بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما عليها ولها

حديث: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة

          85-قوله صلعم : (يَنْزِلُ(1) الدَّجَّالُ(2)...) الحديثُ. [خ¦1882]
          ظاهرهُ يدلُّ على(3) وجهينِ:
          أحدُهما: أنَّ ما أُعْطِي الدَّجَّالُ مِن خَرْقِ العادةِ تكذيبٌ(4) لدعواهُ؛ لأنَّها قاصرةٌ.
          والثاني: ما أُعطيَ الخارجُ إليهِ(5) مِن قوةِ الإيمانِ، وأنَّ تلكَ الفتنةَ العظمى لم تضرُّهُ.
          والكلامُ عليهِ مِن وجوهٍ:
          منها(6) : ما قَصْرُ(7) خرقِ العادةِ التي أُعطِي؟ وهيَ ما أرادَ مِن / قتلِ الرجلِ(8) المؤمنِ باللهِ(9) فلم يقدرْ عليهِ، ونحتاجُ الآنَ نذكرُ خرقَ العاداتِ، وما(10) هو الدالُّ منها على الخيرِ وعلى ضدِّه وما انقطعَ منها؟
          فأمَّا خرقُ العادةِ فقدْ تكلَّم العلماءُ عليها، وهي على أربعةِ أقسامٍ:
          قسمٌ يدلُّ على صدقِ النبوةِ، وهذا قد طُوِيَ بساطُهُ، لكن نذكرُه(11) مِن أجلِ المعرفةِ بهِ(12)؛ لأنَّهُ مِن جملةِ أمورِ الدينِ.
          وقسمٌ يدلُّ على الولايةِ وتحقيقِها.
          وقسمٌ يكونُ مِن أجلِ المُجاهدةِ والدوامِ عليها، وإنْ كانَ صاحبُها فاجِرًا أو كافرًا، وكثيرًا(13) ما افتُتِنَ الناسُ مِن هذا القسمِ لجهلِهم به(14).
          وقسمٌ مِنَ الذي يسمُّونَه السِّيمياءُ، وهي استنزالُ(15) الروحانياتِ وخدمةُ بعضِ الكواكبِ الفلكيَّةِ، وهي أيضًا مما ضلَّ بها كثيرٌ مِن الناسِ.
          ولكلِّ واحدةٍ منها علامةٌ تُعرَفُ بها، ولا يَعرِفُ ذلكَ إلا مَن له نُورُ إيمانٍ ومعرفةٌ بها.
          فأمَّا التي هي دالَّةٌ على النبوةِ فمِنْ شرطِها التحدِّي، وهو أنْ يقولَ: (أنا نبيٌّ، ومِنَ الدالِّ على نبوتي أنَّني(16) أفعلُ كذا وكذا)، وذلكَ الذي يدَّعيهِ لا بدَّ مِن ظهورِهِ على ما ذكرَهُ علماءُ الدينِ، وهذا(17) لم يبقَ لأحدٍ فيهِ دعوى لِقَولِهِ صلعم : «لَا نَبِيَّ بَعْدِي» [خ¦3455].
          والتي هيَ دالَّةٌ على صدقِ الولايةِ تظهرُ على يديهِ دونَ تحدٍّ، ومِن شرطِها(18) أنْ يكونَ في حالِهِ(19) متَّبعًا للسُّنَّةِ والسُّننِ؛ لأنَّ اللهَ ╡ لم يتَّخذْ قطُّ(20) وليًّا بِدعيًّا؛ لأنَّه ╡ يقولُ في كتابِه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31]، وإن تحدَّى / بها عندَ ضرورةٍ دونَ عجبٍ فلا تخلفُه، لأنَّها مِن بركةِ تصديقِ النبوةِ؛ لأنَّ(21) كلَّ كرامةٍ ظهرتْ لوليٍّ فهي معجزةٌ لنبيِّهِ صلعم ؛ لأنَّه(22) بصدقِه في اتباعِه ظهرَ لهُ هذا الخيرُ.
          مثالُه(23) ما ذُكِرَ عن بعضِ السادةِ حينَ ركبِ البحرَ، فهَالَ عليهم(24)، وكانَ المركبِ مَوسُوقًا(25) قمحًا للملكِ، وكانَ معهُ رُكَّابٌ حُجَّاجٌ، فسمعَ البحريِّينَ يقولونَ: إنَّ القمحَ مَكيلٌ علينا بالشهادةِ، وهؤلاءِ الحجَّاجُ ركبوا باختيارِهم، ليسَ علينا فيهم شيءٌ، فنرمي نحنُ الحُجَّاجَ وندعُ القمحَ مِن أجلِ أَنَّا(26) مطالبونَ(27) بهِ.
          فلمَّا رآهم عزموا على ذلكَ قَالَ لهم: ارمُوا القمحَ على ذمَّتي، فرمَوا منهُ ما شاءَ اللهُ ثمَّ هدأَ(28) البحرُ وبلغُوا الموضعَ الذي كانُوا أمَّلُوا، فطلبوه بما رمَوا مِنَ القمحِ، فقَالَ لهم: أخرجوا الشهادةَ التي عليكمْ واكتالوا القمحَ، فمَا نَقَصَ منهُ غَرِمْتُه، ففعلوا فوجدوا الزائدَ على ذلكَ القدرِ الذي كانتْ بهِ الشهادةُ عليهم وزيادةٌ كبيرةٌ(29)، فخلَّوا عنهُ(30)، فقَالَ لأصحابِه: واللهِ ما فعلتُها إلا مِن أجلِ الضرورةِ(31) إحياءً لنفوسِ هؤلاءِ المؤمنينَ.
          وإنْ كانَ يتحدَّى بها لغيرِ ضرورةٍ فليسَ مِنَ الدِّينِ عندَهم(32) في منزلةِ الأولياءِ، بلْ همُ في حزبِ: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف:182]، وهذا هو حظُّهم مِنَ اللهِ ╡ ؛ لأنَّهم قد نصُّوا: أنَّ مَن كانتْ عبادتُه(33) مِن أجلِ أنْ تظهرَ لهُ كرامةٌ أو يُستجابَ(34) لهُ دعوةٌ، أو يُعرفَ بالخيرِ مِن أجلِ / المنزلةِ(35)، فأولئكَ مِنَ الذينَ يعبدونَ الله على حرفٍ.
          وأما التي هيَ مِن أجلِ المُجاهدةِ؛ فإنَّهُ تظهرُ لهُ كراماتٌ لكنْ ليستْ بنافذةٍ ولا مكاشفتُه تتعدَّى مدى(36) بصرِه، وتكونُ في(37) المؤمنِ والكافرِ، وهيَ مِن أثرِ(38) المُجاهدةِ.
          فإنَّ المجاهدةَ نفسُها يتنوَّرُ بها الباطنُ ويرجعُ القلبُ مثل المرآةِ الصقيلةِ ينطبعُ فيها كلُّ شيءٍ قابلَها لا غيرَ، وما لم يكن في مقابلتها فلا ينطبعُ فيها، ومثلُ ذلكَ وُصِفَ عنْ بعضِ الجوَّالينَ مِنَ الرجالِ(39) أنَّهُ في بعضِ أسفارِهِ مرَّ بدَيرِ رهبانٍ، فرأى ما هم فيهِ مِن كثرةِ المُجاهدةِ، فوقعَ لهُ استحسانٌ لتلكَ المجاهدةِ، فلمَّا وقع له ذلك(40) أمروا لخديمهم(41) بالإقبالِ عليهِ وأنْ يُحسِن قِراهُ ويدخلَه بيتَ تعبُّدِهم حيثُ أصنامُهم، فلمَّا أدخلَه بيتَ الأصنامِ وقعَ في خاطرهِ سخفُهم وقلَّةُ عقولِهم لكونِهم يعبدونَ تلكَ الأصنامَ، فلمَّا وقعَ له(42) ذلكَ وإذا هُم يصيحونَ على الخديمِ: أخرجْهُ، أخرجْهُ، فأخرجَهُ مِن حينِه، فتعجَّبَ لسرعةِ اطلاعِهم على خاطرِه لكن لا يجاوزونَ بمُكاشفاتِهم مَدَى البصرِ، وإذا كانتِ المجاهدةُ على إيمانٍ واتباعٍ للسنَّة ِكاشَفَ مِن العرشِ فما دونَ(43)، وكانتِ الدنيا كلُّها عندَهُ(44) كخطوةٍ واحدةٍ(45)، يتصرَّفُ فيها كيف شاءَ(46) بحسبِ ما يفتحِ اللهُ عليهِ.
          وأمَّا التي(47) مِن طريقِ السيمياءِ واستنزالِ الروحانياتِ وعبادةِ بعضِ الكواكبِ الفلكيَّةِ فلهُ علاماتٌ:
          أمَّا(48) / الذي يعبدُ بعضَ الكواكبِ فلكلِّ(49) عابدِ كوكبٍ علامةٌ يُعرَفُ بها، مثالُه: أنَّ(50) الذي يعبدُ زُحَلَ يكونُ لباسُهُ أخسَّ اللباسِ وأقذرَه، وعيشُه وجلوسُه مِن تلكَ النسبةِ، فالذي يراهُ في ذلكَ الحالِ يظنُّهُ مِن الزهدِ والورعِ، وما هو إلا بمقتضى ما يقتضيه معبودُه، ويبقى على ذلكَ الحالِ قدرَ دورِ الشمسِ(51) في الأفلاكِ، وذلكَ على ما يزعمونَ ستةٌ وثلاثونَ سنةً على تلكَ الحالةِ التي بَيَّنْتُ لا يَفتُرُ(52)، فإنْ فترَ ساعةً فسَدَ عليهِ كلُّ ما تقدَّمَ، ولكلِّ واحدٍ(53) ممَّا عدا هذا أيضًا حالةٌ تخصُّه إلَّا أنَّ هذا عندَهم أنحسُ الحالاتِ.
          وأمَّا الذي هوَ مِن الروحانيَّاتِ ليس إلَّا فحالُه الظرفُ في اللباسِ وفي كلِّ أمرهِ، وانشراحُ النفسِ وما يطيِّبُها وحسنُ المجالسِ، ومع هذا فالغالبُ على أهلِ هذه الطرقُ الفاسدةِ حظوظُ النفسِ وطلبُ الرياسةِ وعدمُ اتِّباعِ السنَّةِ واختراعِ بدعةٍ يجلبُ بها الجُهَّالَ ويجعلُها مِن طريقِ الحكمةِ ورياضةِ النفوسِ وهو الضدُّ، أعاذَنا الله مِن ذلك؛ لأنَّ ما كان مِن خَرقِ العاداتِ التي ليسَ على صاحبِها لسانُ العلمِ حاكمًا تجدُها غيرَ نافذةٍ مِن كلِّ الجهاتِ، وإذا جاءَ مَن لهُ حقيقةٌ يقابلُهم(54) ما يمشي(55) لهم منها شيءٌ وتتعذَّرُ(56) عليهم أو أكثرُها بحسبِ قوةِ إيمانِ الشخصِ وضعفِه، ولذلكَ أكثرُ ما يخالطونَ الجُهَّالَ.
          والذي(57) هي خرقُ العادةِ لهُ معَ اتباعِ السنَّةِ في حالةِ مَلكٍ لا يُغلَبُ بحيلةٍ ولا مكرٍ ولا قوةٍ لا محسوسةٍ ولا معنويةٍ، وأمرُه يتزايدُ / ولا يَنقصُ، والناسُ وجميعُ الوجودِ عندَه كلُّهم على حدٍّ واحدٍ كيفَ شاءَ أنْ يتصرَّفَ تصرَّفَ(58) إلا أنَّه بغيرِ دعوى إلا متبرئٍ مِن الحَولِ والقوةِ إلى صاحبِها وهو أخوفُ الناسِ على نفسِه إلا عندما تأتيهِ البشائرُ الربَّانيَّةُ.
          وعلامتُه: أنْ يكونَ أكثرَ الناسِ تواضعًا(59) وأقبلَهم لهم(60) عُذرًا إلا ما كانَ في حقِّ الدِّينِ، وأكثرَهم شفقةً(61) عليهم، ونفسُه عندَه أقلُّ الخلقِ، ويشاهدُ ذلكَ الخيرَ فيضًا ومَنًّا بغيرِ استحقاقٍ، يحضُّ(62) الناسَ على اتباعِ السنَّةِ والسُّنَنِ، كثيرُ الصمتِ إلا فيما يعنيهِ، كثيرُ الفطنةِ، قليلُ الطمعِ، ملاحظٌ بقلبِه الآخرةَ، لا يرى لنفسِه على أحدٍ حقًا، ويرى حقوقَ الناسِ قد ترتَّبَتْ عليهِ بشرطِ أخوةِ الإيمانِ بالحضورِ والغيبةِ، يفرُّ(63) مِن المدحِ ويستأنِسُ بالوحدةِ، يبذلُ المعروفَ ويُقِلُّ الضررَ، بلْ(64) لا يقعُ منهُ، يحبُّه كلُّ شيءٍ حتى الأرضُ التي يمشي عليها والسماءُ التي تظلُّه وأهلُها كذلكَ، معرفتُه في السماءِ أكثر وأشهر ممَّا في الأرضِ، لا يُحِلُّ(65) أكلَ الخبيثِ ولا سَمْعَه(66)، تؤلِمُه معصيةُ العاصي كأنَّهُ هو(67) الذي فعلَها، وتسرُّهُ طاعةُ الطائعِ كأنَّهُ الذي يأخذُ أجرَها، صورتُهُ صورةُ بشرٍ، وحقيقَةُ باطنِه مَلكيًا نُوريًا قدُّوسيًا(68)، ووصفُه يطولُ، مَنَّ اللهُ علينا بما بهِ مَنَّ عليهم برحمتِه ورحمَنا بحرمَتِهم، وصلَّى اللهُ على محمدٍ نبيِّه وعبدِه.
          فمِنْ أجلِ الجهلِ الغالبِ مِن الناسِ بطريقِ القومِ كلُّ مَن / رأَوا منهُ شيئًا مِن خَرْقِ العادةِ مِن أيِّ نوعٍ كانَتْ قَالوا: صالحًا، أو يكونُ ممَّن سمعَ شيئًا(69) مِن مفاسدِ الفاسدينَ، فيُعايِنُ(70) أهلَ الحقيقةِ على الحقيقةِ فَيُحرَمُهُم(71)؛ لأنَّه يجعلُ أمرَهم إمَّا مُحتملًا إذا أرادَ السلامةَ أو ينسبُهم إلى الطريقِ(72) الفاسدِ، فيحصلُ معَ الحرمانِ الخسارةُ، فإنَّ الله ╡ يَغِيْرُ لهم أشدَّ الغَيرةِ لِقَولِهِ ╡ على لسانِ نبيِّهِ صلعم : «مَنْ أَهَانَ لي وَلِيًّا فَقَدَ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ»(73).
          وفيهِ دليلٌ على عظيمِ قدرةِ اللهِ ╡ ، يُؤخَذُ ذلكَ مِنْ قَولِهِ: (يَنْزِلُ بَعْضَ(74) سِبَاخِ المَدِينَةِ(75) ثُمَّ يُمْنَعُ مِنَ الدُّخُولِ إِلَيْهَا).
          وفيهِ دليلٌ على فضلِ المدينةِ(76) على غيرِها لكونِها تُمنَعُ مِن هذهِ الفتنةِ الكُبرى.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ مَن قويَ إيمانُه لا يمكنُه حَملُ البدعِ ولا السكوتُ عليها، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ(77) خروجَ هذا الرجلِ الذي شَهِدَ لهُ رسولُ الله صلعم بالخيريَّةِ مع علمِهِ أنَّهُ لا يدخلُ المدينةَ وأنَّه وحدَه لا يقدِرُ على قتالِه لكنَّ قوةَ إيمانِه حملتْهُ على أنْ يخرجَ ويكذِّبَه بين أتباعِه، وإنْ كانَ لا يعلمُ هلْ ينجو منهُ أم لا؟
          وهنا إشارةٌ مِن طريقِ القومِ الذينَ يقولونَ: السَّالِكُ لا يلتفتُ إلى المَهالكِ، فإنِ التفَتَ فهوَ في طريقِه هالكٌ، وكذلكَ الحديثُ بقصَّةِ(78) ابنِ رواحةِ حينَ أخبرَ رسولَ اللهِ صلعم أنَّه رأى بينَ سريرهِ وأسِرَّةِ صاحبيه(79) ازْوِرارًا، وعلَّةُ ذلكَ / ما أخبرَ بهِ الصادقُ صلعم أنَّ صاحبَيهِ تقدَّما ولم يتوقَّفا وتوقَّفَ هو يَرثي ما يشجعُ(80) نفسَه الطيِّبةَ بأبياتٍ مِنَ الشعرِ وطيَّبَهَا للموتِ، ثم تقدَّمَ فقُتِلَ كما فُعِلَ بصاحبيه رحمهم الله أجمعين،فقوةُ الإيمانِ تقتضي القيامَ بأمرِ اللهِ ╡ ولو بقيَ الشخصُ وحدَهُ.
          وكذلكَ فعلَ أبو بكرٍ ☺ عندَ وفاةِ النَّبِيِّ صلعم ومنعَ أولئكَ الرَّهْطُ الزكاةَ، وخطبَ بعدَما كانَ ظهرَ للصحابةِ رضي الله عنهم أجمعينَ أنْ يُسامِحوا(81) في الوقتِ، فقَالَ لهم أبو بكرٍ ☺: حتَّى أخطبَ وأقولَ لكم رأيي، فلمَّا خطبَ قالَ(82): لأُقاتلَنَّهم ولو أُقاتِلُهم وَحدِي(83)، فقَالَ عمرُ ☺ و(84) عنهم أجمعينَ: فلمَّا سمعتُ مقَالَة أبِي بكرٍ علمتُ أنَّهُ الحقُّ وشرحَ اللهُ صدري لِما شرحَ لهُ صدرَ أبي بكرٍ(85)، وهو من أقوى الأدلةِ على أنَّ النصرَ ما يكونُ إلا بقدرِ قوةِ الإيمانِ؛ لأنَّ أبا بكرٍ ☺ لم يتمَّ كلامَه إلا والمسجدُ قدِ امتلأَ بالدَّبُورِ وهي الرِّيحُ، وقيل: بالتشديدِ وهوَ طائرٌ يشبهُ النَّحلَ وهوَ أشدُّ ضررًا منها، وأتتْ وجوهَ القومِ حتى خرجوا مِن حينِهم مِن المسجدِ.
          وقَولُهُ: (رَجُلٌ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ) الشكُّ مِنَ الراوي.
          وقَولُهُ صلعم : (خَيْرُ) على إحدى الروايتين قد حصلَت لهُ الشهادةُ مِن الصادقِ المصدَّقِ صلعم بالخيريَّةِ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ الخيريَّةَ هي بقدرِ الإيمانِ؛ لأنَّهُ إذا قوِيَ الإيمانُ عَلِمَ قطعًا أنَّهُ لا يصيبُه إلا ما كتبَ اللهُ لهُ قَعَدَ أو تحرَّكَ، فالأَولى المبادرةُ إلى ما أمرَ بهِ(86) أو ندبَ إليهِ(87)، قَالَ الله ╡ : / {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].
          وقَولُهُ(88) : (فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ) أي: ليسَ أنتَ باللهِ(89) كما تزعمُ، بلْ أنتَ كذَّابٌ، فهذِهِ أكبرُ المجاهدةِ قولُ(90) الحقِّ، ولا يلتفتُ إلى ما يترتَّبُ عليها.
          وصارَ اليومَ عندَ(91) بعضِ المنسوبينَ للعلمِ أو للدِّينِ(92) يتركونَ قولَ الحقِّ مِنْ أجلِ توقعاتٍ مُمكِنةٍ يُتوقَّعُ منها ضررٌ دنياوي(93)، فيلزمُ مَن شاهدَ حالَه أنَّه مِن شرِّ الناسِ، وقد أخبرَ بذلكَ الصادقُ صلعم حيثُ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصْبِحُ الرَّجُلُ(94) مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، ويُمْسِي(95) مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»(96)، وفي هذا الحديث مِصداقٌ لِقَولِهِ صلعم : «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرَةً(97) إِلَى قِيامِ السَّاعَةِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ»(98).
          وفيهِ دليلٌ على إبقاءِ الإيمانِ كاملًا في أهلِ المدينةِ وإنْ كانَ في بعضِ أهلِها تخليطٌ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّه لم يَخرجْ لهُ مَن يُواجِهْهُ بهذا الحقِّ إلا مِنَ المدينةِ، ولو كانَ لهُ موضعٌ آخرُ ثان(99) لأخبرَ بهِ صلعم.
          وفيهِ(100) تأنيسٌ لمَن وُفِّقَ(101) للحقِّ وإن خالفَهُ أهلُ زمانِه وبشارةٌ لهُ بالنصرِ؛ لأنَّ العلَّةَ التي مِن أجلِها كانَ النصرُ لذلكَ المبارَكِ موجودةٌ عندَه، وهيَ قوةُ الإيمانِ وقولُ الحقِّ في اللهِ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ قوةَ الإيمانِ عندَ الضرورةِ(102) تعويلٌ على القدرةِ بمجردِها(103)، ولا تستعملُ أثر الحكمةِ مع التصديقِ بثبوتِ أثرِ الحكمةِ والقدرةِ معًا. /
           أمَّا العدولُ(104) منهُ عن أثرِ(105) الحكمةِ فكونُه(106) خرجَ إلى ما لا طاقةَ لهُ بهِ، وقدْ دلَّتِ الشريعةُ التي هيَ مُقتضى(107) الحكمةِ على منعِ ذلكَ بِقَولِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195].
          وأمَّا أثرُ القدرةِ فقَولُهُ تَعَالَى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة:102](108)، وقَولُهُ تَعَالَى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا} [التوبة:51](109)، فأشدُّ الأمورِ _وهو القتلُ_ لمَّا لم يرد اللهُ ╡ موتَ هذا لم يضرَّه، ولمَّا أرادَ ثانيةً أن يمنعَه منعَهُ(110) بغيرِ أثرِ الحكمةِ(111) إلا إظهارَ قدرةٍ تامةٍ ليعلمَ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٍ، وأمَّا قتلُه أولًا فتحقيقٌ لعظيمِ القدرةِ؛ لأنَّه قد كانَ(112) يقول القائل: لم يرَهُ وحُجِبَ عنهُ، ويرى أنَّ ذلكَ مِن خرقِ العاداتِ للأولياءِ، وما أظهر َاللهُ ╡ لهُ(113) مِنَ الكرامةِ أرفعُ وأعظمُ.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ الفتنةَ لا تضرُّ معَ الإيمانِ ولا تزيدُهُ إلا تحقيقًا، يُؤخَذُ ذلكَ(114) مِن كونِه فعلَ بهِ أشدَّ الفتنِ _وهوَ الموتُ والإحياءُ_ ثمَّ ما زادَهُ ذلكَ إلا قوةً في إيمانِه، كما ذكرَ هو(115) بِقَولِهِ: (وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي اليَوْمَ)، وذلكَ لأنَّهُ(116) كانَ عندَهُ قبلُ علمُ يقينٍ وصارَ الآنَ عندَهُ عينُ يقينٍ، وعينُ اليقينِ لأهلِ الأحوالِ هوَ أعلاها كما قَالَ الخليل ╕ حينَ قِيلَ لهُ: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260] فأرادَ ◙ الانتقَالَ مِن علمِ اليقينِ إلى عينِ اليقينِ فاستحقَّ بذلكَ درجةَ الخُلَّةِ.
          وفيهِ تصديقٌ لحديثِ مسلمٍ وإنْ(117) كانَ كلُّ واحدٍ منهما يصدِّقُ صاحبَه الذي قَالَ ◙ فيه: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى القلبِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّمَا قَلْبٍ / أُشْرِبَهَا(118) نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّما قَلْبٍ لَمْ يُشْرَبْها نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، فَلَا تزالُ تَتَّسِعُ(119) حَتَّى تعودَ عَلَى القلبِ مثلَ الصفاءِ لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ بعدُ»(120). لأنَّ هذا لَمَّا صَدَّق قولَ النَّبِيِّ صلعم وخرجَ(121) مجاهدًا في الله ورسوله صلعم لم يضرَّه القتلُ، بل زادَ بهِ إيمانُه.
          وفيهِ دليلٌ على أنَّ(122) مِن حالِ الدجَّالِ الدليلُ على تكذيبِهِ، يُؤخَذُ ذلكَ مِنْ(123) قَولِهِ لأتباعه: (أَرَأَيْتَ(124) إِنْ قَتَلْتُ هَذَا، ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟) فلو كانتْ إلهيتُه حقًا لجلبَ(125) القلوبَ على التصديقِ؛ لأنَّ القلوبَ كما يقتضي الإيمانُ أنَّها بينَ أُصبعينِ، أي: بينَ أمرينِ مِن أمرِ الرحمنِ، وكونُه يطلبُ منهم التصديقَ على ربوبيتِه بما(126) يُبدِيْ لهمْ ضعفٌ في قدرتِه، وهذا في حقِّ الربوبيةِ مُحالٌ.
          وفيهِ دليلٌ على إظهارِ قدرةِ اللهِ ╡ فيمَن حكمَ عليهِ بالضلالةِ أنَّهُ لا تنفعُهُ العبرُ ولا المواعظُ، يُؤخَذُ ذلكَ مِن أنَّ الدجالَ ادَّعى أنَّ دليلَ ربوبيتِه إماتةُ الشخصِ وإحياؤُه، ففعلَ ثمَّ جاءَ ثانيةً أنْ يفعلَ فمُنِعَ مِن غيرِ موجبٍ ظاهرٍ، فكانَ يجبُ عليهِ وعلى أتباعِه الإقرارُ(127) بالحقِّ؛ لأنَّهُ قد جاءَ(128) ما أبطلَ دليلَه في عالمِ الحسِّ(129) ولم يقدرْ على دفعِه، فما بقيتِ الأدلةُ تنفعُ والمواعظُ إلا معَ السعادةِ، ولا تضرُّ الفتنُ والامتحاناتُ إلا معَ الشقاوةِ، فنسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يُعيذَنا مِنَ الشقاوةِ والحرمانِ ومنَ المِحَنِ والفتنِ في الدارَينِ ويمُنَّ علينا بالسعادةِ فيهما بفضلهِ / لا ربَّ سواهُ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم(130).


[1] في (ج) و(م): ((يأتي)).
[2] زاد في (ل) قوله: ((بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول أشهد أنك الدجال، الذي حدثنا عنك رسول الله صلعم حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا، ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: افتتن اقتله فلا يسلطه عليه)).
[3] قوله: ((يدلُّ على)) ليس في (م).
[4] في (ج) و(م): ((تكذيبا)).
[5] في (ج): ((عليه)).
[6] في (ل): ((الوجه الأول)).
[7] في (ج): ((منها أن يقال ما قصة))، وفي (م): ((منها أن يقال ماقصر)).
[8] في (ج): ((فنقول هي ما أراده من قبل الدجال))، وفي (م): ((فنقول هي ما أراده من قتل الرجل)).
[9] في (م) و (ل): ((ثانية)).
[10] في (م): ((ما)).
[11] في (ج): ((يذكر)).
[12] قوله: ((به)) ليس في (ج) و(م).
[13] في (ج) و(م): ((وكثير)).
[14] قوله: ((لجهلهم به)) ليس في (ج) و(م)، وفي (ل): ((بجهلهم به)).
[15] زاد في (م): ((بعض)).
[16] في (ج) و(م): ((أني)).
[17] في (ج): ((ظهور على ما يذكره وهذا)).
[18] في (م): ((شروطها)).
[19] قوله: ((في حاله)) ليس في (ج).
[20] قوله: ((قطُّ)) ليس في (م).
[21] في (ل): ((ولأن)).
[22] في (ج) و(م): ((لأن)).
[23] في (ج): ((ومثال)).
[24] في (م): ((عليه)).
[25] في (المطبوع): ((مُوسَقًا)).
[26] في (ط) و(ل): ((أن نحن)).
[27] في الأصل (ط) و(ل): ((نطلب)).
[28] في (ج) و(م): ((سكن)).
[29] قوله: ((وزيادة كبيرة)) ليس في (ج).
[30] قوله: ((وزيادة كبيرة، فخلوا عنه)) ليس في (م).
[31] في (ل): ((للضرورة)).
[32] قوله: ((من الدين عندهم)) ليس في (ج) و(م).
[33] في (م): ((كانت له عبادة)).
[34] في (ج): ((كرامة أتستجاب)).
[35] قوله: ((من أجلِ أنْ تظهرَ لهُ كرامةٌ أو يُستجابُ لهُ دعوةٌ، أو يُعرفَ بالخيرِ من أجلِ المنزلةِ)) ليس في (ل).
[36] في (م): ((مدَّ)). وفي (ج): ((مكاشفة تتعدا مد)).
[37] في (م): ((بين))، والعبارة في (ل): ((ولا مكاشفته تتعدى بصره ويكون في)).
[38] قوله: ((أثر)) ليس في (ج).
[39] في (ج) و(م): ((الأكابر)) بدل قوله: ((بعض الجوالين من الرجال)).
[40] قوله: ((ذلك)) ليس في (ل).
[41] في (ج) و(ل): ((بخديمهم)).
[42] قوله: ((له)) ليس في (ج).
[43] في (ج): ((دونه)).
[44] في (ج): ((عنده كلها)).
[45] في (م): ((واحد)).
[46] في (ج): ((ويتصرَّف فيها كيف يشاء)).
[47] زاد في (ج): ((هي))، وفي (م): ((الذي هي)).
[48] في (م): ((فأمَّا)).
[49] في (ج): ((لكل)) بدون الفاء، وفي (م): ((فإنَّ لكل)).
[50] قوله: ((أن)) ليس في (ج) و(م).
[51] في (م): ((معبوده)).
[52] في (ج): ((فتر)).
[53] في (ج): ((واحدة)).
[54] في (ج): ((مقابلهم)).
[55] في (ط): ((يمسي)) والمثبت من النسخ الأخرى.
[56] في (ل): ((ويتعذر)).
[57] في (ج) و(م): ((والتي)).
[58] قوله: ((تصرف)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[59] في (ج): ((أكثر لكونين تواضعها)).
[60] في (ل): ((له)).
[61] في (ج): ((وأكثر مشقة))، وفي (م): ((وأكثرهم متفقة)).
[62] في (ج) و(م): ((ويحض)).
[63] في (ج): ((فيفر)).
[64] في (ل): ((بأن)).
[65] في (ج) و(م): ((يحمل)).
[66] في (ج): ((يسمعه)).
[67] قوله: ((هو)) ليس في (م).
[68] في (المطبوع): ((ملكية نورانية قدسية)).
[69] قوله: ((من خَرْقِ العادةِ من أيِّ نوعٍ كانَتْ قَالوا: صالحًا، أو يكونُ ممَّن سمعَ شيئًا)) ليس في (ل).
[70] في (المطبوع): ((فيعيبُ)).
[71] في (ل): ((فيخدمهم)).
[72] في (م): ((طريق)).
[73] أخرجه أحمد ░26193▒ من حديث عائشة ♦.
[74] في (ل): ((ببعض)).
[75] في (ج): ((لبعض السباخ التي بالمدينة))، وفي (م): ((ببعض السِّباخ بالمدينة)).
[76] قوله: ((فضل المدينة)) ليس في (ج).
[77] قوله: ((أن)) ليس في (م) و(ل).
[78] في (ج): ((ألا ترى إلى ما جاء في قصة عبد الله))، وفي (م): ((ألا ترى إلى ماجاء في قصة)) بدل قوله: ((وهنا إشارة من طريق القوم... بقصة)).
[79] في (ج): ((سرير صاحبه))، وفي (م): ((بين سريره وسريري صاحبيه))، وفي (ل): ((سريره وأسرة أصحابه)).
[80] زاد في (م): ((به)).
[81] في (ل): ((يسامح)).
[82] قوله: ((حتى أخطب وأقول... قال)) ليس في (ج) و(م).
[83] في (م): ((أقاتلهم بالدبور)).
[84] قوله: ((عنه و)) ليس في (م).
[85] قوله: ((علمت أنه الحق وشرح الله صدري لما شرح له صدر أبي بكر)) ليس في الأصل (ط) والمثبت من النسخ الأخرى.
[86] قوله: ((به)) ليس في (ل).
[87] قوله: ((إليه)) ليس في (ج).
[88] قوله: ((وقوله)) ليس في (ل).
[89] في (ج) و(م): ((بالرب)).
[90] في (م): ((وهي)).
[91] قوله: ((عند)) ليس في (م).
[92] في (ج) و(م): ((الدين)).
[93] في (المطبوع): ((دنيوي)).
[94] زاد في (ج) و(م) و(ل): ((فيه)).
[95] في (ج): ((أو يمسي)).
[96] أخرجه أحمد ░8848▒، ومسلم ░118▒: ░186▒ من حديث أبي هريرة.
[97] في (ج): ((ظاهرين))، وفي (م): ((ظاهرين على الحق)).
[98] أخرجه أحمد ░22395▒، ومسلم ░1920▒ و░2889▒، وأبو داود ░4252▒، والترمذي ░2176▒ من حديث ثوبان.
[99] قوله: ((ثان)) ليس في (ج).
[100] زاد في (ل): ((دليل)).
[101] في (ج): ((وقف)).
[102] زاد في (ج) و(م): ((هي)).
[103] قوله: ((بمجردها)) ليس في (م).
[104] في (م): ((العدل)).
[105] في (ج): ((أمامها)) بدل قوله: ((معا أما العدول منه عن أثر)).
[106] في (ل): ((فلكونه)).
[107] زاد في (ل): ((أثر)).
[108] في (ل): (({وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ} الآية [البقرة: 102])).
[109] في (ل): (({قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا} الآية: [التوبة: 51])).
[110] في (ج): ((أن منعه))، وفي (م): ((أن يمنعه منه)).
[111] في (م) و(ل): ((حكمة)).
[112] قوله: ((كان)) ليس في (ل).
[113] قوله: ((له)) ليس في (م).
[114] قوله: ((ذلك)) ليس في (م).
[115] قوله: ((هو)) ليس في (ج) و(م).
[116] زاد في (م): ((ما)).
[117] في (ج) و(م): ((للحديث الآخر وإن))، وفي (ل): ((لحديث مسلم فإن)).
[118] في (ج): ((يشربها)).
[119] قوله: ((تتسع)) ليس في (ل).
[120] أخرجه أحمد ░23280▒ و░23440▒، ومسلم ░144▒ من حديث حذيفة بن اليمان.
[121] في (ج): ((خرج)) بدون الواو.
[122] في (ج) و(م): ((ويؤخذ)) بدل قوله: ((وفيه دليل على أن)).
[123] قوله: ((من)) ليس في (ج).
[124] في (م): ((أرأيتم)).
[125] في (ج): ((يجبل)).
[126] في (ج): ((لما)).
[127] في (ل): ((الاتباع)).
[128] في (ج) و(م): ((وقع)).
[129] في (ج): ((الحسن)).
[130] قوله: ((وصحبه وسلِّم)) ليس في (م).