غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الله بن ذكوان

          661 # عبدُ الله بنُ ذَكْوَانَ، أبو عبد الرَّحمن، المكنيُّ أيضاً بأبي الزِّناد، وبكسر الزاي، وخفة النُّون، وهو مشهور بكنيته، وكان يغضب من هذه الكنية، لكن يجوز التَّكنِّي بها للتَّعريف، كالتَّلقيب بالأعمش، والأعرج كذلك(1) ، إلى غير ذلك، وهو مولى رَمْلَةَ بنتِ شَيْبَةَ بن ربيعة بن عبد شمس، القرشيُّ.
          مدنيٌّ، ثقة، فقيه، أصله من هَمْدَانَ. قال أبو حاتم: هو ثقة، صاحب سنَّة، وهو ممَّن تقوم به الحجَّة إذا روى عن الثِّقات. وشهد مع عبد الله بن جعفر جنازة؛ فهو إذن تابعيٌّ صغير. قاله الكرمانيُّ(2) .
          روى عنه جماعات من التَّابعين، وهذا من فضائله؛ أنَّه لم يسمع الصَّحابة، وروى عنه هؤلاء التَّابعيُّون، وولَّاه عمر بن عبد العزيز خَرَاجَ العراق.
          قال عبد ربِّه: رأيت أبا الزِّناد دخل مسجد رسول الله صلعم ومعه الأتباع، مثل ما مع السُّلطان من أصحاب السُّؤالات.
          قال البخاريُّ: أصحُّ أسانيد أبي هريرة: أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
          قال الكلاباذيُّ(3) : سمع أبو الزِّناد الأعرجَ. نقل عنه مالك، والثَّوريُّ، وشُعيب بن أبي حمزة، والمغيرة بن عبد الرَّحمن.
          نقل عنه البخاريُّ / بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب حبُّ الرَّسول من الإيمان، من كتاب الإيمان [خ¦14] .
          قال ابن حجر(4) : أبو الزِّناد المدنيُّ، أحد الأئمَّة، الأثبات، الفقهاء، وثَّقه النَّاس، ويقال: إنَّ مالكاً كرهه؛ لأنَّه كان يعمل للسُّلطان، وقال ربيعة الرَّأي شيخ مالك: إنَّه ليس بثقة. قال ابن حجر: ولم يلتفت النَّاس إلى ربيعة في (ذلك)؛ للعداوة التي كانت بينهما، بل وثَّقوه، وكان سفيان يسمِّيه أمير المؤمنين في الحديث، واحتجَّ به الجماعة.
          قال الكرمانيُّ: مات فجأة في مغتسله ليلة الجمعة، في رمضان سنة ثلاثين ومئة. وقيل: إحدى وثلاثين. وعمره أربع وستُّون. وقيل: ستٌّ(5) وستُّون.


[1] في (ن): (بذلك).
[2] شرح البخاري:1/96.
[3] الهداية والإرشاد:1/404.
[4] مقدمة الفتح: ص413.
[5] في (ن): (ستة).