غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة

          755 # عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود بن غافل بن حَبيب بن شمخ بن مخزوم بن صبيح بن كاهل، أبو عبد الله الهُذَلِيُّ _بضمِّ الهاء، وفتح المعجمة الخفيفة، آخره لام_ حليف بني زُهرة بن كلاب، المدنيُّ، الأعمى. قاله الكلاباذي(1) .
          وهو تابعيٌّ كبير، أحد الفقهاء السَّبعة بالمدينة، وجمعهم الشَّاعر في بيت من البحر الطَّويل، وهو:
فخذهم عُبيد الله عُروةُ قاسمٌ                     سعيدٌ أبو بكرٍ سليمان خارِجَهْ
          وقد مضى ذكر أكثرهم، وسيأتي الباقي، إن شاء الله، وهو ابن ابن أخي عبد الله بن مسعود، صاحب النَّعلين والوسادة.
          قال الزُّهريُّ: ما جالست أحداً من العلماء، [إلَّا] وقد رأيت أنِّي قد أتيت على ما عنده ما خلا عبيد الله، فإنِّي لم آته إلَّا وجدت عنده علماً ظريفاً. وقال الزُّهريُّ أيضاً: أدركت أربعة بحور. (فذكر) فيهم(2) عبيد الله، وقال: سمعت من العلم شيئاً كثيراً، فظننت أنِّي قد اكتفيت حتَّى(3) لقيت عُبيد الله بن عبد الله، فإذا كأنِّي ليس في يدي شيء. ومن جملة تلامذته عمر بن عبد العزيز الخليفة، ونعمَّا الشَّيخ والتِّلميذ.
          قال محمَّد بن عبد العزيز: لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحبُّ إليَّ من الدُّنيا، وكان عالماً ناسكاً، وكان والده صحابيًّا، وقال: أذكر أنَّ النَّبيَّ صلعم أخذني، وأنا خُماسيٌّ، أو سُداسيٌّ، وأجلسني في حجره، ومسح رأسي، ودعا لي، ولذرِّيَّتي بالبركة. رواه البيهقيُّ(4) ، فيا لها من نعمة! ويا لها من مفخرة(5) ! وكانت الرِّئاسة في الجاهليَّة إلى جدِّه صبيح بن كاهل، فهو عريق في الكفر والإسلام.
          مات سنة بضع إمَّا(6) أربع، أو (خمس، أو) سبع، أو تسع وتسعين، ومات والده سنة ستٍّ وثمانين.
          قال أبو نصر(7) : سمع عبيدُ الله ابنَ عبَّاس، وأبا سعيد الخدريَّ، وعائشة، وأمَّ قيس بنت مِحْصَن، وأبا هريرة، وزيد بن خالد الجُهنيَّ. روى عنه الزُّهريُّ، وصالح(8) بن كَيْسَان، وموسى بن أبي عائشة.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في خامس حديث في الصَّحيح(9) .
          قال البخاريُّ: مات قبل عليِّ بن الحسين، وقد ذكرنا الوفاة.


[1] الهداية والإرشاد:1/464، وفي غير (ن): (العمي) بدل (الأعمى) و(قال) بدل (قاله) والبيت مع بيت آخر، في وفيات الأعيان:1/283، ونسبهما صاحب الجواهر المضية في طبقات الحنفية:2/146 لمحمد بن يوسف الحلبي الشهير بقاضي عسكر، وأولهما:
~ألا كل من لا يقتدي بأئمة فقسمته ضيزى عن الحق خارجه
[2] في غير (ن): (منهم).
[3] في (ن): (متى).
[4] في دلائل النبوة:6/215، وفي ثقات ابن حبان:1/187: صاهلة بن كاهل، وكذا في الهداية والإرشاد:1/382 وقوله: (محمد بن عبد العزيز) كذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان:3/115: (عمر بن عبد العزيز)، وهو من إصلاح المحقق، وإلا فهو في أصله (محمد) كما أشار في الحاشية، والمصنف ينقل من الوفيات.
[5] في (ن) تصحيفاً: (معجزة).
[6] في غير (ن): (أو).
[7] الهداية والإرشاد:1/465.
[8] في غير (ن): (وصبيح) وهو تصحيف.
[9] ورقمه في نسختنا المعتمدة في التحقيق برقم (6).