غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني

          802 # عبد الرَّحمن بن عبد الله بن الأصبهانيُّ، الكوفيُّ، الجُهَنِيُّ.
          ثقة، تابعيٌّ، أصله من أصبهان، خرج منها حين افتتحها أبو موسى الأشعريُّ.
          سمع: عبد الله بن مُغَفَّل، وأبا صالح ذَكْوان.
          روى عنه: شعبة(1) ، وأبو عَوَانة وابن عيينة.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في باب هل يجعل للنِّساء يوماً على حدة، من كتاب العلم [خ¦101] ، وفي المحصر [خ¦1816] .
          مات في خلافة خالد بن عبد الله القَسْريِّ على العراق، وعزل خالد سنة خمس وعشرين ومئة، ومات سنة ستٍّ.
          فائدة
          الأصفهانيُّ، بفتح الهمزة وكسرها، وبالفاء وبالموحَّدة، وأهل المشرق يقولون بالفاء، وأهل المغرب بالباء، وهي مدينة عظيمة من مدن عراق العجم، كثر المحدِّثون منها.
          قال ابن خلِّكان في ترجمة أبي نُعيم أحمد الأصفهانيِّ(2) : هو بفتح الموحَّدة، ويقال بالفاء، وهي(3) من أشهر بلاد الجيل، وإنَّما قيل لها هذا الاسم؛ لأنَّها بالعجميَّة: تسمَّى سباهان، وسباه(4) بالعجميَّة العسكر، وهان الجمع، وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم في هذا الموضع، مثل عسكر فارس، وكِرْمان، والأَهْواز، وقال في القاموس _في مادَّة أصص_ (أصل) أصبهان: أَصَّتْ بَهَانُ، أي سمنت(5) المَليحة، سمِّيت بذلك لحسن هوائها، وعذوبة مائها، وكثرة فواكهها، فخفِّفت، ثمَّ قال: والصَّواب أنَّها أعجميَّة، وقد تكسر همزتها(6) ، وقد تبدل باؤها فاء، وأصلها أسْبَاهان، أي الأجناد؛ لأنَّهم كانوا سكَّانها، أو لأنَّهم لما دعاهم نُمْرُوذُ إلى محاربة من في السَّماء، كتبوا في جوابه: أسباه آن نَه كِهْ باخُدَاجَنْك كُنَد(7) . أي هذا الجند ليس ممَّن يحارب الله، قال: أو من أَصْبَ. انتهى. قلت: لكنَّه لم يذكر هذه المادَّة في كتابه في مظنَّته، فتأمَّل.
          قال التُّوْرِبِشتيُّ: كان منزل(8) أصبهان من بلاد الفرس منزلة الرَّأس من الجسد. قال رسول الله صلعم: «يتبع الدَّجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطَّيالسة»(9) ذكره البغويُّ في المصابيح.


[1] في (ن) تصحيفاً: (شيبة).
[2] وفيات الأعيان:1/92.
[3] في (ن) تصحيفاً: (وهو).
[4] في (ن): (سبا).
[5] في (ن) تصحيفاً: (سميت).
[6] في (ن): (همزها) و (وقد بدل).
[7] القاموس وشرحه (أصَّ) وفي تاج العروس: كُنَد بالضم وفتح النون، تأكيد لمعنى الفعل، ويعبر به عن المفرد، ولولا ذلك لكان حقه (كُنَنْد) بنونين نظراً إلى لفظ أسباهان بمعنى الأجناد.
[8] في (ن): (ينزل).
[9] أخرجه مسلم في الفتن برقم (7392)، وانظر مشكاة المصابيح برقم (5478).