غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف

          690 # عبدُ الله بنُ عبدِ الرَّحمن بنِ عَوْف أبو سلمة، القرشيُّ، الزُّهريُّ، المدنيُّ، التَّابعيُّ. سمَّاه البخاريُّ، وقال عمرو بن عليٍّ: لا يعرف له اسم.
          سمع: أبا هريرة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعائشة، وجابراً، وأبا سعيد الخدريَّ، ومُعيقيب ابن أبي فاطمة، وعروة بن الزُّبير.
          روى عنه: الزُّهريُّ، ويحيى بن سَعيد، ويحيى بن أبي كَثير، ومحمَّد بن إبراهيم التَّيميُّ، وسعد بن إبراهيم، وأبو بكر بن حفص، وسلمة بن كُهيل.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في كتاب بدء الوحي [خ¦4] ، من أوَّل الصَّحيح.
          قال الكرمانيُّ(1) : أبو سَلَمة _بفتح اللَّام بعد المهملة_ / إمام جليل، أحد الفقهاء السَّبعة، على قول من الأقوال. قال ابن السَّمعانيُّ(2) : اسم أبي سَلَمة كنيته، وقيل: اسمه عبد الله، ولم يصحَّ ذلك، وإن كان النَّاس كلُّهم عبيدَ الله، وأمُّه تُمَاضِرُ بنتُ الأَصْبَغ بن عَمْرو، مِنْ كَلْب، وهي أوَّل كلبيَّة تزوَّجها قرشيٌّ، وكان أبو سلمة من أفاضل قريش، وعُبَّادِهم، وفقهاءِ أهل المدينة، وزُهَّادِهم، وكان رجلاً صبيحاً، كأنَّ وجهه دينار هِرَقْلِيٌّ، وهو ابن أخت عائشة من الرَّضاعة، أرضعته أمُّ كلثوم بنت أبي بكر الصِّدِّيق، فعائشةُ خالته من الرَّضاعة؛ ولهذا اغتسلت عائشة بحضرته وحضرة عبد الله بن يزيد أخيها من الرَّضاعة، كما قاله البخاريُّ، في باب الغسل بالصَّاع [خ¦251] ، وأَرْخَتْ بينها وبينهما(3) حجاباً.
          مات بالمدينة، سنة أربع وتسعين، وقيل: أربع ومئة. والأوَّل أشبه. قال الكلاباذيُّ(4) : وهو ابن ثنتين وسبعين سنة.


[1] شرح البخاري:1/41.
[2] الأنساب:3/181.
[3] في غير (ن): (بينهما وبينها).
[4] الهداية والإرشاد:1/414.