنَّ العوامَّ(142) لم(143) يتَّخذوا هؤلاءِ الجُهَّال(144) رؤساءَ إلا لأجلِ الفائدةِ التي عَهِدُوها ممَّن تشبَّهوا بهم، وهو الإرشادُ لِمَا يُصلِحُهم كما تقدَّمَ، فلمَّا لم يكنْ(145) فيهم الشُّروطُ التي أَحْكَمَتْها الشريعةُ جاءَهم إذْ ذاكَ ضِدُّ ما أَرادوه(146) وهو الضَّلالُ.
السادسَ عشرَ(147): فيهِ دليلٌ لمَن يقولُ بأنَّ العالِمَ لا يلزمُه التَّعليمُ قبلَ السؤالِ؛ لأنَّ الفُتيَا لم تقعْ / حتَّى وقعَ(148) السؤالُ.
السابعَ عشرَ: فيه دليلٌ على أنَّ البَهْرَجَةَ لا تجوزُ على عالِمٍ(149)؛ لأن العوامَّ إنما اتَّخذوا هؤلاءِ الجُهَّال رُؤوسًا لأجلِ تشَبُّهِهِم بأهلِ العلمِ في الكُتُبِ مثلًا، وفي جِنس الكُتُبِ(150) والنَّظرِ فيها، فلمَّا رأى(151) الناسُ ما جَرت العادةُ بهِ يكون ُعَلَمًا(152) على العالم(153) _وهو النورُ كما تقدَّم في وصفِه قبلُ_ ظنُّوهم(154) مِن العلماءِ الرؤُوسِ حقيقةً فصحَّت البَهْرَجَةُ عليهم، ولهذا قالَ يُمْنُ بن رِزْقٍ ☼: لقلَّةِ(155) العُقلاءِ لم تُعرفِ(156) الحَمْقَى، وهذا المعنى بنفسِه قد ظَهَرَ(157) اليومَ في زمانِنا هذا(158) وكَثُرَ وتفاحشَ بقومٍ(159) يقرؤونَ النحوَ والأُصولَ والمَنطِقَ وعلمَ الكلامِ وعلمَ الطَّبائِعِ(160) وما أشبهَ ذلكَ، ثم يدَّعونَ بها الرِّئاسةَ ويُريدونَ أن يُفتوا(161) في دينِ اللهِ بتلكَ العلومِ، وتَرَجَّحَ(162) ذلكَ عندَهم(163) بعقولِهم الفاسدةِ حتى إن بعضَهم يدَّعي الاجتهادَ على زعمِهِ ويُخَطِّئُ مَن تقدَّمَ مِن الفُضلاء وأئمةِ الدينِ، وذلك لقلَّة فَهمِهِ لِمَا قالوا وسُوءِ ظنِّه بهم، لأنَّه لو حسَّنَ بهم الظنَّ لعادَ عليه مِن بركتِهم بما(164) يَفهمُ كلامَهم، فالحذرَ الحذرَ مِن هذه الطائفةِ الرديئَةِ والعِصابةِ الجَهنَّميَّةِ(165)، وقد حذَّرَ ◙ عنها وبيَّنها أتمَّ بيانٍ، فقال: «يَأتي في آخرِ الزَّمانِ أقوامٌ يُحدِّثونَكم بما لَم تَعرِفوا أَنتم ولا آباؤُكُم» أو كما قالَ ◙ (166) «فخُذْ ما تَعرِفْ ودَعْ ما تُنكِر، وعليكَ بخُوَيِصَّةِ نفسِكَ»(167).
الوجهُ(168) الثامنَ عشرَ: فيه دليلٌ على أنَّ العامِيَّ وظيفتُه(169) السؤالُ والامْتِثَالُ دونَ بحثٍ؛ لأنه ◙ لم يجعلْ لهم في(170) الحديثِ وظيفةً(171) إلَّا السؤالَ وامْتِثالَ(172) ما يُشِير عليهم في ذلكَ السؤالِ(173)، وإنما ضَلُّوا(174) إذْ إنهم لم يُصادِفوا الرأسَ الحقيقيَّ.
التاسعَ عشرَ: فيه دليلٌ على أنَّ(175) مَن عَمِلَ بفتوى على / غيرِ وجهِها يَلحقُه مِن الإثمِ مثلَ ما يَلحَقُ المُفتي بها؛ لأنه ◙ قد جعلَهُ ضالًّا كما جعلَ ضلالَ الْمُفتِي(176) بذلكَ سواء، يُؤيِّدُ هذا المعنى ويَزيدُه إِيضاحًا ما رُوِيَ عنه ◙ في الضدِّ(177) أنَّه قالَ: «العالِمُ والمُتعلِّمُ شَريكانِ في الأَجرِ».
العشرونَ: فيه دليلٌ على أنَّ الجاهلَ لا يُعذَرُ بجهلِه عندَ وقوعِه في المحذورِ؛ لأنهُ ◙ قدْ جعلَ العَوامَّ الذينَ لم يُصيبوا بفُتْياهُمْ(178) أَهلها ضالينَ(179) مثلَ الذينَ أَفتُوهُم بها، مع أنهم المساكينُ جاهلون بالأمرِ ليسَ لهم معرفةٌ بما يُميِّزونَ الفُتيا الصحيحةَ من السقيمةِ(180)، فارجعْ أيها الهائم إلى(181) طريقِ الرشاد قبلَ سَبْقِ الحِرمان بغَلْقِ(182) البابِ.
[1] قوله: ((عبد الله بن)) زيادة من (ل) و (ف) على النسخ.
[2] زاد في (ج): ((أنه)).
[3] زاد في (ج) و(ل): ((حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا))، وقوله: ((الحديث)) ليس في (ف).
[4] قوله: ((يقبض)) ليس في (ل)، في (ف): ((يقبضه))، وقوله بعدها: ((العلم)) ليس في (ف).
[5] في (م): ((فالعبد)).
[6] في (ج): ((لعبده)).
[7] في (ل): ((قبل)).
[8] قوله: ((من يرد الله)) مكرر في الأصل.
[9] في (ف): ((الوجه الثاني)).
[10] قوله: ((المذكور)) ليس في (م).
[11] في (م): ((للعلم)).
[12] في (ل) و(ف): ((وتحتمل أن تكون)).
[13] في (م): ((للعهد)).
[14] قوله: ((هي)) ليس في (م)، وقوله بعدها: ((التي)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[15] في (ج) و(م) و(ل): ((تخصص))، في (ف): ((تختص)).
[16] في (م): ((المراد به فهم)).
[17] كلمة: ((الوجه)) ليست في (ط) و(ل) و(م).
[18] زاد في (م) و(ل) و(ف): ((هذا)).
[19] في (م) و(ف): ((يأتي)).
[20] في (ج): ((الصدر)).
[21] في (ج): ((الجواب)) بدون واو.
[22] قوله: ((╡)) ليس في (ف).
[23] قوله: ((في)) ليس في (ج) و(م).
[24] في (ل): ((ولا تفهم)).
[25] زاد في (م): ((فقد)).
[26] في (ط) الأصل: ((ويضع)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[27] قوله: ((إلى آخر الكلام)) ليس في (ج).
[28] النص في (المطبوع): ((وأما الحديث فقوله ◙: إنَّكم أصبحتم في زمنٍ كثيرٌ فُقهاؤُه، قليلٌ قُرَّاؤُه وخُطَباؤهُ، قليلٌ سائلوهُ، كثيرٌ مُعطوهُ، العمل فيه خيرٌ من العلم، وسيأتي على الناس زمانٌ، قليلٌ فقهاؤهُ، كثيرٌ خُطَباؤهُ، قليلٌ معطوهُ، كثيرٌ سائلوهُ، والعلمُ فيه خيرٌ من العمل)).
[29] في (ل) و(ف): ((هأولئك)).
[30] في (ل) و(ف): ((هأولئك)).
[31] في (ط) و(ج): ((من النادر)).
[32] قوله: ((هو)) ليس في (م).
[33] في (ط): ((زال)).
[34] في (م): ((يرتفع)).
[35] زاد في (م) و(ل): ((كان)).
[36] في (ج) و(م) و(ل) و(ف): ((لعدم)).
[37] في (ج) و(م) و(ف): ((بشارة))، وفي (ل): ((ففي إنفاذ الأصل بشارة)).
[38] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج).
[39] في (م) و(ل) و(ف): ((والجواب)).
[40] في (ف): ((يكون)).
[41] قوله: ((وذلك))، ليس في (ج).
[42] صورتها في (م): ((أنضف)).
[43] في الأصل: ((لا)) بدل ((لأنه)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[44] صورتها في (م): ((تميزه)) في(ف): ((يسره)).
[45] في (م): ((يجدون)).
[46] في (ج): ((أبدت)).
[47] قوله: ((الوجه)) ليس في (ل).
[48] في (م): ((أقيم)).
[49] قوله: ((أم)) ليس في (ج).
[50] قوله: ((مات)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[51] في (ط) مهملة، وفي (ج) و(م) و(ل): ((يخش))، وفي (المطبوع): ((بخسَ)).
[52] قوله: ((وإن كان لا يحس في المرقع وهذا موجود حساً لاسيما)) ليس في (ف)، وبعدها في (م): ((إن)).
[53] في (م): ((إن)).
[54] في (ج): ((على)).
[55] في (م): ((فيضعه)).
[56] قوله: ((ففي كل جيل)) ليس في (ج)، وبعدها في (ل) و(ف): ((ترفع)).
[57] كلمة: ((المعنى)) من (ج).
[58] في (م) و(ل) و(ف): ((وجد)).
[59] في (ج) و(ل) و(ف): ((وجد مفتاحٌ)).
[60] في (ف): ((كغمر قدح الراكب)).
[61] في (م): ((في علم)).
[62] في (ف): ((كغمر قدح الراكب)).
[63] قوله: ((قد)) ليس في (ل).
[64] قوله: ((وأهله)) ليس في (ج).
[65] في (ج): ((يشهد)).
[66] زاد في (م): ((سوا)).
[67] في (م): ((بكثرة)).
[68] في (م): ((كما)).
[69] في (ف): ((◙)).
[70] زاد في (ج) و(م): ((أو كما قال)).
[71] في الأصل: ((القران)) والمثبت من النسخ الأخرى هو الصواب.
[72] قوله: ((الوجه)) ليس في (ل).
[73] في (ل): ((ولن)).
[74] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((قد)).
[75] قوله: ((عليه)) ليس في (م)، وفي (ف): ((نصَّ عليه النبي صلعم)).
[76] في (ج): ((البر)).
[77] قوله: ((الدين)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[78] في (ج): ((وأدبه)).
[79] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((جميع)).
[80] في (ف): ((◙)).
[81] في (ط): ((وذلك)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[82] في (ط): ((شك)).
[83] في (ف): ((المنقلة)).
[84] في (ل): ((ينقص)).
[85] قوله: ((الوجه)) ليس في (ل).
[86] في (ج) و(ف): ((نقص)).
[87] في (ج): ((ليسوا)).
[88] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((أبدا)).
[89] في (ل): ((فإن))، وقوله بعدها: ((كان)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[90] في (ط) و(ج): ((عما)).
[91] في (ج): ((ولا)).
[92] في (م): ((وصى)).
[93] في (ف): ((◙)).
[94] في الأصل(ط): ((إن تصدق)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[95] زاد في (المطبوع) : ((في الوعاء)).
[96] في (ج): ((أواعي)).
[97] في (ج): ((وأخرى))، وفي (م) و(ف): ((أخرى))، وفي (ل): ((أحدهما وزيتاً وأخرى)).
[98] كذا في (ط)، وفي باقي النسخ: ((وأخرى)).
[99] في (ط): ((أنواراً لا تنتقص من عيونها بشيء))، وفي (ج): ((أنوار لا ينقص من عيونها شيء))، والمثبت من النسخ الأخرى، والعبارة في (المطبوع): ((لاينقصُ من أعيانها شيءٌ)).
[100] في (م): ((الحليم))، وفي (ل) و(ف): ((شاءت الحكمة))، وقوله بعدها: ((في)) ليس في (ج) و(م).
[101] كذا في نسخنا، وفي (المطبوع): ((من)).
[102] في (م): ((لكن)).
[103] في (ج): ((الحالتين)).
[104] زاد في (م) و(ل): ((ذلك)).
[105] في (ج) و(م): ((وكذلك)).
[106] قوله: ((في صنفه)) ليس في (ف)، و في (المطبوع): ((في صفة)).
[107] في (م): ((أظهر عظيم))، وفي (ل) و(ف): ((أظهر أثر عظيم)).
[108] قوله: ((به)) ليس في (ج).
[109] في (م): ((فقال ╡)).
[110] في (م): ((الاجتماع)).
[111] قوله: ((الصلاة)) زيادة من (ل)، وليس في (ط) و(ج) و(م) و(ف).
[112] في (ج): ((والاجتماع لأن الاجتماع))، وفي (م): ((وكثير ما بين الاجتماع والضلال لأن الاجتماع)).
[113] في (ط): ((المجالفة))، وفي (ل): ((الخالقة))، وفي (م): ((الحالفة)) ولعل المثبت هو الصواب كما في (المطبوع).
[114] في (م) و(ف): ((تبيين هذا وتوضيحه))، وفي (ج) و(ل): ((يبين هذا ويوضحه))، وكتب في الأصل فوق كلمة ((سر)): ((نسخة)).
[115] في (ج) و(م): ((فيهم)).
[116] في (م): ((ولو)).
[117] في (م) و(ل): ((لأنه)).
[118] في (ج): ((يلحقاهما)).
[119] في (ج) و(م): ((سكانها))، وفي (ل): ((لسكانها)).
[120] في (ل) و(ف): ((في)).
[121] في (ف): ((ففيما ذا)).
[122] في (ط): ((على)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[123] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج) و(ل).
[124] في (ل) و(ف): ((وهما)).
[125] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج) و(ل).
[126] في (م): ((كونها))، وفي (ل) و(ف): ((لكونها)).
[127] قوله: ((الوجه)) ليس في (ج).
[128] في (ل): ((فإن رئاسية)).
[129] في (ج) و(م) و(ل): ((ليس)).
[130] في (ج): ((الجهل)).
[131] صورتها في (م) و(ل): ((الخطة)).
[132] في (ل) و(م) و(ف): ((رئس بها))،، و في (ج): ((رؤس بها))، وقوله: ((رأس)) ليس في (ط)، ولعل المثبت هو الصواب كما في المطبوع.
[133] زاد في (ج): ((هو)).
[134] زاد في (ج): ((ظهور)).
[135] في المطبوع: ((أخبر عنه))، وفي (ف) كتب: ((عنه)) بخط مغاير فوق السطر.
[136] في (ج) و(ل) و(ف): ((وضلَّ)).
[137] في (م) و(ف): ((الوجه الرابع عشر)).
[138] في (ج): ((للإنسان من رؤوس))، وفي (ل) و(ف): ((للناس من رؤوس)). وبعدها في (ل): ((يقتضي)).
[139] في (م): ((الوجه الخامس عشر)).
[140] قوله: ((على)) ليس في (م).
[141] في (ل): ((ما احتكمته)).
[142] رسمها في الأصل: ((بالضرورة العلوام)) والمثبت هو الصواب.
[143] في (ف): ((لا)).
[144] في (ف): ((الجهلاء)).
[145] في (ج) و(ل) : ((تكن)).
[146] في (ج): ((أورده)).
[147] في (م) و(ف): ((الوجه السادس عشر)).
[148] في الأصل: ((يقع)) وكتب فوقها: ((وقع)).
[149] في (م): ((العالم)).
[150] قوله: ((الكتب)) ليس في (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[151] في (م): ((رأت)).
[152] في (ج) كلمة غير واضحة لعلها: ((مغلوطا)).
[153] في (ج) و(م) و(ل): ((العلم)).
[154] في (م): ((ظنونهم))، وقوله بعدها: ((العلماء)) ليس في (ج) و(م)، وقوله: ((الرؤوس)) ليس في (ل) و(ف).
[155] قوله: ((لقلة)) بياض في (ل).
[156] في (ج) و(م): ((نعرف)).
[157] في (ج): ((أظهر)).
[158] كلمة: ((هذا)) ليست في (ط) و(م).
[159] في (م) و(ل): ((قوم)).
[160] في (ل): ((الطباع)).
[161] في الأصل: ((يفتون)) والصواب المثبت من النسخ الأخرى.
[162] في (ط) و(م) و(ف): ((ويرجح)).
[163] قوله: ((عندهم)) ليس في (م).
[164] في (ل): ((ما)).
[165] قوله: ((والعصابة الجهنمية)) ليس في (م).
[166] قوله: ((أو كما قال ◙)) ليس في (ل).
[167] في الأصل: ((بخوصة نفسه)) والمثبت من النسخ الأخرى هو الصواب.
[168] قوله: ((الوجه)) ليس في (ل).
[169] في (ل): ((وضيفته)).
[170] زاد في (ج): ((هذا)).
[171] في (ل): ((وضيفة)).
[172] في (ج) و(ف): ((وامتثال)).
[173] قوله: ((وامْتِثالَ ما يُشِير عليهم في ذلكَ السؤالِ)) ليس في (م) في(ف): ((وما أشير عليهم في ذلك تنبيه)).
[174] في (ل): ((ما أشير عليهم في ذلك تنبيه للسؤال ضلوا)).
[175] قوله: ((أن)) ليس في (ل).
[176] في (ل): ((الْمُفْتَى له)).
[177] في (م): ((الصبر)).
[178] في (ط) و(م) و(ف): ((بفتياتهم)).
[179] في الأصل: ((صالحين)) والمثبت من النسخ الأخرى هو الصواب.
[180] في (ل): ((السقيم)).
[181] في (ل) و(ف): ((عن)).
[182] في (ل): ((يغلق)).