غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الرزاق بن همام

          833 # عبد الرَّزَّاق بن هَمَّام _بفتح الهاء، وشدَّة الميم الأولى_ بن نافع، أبو بكر الحِمْيريُّ _بكسر المهملة، وسكون الميم، وفتح التَّحتيَّة المثنَّاة_ مولاهم اليماني _بفتح المثنَّاة التَّحتيَّة، وخفَّة الميم، آخرها نون، نسبة إلى اليمن، والنِّسبة إليها يماني ويمنيٌّ_ الصَّنعانيُّ، بفتح المهملة، وسكون النُّون، ثمَّ المهملة.
          حافظ، مصنِّف، شهير، عمي في آخر عمره فتغيَّر. قال ابن حجر(1) : هو أحد الأثبات، صاحب التَّصانيف، وثَّقه الأئمَّة كلُّهم إلَّا العبَّاس بن عبد العظيم العنبريَّ، فتكلَّم فيه بكلام أفرط فيه، فقال: إنَّه كذَّاب، وإنَّ(2) الواقديُّ أوثق منه. ولم يوافقه عليه أحد، وسئل الإمام أحمد، من أثبت في ابن جُريج عبدُ الرَّزَّاق أو محمَّد بن بكر البرسانيُّ؟ فقال: عبد الرَّزَّاق. وقال عبَّاس الدُّوريُّ عن ابن معين: كان عبد الرَّزَّاق أثبت في حديث معمر من(3) هشام بن يوسف. وقال هشام بن يوسف: كان عبد الرَّزَّاق أعلمنا وأحفظنا. قال يعقوب: وكلاهما / _يعني هشاماً، وعبد الرَّزَّاق_ ثقة، ثبت. قال الذُّهليُّ: كان أيقظهم في الحديث، وكان يحفظ. وقال ابن عديٍّ: رَحَل إليه ثقاتُ المسلمين، وكتبوا عنه إلَّا أنَّهم نسبوه إلى التَّشيُّع، وهو أعظم ما ذمُّوه به، وأمَّا الصِّدق فأرجو أن لا بأس به. وقال النَّسائيُّ: فيه نظر لمن كتب عنه بأَخَرةٍ، كتبوا عنه أحاديث منكرة. وقال أحمد: من سمع منه بعدما عمي فليس بشيء، وما كان من كتبه فهو صحيح، وما ليس في كتبه، فإنَّه كان يلقَّن فيتلقَّن. قال ابن حجر(4) : احتجَّ به الشَّيخان في جملة [من] حديث من سمع منه قبل الاختلاط، وضابط ذلك، من سمع منه قبل المئتين، فأمَّا بعدها فكان [قد] تغيَّر، وفيها سمع منه أحمد بن شبويه، فيما حكى الأثرم عن أحمد، وروى له الباقون.
          قال الكرمانيُّ: روى عنه سفيان، وهو شيخه. قلت: فهو من رواية الأكابر عن الأصاغر. قال عبد الوهَّاب بن همَّام أخوه: كنت عند خالي معمر بن راشد، فقال: عبد الرَّزَّاق بن همَّام خليق أن تُضْرب إليه أكباد الإبل. قال أحمد بن صالح: قلت للإمام أحمد: هل رأيت أحداً أحسن من عبد الرَّزَّاق؟ قال: لا. قال الكرمانيُّ: وكان عبد الرَّزَّاق إليه الرحلة من أقطار الأرض.
          قال الكلاباذيُّ: سمع عبدُ الرَّزَّاق معمراً، والثَّوريَّ، وابنَ جُريج، روى عنه إسحاق بن راهويه، وإسحاق بن نصر، وإسحاق بن منصور، وعليُّ بن المدينيِّ، ومحمود بن غيلان، وعبد الله بن محمَّد المسنديُّ، ويحيى بن جعفر البخاريُّ، ويحيى بن موسى البلخيُّ.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب حسن إسلام المرء، من كتاب الإيمان [خ¦42] ، ثمَّ في الوضوء [خ¦135] ، والغسل [خ¦278] ، والصَّلاة [خ¦398] إلى غير ذلك.
          ولد سنة ستٍّ [ومئة. قاله ابن حنبل عن عبد الرَّزَّاق نفسه، وتوفِّي في النِّصف من شوَّال، سنة إحدى] وعشرين ومئتين.


[1] مقدمة الفتح: ص419، وتقريب التهذيب:2/354.
[2] في غير (ن): (وكان).
[3] في (ن) تصحيفاً: (بن).
[4] مقدمة الفتح: ص420، وقول الكرماني في شرح البخاري:1/170.