غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الملك بن عمير

          866 # عبد الملك بن عُمير _بضمِّ المهملة، وفتح الميم، مصغَّر عَمْرو_ بن سُويد اللَّخْمِيُّ _بفتح اللَّام، وسكون المعجمة، نسبة إلى لخم، قبيلة نزلت الشَّام_ الكوفيُّ، القِبْطِيُّ _بكسر القاف، وسكون الموحَّدة_ الفَرَسِيُّ، بفتح الفاء والرَّاء، آخره مهملة، منسوب إلى فرس له سابق اسمه قِبْطِي(1) .
          ثقة، فصيح، عالم، تغيَّر حفظه، وربَّما دلَّس، وهو مشهور، من كبار المحدِّثين، وهو(2) تابعيٌّ، لقي جماعة منهم، وثَّقه العجليُّ، والنَّسائيُّ، وابن معين، وابن نمير، وقال ابن مهديٍّ: وكان الثَّوريُّ يتعجَّب من حفظه. وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، تغيَّر حفظه قبل موته، وإنَّما عنى ابنُ مَهديٍّ عبدَ الملك ابن أبي سليمان. وقال ابن حنبل: مضطرب الحديث، يختلف فيه الحفَّاظ. وقال البرقيُّ، عن ابن معين: ثقة، / إلَّا أنَّه أخطأ في حديث أو حديثين. قال ابن حجر(3) : احتجَّ به الجماعة، وأخرج له الشَّيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخِّرين عنه في المتابعات، وإنَّما عيب عليه أنَّه تغيَّر حفظه لكبر سنِّه؛ لأنَّه عاش مئة(4) وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عديٍّ في الكامل، ولا ابن حبَّان.
          قال أبو نصر(5) : هو حليف لبني عَدِيٍّ من قريش، وكان على قضاء الكوفة بعد الشَّعبيِّ، ورد خراسان غازياً مع سعيد بن عثمان بن عفَّان، وهو أوَّل من عبر نهر جَيْحُونَ _نهر بلخ_ معه على طريق سمرقند.
          سمع: جندب بن عبد الله، وجابر بن سَمُرة، وعمرو بن [حريث، وعمرو بن] ميمون، ورِبْعِيَّ بنَ حِرَاشٍ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل.
          روى عنه: شعبة، والثَّوريُّ، وزائدة، وأبو عَوَانة.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في الصَّلاة [خ¦678] ، والتَّفسير [خ¦3385] ، وغيرهما.
          قال ابن السَّمعانيِّ(6) : رأى عليًّا، وولد لثلاث سنين (بقين) من خلافة عثمان، وتوفِّي في ذي الحجَّة، سنة ستٍّ(7) وثلاثين ومئة.
          قال ابن خلِّكان في وفياته: كنيته أبو عَمْرو(8) ، وهو من مشاهير التَّابعين وثقاتهم(9) ، ومن كبار أهل الكوفة، ومن أخباره [أنَّه] قال: كنت عند عبد الملك بن مروان بقصر الكوفة حين جيء برأس مصعب بن الزُّبير، فوضع بين يديه، فرآني قد تغيَّرت، فقال [لي] : مالك؟ فقلت: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين، كنت بهذا القصر بهذا الموضع مع عبيد(10) الله بن زياد، فرأيت رأس الحسين بن عليِّ بن أبي طالب بين يديه في هذا المكان، ثمَّ كنت فيه مع المختار بن أبي عبيد الثَّقفيِّ، فرأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يديه، ثمَّ كنت فيه مع مصعب بن الزُّبير هذا، فرأيت رأس المختار فيه بين يديه، ثمَّ هذا رأس مصعب بين يديك. قال: فقام عبد الملك من موضعه، وأمر بهدم ذلك الطَّاقِ الذي كنَّا فيه.
          قال(11) : مرض عبد الملك بن عمير [مرَّة] ، فاعتذر إليه رجل من تخلُّفه عن عيادته، فقال له: ما كنت لألوم على ترك عيادتي رجلاً لو مرض لما عدته.


[1] في (ن) تصحيفاً: (قبطن).
[2] في (ن) تصحيفاً: (وهي).
[3] مقدم الفتح: ص422، وقوله: لقي جماعة منهم، أي من الصحابة.
[4] في (ن) تصحيفاً: (سنة).
[5] الهداية والإرشاد:2/477.
[6] الأنساب:4/444.
[7] في (ن): (ستة).
[8] وأبو عُمر أيضاً، وخبره مع عبد الملك بن مروان في وفيات الأعيان:3/164، والثقات للعجلي:2/104.
[9] في غير (ن): (وأثباتهم).
[10] في (ن) تصحيفاً: (عبد).
[11] في غير (ن): (أقول).