غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبيد الله بن عمر بن حفص

          759 # عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، أبو عثمان، القرشيُّ، المدنيُّ، العدويُّ، أخو عبد الله، وعاصم، العُمَرِيُّ، بضمِّ العين المهملة، وفتح الميم.
          قال ابن السَّمعانيِّ(1) : (في) هذه النِّسبة إلى عُمَرَيْنِ(2) ، أحدهما عمر بن الخطَّاب، والثَّاني عمر بن عليِّ بن أبي طالب؛ فأمَّا المنتسب إلى عمر بن الخطَّاب، فالمشهور بهذه النِّسبة عبد الله وعُبيد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، ويحيى بن عمر أخوهما. قال: وهما أدركا التَّابعين، واشتهرا بالرِّواية في المدينة، وكتب عنهما النَّاس. ثمَّ قال: وأمَّا المنتسبون إلى عمر بن عليٍّ، (ثمَّ قال): فمنهم(3) أبو عثمان، عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب، العُمَرِيُّ، القرشيُّ، العَدَوِيُّ. يروي عن القاسم، وسالم، ونافع، والزُّهريِّ، وعطاء، وأهل الحجاز. روى عنه شعبة، ومالك، والثَّوريُّ، والنَّاس، وكان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلاً، وعلماً، وعبادة، وشرفاً، وحفظاً، وإتقاناً، وأخوه عبد الله بن عمر ضعيف، وأمُّهما فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطَّاب. قال: وأمَّا عبد الله، فهو يروي(4) عن نافع. روى عنه العراقيُّون وأهل المدينة، وكان ممَّن غلب عليه الصَّلاح والعبادة؛ حتَّى غفل عن ضبط الأخبار، وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته، فلمَّا فحش خطؤه استحقَّ التَّرك، ومات سنة ثلاثين ومئة. قال: ومات عبيد الله سنة أربع، أو خمس وأربعين ومئة. انتهى كلام ابن السَّمعانيِّ(5) .
          قلت: وهو كلام متدافع، ليس بمستقيم، فإنَّه تارة نسب عبيد(6) الله إلى عمر بن الخطَّاب، وتارة إلى عليِّ بن أبي طالب، وإن أمكن أن ينتسب إلى أحدهما من جهة الأب، والآخر من جهة الأمِّ، لكن (على) ما نسب هو إليهما من جهة الأب، فتأمَّل. على أنَّه جعل الأمَّ(7) أيضاً ممَّن تنتسب إلى عمر بن الخطَّاب، فتدبَّر، فإنَّ كلامه غير خال عن حزازة.
          قال أبو نصر الكلاباذيُّ(8) : سمع عُبيدُ الله القاسمَ بنَ محمَّد، ونافعاً، وعمر بن نافع، والزُّهريَّ، ومحمَّد بن المنكدر، وسعيد المقبريَّ، وحبيب بن عبد الرَّحمن، ومحمَّد بن يحيى بن حَبَّان، وسالم بن عبد الله. روى عنه ابن جريج، ويحيى القطَّان، وأنس بن عياض، وأبو خالد الأحمر، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، ومعتمر، وعبد الوهَّاب، وبشر بن المفضَّل، وعبد الله بن نمير.
          نقل عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع كثيرة، أوَّلها: في باب التَّبرُّز(9) في البيوت، من كتاب الوضوء [خ¦148] .
          وقال القاسم: عبيد الله(10) ثقة، ثبت، قدَّمه أحمد بن صالح على مالك / في نافع، وقدَّمه يحيى بن معين في القاسم، عن عائشة، على الزُّهريِّ، عن عروة، عن عائشة. انتهى،
          وتقدَّم أنَّه مات سنة كذا، وقال الكلاباذيُّ: سنة سبع وأربعين ومئة.


[1] الأنساب:4/240، وفيه: ومات سنة ثلاث وسبعين ومئة. يعني عبد الله بن عمر الموسوم بالضعف.
[2] في (ن) تصحيفاً: (عمر من).
[3] في (ن) تصحيفاً: (فهم).
[4] في غير (ن): (روى).
[5] الأنساب:4/240، وفيه: ومات سنة ثلاث وسبعين ومئة. يعني عبد الله بن عمر الموسوم بالضعف.
[6] في غير (ن): (عبد).
[7] في غير (ن): (الإمام).
[8] الهداية والإرشاد:1/466.
[9] في (ن) تصحيفاً: (التبرد).
[10] في (ن) تصحيفاً: (القاسم بن عبيد الله).