غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الله بن الحارث بن نوفل

          649 # عبدُ الله بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلَ، الهاشميُّ، المدنيُّ، أبو محمَّد، أمير البصرة.
          تابعيٌّ كبير، وقال بعضهم: صحابيٌّ فله رؤية(1) . وأمَّا أبوه وجدُّه فصحابيَّان بلا خلاف.
          قال ابن عبد البرِّ: أجمعوا على ثقته. ويشهد لصحبته(2) قول ابن الأثير(3) : إنَّ النَّبيَّ صلعم حنَّكه، ودعا له. يكنَّى أبا محمَّد، وقيل: أبا إسحاق. وأمُّه هند بنت أبي سفيان بن حرب، ويلقَّب بَبَّه، بموحَّدتين ثانيهما مشدَّدة؛ وذلك لأنَّ أمَّه كانت ترقصه وهو طفل:
لأُنكِحَنَّ بَبَّهْ                     جاريةً خِدَبَّهْ
مُكْرَمَةً مُحَبَّهْ                     تَجُبُّ أَهْلَ الكَعْبَهْ
          وهو الذي اتَّفق عليه أهل البصرة عند موت يزيد بن معاوية حتَّى تتَّفق النَّاس على إمام، وإنَّما فعلوا ذلك؛ لأنَّ أباه من بني هاشم، وأمُّه من بني أميَّة، فقالوا: من ولي الأمر رضي به. وسكن البصرة، ومات بعُمَانَ؛ لأنَّه كان مع عبد الرَّحمن بن الأشعث(4) ؛ لمَّا خلع الحجَّاج وقاتله، فلمَّا انهزم ابن الأشعث هرب عبد الله إلى عُمان، فمات بها.
          حدَّث عن العبَّاس(5) بن عبد المطَّلب.
          روى عنه عبد الملك بن عُمير.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في الأدب [خ¦6208] ، وقصَّة أبي طالب [خ¦3883] ، وروى خارج الصَّحيح عن عمر، وعثمان، وعليٍّ، وابن عبَّاس، [وصفوان بن أميَّة، وأمِّ هانئ.
          وكان ثقة.
          روى عنه خارج الصَّحيح بنوه عبد الله، وعبيد الله،]
وإسحاق.
          توفِّي سنة أربع وثمانين، وقيل: تسع وسبعين.


[1] في غير (ن): (رواية).
[2] في الأصول: (لصحته) والتصويب من أسد الغابة.
[3] الخبر مع الشعر في أسد الغابة:3/209، والبَبُّ: الغلام السمين، وقيل: حكاية صوت الصبي، والخِدَبَّةُ: الضخمة، وتجبُّ: تغلب النساء بحسنها. (اللسان: بَبَبَ)، والشعر فيه، وفي التاج (ببب) والرواية عنده أتم وأكمل.
[4] في (ن) تصحيفاً: (الأشعب).
[5] في غير (ن): (عباس).