غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عاصمٌ بن أبي النجود

          592 # عَاصِمٌ بنُ أبي النَّجُود، بفتح النُّون، وضمِّ الجيم، وسكون الواو، بعدها مهملة. قال أبو [عمرو] عثمان في التَّيسير: اسم أبي النَّجود عبد، ويقال: عاصم بن بَهْدَلَةَ، بفتح الموحَّدة والمهملة، بينهما هاء ساكنة، هي اسم أمِّ عاصم، هكذا قال عمرو بن عليٍّ، وقال ابن حجر: (بهدلة) اسم أبي النَّجُود في قول الجمهور، أبو بكر التَّابعيُّ، المقرئُ، أَحَدُ القراء السَّبعة، الكوفيُّ، الأَسَدِيُّ مولى بني جَذيمة(1) [بن مالك بن] نَصْرِ ابن قَعينٍ.
          صدوق، حجَّة في القراءة. قيل: / له أوهام في الحديث. وذكره الشَّيخان في صحيحهما مقروناً.
          لحق من الصَّحابة الحارث بن حسَّان وافد بني بكر، فهو تابعيٌّ صغير، أخذ القراءة عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَمِيِّ، وزِرِّ بن حُبَيْشٍ، وأخذ عنه أبو بكر بن عَيَّاشٍ، وأبو عمرَ البَزَّارُ.
          قال ابن حجر(2) _نقلاً عن أحمد بن حنبل_: كان رجلاً صالحاً، وأنا أختار قراءته، والأعمش أحفظ منه. وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة. وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق، وليس محلُّه أن يقال: [هو] ثقة، ولم يكن بالحافظ، وقد تكلَّم فيه ابنُ عُلَيَّةَ. وقال العقيليُّ: لم يكن فيه إلَّا سوء الحفظ. وقال البزَّار: لا نعلم أحداً ترك حديثه، مع أنَّه لم يكن بالحافظ. قال ابن حجر: ليس له في الصَّحيحين سوى حديثين، عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، فحديث البخاريِّ في المعوِّذتين [خ¦4976] [خ¦4977] ، وله موضع(3) آخر [معلَّق] في الفتن [خ¦7067] . روى له الباقون.
          [قال عاصم: أصابني خصاصة، فجئت بعض إخواني، فأخبرته، فرأيت في وجهه الكراهية، فخرجت إلى المقابر، فصلَّيت ما شاء الله، ثمَّ وضعت وجهي على الأرض، وقلت: يا مسبِّب الأسباب، يا فاتح الأبواب، يا سامع الأصوات، يا مجيب الدَّعوات، يا قاضي الحاجات، اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك. فوالله ما رفعت رأسي حتَّى سمعت وقعة بقربي، فنظرت، فإذا حدأة رمت كيساً أحمر، فيه ثمانون ديناراً وجوهراً، فبعت الجواهر بمال عظيم، وفضل الدَّنانير اشتريت بها عقاراً، وحمدت الله تعالى] .
          واختلفوا اختلافاً شديداً في حروف كثيرة(4) .
          قال أبو نصر(5) : سمع عاصمٌ زِرَّ بنَ حُبيش، وروى عنه، وعن عَبْدَةَ بنِ أبي لُبَابة البخاريُّ بالواسطة مقروناً به سفيان بن عيينة، في آخر كتاب التَّفسير [خ¦4976] .
          توفِّي سنة ثمان، أو سبع وعشرين ومئة.


[1] في كل الأصول الجملة فيها سقط وتصحيف إذا كان رسمها هكذا: (جذيمة نصر بن معين) وفي (ن): (جذيمة قال نصر..)، والمثبت بين حاصرتين من تهذيب الكمال:13/476، وكتاب التيسير لأبي عمرو الداني:1/4.
[2] مقدمة الفتح: ص411.
[3] في (ن) تصحيفاً: (مواضع).
[4] في (ن): (واختلفوا اختلافاً كثيرة شديداً).
[5] الهداية والإرشاد:2/864.