غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عمران بن حصين

          1014 # عِمْرانُ بنُ حُصَيْن _بضمِّ المهملة، وفتح الصَّاد المهملة_ بن عُبيد، الخُزاعيُّ، أبو نُجيد، بالنُّون والجيم مصغَّر، الصَّحابيُّ، أسلم عام خيبر، بصريٌّ.
          روى عن رسول الله صلعم مئة وثمانين حديثاً، للبخاريِّ منها اثنا عشر حديثاً، وكنِّي بابنه نُجيد.
          غزا مع رسول الله صلعم غزوات، بعثه عمر بن الخطَّاب إلى البصرة ليفقِّه أهلها، وكان من فضلاء الصَّحابة، وكان الحسن يقول: والله ما قدمها _يعني البصرة_ راكب خير منه لهم. واستقضاه عبد الله بن عامر على البصرة، فأقام قاضياً يسيراً، ثمَّ استعفى، فأعفاه.
          قال محمَّد بن سيرين: لم يكن نزل البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلعم يفضل(1) على عِمْران بن حُصين، وكان مجاب الدَّعوة، ولم يشهد العقبة.
          قال الحسن: قال عمران بن حصين: نهى رسول الله صلعم عن الكيِّ. قال عمران: فاكتوينا، فما أفلحنا ولا أنجحنا. وكان يسلِّم عليه في مرضه الملائكة، فاكتوى ففقد التَّسليم، ثمَّ عادت إليه، وكان به استسقاء، فطال به سنين عديدة، وهو صابر عليه، وشقَّ بطنه، وأخذ منه شحم، ونقب له سرير، وبقي عليه ثلاثين سنة، فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا نُجيد، والله إنَّه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك. فقال: يا ابن أخي، فلا تجلس، فوالله إنَّ أحبَّ ذلك إليَّ أحبُّه إلى الله. قاله ابن الأثير(2) .
          قال عمران بن حصين: ما مسست فرجي منذ بايعت النَّبيَّ صلعم بيميني.
          قال معاوية بن قُرَّةَ: كان عمران بن حصين من أشدَّ أصحاب رسول الله صلعم اجتهاداً.
          قال حجَّة الإسلام الغزاليُّ في الإحياء(3) : اعتلَّ عمران، فأشاروا عليه بالكيِّ، فامتنع، فلم يزالوا به، وعزم عليه الأمير(4) حتَّى اكتوى، فكان يقول: كنت أرى نوراً، وأسمع صوتاً، وتسلِّم عليَّ الملائكة، فلمَّا اكتويت انقطع ذلك عنِّي. ثمَّ تاب عن ذلك، وأناب إلى الله، فردَّ الله عليه ما كان يجده من أمر الملائكة، فقال لمطرِّف بن عبد الله: ألم تر إلى الملائكة / الكرام الذين كان أكرمني الله بها؟! قد ردَّها إليَّ. بعد أن كان أخبره بفقدها، وفقد سلامهم، وكان قد قال له مطرِّف: كنت تسمع سلامهم من قبل رأسك أم من قبل رجليك؟ قال: بل من قبل رأسي. قال: فإنَّها ستعود.
          قال الكلاباذيُّ(5) : روى عنه أبو رجاء العُطَارِدِيُّ، وابن بُريدة، ومطرِّف بن الشِّخِّير، وزَهْدَمٌ.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب الصَّعيد الطَّيِّب، من كتاب التَّيمُّم [خ¦348] .
          توفِّي قبل زياد بسنة بالبصرة، وتوفِّي زياد سنة ثلاث وخمسين.


[1] في غير (ن): (نفضله).
[2] في غير (ن): (قال) وانظر أسد الغابة:4/269.
[3] إحياء علوم الدين:4/286.
[4] في غير (ن): (الأمر).
[5] الهداية والإرشاد:2/572.