غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبيدة بن عمرو السلماني

          623 # عَبِيْدَةُ بنُ عَمْرٍو، أبو مُسْلم السَّلْمَانِيُّ، بفتح المهملة، وسكون اللَّام. قيل: ويقال فيه: بفتح اللَّام أيضاً. حيٌّ من مُراد، كوفيٌّ.
          مخضرمٌ، أسلم قبل وفاة النَّبيِّ صلعم بسنتين، ولم يهاجر إليه، ولم يره. قاله أبو نصر(1) .
          وهو تابعيٌّ كبير، فقيه، ثقة، ثبت، وكان شُريح القاضي إذا أشكل عليه شيء سأله.
          سمع: عليَّ بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود.
          روى عنه: محمَّد بن سيرين، وإبراهيم النخعيُّ.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في فضائل [خ¦5056] القرآن، والجهاد [خ¦2652] .
          قال ابن السَّمعانيِّ(2) : سأل محمَّد بن سيرين عَبِيْدَةَ عن تفسير آية من كتاب الله تعالى، فقال: عليك بالسَّواد الأعظم، ذهب الذين يعلمون فيما نزل القرآن.
          قال العجليُّ: كان عَبيدة أعور، وكان أحد أصحاب ابن مسعود الذين يقرؤون ويفتون، وكان شريح إذا أشكل عليه الشَّيء قال: إنَّ ههنا رجلاً في بني سلمة فيه جرأة. فيرسلهم إلى عبيدة، وكان ابن سيرين(3) من أروى النَّاس عن عَبيدة، وكلَّ شيء روى عنه سوى رأيه، فهو عن عليِّ بن أبي طالب.
          قال محمَّد بن حبيب: السَّلْمانيُّ بسكون اللَّام، وأصحاب الحديث يحرِّكونها، وعيسى بن يونس لم يكن بفتح اللَّام. وقال ابن المدينيِّ: هو عَبيدة بن قيس بن أسلم(4) ، وقيل: عبيدة(5) بن قيس بن عمرو السَّلْمانيُّ، الهَمْدانيُّ، ويكنَّى أبا عمرو أيضاً.
          سمع خارج الصَّحيح: عمر بن الخطَّاب، وعبد الله بن الزُّبير. نزل الكوفة.
          روى عنه خارج الصَّحيح: الشَّعبيُّ، وأبو حصين، والنُّعمان بن قيس، وسعيد(6) بن أبي هند، وغيرهم.
          مات سنة اثنتين(7) ، أو ثلاث وسبعين، وقيل: سنة أربع وسبعين(8) .
          تتمَّة:
          [جميع] من وقع في الصَّحيحين والموطَّأ على هذه الصِّيغة مفتوح ثلاثة:
          أحدهم: والد عامر بن عَبيدة الباهليَّ. قال صاحب المشارق(9) : وَهِمَ المهلَّب في ضبطه مضموم العين.
          وقع ذكره / في البخاريِّ، في كتاب الأحكام [خ¦قبل7162] ، فقال: (قال) معاوية بن عبد الكريم الثقفيُّ(10) : شهدت عبد الملك بن يَعْلَى قاضي البصرة، وإياس بن معاوية، والحسن، وثُمَامة بن عبد الله، وبلال بن أبي بردة، وعبد الله بن بُريدة الأسلميَّ، وعامرَ بنَ عَبِيْدَةَ، وعَبَّادَ بن منصور يجيزون كتب القضاة بغير مَحْضَرٍ من الشُّهود.
          والثَّاني: عَبيدةُ السَّلْمانيُّ، حديثه في الصَّحيحين.
          والثَّالث: عَبيدة بن حُميد، حديثه في البخاريِّ.
          والرَّابع: عَبيدة بن سفيان الحضرميُّ، حديثه في الموطَّأ(11) ومسلم(12) ، وليس له عندهما إلَّا حديث واحد، مرويٌّ عن أبي هريرة، في تحريم كلِّ ذي ناب من السِّباع، نعم في البخاريِّ أنَّ الزُّبير قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص.. الحديث. والمعروف فيه الضَّمُّ، والباقي في هذه الكتب عُبَيْدَة، بالضَّمِّ، وفتح الموحَّدة، منهم: عُبيدة بن الحارث، وعُبيدة بن مُعَتِّب، وسعد(13) بن عُبيدة، وعبد الله بن عُبيدة بن نَشِيط(14) ، وغيرهم، وسيأتي الفرق بين عَبيد وعُبيد بلا هاء.


[1] الهداية والإرشاد:2/504.
[2] الأنساب:3/276.
[3] في غير (ن): (ابن شريح) وهو تصحيف.
[4] كذا في الأصول وفي الأنساب: (عبيدة بن قيس بن سالم).
[5] في (ن) تصحيفاً: (عبيد).
[6] في غير (ن): (سعد).
[7] في (ن) تصحيفاً: (اثنين).
[8] في أصولنا كلها: (وستين) وكذلك هو في الهداية والإرشاد:2/504، ومن متابعته للكلاباذي جاءه الخطأ، ولعله من تحريف النساخ، والمثبت من ثقات ابن حبان:5/139، ومن تهذيب الكمال:19/268.
[9] مشارق الأنوار:2/109.
[10] في (ن) تصحيفاً: (القرشي).
[11] برقم (2175).
[12] برقم (215).
[13] في غير (ن): (سعيد).
[14] في (ن) تصحيفاً: (ذشط).