غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الكريم بن مالك

          855 # عبد الكريم بن مالك، أبو سعيد، مولًى لعثمان بن عفَّان، أو معاويةَ بن أبي سفيان، القرشيُّ، الأمويُّ، الجَزَريُّ، بفتح الجيم والزَّاي، ثمَّ الرَّاء، نسبة إلى عدَّة بلاد من ديار بكر، /
          منها المَوْصِلُ، وسِنْجَارُ، وحَرَّانُ، والرَّقَّة، ورأسُ العين، وآمِد، ومَيَّا فارقِيْنَ، والرُّها، وغيرها؛ لكونها واقعة بين الدِّجلة والفرات، والجزيرة اسم لبلد خاصٍّ، يقال لها: جزيرة ابن عُمر. قاله [ابن] السَّمعانيِّ(1) ، وقال ابن خلِّكان(2) : جزيرة ابنيَ(3) عمر على صيغة التَّثنية. قال: ولم أدر لم سمِّي بذلك؟
          قال الكلاباذيُّ(4) : أصله من إِصْطَخْرَ، تحوَّل إلى حَرَّانَ، وهو ابن عمِّ خُصيف وخصَّاف ابني عبد الرَّحمن. قال غيره: ويقال له: الخَضَريَّ(5) ، بفتح المعجمتين، نسبة إلى قرية من اليمامة، [ثقة متقن] . انتهى.
          قال أبو نصر: سمع مجاهداً، وعكرمة، ومِقْسَماً.
          روى عنه: ابن جُريج، ومَعْمَر، والثَّوريُّ.
          ونقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في تفسير اقرأ باسم ربِّك [خ¦4958] ، وتفسير سورة النِّساء [خ¦4595] ، وفي الحجِّ أوَّلاً [خ¦1717] ، وغيرها.
          مات سنة سبع وعشرين ومئة.
          قال ابن حجر(6) : أبو سعيد الحرَّانيُّ أحد الأثبات، وثَّقه الأئمَّة، قال ابن المدينيِّ: ثبت، (ثبت). وقال ابن معين: ثقة، ثبت. وذكره ابن عديٍّ في الكامل، في قصَّة عائشة أنَّه صلعم كان يقبِّلها، ولا يحدث وضوءاً. قال: وإذا روى الثِّقات عن عبد الكريم فأحاديثه مستقيمة. وأنكر يحيى القطَّان حديثه عن عطاء في لحم البغل. قال ابن حجر: لم يخرِّج له البخاريُّ من روايته عن عطاء إلَّا موضعاً واحداً معلَّقاً، واحتجَّ به الجماعة.


[1] الأنساب:2/55.
[2] وفيات الأعيان:3/349.
[3] في (ن) تصحيفاً: (بني).
[4] الهداية والإرشاد:2/493.
[5] كذا في الأصل، وفي تهذيب الكمال:18/253، وتابعه ابن حجر: (الخِضْرمي)، وقال ابن حجر في التقريب:2/361: بالخاء والضاد المعجمتين، وفي التهذيب:60/333: بالخاء المعجمة المكسورة.
[6] مقدمة الفتح: ص421.