غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

علقمة بن قيس

          928 # علقمة بن قيس أبو شِبْل النَّخَعِيُّ، الكوفيُّ، عمُّ الأسود، وعمُّ [والدة] إبراهيم النَّخعيِّ.
          تابعيٌّ، ثقة، ثبت، [فقيه،] عابد. وقال الكرمانيُّ: لم يولد له قطُّ، اتَّفق العلماء على عظم محلِّه، ورفعة قدره، وكمال منزلته، كان من الرَّبَّانيِّين، وكان شبيهاً بعبد الله بن مسعود، وكان عبد الله شبيهاً بسيِّد الخلق صلعم، فكان علقمة شبيهاً بالنَّبيِّ صلعم ؛ لأنَّ الشَّبيه بالشَّبيه بالشَّخص شبيه بذلك الشَّخص، إذا اتَّحد جهة الشَّبه(1) ، وهنا كذلك.
          قال ابن السَّمعانيِّ: كان علقمة راهب أهل الكوفة عبادة وعلماً(2) (وعملاً) وفضلاً وفقهاً، وكان من أشبههم بعبد الله بن مسعود هدياً ودَلًّا، قال: وهو خال أمِّ إبراهيم(3) النَّخعيِّ؛ / لأنَّ أمَّ إبراهيم كانت مليكة أخت الأسود بن يزيد، وقد مضى أنَّه عمُّها، وذلك قول الكلاباذيِّ(4) .
          قال ابن السَّمعانيِّ: وكان علقمة ممَّن غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنتين [يقصر الصَّلاة] ، وأقام بمرو مدَّة يصلِّي الفرائض الرًّباعيَّات ركعتين ركعتين. قال كمال الدِّين الدَّميريًّ: أقام علقمة بخوارزم سنتين يقصر الصَّلاة. قلت: هذا مذهب علقمة، وهو نصُّ الشَّافعيِّ في الإملاء، لكنَّه مرجوح عند الشَّيخين الرَّافعيِّ والنَّوويِّ، على أنَّه أجيب (عن مذهبه) بأنَّه كان ينتقل في بلاد خوارزم [للجهاد، والمراد بالإقامة أنَّه لم يخرج من نواحي خوارزم]، لا أنَّه أقام بمدينة خوارزم، وقطنها(5) من غير نقلة عنها.
          قال الكلاباذيُّ: سمع علقمة ابن مسعود، وعائشة، وأبا الدَّرداء(6) ، روى عنه إبراهيم النَّخعيًّ.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب ظلم دون ظلم [خ¦32] .
          مات سنة إحدى، أو اثنتين وستِّين، وقال ابن نمير: توفِّي سنة اثنتين(7) وسبعين.


[1] في (ن): (الشبيه).
[2] في غير (ن) جاء قوله (وعلماً) آخر الصفات.
[3] أقحم المؤلف كلمة (أم) قبل إبراهيم، وليست موجودة في الأنساب:1/385، ولا في رجال مسلم:1/80، وعلى هذا يكون خال إبراهيم، لا عمه، كما ذكر المزي في تهذيب الكمال:20/301، والذهبي في السير:4/53.
[4] الهداية والإرشاد:2/575.
[5] في غير (ن): (وتوطنها).
[6] في (ن) تصحيفاً: (وأبي المورد).
[7] في (ن): (اثنين).