غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الكريم بن أبي المخارق

          856 # عبد الكريم بن أبي المُخَارقِ(1) _بضمِّ الميم، وبالمعجمة المخفَّفة_ أبو أُميَّة المعلِّم، البصريُّ، نزيل مكَّة.
          شارك عبد الكريم الذي قبله في كثير من شيوخه، والرِّواية عنه، فالتبس الأمر فيهما على كثير من النَّاس. قاله ابن حجر(2) وغيره. قلت: وكان منهم الكرمانيُّ، فإنَّه قال(3) : توفِّي سنة سبع وعشرين ومئة. وتلك في وفاة(4) الذي قبله، وكان ابن السَّمعانيِّ(5) أيضاً منهم، فإنَّه جعله من الجزريِّين في أنسابه، وإنَّما هو من البصريِّين، ومعدود في نزيلي(6) مكَّة، فتأمَّل.
          قال ابن حجر: هو متروك الحديث عند أئمَّة الحديث، وقد ذكره أبو الوليد(7) في رجال البخاريِّ؛ من أجل زيادة وقعت في أوَّل(8) كتاب التَّهجُّد [خ¦1120] ، عن سفيان بن عيينة حيث قال: وزاد عبد الكريم أبو أميَّة: ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله. ولم يقصد البخاريُّ الاحتجاج به، وإنَّما أورده كما حصل عنده، واحتجاجه(9) إنَّما هو بأصل الحديث عن سليمان، كما هو في عادته في ذلك، وقد مضى له شبيه بهذا العمل في عبد الرَّحمن المسعوديِّ، قال: وعَلَّم المزِّيُّ في التَّهذيب علامة تعليق البخاريِّ، وليس ذلك بجيِّد منه، قال: ووقع في أوائل(10) المغازي، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الكريم أنَّه سمع مِقْسَماً. فزعم بعضهم أنَّه ابن أبي المُخَارِق، وليس كذلك، بل هو الجَزَريُّ، كما جاء مصرَّحاً به في مستخرج أبي نُعيم، وروى مسلم حديثاً من رواية ابن عيينة، عن عبد الكريم، عن مجاهد في المتابعات [خ¦1317] ، فقيل: هو الجزريُّ. وقيل: هو هذا. وروى له النَّسائيُّ حديثاً وضعفه، وأخرج له التِّرمذيُّ، وابن ماجه، انتهى. وقال غيره: لكن ذكر في مقدَّمة شرح مسلم(11) ، وما روى له النَّسائيُّ إلَّا قليلاً.
          مات سنة ستٍّ وعشرين ومئة.


[1] في غير (ن): (عبد الكريم بن أبي أمية) وهو تحريف.
[2] مقدمة الفتح: ص421.
[3] شرح البخاري:6/184.
[4] في (ن) تصحيفاً: (وفات).
[5] الأنساب:2/55.
[6] في غير (ن): (أهل).
[7] هو الباجي كما في مصدر النقل.
[8] في غير (ن): (أوائل).
[9] في (ن): (واحتجاجهما) والمقصود الشيخان لكن لا ذكر لمسلم قبله.
[10] في غير (ن): (أول).
[11] 1/104.