غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبيد الله بن موسى

          766 # عُبيد الله بن موسى بن أبي المختار، واسمه باذام _بالموحَّدة، بين الألفين معجمة، آخرها ميم، اسم أعجميٌّ معناه اللَّوز_ أبو محمَّد العَبْسِيُّ _بفتح المهملة، وسكون الموحَّدة، ثمَّ مهملة_ مولاهم الكوفيُّ.
          ثقة، سيِّد، جليل، عالم بالقرآن، رأس فيه. قال أحمد بن عبد الله العجليُّ: ما رأيت عبيد الله رافعاً رأسه، ولا ضاحكاً قطُّ، توفِّي بالإسكندريَّة.
          قال ابن قتيبة في المعارف(1) كان عبيد الله يتشيَّع، ويروي أحاديث (في التَّشيُّع) منكرة، فضُعِّف بذلك عند كثير من النَّاس. وقال أبو حاتم: عبيد الله أثبت من أبي نُعيم في إسرائيل. واستصغره في سفيان الثَّوريِّ.
          قال ابن حجر(2) : هو من كبار شيوخ البخاريِّ، سمع من جماعة من التَّابعين، وثَّقه ابن معين، وأبو حاتم، والعجليُّ، وعثمان بن أبي شيبة، وآخرون، قال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً، حسن الهيئة، وكان يتشيَّع، ويروي أحاديث في التَّشيُّع منكرة، فضعَّفه كثير من النَّاس، وعاب عليه الإمام أحمد غلوَّه في التَّشيُّع، مع تقشُّفه(3) وعبادته، وقال أبو حاتم: كان أثبتهم في إسرائيل. قال ابن معين: كان عنده جامع سفيان الثَّوريِّ، وكان يستصغر فيه. قال ابن حجر: ما أخرج له البخاريُّ من روايته عن الثَّوريِّ شيئاً، واحتجَّ به هو والباقون.
          قال أبو نصر(4) : سمع عبيدُ الله إسماعيلَ بن أبي خالد، والأعمش، وهشام بن عروة، وشيبان بن عبد الرَّحمن، والأوزاعيَّ، وإسرائيل. روى عنه البخاريُّ من غير واسطة، في أوَّل حديث من كتاب الإيمان، وروى عنه بواسطة إسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي شيبة، وأحمد بن إسحاق البخاريِّ، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن أبي شريح، ومحمَّد بن الحسن، ومحمَّد بن خالد(5) ، وهو محمَّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذُّهليُّ، ويوسف بن موسى أيضاً، في التَّهجُّد [خ¦1140] ، وصفة النَّبيِّ صلعم [خ¦3632] ، وغزوة أحد [خ¦4043] ، وقتلِ أبي رافع [خ¦4039] ، وغيرها.
          مات سنة ثلاث عشرة ومئتين على الصَّحيح.
          واعلم أنَّه مرَّ الفرق بين العَبْسيِّ، والعَنْسيِّ، (والعَيْشيِّ،) في ترجمة حُذيفة بن اليَمَان، وكذلك مضى البحث عن (الأخذ عن) أهل الأهواء والملل المختلفة أوَّل الكتاب، فراجع الموضعين، ففيهما فوائد جمَّة، والله تعالى أعلم.


[1] 1/119.
[2] مقدمة الفتح: ص423، وفيه: وكان يستضعف فيه، بدل يستصغر.
[3] في غير (ن): (مع ثقته).
[4] الهداية والإرشاد:1/468.
[5] في (ن) تصحيفاً: (خلدة).