غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عروة بن الجعد

          898 # عُروةُ بنُ الجَعْدِ، ويقال: عروة بن أبي الجعد، بزيادة لفظة أبي، وعلى هذا، فهو عُروة بن عِيَاض بن أبي الجَعْد، وقال عليُّ بن المدينيِّ: من قال فيه: عروة بن الجعد _يعني من غير لفظة أبي_ فقد أخطأ. /
          قال: وكان غُنْدَرٌ يَهِمُ، فيقول: عروة بن الجعد.
          قلت: ووقع في البخاريِّ كلاهما _على ما بيَّنه الكرمانيُّ(1)_ في باب الخيل معقود بنواصيها الخير، من كتاب الجهاد، فروى حفص عن شعبة: عروة بن الجعد، وروى سليمان عن شعبة: عروة بن أبي الجعد، وتابعه مسدَّد(2) ، فتأمَّل.
          وعروة صحابيٌّ، بارقيٌّ، بالموحَّدة، ثمَّ المهملة، ثمَّ القاف، وبارق: اسم جبل ينزل به بعض الأَزْد، فنسبوا إليه، سكن الكوفة، وهو أوَّل قاض بها.
          روى عن رسول الله صلعم ثلاثة عشر حديثاً، للبخاريِّ منها ثلاثة.
          روى عنه: الشَّعبيُّ، وشَبيب بن غَرْقدة(3) .
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في الجهاد [خ¦2850] ، والخمس [خ¦3119] ، وصفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3642] .
          واستعمله عمر بن الخطَّاب على قضاء الكوفة، وضمَّ إليه سليمان بن ربيعة الباهليَّ، وذلك قبل أن يستقضي شُريحاً، وكان له سبعون فرساً مربوطة للجهاد [في سبيل الله] ، وهو من جملة من سُيِّر إلى الشَّام من أهل الكوفة في خلافة عثمان، وكان له فرس اشتراه بعشرة آلاف درهم.
          قال عروة: مسح رسول الله صلعم خدَّ فرسه، فقيل له في ذلك؟ فقال: «إنَّ جبريل عاتبني في الفرس».


[1] شرح البخاري:12/136.
[2] برقم (2850)، وكلا الروايتين في الحديث نفسه، وفي حديث (2852) حدثنا عروة البارقي، وحديث المتابعة برقم (2851).
[3] في (ن) تصحيفاً: (وسيب بن عرمدة).