غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عثمان بن صالح

          879 # عثمان بن صالح بن صَفْوانَ، أبو يحيى، السَّهْمِيُّ، المصريُّ، / والد يحيى.
          صدوق، من كبار طبقته، وقد ثبت عنه أنَّه قال: رأيت صحابيًّا من الجنِّ.
          سمع: بكرَ بنَ مُضَرَ، وابن وَهْب.
          روى عنه البخاريُّ من غير واسطة، في كتاب الأحكام [خ¦7175] ، وفي انشقاق القمر [خ¦3870] .
          قال ابن حجر(1) : هو من شيوخ البخاريِّ، وثَّقه ابن معين، والدَّارقطنيُّ، قال أبو زرعة: كان يكتب مع خالد بن نَجيح، وكان خالد يملي عليه ما لم يسمعه من الشَّيخ، فبُلُوا به(2) . قال ابن حجر: وهذا بعينه جرى لعبد الله بن صالح كاتب اللَّيث، وخالد بن نجيح هذا كان كذَّاباً، وكان يحفظ بسرعة، وكان هؤلاء إذا اجتمعوا عند شيخ فسمعوا منه، وأرادوا كتابة ما سمعوه اعتمدوا في ذلك على إملاء خالد عليهم، إمَّا من حفظه، أو من الأصل، فكان يزيد فيه ما ليس فيه، فدخلت عليهم الأحاديث الباطلة من هذه الجهة، وقد ذكر الحاكم أنَّ مثل هذا بعينه وقع لقتيبة بن سعيد [معه] مع جلالة قتيبة، وأمَّا ما رواه أحمد بن محمَّد [بن] الحجَّاج، عن رِشْدِيْنَ(3) ، عن أحمد بن صالح أنَّه ترك عثمان بن صالح، فلا يقدح فيه؛ أمَّا أوَّلاً، فإنَّ رشدين ضعيف، لا يوثق به [في هذا] ، وأمَّا ثانياً، فأحمد بن صالح من أقران عثمان، فلا يقبل قوله إلَّا ببيان واضح، والحكم في أمثال هؤلاء الشُّيوخ الذين لقيهم البخاريُّ، وميَّز صحيح حديثه من سقيمه، وتكلَّم فيهم(4) غيره أنَّه لا يدَّعي أنَّ جميع أحاديثهم من شرطه، فإنَّه لا يخرج لهم إلَّا ما تبَّين صحَّته، والدَّليل على ذلك أنَّه ما أخرج لعثمان هذا في صحيحه سوى ثلاثة أحاديث، أحدها متابعة، في تفسير سورة البقرة [خ¦4514] ، وروى له النَّسائيُّ، وابن ماجه.
          توفِّي سنة تسع عشرة ومئتين، وله خمس(5) وسبعون سنة.


[1] مقدمة الفتح: ص423..
[2] رسمت في (ن) هذا: (فيلووا به) وفي مقدمة الفتح: (قبلوا به).
[3] في (ن) تصحيفاً: (رشد) وكذا الموضع بعده.
[4] في غير (ن): (غيره).
[5] في (ن): (خمسة).