غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عبد الرحمن بن غنم بن كريب

          823 # عبد الرَّحمن بن غَنْم بن كُريب _اختلفوا في صحبته(1) ، وعَّده العجليُّ من كبار التَّابعين، وغَنْم، هو بفتح المعجمة، وسكون النُّون_ الأشعريُّ، قيل: قدم على رسول الله صلعم في السَّفينة، والصَّحيح أنَّه لم يره، ولم يقدم عليه. ولزم معاذ بن جبل، منذ بعثه رسول الله صلعم إلى اليمن، إلى أن مات في خلافة عمر، يعرف بصاحب معاذ لملازمته له.
          سمع عمر بن الخطَّاب، وكان أفقه أهل الشَّام، وهو الذي فقَّه عامَّة التَّابعين بالشَّام، وكان له جلالة وقدر، وقدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستِّين، وقال: سئل رسول الله صلعم عن العُتُلِّ الزَّنيم، قال: « [هو] الشَّديد الخَلْق، الأكول الشَّروب، الظلوم [النَّاس] ، الرَّحْبُ الجَوْف». وهو الذي عاتب أبا الدَّرداء، وأبا هريرة بحمص إذ انصرفا إلى عليٍّ رسولين إلى معاوية، وكان في ما قال لهما: عجباً منكما! كيف جاز عليكما ما جئتما به؟ تدعوان عليًّا إلى أن يجعلها شورى، وقد علمتما أنَّه تابعه المهاجرون، والأنصار، وأهل الحجاز، والعراق، وأنَّ من رضيه خير ممَّن كرهه، ومن تابعه خير ممَّن لم(2) يتابعه، وأنَّى مدخل لمعاوية في الشُّورى؟! ندَّمهما(3) على مسيرهما، فتابا على يديه. قاله أبو عُمر، واعترض عليه ابن الأثير(4) بأنَّ أبا الدَّرداء تقدَّمت وفاته على الوقت الذي بويع فيه عليٌّ؛ لأنَّ الصَّحيح أنَّ أبا الدَّرداء توفِّي قبل قتل عثمان، وردَّ قول من قال: إنَّ أبا الدَّرداء توفِّي سنة ثمان، أو تسع وثلاثين.
          قال الكلاباذيُّ(5) : عبد الرَّحمن أشعريٌّ، شاميٌّ، يقال: له صحبة. حدَّث عن أبي مالك، وأبي عامر الأشعريِّ، روى عنه عطيَّة بن قيس. نقل عنه البخاريُّ بالواسطة، في الأشربة [خ¦5590] .
          مات في خلافة عبد الملك بن مروان، وروي أنَّه مات سنة / ثمان وسبعين.
          ثمَّ اعلم أنَّ محلَّ ذكر هذه التَّرجمة كان بعد عبد الرَّحمن بن غزوان، لكنِّي غفلت(6) ، فتداركت هنا، فتأمَّل.


[1] في غير (ن): (حجيته).
[2] في غير (ن): (لا).
[3] في غير (ن): (يذمهما).
[4] الهداية والإرشاد:
[5] 2/878.
[6] في (ن) تصحيفاً: (يكنى غفلة) وفي غيرها: (فتداركتها).