غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام

          604 # عَامِرُ بنُ عبد اللَّهِ بن الزُّبيرِ بنِ العَوَّامِ، أبو الحارث، القرشيُّ، الأَسَدِيُّ، المدنيُّ، التابعيُّ.
          كان عابداً(1) ، فاضلاً، ثقة. قال مالك بن أنس: كان عامر بن عبد الله / يقف عند موضع الجنائز يدعو وعليه قطيفة، فربَّما سقطت عنه القطيفة، وما يشعر بها، وقال مالك: ربَّما خرج عامر منصرفاً من العَتَمَةِ من مسجد رسول الله صلعم فيَعْرِضُ له الدُّعاء قبل أن يصل إلى منزله، فيرفع يديه، فما يزال كذلك حتَّى ينادى بالصُّبح، فيرجع إلى المسجد، فيصلِّي الصُّبح بوضوء العتمة.
          وقال عامر: ما سألت الله تعالى حاجة سنةً بعد موقف أبي إلَّا له. قال سفيان بن عيينة: اشترى عامر نفسه من الله تعالى ستَّ مرَّات. وقال مرَّة: اشترى نفسه من الله بسبع ديَّات.
          قال معن بن عيسى: سمعت أنَّ عامراً ربَّما خرج بالبَدْرَةِ فيها عشرة آلاف درهم يقسمها، فما يصلِّي العتمة ومعه منها درهم.
          قال الأصمعيُّ: سُرقت نعلا عامر، فما انتعل حتَّى مات.
          قال أبو نصر(2) : سمع عامر أباه، وعَمْرو بنَ سُليم. روى عنه مالك، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وجامع بن شدَّاد. نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في التَّهجُّد [خ¦1163] ، والجنائز(3) ، وغيرهما.
          مات قبل هشام، أو بعده بقليل، ومات هشام سنة أربع وعشرين ومئة، وقيل: مات عامر سنة إحدى وعشرين ومئة.


[1] في غير (ن): (عالماً).
[2] الهداية والإرشاد:2/558.
[3] ليس له رواية في الجنائز.